المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الْعَامرْ: من أهل بريدة، قدموا إليها من المدينة المنورة.   منهم سعد بن - معجم أسر بريدة - جـ ١٤

[محمد بن ناصر العبودي]

فهرس الكتاب

- ‌باب العين

- ‌الْعَامرْ:

- ‌دعاة وأعمال خيرية:

- ‌العامر:

- ‌الشيخ علي بن عامر بن صالح آل عامر (1339 - 1411 ه

- ‌العامري:

- ‌العايد:

- ‌وثائق للعايد:

- ‌العايدي:

- ‌العايش:

- ‌العَبَّاد:

- ‌العْبَادي:

- ‌تصحيح اسم جد الشيخ العبادي:

- ‌العبَّاس:

- ‌العبد الرحيم:

- ‌أصل وصية عبد الرحيم الحمود:

- ‌أشخاص معاصرون من أسرة (العبد الرحيم):

- ‌العبد الرَّزاق:

- ‌العبد اللطيف:

- ‌العبد اللطيف:

- ‌العبد اللطيف:

- ‌العبد المعين:

- ‌العبد الملك:

- ‌العبد المنعم:

- ‌العبد الوهاب:

- ‌ العبد الوهاب

- ‌وصية عبد الله العبد الوهاب:

- ‌نبذة مختصرة عن أسرة العبد الوهاب البريدي:

- ‌العبد الهادي:

- ‌العبدان:

- ‌ترجمة موجزة لحياة فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العبدان:

- ‌سخاء الشيخ ابن عبدان:

- ‌إنجازات تاريخية منقوشة على البيض:

- ‌العبدان:

- ‌العُبرّة:

- ‌العَبْلاني:

- ‌العبْوُد:

- ‌‌‌ العبود

- ‌ العبود

- ‌العبْوُدي:

- ‌أسرة العبودي وملح البارود:

- ‌أسرة العبودي والمدح بالفصحى:

- ‌العودة إلى ذكر الجد:

- ‌عبد الكريم بن إبراهيم بن عبد الكريم العبودي:

- ‌هل يحابي الإسلامي الرجل على حساب المرأة

- ‌بين جامعة القهوة ومعهد الشاي .. أين موقع النخيل

- ‌خالد بن محمد العبودي:

- ‌الشيخ سليمان بن ناصر العبودي:

- ‌سليمان العبودي في ذمة الله:

- ‌سليمان الناصر العْبُودي - من بريدة:

- ‌الشيخ سليمان العبودي (1350 - 1415 ه

- ‌بداية ظهور فريق الشباب (التعاون):

- ‌التنافس مع الشباب:

- ‌رحلة الموت المفاجئ:

- ‌القدر يسبق الإخلاء:

- ‌العْبَيَدْ:

- ‌ترجمة الابن لأبيه:

- ‌أبناء عبيد العبد المحسن:

- ‌ذكر من توفي فيها من الأعيان:

- ‌الشعر يشارك في المراسلات:

- ‌زهد فهد العبيد وتقشفه:

- ‌تجربة الصديق واختباره:

- ‌مؤلفات الشيخ إبراهيم العبيد:

- ‌قصة المظلومة سمعتها من الشيخ إبراهيم العبيد:

- ‌ العبيد:

- ‌وصية عبيد بن محمد بن فراج بن سلمي:

- ‌الْعْبَيْد:

- ‌العبيد:

- ‌العْبَيِّد:

- ‌الَعْبَيْدَان:

- ‌العبيدان:

- ‌العبيدي:

- ‌العْبَيْلان:

- ‌العْبَيلاني:

- ‌العْتيان:

- ‌العَتِيق:

- ‌العتيق

- ‌العَتيِّق:

- ‌ سليمان بن محمد العتَيِّق

- ‌العْتَيْك:

- ‌رجال التعليم الأوائل:

- ‌العثمان:

- ‌عثمان بن إبراهيم بن عثمان العثمان

- ‌العثمان:

- ‌العثمان:

- ‌العثيم:

- ‌وصية عثمان بن أحمد العثيم:

- ‌نص وصية عثمان بن أحمد بن عثمان العثيم:

- ‌عبد الله العثمان العلي:

- ‌عبد الله بن عثمان الأحمد العثمان العبد الله:

- ‌عبد العزيز بن عثمان الأحمد العثمان العبد الله:

- ‌محمد بن عثمان بن أحمد العثمان العبد الله:

- ‌مشاهير الأسرة في القرن الرابع عشر وإلى وقتنا الحاضر:

- ‌عبد الله العثمان العلي العثمان:

- ‌صالح بن إبراهيم المحمد العثمان:

- ‌الشيخ محمد بن عبد الله المحمد العثمان:

- ‌الدكتور الطبيب عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد العثمان:

- ‌الدكتور عبد العزيز بن عبد الرحمن بن محمد العثمان:

- ‌الشيخ عثمان بن عبد الرحمن بن محمد العثمان:

- ‌الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد العثمان:

- ‌الدكتور سليمان بن محمد بن عبد الله المحمد:

- ‌الدكتور عبد الله بن عبد الكريم بن عبد الله المحمد:

- ‌الدكتور خالد بن محمد بن إبراهيم المحمد:

- ‌الدكتور أحمد بن صالح بن علي المحمد:

- ‌الأستاذ عبد الله بن صالح بن علي المحمد:

- ‌الشيخ يوسف بن محمد بن عبد الله المحمد:

- ‌المهندس سعد بن عبد العزيز العثمان العبد العزيز:

- ‌المهندس عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله المحمد:

- ‌المهندس رياض بن عبد الله السليمان العبد الله:

- ‌المهندس ضياء بن عبد العزيز العثمان العبد العزيز:

- ‌المهندس ماجد بن عبد العزيز العثمان العبد العزيز:

- ‌مؤلفون من العثيم:

- ‌العثيمين:

- ‌الشيخ صالح بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عثيمين (1320 هـ - 1410 ه

- ‌صالح بن عبد العزيز العثيمين: (من بريدة)

- ‌ العثيمين

الفصل: ‌ ‌الْعَامرْ: من أهل بريدة، قدموا إليها من المدينة المنورة.   منهم سعد بن

‌الْعَامرْ:

من أهل بريدة، قدموا إليها من المدينة المنورة.

منهم سعد بن محمد بن سعد العامر من مشاهير المعمرين في بريدة، ويبلغ عمره الآن 1397 هـ ما يزيد على المائة سنة بسنة أو سنتين على وجه التأكيد، وهو من الثقات في كتابة الصكوك والمعاملات.

كان سعد بن محمد العامر ثقة صدوقًا يعتمد القضاة على خطه، وعلى جهوده في الإصلاح بين النّاس.

لذلك كثرت الوثائق والمبيعات التي بخطه، ولولا أن عهده ليس قديمًا لذكرت من ذلك عددًا كبيرًا، ولكنني ذكرت منه قليلًا لمناسبة من المناسبات.

ومن أجل ما قدمته من حال سعد العامر عينه أمير بريدة والقصيم في زمنه فهد بن معمر نائبًا مع اثنين من الجماعة من المحلة التي يقيم فيها في بريدة.

وكتب إليه بذلك كتابًا مؤرخًا في 5 ربيع الأول من عام 1328 هـ.

وأوضح الغرض منه في قوله: تطرحون نظركم، بمعنى تلاحظون جماعة مسجدكم، وجيرانكم من جهة الصلاة يريد المحافظة على الصلاة جماعة في المسجد، وعدم التخلف عنها، ثم عمم ذلك بملاحظة الأمور التي قد يكون فيها نقص من جهة الدين أو خلل عليه وأوضح الطريقة في ذلك بقوله:

"واللي تكفي فيه النصيحة تنصحونه، واللي ما تكفي فيه النصيحة ترفعون أمره للنائب عبد العزيز المقبل وتلتزمون بذلك وتحتسبون ولا تعذرون، يكون معلوم.

