المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر من توفي فيها من الأعيان: - معجم أسر بريدة - جـ ١٤

[محمد بن ناصر العبودي]

فهرس الكتاب

- ‌باب العين

- ‌الْعَامرْ:

- ‌دعاة وأعمال خيرية:

- ‌العامر:

- ‌الشيخ علي بن عامر بن صالح آل عامر (1339 - 1411 ه

- ‌العامري:

- ‌العايد:

- ‌وثائق للعايد:

- ‌العايدي:

- ‌العايش:

- ‌العَبَّاد:

- ‌العْبَادي:

- ‌تصحيح اسم جد الشيخ العبادي:

- ‌العبَّاس:

- ‌العبد الرحيم:

- ‌أصل وصية عبد الرحيم الحمود:

- ‌أشخاص معاصرون من أسرة (العبد الرحيم):

- ‌العبد الرَّزاق:

- ‌العبد اللطيف:

- ‌العبد اللطيف:

- ‌العبد اللطيف:

- ‌العبد المعين:

- ‌العبد الملك:

- ‌العبد المنعم:

- ‌العبد الوهاب:

- ‌ العبد الوهاب

- ‌وصية عبد الله العبد الوهاب:

- ‌نبذة مختصرة عن أسرة العبد الوهاب البريدي:

- ‌العبد الهادي:

- ‌العبدان:

- ‌ترجمة موجزة لحياة فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العبدان:

- ‌سخاء الشيخ ابن عبدان:

- ‌إنجازات تاريخية منقوشة على البيض:

- ‌العبدان:

- ‌العُبرّة:

- ‌العَبْلاني:

- ‌العبْوُد:

- ‌‌‌ العبود

- ‌ العبود

- ‌العبْوُدي:

- ‌أسرة العبودي وملح البارود:

- ‌أسرة العبودي والمدح بالفصحى:

- ‌العودة إلى ذكر الجد:

- ‌عبد الكريم بن إبراهيم بن عبد الكريم العبودي:

- ‌هل يحابي الإسلامي الرجل على حساب المرأة

- ‌بين جامعة القهوة ومعهد الشاي .. أين موقع النخيل

- ‌خالد بن محمد العبودي:

- ‌الشيخ سليمان بن ناصر العبودي:

- ‌سليمان العبودي في ذمة الله:

- ‌سليمان الناصر العْبُودي - من بريدة:

- ‌الشيخ سليمان العبودي (1350 - 1415 ه

- ‌بداية ظهور فريق الشباب (التعاون):

- ‌التنافس مع الشباب:

- ‌رحلة الموت المفاجئ:

- ‌القدر يسبق الإخلاء:

- ‌العْبَيَدْ:

- ‌ترجمة الابن لأبيه:

- ‌أبناء عبيد العبد المحسن:

- ‌ذكر من توفي فيها من الأعيان:

- ‌الشعر يشارك في المراسلات:

- ‌زهد فهد العبيد وتقشفه:

- ‌تجربة الصديق واختباره:

- ‌مؤلفات الشيخ إبراهيم العبيد:

- ‌قصة المظلومة سمعتها من الشيخ إبراهيم العبيد:

- ‌ العبيد:

- ‌وصية عبيد بن محمد بن فراج بن سلمي:

- ‌الْعْبَيْد:

- ‌العبيد:

- ‌العْبَيِّد:

- ‌الَعْبَيْدَان:

- ‌العبيدان:

- ‌العبيدي:

- ‌العْبَيْلان:

- ‌العْبَيلاني:

- ‌العْتيان:

- ‌العَتِيق:

- ‌العتيق

- ‌العَتيِّق:

- ‌ سليمان بن محمد العتَيِّق

- ‌العْتَيْك:

- ‌رجال التعليم الأوائل:

- ‌العثمان:

- ‌عثمان بن إبراهيم بن عثمان العثمان

- ‌العثمان:

- ‌العثمان:

- ‌العثيم:

- ‌وصية عثمان بن أحمد العثيم:

- ‌نص وصية عثمان بن أحمد بن عثمان العثيم:

- ‌عبد الله العثمان العلي:

- ‌عبد الله بن عثمان الأحمد العثمان العبد الله:

- ‌عبد العزيز بن عثمان الأحمد العثمان العبد الله:

- ‌محمد بن عثمان بن أحمد العثمان العبد الله:

- ‌مشاهير الأسرة في القرن الرابع عشر وإلى وقتنا الحاضر:

- ‌عبد الله العثمان العلي العثمان:

- ‌صالح بن إبراهيم المحمد العثمان:

- ‌الشيخ محمد بن عبد الله المحمد العثمان:

- ‌الدكتور الطبيب عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد العثمان:

- ‌الدكتور عبد العزيز بن عبد الرحمن بن محمد العثمان:

- ‌الشيخ عثمان بن عبد الرحمن بن محمد العثمان:

- ‌الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد العثمان:

- ‌الدكتور سليمان بن محمد بن عبد الله المحمد:

- ‌الدكتور عبد الله بن عبد الكريم بن عبد الله المحمد:

- ‌الدكتور خالد بن محمد بن إبراهيم المحمد:

- ‌الدكتور أحمد بن صالح بن علي المحمد:

- ‌الأستاذ عبد الله بن صالح بن علي المحمد:

- ‌الشيخ يوسف بن محمد بن عبد الله المحمد:

- ‌المهندس سعد بن عبد العزيز العثمان العبد العزيز:

- ‌المهندس عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله المحمد:

- ‌المهندس رياض بن عبد الله السليمان العبد الله:

- ‌المهندس ضياء بن عبد العزيز العثمان العبد العزيز:

- ‌المهندس ماجد بن عبد العزيز العثمان العبد العزيز:

- ‌مؤلفون من العثيم:

- ‌العثيمين:

- ‌الشيخ صالح بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عثيمين (1320 هـ - 1410 ه

- ‌صالح بن عبد العزيز العثيمين: (من بريدة)

- ‌ العثيمين

الفصل: ‌ذكر من توفي فيها من الأعيان:

لينصر هذا الدين من بعد ما عفت

رسوم له بين الورى في الأقالم

وبادت دعاة الخير - والله - وانمحت

معالمه في الأرض بين العوالم

وصل على المعصوم والآل كلهم

ذوي الفضل والتوحيد من كل حازم

ومن جاهدوا في الله حق جهاده

وأصحابه أهل التقى والمكارم

يعد وميض البرق والرمل والحصا

وما اهتزت الأزهار من صوب ساجم

وما أم بيت الله من كل ناسك

وما انهل وق من خلال الغمائم

تمت بحمد الله تعالى غرة سنة 1360 هـ.

هكذا من خط ناظمها رحمه الله تعالى نقلتها في محرم 1365 هـ.

وللشيخ عبد المحسن العبيد إلى ذلك مؤلفات طبع بعضها مثل (الهداية والإرشاد).

وكتب بخطه الكثير وبخاصة من الرسائل والأشعار التي تؤيد الدعوة السلفية وترد على المعارضين لها من أعدائها.

وكانت آلت إليه كتب مخطوطة نفيسة كان أحضر بعضها الشيخ سليمان بن علي المقبل من الشام، فقلت إلى الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عويد وأوصى أن تعطى كتبه ورسائله التي عنده إلى الشيخ عبد المحسن بن عبيد بعد موته.

وقد بقيت عند الشيخ عبد المحسن حتى توفي في عام 1364 هـ فأوصى أن تؤول إلى شقيقه الشيخ فهد بن عبيد وسوف يأتي الكلام عليها في ترجمة عبد الرحمن العويد في حرف العين.

ترجم له شقيقه الشيخ إبراهيم في تاريخه بترجمة مبسوطة لخصنا منها ما يلي:

‌ذكر من توفي فيها من الأعيان:

ففيها في 17 ذي القعدة توفي الشيخ عبد المحسن بن عبيد أخونا وشقيقنا

ص: 442

قدس الله روحه ونور ضريحه وهذه ترجمته (1):

عبد المحسن بن عبيد بن عبد المحسن بن عبيد - ولد رحمه الله عام 1319 هـ فنشأ بين والديه في عيش طيب رخي وعافية في دينه ودنياه، فتعلم القراءة على معلم يدعى علي بن عبد العزيز الحوطي، ودرس على المعلم المؤدب عبد الله بن إبراهيم بن معارك، وكان هذا المؤدب إمامًا في أحد مساجد بريدة ثم أخذ المترجم يطلب العلم من الشيخين الإمامين عبد الله بن محمد بن سليم، وعمر بن محمد بن سليم.

كان في معية أخيه وشقيقه الشيخ عبد الرحمن لأن أخاه أسن منه، فكان يدرس عليه ويتعلم منه، ويستخلفه على مكتبته إذا سافر، وقد أوقف عليه كتبًا نفيسة، وكان يألف المسجد ويتخلى في حجرة فيه يطالع كتبه ويكتب، وقد حببت إليه الخلوة والتردد إلى المسجد، وبعد ما حفظ القرآن لزم الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم، وأخذ عن الشيخ عمر بن سليم وأكثر الأخذ عنه ثم أخذ أيضًا عن الشيخ عبد الله بن محمد بن فداء، وأخذ عن الشيخ عبد الله بن سليمان بن بليهد.

ثم إنه حج فرضه في أواخر ولاية الشريف الحسين بن علي، فلما تم له من العمر خمس وعشرون سنة تزوج بامرأة فاقامت عنده مدة غير طويلة فطلقها ثم إنه تزوج بعدها بثيب وذلك في 4 شوال 1349 هـ، وكل هذه الأعمال بسعي والدنا وأسبابه فإنه قد كفاه مؤونة الدنيا وفرغ باله لطلب العلم جزاه الله خيرًا.

