الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قالوا: فذهب (دحيموه) إلى الملك عبد العزيز وخاطبه قائلًا بصراحة وفصاحة: يا طويل العمر، أنا شلت على بعاريني طارفةٍ لكم أدَّور الزود، وجاني نقص (استشمت) بعاريني من الريحان، واليوم أبي العوض عنها من الله ثم منك.
وقد ضحك الملك عبد العزيز وعوضه عن البعير الذي مات أو أصيب كما قيل.
مات عبد الرحمن
العبود
(دحيموه) هذا في عام 1370 هـ ولم يعقب إلا ابنًا واحدًا هو عبد الله - ولكن عبد الله رزق بعدة أبناء.
ومنهم عبد الكريم بن عبود العبود تاجر من تجار الإبل في سوق بريدة ودلال للإبل معروف بذلك وثقة يركن إليه.
وهو والد سليمان العبود الملقب المولي.
العْبُود:
على لفظ سابقه: أسرة أخرى من أهل القويع القدماء كانوا من أرباب الأملاك أي النخيل يفلحونها لأنفسهم.
منهم (عبود العبود) صديق حميم لسلطان المواش كان سلطان يخرج إليه من بريدة إلى القويع.
ومعلوم أن سلطان المواش من الرجال المتميزين، وقد انقرضت أسرة (العبود) هذه أو كادت.
العَبُّود:
بفتح العين وتشديد الباء المضمومة.
من أهل السادة في بريدة.
وهم من (آل أبو عليان) أمراء بريدة السابقين، وقبل ذلك كانوا في العكيرشة
منهم شخص قتله عبد العزيز بن رشيد مع الحواشيش سنه 1323 هـ في القعرة.
ومنهم محمد بن عبد الله بن عَبُّود جَمَّال كان يذهب إلى البر يحضر الحطب على جمله ويبيعه في بريدة، وفي أول عهد الأمير عبد الله بن فيصل الفرحان بإمارة بريدة كان ابن عبُّود هذا وحطاب آخر هو سليمان النويصر ذاهبين إلى موضع الحطب في نفود الثويرات، وكانا نائمين فمر بهما لصان أحدهما اسمه ناشي والآخر اسمه نويشي فسرقا جمليهما وهربا بهما إلى جبل النير حيث منازل جماعتهما فجاء ابن عبود ورفيقه إلى بريدة مشيًا على الأقدام ورفعا الأمر إلى أمير بريدة الأمير عبد الله بن فيصل فأرسل مَرَّية لقص الأثر ورجالًا من رجاله مسلحين فمسكوا أثرهما ومعهما الجملان حتى وصلوا إلى النير ثم قبضوا عليهما واحضروهما إلى بريدة معادلين على بعير ودخلوا بهما مدينة بريدة عصرًا وكنت إذ ذاك صبيًّا في الثانية عشرة من عمري ولكني أذكر ذلك فسجنهما ابن فيصل واعترفا بعد ذلك بالسرقة فحكم عليهما الشرع بقطع اليد لأنهما قد أخذا الجملين وهما معقولان بالعقال وذلك هو حرز الدابة.
ولكن الملك عبد العزيز رحمه الله أمر بأن يقطع من كل واحد رجله ويده نكالًا لهما لأن الناس كانوا قد بدأوا ينسون الجريمة ولا يقارفونها، فقطعت يد ورجل من كل منهما وعُلِّقت بحبل في السوق فأخذ الصبيان وكنت منهم يصافحون اليد المقطوعة فأنشأ ناشي قصيدة طويلة في هذه المسألة يدعو فيها على جمل ابن عَبُّود الذي كان السبب في ذلك كما يقول، منها قوله:
يا لا عادْ سَرْقة جمل عَبُّود
…
خَذَتْ منَ العمر لدَّاته
يَد ورجل مع المَنْقُود
…
والعبد يرضى بدِبَراته
أم الشحم عَلقَّت بالعود
…
عليه من الخلق صولاته
وقال أيضًا:
لي عادت على هرش ابن عبُّود
…
والعبد يلعب بالايمان
أم الشحم علقت بالعود
…
واللي من ربي ارضاني
وتأكد لي أن الشيخ القاضي عمر بن سليم الذي حكم بقطع يد كل واحد منهما حدًّا للسرقة عندما أبلغه الأمير ابن فيصل أنه سيقطع يد كل منهما وجزًا من رجله مما يلي الأصبع نكالًا لهما استنكر ذلك وأبرق للملك عبد العزيز بأنه لا يجوز تجاوز الحد الشرعي، فأجابه الملك عبد العزيز برقيًا بقوله: هذولا أحسن الله عملك - من الذين أفسدوا في الأرض قال الله تعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} ونحن نأخذ بالجزء الأخير من هذه الآية الكريمة.
أكبر العَبَّود سنًّا الآن - 1408 هـ - سليمان بن علي بن عبد الله بن علي بن عبد الله العَبُّود وعمر سليمان الآن (72) سنة.
وكان (العَبُّود) في وقت من الأوقات معروفين بأنهم من أشجع آل أبو عليان، وأكثرهم إقدامًا وجرأة.
حدثني سليمان بن علي المقبل الملقب (أبو حنيفة) قال: كان رجل من أسرة العنقري أمراء ثرمداء قد تخاصم مع ابن عمه أمير ثرمداء فتركها وهاجر إلى بريدة بنية الإقامة في بريدة، وصار يسأل آل أبو عليان عن أصلبهم عودًا وأكثرهم شجاعة، فقالوا له: إنهم (العَبُّود) فتزوج منهم امرأة ولدت له بنتًا ثم رجع إلى ثرمداء حيث اصطلح مع أميرها.
وأما البنت فقد تزوجها صالح الحسين أبا الخيل فولدت له مهنا الذي صار أمير القصيم بعد ذلك.
وسوف يأتي ذلك مفصلًا في رسم (المهنا) في حرف الميم بإذن الله.