والنائب وهو بمثابة المحتسب الذي يتولى الحسبة آنذاك هو عبد العزيز بن علي المقبل من المقبل الذين هم من العبيد وليس من المقبل الذين منهم

ص: 7

المشايخ المشاهير كالشيخ سليمان بن علي المقبل قاضي بريدة والشيخ محمد بن مقبل قاضي البكيرية.

واللذان مع سعد العامر هما سليمان الخطاف وهو معروف لنا، وكنت أعرفه شخصيًا، والثاني محمد الراشد لم أتحقق منه، وقد توفي سعد بن محمد العامر في عام 1398 هـ عن عمر طويل بلغ المائة عام أو جاوزها بقليل.

ووالده محمد بن سعد العامر من المشهورين في بريدة بسعة الحيلة، وبمجالسة الرجال البارزين، وله قصص وأخبار في إفشال حيل المحتالين، وإفساد حيلهم عليه.

من ذلك ما قيل أن رجلًا واسع الحيلة من أهل عيون الجواء سمع بابن عامر وأنه لا يستطيع أحد أن يغلبه بالحيلة فعزم على التغلب عليه.

فأتي بيت ابن عامر في بريدة في وقت القائلة ليحرجه، فقال ابن عامر من داخل: من هذا؟ من أنت؟

ص: 8

وهذا استفهام تقريري كان النّاس يستعملونه المعنى أنا قادم إليك.

قالوا: فقال الرجل، إقول: بكسر الهمزة في أوله كما هي لهجة أهل العيون: أنا، نبي بكسر النون والباء بلهجة أهل الجواء أيضًا يريد العيوني أن يقول: أنا، نبي كذا، أي نريد، ولكن ابن عامر عاجله بقوله: أنت ما أنت (نبي) أنت شيطان، لأن الشياطين هي التي لا تقيل، بمعنى تقضي القيلولة في الراحة والنوم - كما في الحديث.

ثم قال له مداعبًا: طب، ما معي مفتاح ووضع في داخل الباب شيئًا يؤلمه إذا وقع عليه.

وهنا أقر العيوني له بسعة الحيلة وقهواه ابن عامر وغدَّه.

مات محمد بن سعد العامر في رجب عام 1358 هـ.

وقد جاء ذكر محمد بن سعد العامر هذا شاهدًا في وثيقة مكتوبة في عام 1307 هـ بخط إبراهيم العبادي وهي تتعلق بإثبات دين لراشد السليمان (ابن سبيهين) المعروف بأبو رقيبة وهو رأس أسرة الرقيبة.

وهذه صورتها:

ص: 9

وهذه وثيقة مؤرخة في 5 محرم سنة 1318 هـ بقلم عبد العزيز بن حمود المشيقح، وفيها شهادة محمد السعد العامر، وهي مدينة بين سليمان بن عبد الله العمري وبين إبراهيم بن محمد الربدي.

ووثيقة أخرى غير واضحة مؤرخة في ذي القعدة عام 1324 هـ ولم يتضح لي كاتبها، وأولها مفقود، وفيها شهادة محمد السعد بن عامر وكتبها الكاتب (سعد).

وذكر معه ذكرًا طريفًا شهودًا آخرين هم ابن عودة وعيال بن خزيم محمد بن عوده راع حائل وشهد فريح ابن ( .... ).

ص: 11

ونعود إلى ذكر (سعد العامر) فقد أعطاني حفيده ترجمة له رأيت إثباتها هنا، لأنني أعرف أن ما جاء فيها صحيح، قال:

السيرة الخاصة بسعد بن محمد بن سعد بن محمد بن سعد العامر:

هو سعد بن محمد بن سعد العامر .. ولد في مدينة بريدة سنة 1300 هـ في ضاحية صغيرة من ضواحي بريدة تدعى (وهطان)، ونشأ فيها نشأة صالحة، وقد طلب العلم على آل سليم، وقد لازم العلماء ملازمة شديدة، ومنهم الشيخ صالح الخريصي رحمه الله، فقد كان يحضر دروسه.