وكان يكثر تلاوة القرآن وله حظ من قيام الليل، فكان يقوم من آخر الليل عند طلوع الفجر الأول ويتطهر ويصلي ما كتب له على الدوام.

وقد عرض عليه الشيخ وظيفة القضاء مرات فرفض، وعرض عليه الشيخ عمر

(1) تذكرة أولي النهى والعرفان ج 4، ص 212 - 221.

ص: 443

بن محمد بن سليم وظيفة الإمامة فرفض أيضًا، وجرى له مع الشيخ محاورة.

وكان ينتابه الأصحاب والطلاب من كل قادم ومقيم فيجتمعون به ويظهر لهم الود والمحبة، وقد جعل الله له قبولا ومحبة في قلوب الناس، وذلك لما وقر في نفسه من التواضع وسعة الرأي وبعد النظر.

أما علمه ومعرفته فكان عالمًا بالتوحيد، والفقه، والحديث، والرجال، والنحو ومن أشهر مؤلفاته رسالته المطبوعة بمصر المسماة .. (الهداية والإرشاد إلى طريق الهدى والرشاد في هذا الزمان الذي عم فيه الفساد وضل فيه أكثر العباد وحرموا فيه السداد) وهي مفيدة تقع في 40 صفحة.

ومنها تهذيب مناقب الإمام أحمد بن حنبل تأليف ابن الجوزي (1). انتهى.

وكان الشيخ عبد المحسن بن عبيد سهل الجانب، لين الخلق، سريعًا إلى إفادة من يودون الإفادة من الطلاب الصغار ومن زملائه الكبار، فكانت غرفته في المسجد التي لا يكاد يفارقها مقصدا لأمثال أولئك مع التدين والبعد عن كل ما يظن أنه يخدش الدين.

ولذلك عندما توفي في شهر ذي القعدة من عام 1364 هـ. وقعت وفاته على قلوب طلبة العلم وقع الصاعقة، وكنت أنا أحدهم لأنني كنت في ذلك الحين متفرغًا لطلب العلم، وليس لي هم غيره، فوالدي في دكاننا في السوق وأخي سليمان الذي يصغرني بخمس سنين يكون معه يساعده، ولم أكن تزوجت لأن سني كانت التاسعة عشرة، لذلك نظمت مرثية في الشيخ عبد المحسن العبيد، هذا نصها:

(1) تذكرة أولي النهى والعرفان، ج 4، ص 225 - 233 (الطبعة الثانية).

