المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌العودة إلى ذكر الجد: - معجم أسر بريدة - جـ ١٤

[محمد بن ناصر العبودي]

فهرس الكتاب

- ‌باب العين

- ‌الْعَامرْ:

- ‌دعاة وأعمال خيرية:

- ‌العامر:

- ‌الشيخ علي بن عامر بن صالح آل عامر (1339 - 1411 ه

- ‌العامري:

- ‌العايد:

- ‌وثائق للعايد:

- ‌العايدي:

- ‌العايش:

- ‌العَبَّاد:

- ‌العْبَادي:

- ‌تصحيح اسم جد الشيخ العبادي:

- ‌العبَّاس:

- ‌العبد الرحيم:

- ‌أصل وصية عبد الرحيم الحمود:

- ‌أشخاص معاصرون من أسرة (العبد الرحيم):

- ‌العبد الرَّزاق:

- ‌العبد اللطيف:

- ‌العبد اللطيف:

- ‌العبد اللطيف:

- ‌العبد المعين:

- ‌العبد الملك:

- ‌العبد المنعم:

- ‌العبد الوهاب:

- ‌ العبد الوهاب

- ‌وصية عبد الله العبد الوهاب:

- ‌نبذة مختصرة عن أسرة العبد الوهاب البريدي:

- ‌العبد الهادي:

- ‌العبدان:

- ‌ترجمة موجزة لحياة فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العبدان:

- ‌سخاء الشيخ ابن عبدان:

- ‌إنجازات تاريخية منقوشة على البيض:

- ‌العبدان:

- ‌العُبرّة:

- ‌العَبْلاني:

- ‌العبْوُد:

- ‌‌‌ العبود

- ‌ العبود

- ‌العبْوُدي:

- ‌أسرة العبودي وملح البارود:

- ‌أسرة العبودي والمدح بالفصحى:

- ‌العودة إلى ذكر الجد:

- ‌عبد الكريم بن إبراهيم بن عبد الكريم العبودي:

- ‌هل يحابي الإسلامي الرجل على حساب المرأة

- ‌بين جامعة القهوة ومعهد الشاي .. أين موقع النخيل

- ‌خالد بن محمد العبودي:

- ‌الشيخ سليمان بن ناصر العبودي:

- ‌سليمان العبودي في ذمة الله:

- ‌سليمان الناصر العْبُودي - من بريدة:

- ‌الشيخ سليمان العبودي (1350 - 1415 ه

- ‌بداية ظهور فريق الشباب (التعاون):

- ‌التنافس مع الشباب:

- ‌رحلة الموت المفاجئ:

- ‌القدر يسبق الإخلاء:

- ‌العْبَيَدْ:

- ‌ترجمة الابن لأبيه:

- ‌أبناء عبيد العبد المحسن:

- ‌ذكر من توفي فيها من الأعيان:

- ‌الشعر يشارك في المراسلات:

- ‌زهد فهد العبيد وتقشفه:

- ‌تجربة الصديق واختباره:

- ‌مؤلفات الشيخ إبراهيم العبيد:

- ‌قصة المظلومة سمعتها من الشيخ إبراهيم العبيد:

- ‌ العبيد:

- ‌وصية عبيد بن محمد بن فراج بن سلمي:

- ‌الْعْبَيْد:

- ‌العبيد:

- ‌العْبَيِّد:

- ‌الَعْبَيْدَان:

- ‌العبيدان:

- ‌العبيدي:

- ‌العْبَيْلان:

- ‌العْبَيلاني:

- ‌العْتيان:

- ‌العَتِيق:

- ‌العتيق

- ‌العَتيِّق:

- ‌ سليمان بن محمد العتَيِّق

- ‌العْتَيْك:

- ‌رجال التعليم الأوائل:

- ‌العثمان:

- ‌عثمان بن إبراهيم بن عثمان العثمان

- ‌العثمان:

- ‌العثمان:

- ‌العثيم:

- ‌وصية عثمان بن أحمد العثيم:

- ‌نص وصية عثمان بن أحمد بن عثمان العثيم:

- ‌عبد الله العثمان العلي:

- ‌عبد الله بن عثمان الأحمد العثمان العبد الله:

- ‌عبد العزيز بن عثمان الأحمد العثمان العبد الله:

- ‌محمد بن عثمان بن أحمد العثمان العبد الله:

- ‌مشاهير الأسرة في القرن الرابع عشر وإلى وقتنا الحاضر:

- ‌عبد الله العثمان العلي العثمان:

- ‌صالح بن إبراهيم المحمد العثمان:

- ‌الشيخ محمد بن عبد الله المحمد العثمان:

- ‌الدكتور الطبيب عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد العثمان:

- ‌الدكتور عبد العزيز بن عبد الرحمن بن محمد العثمان:

- ‌الشيخ عثمان بن عبد الرحمن بن محمد العثمان:

- ‌الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد العثمان:

- ‌الدكتور سليمان بن محمد بن عبد الله المحمد:

- ‌الدكتور عبد الله بن عبد الكريم بن عبد الله المحمد:

- ‌الدكتور خالد بن محمد بن إبراهيم المحمد:

- ‌الدكتور أحمد بن صالح بن علي المحمد:

- ‌الأستاذ عبد الله بن صالح بن علي المحمد:

- ‌الشيخ يوسف بن محمد بن عبد الله المحمد:

- ‌المهندس سعد بن عبد العزيز العثمان العبد العزيز:

- ‌المهندس عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله المحمد:

- ‌المهندس رياض بن عبد الله السليمان العبد الله:

- ‌المهندس ضياء بن عبد العزيز العثمان العبد العزيز:

- ‌المهندس ماجد بن عبد العزيز العثمان العبد العزيز:

- ‌مؤلفون من العثيم:

- ‌العثيمين:

- ‌الشيخ صالح بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عثيمين (1320 هـ - 1410 ه

- ‌صالح بن عبد العزيز العثيمين: (من بريدة)

- ‌ العثيمين

الفصل: ‌العودة إلى ذكر الجد:

وليست صناعة البارود المتفجر صنعة كسائر الصناعات الشائعة لأنها قليلة المقدار، قصيرة الزمن، إذ تزدهر في وقت وجود الطيور المهاجرة، وتقل أو تندثر في سائر الأوقات وهي صعبة لا يعرف بها إلا من عاناها، وعرف مقادير أخلاطها.

ولذلك تمدح بعض العرب بأنهم يصنعون البارود بأيديهم، وهو ما عبروا عنه (بدق الملح) والمراد بالملح في هذه العبارة الملح الأبيض الذي هو أحد عناصر البارود أو هو العنصر الأهم من عناصره، وسمي بذلك لأنه لابد للحصول على البارود من دق الملح هذا قبل خلطه بالعنصرين الآخرين وهما الكبريت الأصفر والفحم، ثم لابد من الدق الشديد الطويل لها إذا خلطت.

قال أحد أفراد قبيلة عنزة (1):

ملح ندقه عندنا

يعبا لكم ملح نظيفٍ

ضرب يفج نحوركم

يفرق وليفٍ عن وليفٍ

‌العودة إلى ذكر الجد:

نعود إلى ذكر جدي عبد الرحمن العبودي فنقول: حالته الاقتصادية حسنة وهو يملك بيتًا كان بناه في شمال بريدة القديمة إلى الشمال من مسجد ابن شريدة بناه في عام 1307 هـ، ولكنه كان لحقه دين فنذر لله نذرًا إن أوفى دينه أن يذبح ناقتين ويوزع لحمهن، وقد أوفى دينه ذلك ولم يبق عليه منه شيء.