والشيخ عبد الله بن محمد بن حميد (قاضي بريدة) رحمه الله، وكان شديد الحرص على حضور مجالس العلم وحلقات الذكر، وكذلك الشيخ عبد الله بن سليمان بن حميد، والشيخ محمد الصالح المطوع، وغيرهم.

وكانت زيارتهم له كثيرًا في بيته وفي دكانه.

وكان رحمه الله محتسبًا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما كانت له هيبة ومنزلة عند النّاس.

وقد كلفه الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد بحل مشاكل سماسرة المواشي في سوق بريدة الكبير (الجردة).

كما عهد إليه مع كلِّ من إبراهيم البليهي، وإبراهيم العلي الضبيعي، وعبد الله العلي القفاري في حل مشاكل الأراضي والمزارع وتوزيع الأراضي الممنوحة من قبل الدولة قبل وجود البلدية.

وقد روي عنه أنّه كان في الكويت في أواخر عام 1318 هـ - سنة الصريف - ضمن حشد من أهالي القصيم اجتمع بهم الإمام عبد العزيز آل سعود، حيث قال لهم: إن أتتكم الأخبار عن ابن الرشيد بأنه نشر العدل بين النّاس وأكرمهم فاعلموا بأن ليس لنا أمل في العودة إلى بلادنا، وإن أتتكم الأخبار عكس ذلك بأن ابن رشيد ظلم هذا وقتل

ص: 12

هذا وسلب هذا فاعلموا أن عودتنا قريبة إن شاء الله.

ثم اجتمع بهم أخرى وأخبرهم بأعمال ابن الرشيد، وظلمه ونفور المجتمع منه ومن حكمه، وبشرهم بالعودة قريبًا، وبالفعل عاد الإمام وفتح الرياض سنة 1319 هـ، وأسس الدولة السعودية الثالثة.

وقد اشتغل بالتجارة أول عمره في بريدة ثم في الكويت حيث عاد بعدها إلى بريدة وبقي بها إلى آخر حياته.

وكان رحمه الله لم يسبق أن دخل المستشفى أو أي مصحة أخرى، وقد توفي رحمه الله رحمة واسعة في 16/ 3/ 1398 هـ في بيته ببريدة، وقد شيعته مدينة بريدة بأكملها.

ومنهم الشيخ القاضي عبد الله بن محمد بن عامر كان من أبرز طلبة الشيخ عمر بن سليم رحمه الله، ولذلك أرسله بناء على رغبة الملك عبد العزيز آل سعود إلى جنوب المملكة، وهو منطقة جيزان مع عدد من العلماء والقضاة في عام 1353 هـ.

وكان الملك عبد العزيز قد طلب من الشيخ عمر بن سليم أن يعين عددًا من علماء القصيم ليشغلوا وظائف القضاء والتدريس والدعوة في تلك المنطقة.

فرشح له أحد عشر عالمًا منهم، وهم:

- عثمان الحمد المضيان.

- عبد الله بن عودة السعوي.

- علي بن عبد الرحمن الغضية (هؤلاء من بريدة).

- عبد الرحمن بن عقيل العقيل.

- عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل.

- عبد الرحمن الغانم الجمعي (هؤلاء من أهل عنيزة).

- صالح البريه (من أهل الرس).

ص: 13

- صالح بن محمد السلطان العمرو (من أهل البكيرية).

- محمد الربع (من الرس).

- عبد الله المحمد العامر (من بريدة).

والتحق بهم الشيخ عبد الرحمن المحيميد من مكة خاصة.

وقد حج الشيخ عمر بن سليم في تلك السنة، وحج هؤلاء المشايخ فقابلوا الملك عبد العزيز بصحبة الشيخ عمر، وكان الملك حج أيضًا في تلك السنة.