ص: 444

الحزن مُتَّفِقٌ والصبر مفترق

والقلب محترق، والدَّمع يستبق

جل العزاء، وجَلَّ الخطب، وانصدعت

كل القلوب، وعم الحزن والقلق

خطب قد أربى على كل الخطوب كما

على ذي الربى الطوفان والودق

ما مثله قد جرى في ذا الزمان كان

الناس من قبله بالموت ما طرقوا

موت الإمام وشيخ العصر فاضله

محي الدياجي إذا ما استحكم الغسق

يتلو القرآن بترتيل، وآونة يقوم

والناس في بحر الكسرى غرقوا

وذو التأله عبد المحسن البطل الـ

ـمقدام حين جيوش الله تستبق

من عامل الله بالإحسان متصفًا

بما يدل عليه الاسم والنسق

كأنه صفة لا أنه عَلمٌ

أن الأسامي على من سُمّي تنطبق

بدر الزهاد ومعدن التقى الورع الـ

ـهمام باز العلى إذا الوري فرقوا

نجل عبيد وفارس العويص إذاد

لَهَمَّ خطب به الطلاب قد طُرقوا

هو الأديب الأريب الألمعي الفطن الـ

مهذب الأحوذي اللين اللبق

العالم العلم الميمون طائره

الناقد إن تلتبس أسماء أو طُرق

وسيبويه الزمان من قد افتخرت

على أوائلنا به الأولى لحقوا

وحاضر القول لا تخشى بوادره

وذو المكارم لاعيّ ولا حمق

من ذهنه دائما بالنور متقد

سهل الجناب، فلا فظٌّ ولا نزق

العلم والحلم والتقوى بضاعته

والزهد والجد لا الدينار والورق

ما إن يبالي بذي الدنيا ولا خدعت

منه الفؤاد إذا أنباؤها استبقوا

ولا تلطخ في أثوابه درن

منها إذا امتدت الاطماع والعُنق

إذا غدا همه العلياء ذروتها

بالعزم والجد والتشمير يعتنق

عاف الدنا وارتضى جوار ربي وما

عند الإله إذا ما الناس قد فرقوا

من بعده ملجئا للعلم؟ يا أسفي

على العلوم فقد اقوت بها الطرق

من كان قد تُشرق الأرجا بطلعته

بذكر أبحاثه تزدهر الحِلق

كل القلوب على الود له اجتمعت

والناس كلهم في مدحه اتفقوا

ما للمحاجر قد قلت مدامعها

ازعمها أنه يأتي من انطلقوا

ص: 445

لو أنصف الناس ما ذاقوا لذيذ كرى

من بعد فقدك والأخوان لافترقوا

ماذا الظلام أهذي الشمس كاسفة؟

ماذا الذي قد يرى كالسيل يندفق

شمس العلوم هوت في الترب آفلة

فجاد من بعد ما قد غابت الودق

من أعين شاخصات حار ناظرها

في طود علم به الرجال تعتنق

كيف استطاعوا بأن يحثوا التراب على

هذا الإمام ومع هذا قد استبقوا

استبقوا فئة من بعدها فئة

يرون أجرأ ولم تجمعهم الحلق

فالله يرحمه، والله يجبرنا

فالشمل من بعده قد كاد يفترق

لولا أنها سنة في الخلق ماضية

وفي الرسول أسوة حسني لمن طُرقوا

وفي إله الوري سبحانه عوض

عن كل هالك وبه فالعبد يرتفق

وربنا يتولى الصالحين لا لفيت

القلوب لهذا الخطب تنفلق

فربنا يا إله الخلق قاطبة

تولنا والأولى على التقي اتفقوا

وارفع منازله، أنله منك رضًا

واغفر خطاه إذا ما العالم افترقوا

واجعل ثراه رياضة من رياض جنان

الخلد لا حزن فيها ولا فرق

وروحه في جنان الخلد سارحة

مع فرقة المصطفى مع الذين وقوا

مع النبيين والصديق والشهدا

يا حبذا في جوار الله مرتفقُ

ولما نظمتها أرسلتها لأخيه فهد وكانت بينهما صلة قوية، بل محبة صادقة.

فأعجبت القصيدة الشيخ فهدأ، وأرسل إليَّ كتابًا بهذه المناسبة هذا نصه:

وأهم ما فيه قوله: لقد رثيتم المفقود وعزيتم الموجود.

ص: 446

وقد أجبت الشيخ فهد العبيد على كتابه بمثله ولكنني لم أحتفظ بنسخة منه كاملة، لأننا في ذلك الوقت لا نعرف الاحتفاظ بالنسخ إلَّا إذا كتبناها كما يكتب الأصل فلا مطبوعات ولا مصورات ولا آلات كاتبة وهذا أمر معروف.

ولم ينته بالشيخ فهد العبيد وبي المطاف بهذا عند وفاة أخيه الشيخ عبد المحسن الذي كان شعوري أنه أخي كأخيه بل إنه أخ شقيق لجميع طلبة العلم في بريدة.

ص: 447

فهكذا وجدتهم يشعرون وكانوا على فراقه يبكون، بل إن الشيخ فهدًا كتب ترجمة مختصرة لأخيه عبد المحسن فأسرعت إلى شرحها شرحا مسجوعا، بل إنه في الحقيقة ليس شرحا لها، وإنما هو تطويل في عباراتها وتسجيل لما تحويه معانيها.

وقد أرسلتها للشيخ فهد العبيد، ولم أجدها عندي كاملة وإنما وجدت من مسودتها قطعة يؤدي عرضها هنا الغرض من معرفة ما تحويه:

وقد جعلت كلام الشيخ فهد العبيد بين قوسين لئلا يختلط بكلامي.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين، الحي المتفرد بالبقاء والدوام، المميت الذي يحيي رميم العظام، الذي كتب الفناء على جميع الورى والأنام، كم له من حكم خفيات، في طي المكروهات، رزق أولي البصائر البصيرة في الدين، فأبصروا من حيث عمي أهل الجهل المكين، وصلى الله وسلم على سيد المرسلين وخاتم النبيين الذي أنزل الله عليه في كتابه المبين (إنك ميت وإنهم ميتون) وخيره الله فاختار ما عنده وعلى آله الطاهرين الطيبين.

تذكر من جهة المرثية فهذه جهد المقل، وتذكراتها وفت بالمراد فهي من ذلك اقل وليس لنا إلَّا الرضا بالقضا والدعاء للفقيد يحسن الحال ولنا ولكم يصلاح الحال أذهي طامة كبرى ومصيبة دهياء علينا معشر الأخوان خاصة لأنه كما قيل:

وما كان قيس هلكهـ هلك واحد

ولكنه بنيان قوم تهدما

ترى الإخوان قلقين وجلين وبالاسترجاع والحوقلة مرتجلين تهل المحاجر كالدر على صفحات الخدود في حرارة الجمر والأفاق سود زلزلت الأفئدة لفقده، وذهل كل عن أهله. انتهى

ص: 448

وترجم له الأستاذ محمد بن عثمان القاضي فقال:

(عبد المحسن بن عبيد العبد المحسن)، من بريدة:

هو العالم الجليل الورع الزاهد الشيخ عبد المحسن بن عبيد العبد المحسن العبيد، ولد في مدينة بريدة سنة 1319 هـ ورباه والده أحسن تربية فنشأ نشأة دينية فقرأ القرآن وحفظه في الكتاتيب وحفظه عن ظهر قلب ثم شرع في طلب العلم بهمة ونشاط ومثابرة على الطلب.