حدثني والدي قال: لما تخلص والدي من الدين الذي عليه اشترى ناقتين، وذهب للشيخ ابن سليم ولا أدري أهو محمد بن عبد الله بن سليم أم محمد بن عمر بن سليم، والأقرب أنه الأول لأنه القاضي عما يصنع بلحم هاتين الناقتين اللتين نذر أن يذبحهما أيطبخه أم يوزعه نيئًا؟ وهل يعطي منه الفقراء فقط أم يعطي الأغنياء أيضًا؟

(1) لقطات شعبية، ص 103.

ص: 213

قال: فقال له الشيخ ابن سليم: المسألة ترجع إلى نيتك، انظر إلى ما نويت عندما نذرت، فقال: أنا نذرت أني أذبح ناقتين وأقسم لحمهن.

فقال له الشيخ: إذًا افعل ما تراه الأصلح، قال والدي: فرأى أبي أن يوزع لحم إحدى الناقتين نيئًا على الفقراء ويهدي منه على الجيران والأقارب وأن يذبح واحدة ويطبخ لحمها كله ويهديه على الأقارب والفقراء.

قال: أما الأولى فكانت سهلة التوزيع، ولكن الصعب هو توزيع اللحم المطبوخ فكانت القدور تغلي باللحم، واستعنا بالشبان من الجيران لتوزيع اللحم المطبوخ مع المرق، وذلك له أهمية كبيرة في تلك العصور.

وقد وقفت على الوثائق التي استدان بها جدي عبد الرحمن العبودي فوجدتها لإبراهيم بن محمد الربدي ووالده هو الثري الشهير في وقته محمد بن عبد الرحمن الربدي.

أولها مختصرة مكتوبة في 13 جمادى الأولى من عام 1312 هـ.

والدين اثنان وأربعون ريالًا فرانسة ثمن عشر طوايق خام وهي مؤجلات يحل أجل الوفاء بها في النصف من جمادى الأولى سنة 1313 هـ.

والشاهد هو الثري الشهير في وقته عبد العزيز بن حمود المشيقح والكاتب الشيخ صالح الدخيل الجار الله.

والتاريخ 13 جمادى الأولى سنة 1312 هـ.

وسبب كون الدين طوايق خام: جمع طاقة وهي الربطة المحكومة المكتوب عليها من بلد تصديرها أطوالها ونوعها فرارًا من أخذ الدين إذا كان دراهم نقدًا وذلك لا يجوز فيبيع الذي هو في مثل هذه الحالة جدي في السوق وينتفع بثمنه، ويكون في العادة أقل قليلًا مما استدانه به من الربدي وهذه صورتها:

ص: 214

ووثيقتان في ورقة واحدة العليا منهما مؤرخة في 20 صفر 1318 هـ، وهي بين جدي عبد الرحمن العبد الكريم بن عبود وبين إبراهيم المحمد الربدي.

والدين أربعة وثلاثون ريالًا فرانسة عوض أربع طوابق، ولم يذكر نوع القماش في تلك الطوابق ولكن الشايع المعروف عندهم أنها تكون من قماش يسمونه الخام، وهو أبيض وبياضه غير ناصع ويلبسه الأعراب وأهل القرى.

وهذا الدين مؤجل يحل أجل الوفاء به آخر صفر سنة 1319 هـ.

والشاهدان حمد الزايدي وصالح الدغيثر.

والكاتب عبد العزيز الحمود المشيقح.

والوثيقة الثانية المكتوبة أسفل من الأولى وهي مداينة - أيضًا - بين عبد الرحمن العبد الكريم العبودي - جدي - وبين إبراهيم المحمد (الربدي).

والدين أكثر من الذي في اللتين قبلها، فهو ستة وتسعون ريالًا وقرش، والقرش ويصح أن يكتب (جرش) هو ثلث الريال الفرانسة، وهذا اصطلاح لهم وإلا فإنه لم تكن توجد عندهم عملة اسمها (قرش) تساوي ثلث الريال، وأظن أنني شرحت ذلك فيما سبق.