ثم توجهوا بعد الحج إلى جنوب المملكة.

وقد شغل الشيخ عبد الله بن محمد العامر وظائف قضائية عديدة منها قضاء القطيف وما زال في القضاء حتى توفي في عام 1391 هـ.

وفي عام 1364 هـ انتُدب الشيخ عبد الله بن محمد بن عامر هذا هو والشيخ محمد بن راشد من أهل شقراء إلى القصيم لاختبار عدد من الشبان لإلحاقهم بدار التوحيد في الطائف من أجل أن يتخرجوا قضاة وموظفين.

وذلك أن الحكومة لاحظت النقص الواضح في عدد المشايخ وطلبة العلم الذين كانوا يتخرجون في المساجد لاسيما مع اتساع المملكة وأقسامها الإدارية الجديدة في ذلك الوقت والطلبات من البلدان لتعيين قضاة لديهم وكانوا من قبل يرجعون إلى عواصم الأقاليم.

فرأت أن أفضل الطرق لذلك هو إنشاء معهد علمي يدرس فيها طائفة من الشبان فيتخرجون لهذا الغرض، ولم تكن هناك وسيلة لإيصال الغرض من هذا الموضوع وشرحه إلى النّاس، لأن الجرائد في نجد غير موجودة والإذاعة السعودية لم تكن قد بدأت.

فكان أن أرسلت الحكومة اثنين من المشايخ الذين سبق لهم العمل في الحجاز ليفهموا أمراء البلدان وأعيان البلاد بالغرض من أخذ الشبان هؤلاء وإرسالهم إلى الطائف للدراسة.

ص: 14

وكانت الحكومة قبل ذلك قد درجت على اختيار عدد محدود من طلبة العلم وإرسالهم إلى تهامة وعسير لشغل وظائف القضاء والإرشاد الديني وتهامة خاصة بلاد وبيئة آنذاك فيلاقون من ذلك مشقة إضافية إلى البعد عن الأهل والأقارب، وعدم المغريات المالية.

لأن الدولة نفسها لم تكن بذات يسار في تلك الأزمان، وسوف يأتي - فيما بعد - بيان أسماء دفعة من أمثال طلبة العلم هؤلاء أرسلوا في عام 1345 هـ إلى تلك الجهات.

ولما قدمت هذه اللجنة المؤلفة من الشيخ عبد الله بن عامر والشيخ محمد بن راشد إلى بريدة لم يستطيعوا أن يفهموا النّاس بالغرض من اختيار الأولاد هؤلاء وإرسالهم بالقوة إلى الطائف.

بل اختاروا عددًا منهم وأخذوهم قهرا عن أهلهم وذويهم لما يعرفونه من القصد الحسن لهذا العمل ولأن ذلك فيه المصلحة لهم قبل غيرهم، وللبلاد عامة بعد ذلك، فضج النّاس في بريدة وقالوا:(يبون يأخذون عيالنا يعلمونهم ثم يروحونهم لليمن).

يريدون تهامة وعسير في الجنوب.

وبعض أهل بريدة حمل على الشيخ ابن عامر لكونه من أهلها واستكثروا ذلك منه مع أنّه يستحق الثناء والدعاء.

فكان من النظم بالفصحى قصيدة للشيخ إبراهيم بن عبيد العبد المحسن حول هذا الموضوع، وهو نظم كان يعجب النّاس آنذاك بالنسبة إلى مستوى الشعر في الفصحى في ذلك الوقت ومنها قوله: في تاريخ الرحيل بالأولاد من بريدة، وإن كان لم يصرح باسم ابن عامر:

ففي رابع الستين حَلَّ مصائب

وأوجال همٌ في القلوب الشواغل

بيوم الأحَد في غرة من مُسدس

ثلاث مئين بعد ألف لناقل

ص: 15

فحلت بخلق الله أعظم خطة

تَجرُّ على أبنائهم بالتعازل

وقوله في ابن عامر وإن لم يصرح باسمه:

لك الله ما هذا بفعل مجاور

محام على أهل القرى والمحافل

لقد كان مأتاك المشوم مُفَزِّعًا

غرابًا لبين قد نعي في المنازل

فكم من كبير قد دُهي بحبيبه

تسح دموع العين من كل ثاكل

على أخذ أولادٍ تعالى صياحهم

ينادون ربًّا ليس عنا بغافل

وفيهم مراهيف صغار جسومهم

تقل نفوس منهُمُ عن محافل

فلو شاهدت عيناك يوم رحيلهم

فإن فراق الاهل مُرُّ المناهل

لعمري لقد آذى العيون مدامع

تسح على أوجانها كالهواطل

ومنها في وصف حال من وقع الاختيار على ابنه فصار يذهب إلى ذوي النفوذ كالشيخ أبي القاضي أو كبار الجماعة يسألهم أن يبذلوا جهدهم في أن يترك ولده وبعضهم إلى قصر الإمارة:

فهذا لنحو الشيخ يسعى بجهده

وآخر يسعى للملا من قبائل

وآخر يمشي حاسرًا عن مَفَارقٍ

إلى نحو قصر في نكود البلابل

فيا أيها المفجوع في فقد خِلِّه

تَصَبَّر لحكم الله في كلِّ نازل

فما قدّر الرحمن لابُدَّ واقع

وما حكمه إلَّا على رغم جاهل

وما أحد في ظلِّ الإمام ابن فيصل

عنيت به عبد العزيز بواجل

تغمده رب العباد بعزةٍ

وآلائه، والله أقدر فاعل

وشارك الشعر العامي في تسجيل هذه الواقعة فقال شاعر العامية عبد الرحمن بن إبراهيم الدوسري وذكر ابن عامر بالاسم من قصيدة:

ص: 16

يا ويل (ابن عامر) من النّار ويلاه

اللي فرق بين القلوب الوليفه

كم من عجوز تسهر النّاس ببكاه

تبكي على ولدٍ لها غاب ريفه

لو شاوروها مالك الله تعداه

هرجة ولدها في محلَّه طريفه

* * * *

يا راكب للي يبرم الراس ممشاه

العصر يمسي فوق وادي حنيفه

يلفي لاخو نوره ويبدي شكإياه

ويقول له يازبن الديار المخيفه

كم من عجوز ما تصرف بدنياه

بدت عَجول مثل خطو العسيفه

يا ويل ابن عامر من النّار ويلاه

يا كيف هو يبصر وحاله نحيفه

ثم ذكر بيتًا من الهجاء لم أرد إيراده.

أقول: لو كان الذين هجوا ابن عامر أو دعوا عليه في أخذ أولئك الشبان من أوطانهم إلى الطائف ليدرسوا في دار التوحيد في الطائف نظموا قصائدهم أو وجهوا سهام دعائهم إلى ابن عامر قد فعلوا ذلك بعد عام واحد فقط من هذه الواقعة لصار ذمهم لعبد الله بن عامر مدحًا، ولصار دعاؤهم عليه دعاء له، إذ تبينوا أنّه كان ناصحًا أمينًا لهم، مريدًا الخير لأبنائهم منفذًا الإرادة الملك عبد العزيز آل سعود في تعليم بعض أبناء شعبه تعليمًا علميًا عصريًا منظمًا، من دون أن يتحمل أحد منهم على ذلك نفقة أو حتى يبذل جهدا غير جهد التعليم الذهني الذي يجب على طالب العلم أن يبذله إذا أراد المعرفة.

ومما يجدر ذكره أن الدّين أخذوا بالقوة من أهاليهم قيل لهم بعد أن قضوا سنة دراسية في دار التوحيد بالطائف وسمح لهم بالعودة إلى بلدانهم أن من أراد منهم أن لا يرجع للدراسة في دار التوحيد فإنه يمكنه البقاء في بلده.

فكان أن اختاروا الرجوع طائعين مختارين بعد أن كانوا سافروا مكرهين.