مشائخه: العلامة عبد الله بن بليهد وعبد الله بن مفدَّى وعبد الله وعمر آل سليم، لازم هؤلاء في أصول الدين وفروعه وفي الحديث ورجاله حتى أدرك إدراكًا لا بأس به وكان عازفًا عن الدنيا مقبلًا على الآخرة ورشحه شيخه عمر بن سليم لقضاء شقراء عام 1354 هـ بعد وفاة قاضيها محمد العثمان الشاوي فامتنع تورعًا منه، وكان ملازمًا لمسجد عودة وله فيه غرفة يجتمع مع زملائه فيها لمراجعة دروسهم على مشايخهم .. وكان خطاطًا ويتعيش منه وكتب بخطه النير كتبا عديدة منها (الهداية لأبي الخطاب) و (المصحف) وذلك قبل توفر المطابع وله مؤلف صغير الحجم سماه (الهداية والإرشاد) طبع على نفقة أمير بريدة عبد الله الفيصل وكان يقول الشعر سليقة من غير تعلم الفن العروض وله قصائد في المواعظ والنصح والرثاء وفي الحث على طلب العلم وكان كثير التلاوة دائم الذكر الله لا يفتر لسانه منه، ومن قوام الليل ويحافظ على أوراد الصباح والمساء وكان لا يُحبُّ المظهر.

توالت عليه الأمراض ووافاه أجله المحتوم مأسوفا على فقده لما كان يتمتع به من أخلاق عالية وصفات حميدة في 17 من شهر ذي القعدة سنة 1364 هـ، ورثي بمراثٍ عديدة فرحمه الله برحمته الواسعة (1). انتهى.

(1) روضة الناظرين، ج 2، ص 191 - 192.

ص: 449

ومنهم الشيخ الشهير الواعظ القدير، الذي ربي جيلًا من الطلاب بعد جيل، بالقول والفعل، وليس له في ذلك من نظير.

فهد بن عبيد بن عبد المحسن أحد طلبة العلم الأقوياء بشخصيته، ذوي الطبيعة الخاصة في معاملة الناس، وله ولع عظيم بالتاريخ الحاضر وبجمع المخطوطات والرسائل والقصائد، بل تدوين الحوادث تدوينًا عاجلًا دون تبسيط، وكان يفعل ذلك دون أن يكون له تاريخ كامل مُبَّوبٌ، وإنما كان يكتب ذلك في أوراق صغيرة يلقيها في محفظة لديه يكتبها كما كان الأقدمون يسمونها (دَشتًا) جمعها دشوت، وله شعر من شعر الفقهاء، ونثر جيد بالنسبة إلى نثر الناس في ذلك العهد وبالنسبة إلى كونه لم يقرأ كتب الأدب الفني من شعره قوله في المناجاة:

ونقلته من خطه:

ولما دجى ليل الشدائد والبلا

تيممت فردا يكشف الضر والبلوى

حططت لرحلي عند بابك سيدي

فلا حيلة أرجو سواك ولا دعوى

توسلت بالتوحيد يا رب مخلصًا

وأوصافك العليا وأسمائك الحسنى

أُناديك ربي، دائم الملك والبقا

تعاليت يا من يسمع السر والنجوى

أخاف وأرجو تارة متملقًا

وحبك يا مولى الورى الغاية القصوى

فأنت إله الكون تفعل ما تشا

لك الأمر والتدبير في السِّرِّ والنجوي

الهي إلهي، جل ذكرك سيدي

الهي فجنبني المهالك والأهوا

إلهي فآمن روعتي ومخافتي

مديمًا على الأطلال قد باح بالشكوى

بك اللهم يا رب انزلت حاجتي

فأنت محط الرحل في الدين والدنيا

لك الفضل والإحسان والحمد كله

لك الحكم في الدنيا كذلك في الأخرى

وصل وسلم يا إلهي وسيدي

على المصطفى والصحب والآل ذي التقوى

لقد كانت مرثيتي للشيخ عبد المحسن فاتحة باب للمراسلة بيني وبين الشيخ فهد أخيه، رغم كوننا نعيش في بلدة واحدة، هي مدينة بريدة.

ص: 450

وذلك إلى أن توطدت بيننا الصحبة فوجدت فيه ضالتي المنشودة إذ كنت متفرغًا آنذاك للعبادة وطلب العلم، وكنت في حال شفافية للنفس عظيمة، بل كنت كالشاب المتصوف الذي يبحث عن شيخ يرشده إلى الطريق.

