الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقوله في البيت الثاني ملحك عن النيشان يريد به الهدف الذي يرمي كالطريدة من الصيد، وليس النيشان بمعنى الهدف الذي يرميه الناس ليتعلموا الرماية.
وقوله: يخطي السلوب: السلوب هي صغار الصيد كالأرانب والقطا والحجل، وهي السلوب من الصيد، والجلال من الصيد: الكبير منه كالحباري والظبي، والوعل.
وقوله: يا راكب من فوق زين المشاديد، يعني به بعيرًا تخيَّله عليه شداد فيه زينة الرحل، فالبعير وشداده بمعنى رحله وما يتبعه، عليه زينة الراكب.
وتلفي العبودي: تنزل عليه بمعنى أن تقصده.
وقوله شوق زين الخيال، فزين الخيال هي الفتاة الجميلة: لأن الخيال هو المنظر، وزينه: جميله، وشوق زين الخيال: مدح لأن الفتاة الجميلة لا تشتاق وتريد إلا رجلًا جميل المظهر وله مقام رفيع - وقوله: نزه الشوارب قد نزهه الله عن تعقيد الأمور، ونزه الشوارب مجاز، وعواقيد الأمور هي التي يترتب عليها، أذى الناس.
وقوله سهل النبا، النبا هو الحديث فقوله: سهل النبا، معناه: حسن الحديث، سلس الكلام، يحب من يسمعه يتحدث أن ينصت إليه.
هذا وقد مات فرج بن خربوش في عام 1378 هـ أي بعد وفاة والدي في عام 1370 هـ بثمان سنين.
أسرة العبودي وملح البارود:
ذكرنا المقطوعتين الشعريتين اللتين في إحداهما مدح جدي عبد الرحمن العبودي وهي لرشيد الأشقر من بني سالم والثانية في مدح والدي لفرج بن خربوش من أهل جبل سلمى قرب حائل وفيها ذكر (لملح العبودي) والمراد بذلك البارود المادة المتفجرة.
وكانت أسرتنا تصنع البارود أي تقوم على ذلك وإلا فإن الذي يتعبون عليه هم عمال أقوياء لأنه يقوم على خلط الكبريت الأصفر بنسبة 1 إلى 6 والفحم أيضًا بنسبة 1 إلى 6 لملح البارود الأبيض، تخلط هذه الأجزاء الثلاثة وذلك بأن يدق الكبريت الأصفر وحده والفحم وحده وملح البارود وحده، وهو أهونها دقًا ثم تخلط هذه الأخلاط الثلاثة وفق طريقة معقدة وتجعل في نقابر جمع نقيرة - وهي الصخرة الضخمة من الصخر الصلد التي تنقر فيها حفرة يوضع فيها ذلك المزيج، ثم تدق بعمد - جمع عمود - ضخمة من الحجارة الثقيلة، ولابد من أن تكون تلك العمد من المرو وهو الحجارة الصلدة التي تشبه المادة القريبة من البلور أو تكون من حصاة واحدة ملساء، ويدقها العامل القوي لمدة طويلة، ولابد من أن تثري أي يضاف إليها الماء لئلا تتطاير عند الدق.
وبعد ذلك (يقطع) أي ينخل (بثلاثة) مناخل، كل واحد منها أضيق فتحات من الأخر وآخرها هو الأضيق دقة، وفي هذه المناخل يتدحرج البارود بعد أن يكونوا وضعوا عليه ماءًا بمقدار معين وينشر في الشمس بسهولة حتى يجف ويكون بذلك بارودًا محببًا - أي ذا حب يشبه الحبة السوداء.
كان أول ما بدأ (آل عبود) بعمل ملح البارود أن جماعة من بني زيد أهل شقراء جاءوا إلى بريدة ونزلوا بجوار عم والدي وصاروا يدقون ملح البارود ويبيعونه يتكسبون بذلك، فعرف طريقة صنعه منهم، وصار يعمله بصفة قليلة.
أما هم فإنهم اشتغلوا بالتجارة لأن بريدة كانت مركزًا تجاريًا لنجد فتركوا (دق الملح) وباعوا أدوات صنعه على عم والدي عبد الله العبودي، وبذلك صار جدي ثم والدي وكذلك أبناء عمنا يصنعونه في وقت القيظ يحضرون العمال لذلك.
وكان مربحًا جدًّا، إلا أن سوقه القوية تكاد تنحصر في وقت مهاجرة الطيور في الخريف والصيف الذي هو الربيع.