ص: 17

بل صار بعض النّاس يذهب للالتحاق بدار التوحيد من تلقاء نفسه.

حتى تخرج من الدار المذكورة عدد من أهل القصيم وغيرهم من سائر أنحاء البلاد، والتحقوا بعد ذلك بالدراسة في كلية الشريعة في مكة المكرمة وتسنموا مراتب عالية في الدولة.

وكان من أهل بريدة الذين أخذوا في المرة الأولى عبد العزيز بن عبد الرحمن المسند وهو الآن 1403 هـ مستشار في وزارة التعليم العالي ومدير إدارة تطوير التعليم الجامعي والشيخ عبد الرحمن بن محمد الدخيل المدير العام للمعاهد العلمية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والشيخ محمد بن صالح المرشد مدرس في كلية الشريعة في القصيم.

وقد وجدت في مذكرة لي كتبتها إبان ذلك التاريخ نبذة عن هذه الواقعة، وهي:

وكان الشيخ عبد الله بن محمد بن سعد بن عامر رحمه الله وعفا عنه، كانت ولادته في مدينة بريدة عام (1324 هـ) فنشأ في أحضان والديه، إذ كان أخواله آل هزاع، ودخل على مقرئ في كتابه فأخذ في الدراسة وتعلم القرآن،

ص: 18

وكان من جملة تلامذة الشيخ عمر بن محمد بن سليم البارزين.

وقد ترجم الدكتور عبد الله الرميان للشيخ ابن عامر، فقال:

عبد الله بن محمد العامر: وهو أول إمام لهذا المسجد (1)، حيث أم فيه حال تأسيسه وبقي فيه حتى سنة 1353 هـ. عندما بعثه الشيخ عمر مع بعض طلبة العلم إلى جنوب المملكة فتكون إمامته في هذا المسجد في الفترة (1350 - 1353 هـ).

قال العبيد في ترجمته: ولد في بريدة سنة 1324 هـ فنشأ في أحضان والديه ودخل على مقرئ في كتَّابه، فأخذ في الدراسة وتعلم القرآن، وكان من جملة تلامذة الشيخ عمر بن محمد بن سليم، ولما قام بعض الأجواد في عمارة مسجد ربيشه جُعل إمامًا فيه واستمر يمارس هذه الوظيفة ثلاث سنوات، ثم إن الحكومة بعثته في جملة القضاة والأئمة والمرشدين إلى جهة عسير وما يليها عام (1353 هـ) فذهب على مضض لأنه كان مولعًا ببلده ورفقته.

ولما أن ذهب في جملة الذاهبين إلى جهة اليمن كان إماما في أبي عريش وواعظًا ومرشدًا، واستمر يمارس هذه الوظيفة حتى عام (1358 هـ) حيث رجع إلى بلده ثم انتقل إلى مكة للدراسة على الشيخ محمد بن مانع، وتعين في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ثم تعين في قضاء الدمام، توفي رحمه الله بمكة في 16/ 11/ 1391 هـ (2).

ومنهم عبد الله بن سعد العامر من التجار الأثرياء يتعامل بالتجارة مع الأعراب ويداين بعض الفلاحين.

قال عبد العزيز بن محمد الهاشل:

(1) هو مسجد حميدان الواقع في الجنوب الغربي من السوق المركزي في بريدة.

(2)

مساجد بريدة، ص 191 - 192.

ص: 19

يا راعي الفاطر الضامر

عسي منازلك بالجنه

اشهد على شغل (ابن عامر)

بالصيف يرسل لنا شنه

ولهذه الأبيات قصة وهي كما أخبرنا بها الشاعر عبد العزيز الهاشل أن الربيع قد أقبل والمراد بذلك العشب والخصب فاتفق مع عبد الله العامر على أن يعطيه ناقة ومعها شدادها وقربة من أجل أن يحش عليها العشب، ويبيعه في سوق بريدة على أن يكون ربح ذلك مناصفة بين الاثنين، والمراد به الربح الذي يحصل من هذه العملية وهو محتمل لأن الناقة لا تحتاج إلى من يشتري لها العلف.