فكان الشيخ فهد العبيد نعم ذلك الشيخ، إذ هو زاهد في الدنيا، رفيع القدر عند الناس، مترفع في نفسه عن الدنايا من الطمع أو النظر إلى ما في أيدي الناس، أو التزلف لأولي الأمر.

وهذا نادر من القادرين على ذلك مثله.

ووجدت فيه أيضًا شيئًا كنت افتقدته في غيره وهو محبته للكتب والمخطوطات والرسائل، وشغفه بالأدب القديم الذي أملى عليه أن يكتب لي عدة رسائل وينتظر مني جوابها.

وقد فعلت.

وهذه بعض رسائله إليَّ التي بخطه:

ص: 451

وهذه رسالة مني إليه فيها استرضاء أو ردُّ عتاب: وهي في الواقع إجابة عن رسالة سابقة منه.

ويلاحظ القارئ كثرة المبالغات في الأوصاف، وعبارات الإطراء، والمدح وهذه كانت سمة الأدب القديم الذي كنا نسير عليه، قبل أن بالأدب الحديث، بل قبل أن نطلع عليه.

وإيرادها هو من باب عرض أسلوب أدبي كان شائعا بين المتأدبين في بريدة في ذلك الوقت، وإن كان الأدب على وجه العموم غريبا بين طلبة العلم والمراد من ذلك الأسلوب الأدبي، وليس التأدب في الخلق والسلوك كما هو ظاهر.

بسم الله الرحمن الرحيم من محمد بن ناصر العبودي قال الله تعالى: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} .

قال صلى الله عليه وسلم (اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني).

اللهم يا من بيده زمام الأمور ويا نور النور، وباعث العباد من القبور، يوم البعث والنشور، أسألك بنور وجهك العظيم الذي اشرقت له الظلمات سوالًا لا أعلم أشرف منه، فأسألك به أن تجزي عني والدي وشيخي وأستاذي وإمامي من طابت أخلاقه وكرمت أعراقه. وحمدت صفاته وكثرت حسناته، وشرفت ذاته، وتباركت أوقاته، وعمت بركته مجالسه. واستثارت بنوره مجالسة، المهذب الناصح والمهذّب المناصح، مربي الطلاب، والحجاب عن كل حجاب عن رب الأرباب، وبهي نور الكون وسناؤه وطوى الأنس وطور سينائه:

بحر المكارم والفضائل والتقى

غير أنه عذب هنيُّ الشرب

فهد الذي اعيا الأسود مصاده

ابن العبيد العالم الحبر الأبي

مسدي الأيادي الواصلات وشيخنا

وجمال أهل شرقها والمغرب

ص: 453

أفضل ما جازيت محسنًا على إحسانه، وصاحب منة على امتنانه والنعيم المقيم والنظر إلى وجهك الكريم، فإني لا أستطيع جزاءه، وأرفع اللهم بالحمد لواءه وأكبت حساده وأعداءه آمين.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وتحياته المباركات ورحماته.

وبعد وصل الكتاب فأطار غراب البين من وكر الاكتئاب، وأزال عن يعقوب الحزن بياض المقلة، ورجف بدهام الغموم فحوله النقلة، بل إجابة النداء لمن اجتدي، وزلزل أطواد الهموم فسيرت سرابا، وفتحت سماء السرور فكانت أبوابًا فكان ولا كبش الفدا.

وغدا الفكر وراح في مروج رياضه، وتنزه في غياض فياض آراضه، وسام نعمه حولا في تلك الرحاب فوجبت فيها زكاة الجواب. في 8 محرم 1366 هـ.

وبعد رسالتي هذه الموجهة إلى الشيخ فهد العبيد وردت إليَّ منه الرسالة التالية:

ص: 454

وهذه رسالة مني للشيخ فهد العبيد أيضًا:

بسم الله الرحمن الرحيم

{قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} .

من محمد بن ناصر العبودي إلى حضرة الأخ المكرم الأصيل الأحشم فهد بن عبيد وقاه الله من كل شر الشيطان وكيد، ووفقه للعلم النافع والعمل الصالح والدعوة إليه على بصيرة وبث النصائح وسار به على منهاج أوليائه ووفقه لطريق أصفيائه الذين هم خلاصة العالم، وزبدة بني آدم، وأمنه يوم الفزع وجعله ممن عن المحرمات وزع.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته على الدوام أدام الله على الجميع نعمه التي من أجلها نعمة الإسلام، وعبادة الملك العلام.

وبعد: وصل الكتاب الحاوي لفصل الخطاب فملأ القلب سرورًا والناظر نورًا، حيث حوى ما لم تحوه صحيفة وجمع كل غائبة طريفة خصوصًا النصح المحض، والأمر برفض البطالة أي رفض، واغتنام أوقات الإمكان، قبل الإندراج في خبر كان، والإقبال على ما خلق له الإنسان ومجالسة أهل الخير في كل مكان، فلله نصح ما أعلاه، وقولا فصل ما أغلاه وقد صدقت ونصحت، وبالحق صرحت والنصيحة هذه بها قيام الدين، وقوام العالمين، ولولاها كان الناس كالبهائم كما قال عمر رضي الله عنه.