وثمن هذا الدين عبرت عنه الوثيقة بقولها: عوض نصف قنطار وربع قهوة، والمراد ثلاثة أرباع قنطار قهوة، والفنطار مقدار كان معروفًا لديهم من الوزن توزن به بعض الأشياء دون بعض فالقهوة ونحوها بالقنطار، والتمر ونحوه بالوزنة.

ص: 215

وأيضًا كورجة مقطية والمقطية حبال قوية تسمى (المقطية) ذكرت هذا اللفظ في (معجم الألفاظ العامية)، وتتخذ المقطية لجذب الأشياء الثقيلة أو ربطها بها، وغالبا ما يستعملها الأعراب لجذب الماء من الآبار البعيدة القعر في البادية.

والشاهد: خضير العبد الرحمن الخميس.

والكاتب عبد العزيز الحمود المشيقح

والتاريخ 25 صفر سنة 1318 هـ.

قال والدي: ثم حسنت حالة والدي المالية حتى قرب سنة الطرفية حيث اختفى فترة فلحقه دين متفرق لبعض الأشخاص وبقي ذلك الدين عليه حتى توفي.

قال والدي: وكان جدك قد أخبرني بالدين الذي عليه وذكر لي أهله ومبالغه وأوصاني بأن أعطي الناس حقوقهم، وقد خلف بيته الذي يملكه وهو يكفي لوفاء دينه فيما لو بيع، ولكن والدي كان ساكنًا فيه.

وقد أراد أن يبيعه حتى يخلص ذمة والده من الدين ولكن صديقه (محمد

ص: 216

بن عبد الله بن مسفر) اعترض على ذلك وسعى حتى تملك والدي البيت ورضي الدائنون لجدي في أن ينقلوا مالهم عليه إلى ذمة والدي بمثابة القرض الحسن عندما يتوفر له يوفيهم، وقد أوفاهم بعد ذلك، وصار البيت له.

وسوف أذكر ذلك مفصلًا في ترجمة محمد بن مسفر رحمه الله في حرف الميم بإذن الله.

أما البيت فقد توفي والدي فيه أي بقي مملوكًا له وعشنا فيه حتى توفي فيه في عام 1370 هـ فاشتريته من تركته ثم بنيته بالأسمنت المسلح على هيئة شقق سكنية وجعلته وقفًا على المحتاج من ذرية والدي إلى يوم القيامة.

وهذه الوثيقة التي تملك بها والدي بيت جدي لما ذكرته، وقد ذكرته الوثيقة باسم (ابن عبود)، وهو الاسم القديم لأسرتنا الذي صار (العبودي).

ص: 217

قال والدي وأنا أقرأ عليه هذه الوثيقة وفيها: أنه أحضر لهم ثمنه في المجلس: الواقع أنني لم أحضر الثمن في المجلس أول ما باعوا عليَّ ولكن لابد من إقرارهم بأنهم خلصوا ذمة والدي من ديونهم، وبأن البيت صار ملكًا لي، وإلَّا فإنهم قبلوا أن ينقلوا الدين وأكثره سلف من دون فائدة لأن أصحابه أصدقاء لوالدي من ذمته إلى ذمتي، وأن يبقى حتى أستطيع تسديده لهم شيئًا فشيئًا، ولكن الواقع أنه حين كتابة هذه الوثيقة في عام 1330 هـ. كنت قد دفعت بالفعل لهم جميع ما كان من الدين على والدي الذي نقلوه إلى ذمتي، وكان البيت قد صار خالصًا لي.

وإلَّا فإن عقد البيع وتحويل الدين من ذمة والدي عبد الرحمن رحمه الله إلى ذمتي كان في عام 1324 هـ وظللت أسدد لهم فيه حتى أوفيتهم كلهم حقهم في عام 1330 هـ فكتبوا هذه الوثيقة.