قال: فأعطاني قرية قديمة ربما لم يكن عرف أنها كذلك لأنه وأمثاله يشترون القرب في العادة من الخرازين الذين ربما يبيعون قربًا مستعملة.

فقلت هذين البيتن مع بيت ثالث.

والقربة إن كنت لا تعرفها هي من الجلد ينقل بها الماء على البعير ونحوه.

ومنهم علي بن محمد العامر، كان يتاجر بالبقر وكان خبيرًا بها يرجع إليه فيها، وكان له دكان في أسفل سوق بريدة الرئيسي القديم كان أيضًا يعرف المشالح وأقيامها.

وهو محب لطلبة العلم مجالس لهم، وله أخبار ونكت ونوادر مع فهد العيسي، وعبد المحسن العبيد وصالح الرسيني المشهور بلقب نكَّاس وكلهم طالب علم مجيد.

وفي هذه الوثيقة التي سقط أولها وهي بخط الشيخ عبد الله (بن علي) بن عمرو الذي هو الرجل الثاني في جماعة الشيخ ابن جاسر وسوف يأتي الكلام عليه عند الكلام على أسرته في حرف العين هذا.

وفي آخرها شهادة محمد السعد بن عامر.

وهو والد سعد العامر وإخوانه المعروفين لدينا.

ص: 20

وهذا بيان بحملة الشهادات والموظفين البارزين من العامر كما قدموها لي:

صالح السعد وعبد العزيز السعد العامر، من أوائل المدرسين، عملا بالتدريس من المرحلة الابتدائية فالمتوسطة والثانوية حتى تقاعدا.

محمد السعد العامر، تخرج من أمريكا عام 1398 هـ وعمل في عدة قطاعات، كان آخرها في شركة أسمنت القصيم كمدير لإدارة التسويق والمبيعات، وله جهود مميزة في نمو الشركة وبناء اسمها والتي عمل فيها الأكثر من خمس وعشرين عامًا.

عبد السلام محمد العبد الله العامر، مدرس إمام مسجد - وداعية.

خالد محمد الفهد العبد الله السعد، جامعي أحياء دقيقة، يعمل في المستشفى التخصصي ببريدة.

صالح السليمان السعد، علم نفس، إدارة تعليم القصيم.

ص: 21

عبد الله السليمان السعد، كيمياء، مدرس.

نايف عامر العبد الله المحمد، جامعة أم القرى، ملازم قاضي وتحقيق والإدعاء العام.

أحمد صالح العلي المحمد، حاسب آلي، مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية.

سلطان صالح العلي المحمد، هندسة كهربائية، شركة الكهرباء السعودية.

علي صالح العلي المحمد، شريعة، الهيئة الملكية بينبع وإمام مسجد.

عبد الحكيم صالح العلي المحمد، مدرس.

محمد الصالح العلي المحمد، مدرس.

إبراهيم الصالح العلي المحمد، مدرس.

علي العبد الله العلي المحمد، طبيب بشري يحضر للزمالة ماجستير.

الدكتور إبراهيم المحمد العبد الله السعد، ماجستير، جامعة هل بريطانيا.

صالح السليمان العبد الله السعد، من جامعة نيوزيلندا، إمام مسجد وداعية، ويحمل شهادتين جامعية شرعية وشهادة طب بيطري.

خالد صالح العلي المحمد، ماجستير طب أسنان، المستشفى التخصصي ببريدة.

محمد العبد الله المحمد العامر، ماجستير، جامعة أم القرى.

الدكتور محمد العبد الله المحمد السعد العامر، دكتوراه من جامعة الأزهر وسائل الإثبات المختلف فيها عند الفقهاء، رئيس كتابة عدل جدة الثانية.

حفظة كتاب الله العزيز:

صالح السليمان العبد الله العامر.

ص: 22