رزقنا الله وإياكم الإنابة إليه، والتجافي عما لا يقرب زلفي لديه، وزودنا وإياكم من العمل الصالح والتقوى فإنه أعز وأكرم وما عنده أبقى.

وما ذكرت من اقتفاء آثار علماء الدعوة الإسلامية والنهضة الصادقة المحمدية والعمل على منوالهم، وسبر مقاماتهم وأحوالهم فهذا هو رأس المال وهو

ص: 456

معني كلام الملك المتعال، إذ مضمونها إخلاص الدعوة لله وتجريد المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم وبتقرير هذا وهذا نزل القرآن، ودعي إليه الأنس والجان نرجوه أن يثبتنا وإياكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.

وأما ما ذكرت وهو أنه طوى الكتاب على ما مضى بما فيه ولا يمكن رده وتلافيه والأيام خزائن تفتح يوم القيامة، فالمؤمنون يجدون الفرح والكرامة والمحرومون يجدون الحسرة والندامة، فبارك لي ولكم بما بقي من الأيام.

فبقية عمر المؤمن جوهرة ثمينة ليس لها قيمة، والأيام تمر مر السحاب واغتنامها هو فعل أولي الألباب، وغفر الله لي ولكم ما مضى بمنه وجوده وكرمه.

والخواتيم كما ذكرتم هي شيبت رؤوس ولدان الأبرار، وأقلقتهم عن المضاجع في الأسحار ونغصت كل نعيم وأبعدت عنهم كل حميم فأولئك سلك بنا وبكم سبيلهم من وفقهم ونحن يراد منا كما يراد منهم وأشد إذ نحن أهل التفريط، ولا حول ولا قوة إلَّا بالله.

انتهى.

وهذه رسالة أخرى من الشيخ فهد العبيد إلى المؤلف:

ص: 457

والرسالة التالية من الشيخ فهد العبيد مبسوطة، ولذلك كتبتها بحروف الطباعة، بعد عرض صورتها:

ص: 458

هذه الرسالة من الشيخ فهد بن عبيد العبد المحسن أرسلها إليَّ في عام 1364 هـ:

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

إلى جناب الأخ الموفق الحبيب المصدّق والصديق المحقق ذي الفهم الوقاد البالغ في المحبة فوق المراد محمد بن ناصر العبودي بلغه الله المنازل العالية وبوأه السلعة الغالية ومن عليه بضياء البصيرة وأصلح له العلانية والسريرة وأخذ بيده عن كل سبب يفضي للمحنة والفضيحة، واستعمله في هذه الدنيا بحياة طيبة وعيش طيب وأقر عينه بسرور قلبه وزيادة إيمانه ونصر دين الله آمين ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته على الدوام، أدام ذو الجود والمجد والجلال علي وعليك وعلى كافة أهل الإسلام نعمة الإسلام ونسأله ونلح عليه ونبتهل بين يديه أن ينصر دينه ويعلي كلمته.

أسباب تحريره والداعي إلى تسطيره أربعة أمور:

الأول: السؤال عن حالك جعلها الله حالا طاهرة، وذاتا من القواطع خالصة ولأسباب الخير حاوية.

الثاني: إخبارك بأني فضضت خاتم كتابك وقلبت نشرك وخطابك ببناني وسرحت فيه عيني ولساني، وجعلته نزهتي وبستاني، فزاد السرور سرورًا وأبدى للقلب فرحا منشورا وأماط عن البصر قذي ديجورا، فلله درك من حبٍّ ما أوفاك ومن مجالس ما أصفاك.

الثالث: هو تجديد العهد بمحياك والشوق الزايد إلى لقياك، فالله أسأل بعزه الذي لا يرام وملكه الذي لا يضام، القدوس السلام أن يجزاك عني يا محبك أعظم ما جوزي محسن على إحسانه وأن الله يمن علي وعليك بالاجتماع والانضمام

ص: 460

والاتحاد في عرصات القيامة، ويجعلنا على الأسرَّة جالسين وبالمسامرة والمؤانسة في الغرف مستمتعين، وأن الله لا يخذلنا بين الصفوف ولا يخجلنا في تلك المجامع والزحوف، وإلا الدنيا يا أخي ما جمعت إلَّا فرقت، ولا صفت لحظة إلَّا وكدَّرت، ولا أضحكت إلَّا وأبكت، لابد من الافتراق، وعلى كل حال لابد أن يقال: فلان غاب وسكن الطباق، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

ولا شك أن أمرك وحالك على بالي يعز عليّ اغتمامك ويفرحني استرارك وأنا ربما أنني بالدعاء ألاحظك وبالمواساة أشاطرك.

والأمر الرابع هو الوصية بتقوى الله يا محمد بن ناصر عليك بالعض على ما قلاه الأكثرون، وعليك بالمحبة لما سأمه البطالون والمصابرة والصبر فإنما هي أيام تنقضي ويذهب هذا ويزول وعند الصباح يحمد القوم السرى.

عليك بتقوى الله الذي أصبح المدعي لها كثير، والعامل قليل، وصاحبها على العامة والخاصة ثقيل والتزام التقوى يوجب للناس حالًا تدهش العقول وتبدي الطيشان والذهول العمل بتقوى الله أطار عن الأعين المنام وأخمص البطون عن الشراب والطعام وحال بين النفس وملذوذاتها، قد جعل أهلها يميدون من الشهيق. ويصيحون صياح الحريق، وما مضى من أيام المتنعمين يوم إلَّا ومضى من أيام المهمومين يوم حتى يجمعهما يوم.

لا يطولن عليك السفر فإن عيد اللقاء قد قرب، وأوان الصبح قد اقترب.

فيا أخي ويا محبي مهما دار بالنفس ودهاها من الهموم والأنكاد فاطرده وسل النفس بما أمامها من الأهوال والأفزاع.

لما نبح كلب على بعض السلف قال: أسكت يا كلب فإن كنتُ في الجنة فأنا خير منك وإن كنت في النار فأنت خير مني.

ص: 461

والحال كذلك ولكن لما طال العهد وبعدت القلوب عن منهج النبوة وأقفرت القلوب وأجدبت من غيث الوحيين قامت النفس تذمذم وتنافس أبناء الدنيا وتطلب مألوفاتها ومشتهياتها وأنا ودي يا محب إذا جاء الخط منك يكون خطًّا مبسوطًا يجلي عن القلب غشاه ويشحذ الخاطر ويقر الناظر، أنظر إلى مريم حين أقر الله قلبها بعيسى وهو ولد يفنى وتقوى الله والمناصحة هي التي لا تفنى، ومصلحتها بالدنيا والآخرة.

هذا ما دار بالبال، وسنح بالخيال رافعا يدي بالذل والضراعة إلى سامع دبيب النملة على متن الصخرة في الليلة المدلهمة أن يجعلك من الذين إذا أعطي أحدهم شكر وإذا ابتلي صبر وإذا أذنب استغفر، واستغفر الله العظيم مما جناه اللسان وأخطأ الجنان أو زل به البنان فإنني محل العيب والنقص والخلل، ولكن تبارك الذي سترني ونشر علي كنفه حتى لا يطلع علي عدو يحاربني أو منافق يبغضني، والواقع بعض عقوبات ذنوب، وما يعفو الله عنه أكبر وأعظم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ولم تخل رسائل الشيخ فهد العبيد إلي من عتاب مثلما يكون بين الأصحاب.

فتلك رسالة مؤرخة في 10/ 1/ 1466 هـ.

استهلها الشيخ فهد بالدعاء والتحية كما هي عادته، وبعدها الوصية بتقوى الله والخوف من الذنوب السابقة والوجل من الأمور اللاحقة.

ثم العتاب على عدم اتصال المكاتبة مع ما ذكره من أنه يعرف عني إسهاب الكلام والتحبير من القول ما هو أحلى من قطر الغمام.

ثم دخل في موضوع العتاب الرئيسي وهو المتعلق بالكتاب ومن ذلك البطء في إيجاز نسخ الكتاب، وكنت نسخت له نسخًا من عدة كتب منها

ص: 462

(لطبقات الحنابلة) لابن رجب التي هي في الحقيقة ذيل طبقات الحنابلة لابن أبي يعلي وذلك في مجلدين، قبل أن تطبع وكانت آنذاك نفيسة من النفائس يتنافس المتنافسون من طلبة العلم على مجرد رؤيتها والإطلاع عليها.

يذكر الشيخ فهد أنني عندما أعدتها إليه بعد أن نقلت منها نسخة إذا فيها تراب، وهي منغفصة أي منضغطة وعميلتها متفسرة، والعميلة مجموعة الخيوط التي تحبك أي تربط بها أوراق الكتاب عندما يراد تجليده.

والواقع أن سبب ذلك أنني كنت أنسخها في الليل في الغالب، وهي مجلدة تجليدًا قديمًا يخفي بعض الكلمات فيها.

وكذلك ذكر كتاب (وصية الحارث) وهو الحارث المحاسبي أحد كبار الصوفية المستقيمين.

ثم ذكر أيضًا أن كتاب المقنع لابن قدامة كان منعفل أي يبدو عليه أثر الاستعمال ظاهرًا.

ثم ذكر صيد الخاطر والمجموع وكلها مخطوطات طبع بعضها الآن وبعضها لم يطبع.

ص: 463