وقد حسنت حال والدي المالية، فصار له مال يداين منه الفلاحين، وقد ضاع دفتر كان عنده كنت رأيته وأنا صغير ورأيت في ورقة منفردة مداينة بينه وبين عبد الله بن عبد الرحمن بن محيميد راع النخلات.

وقد أسمته الوثيقة ابن عبود مع أن كاتبها طالب علم بل عالم كاتب معروف في زمنه وهو عبد الله العلي بن سالم.

والدين: ستمائة وزنة وخمسون وزنة تمر سَلم، والسَّلم بفتح السين واللام هو شراء تمر من الفلاح قبل أن يطلع نخله بثمن يكون أرخص للدائن لأن الزيادة التي تحصل له من التمر في مقابل تأجيل قبضه الذي لا يكون إلَّا مرة واحدة في السنة هي وقت موسم جداد النخل، والتمر المذكور عوض مائة ريال أي أن الدراهم التي أعطاها والدي نقدًا لابن محيميد ثمنًا لذلك التمر هي مائة ريال بمعدل ست وزنات ونصف بالريال.

ص: 219

وموعد حلول التمر هو شهر محرم ابتداء عام 1341 هـ قالت الوثيقة ونقله على ناصر أي تكلفة نقله من مكان المستدين في النخلات يتحملها والدي.

الشاهد سليمان العبد الله العبد الرحمن بن محيميد وهو ابن المستدين.

والكاتب عبد الله بن علي السالم.

والتاريخ 22 ربيع آخر سنة 1340 هـ.

ص: 220

ومن أسرة العبودي إبراهيم بن عبد الكريم بن عبد الله العبود وقد يقال فيه (العبودي) وهو الذي أصبح (العبودي) بعد ذلك، وهو ثري إلى حد ما ولكن لم يبلغ ثراه ثراء والده عبد الكريم الذي ذكرته.

وهو عم والدي، ومولع بشراء العقارات من النخيل والأراضي.

فكان له ملك مزدهر واسع تتبعه أراض واسعة في العجيبة في غربي بريدة القديمة اشتراه من عبد الله بن مقبل وهو أخو (علي بن مقبل) فمقبل اسم والدهما، وإلا فإن أسرتهما تسمى العبيد كما سوف أوضح ذلك في حرف الميم عند ذكر المقبل.

وقد اشترى إبراهيم بن عبد الكريم (العبودي) ذلك الملك وهو الحائط من النخل الكثير الذي تتبعه في العادة أراض زراعية وأثل، وتوابع أخرى منجمًا أي مقسطًا على سبعة أجال كل أجل يحل في سنة ابتداء من دخول محرم عام 1304 هـ ومقدار القسط ثلاثون ريالًا.

والثمن كله مائتان وعشرة ريالات، وقد رهن ابن مقبل هذا المكان من النخيل بثمنها المؤجل المذكور، وقد بقي الملك بعد أن أوفي ثمنه في ملك إبراهيم العبودي، وعرف بملك العبودي في العجيبة، وبعضهم يسمي شمال العجبية ملك أبو وادي لأن (أبو وادي) كان له فيها نخل مزدهر بجانب نخل العبودي.

وقد مات إبراهيم العبودي وذلك النخل له، فاشتراه من تركته ابنه عبد الكريم وجعله قطعًا من الأراضي سكنية وخصص منها قطعة مسجدًا بناه عرف بمسجد العبودي وهو الذي كان يؤم فيه الشيخ القاضي علي السالم، وعرفه بعض الناس باسم (مسجد علي السالم) نسبة إلى إمامه.

وكان إبراهيم العبودي تاجرا لذلك قبل أن يشتري الملك هذا مقسطًا كان يملك نخلًا آخر أو ملكًا آخر على تعبير كتاب الوثائق القدماء في (نقرة العمارين) في الخبوب.

ص: 221

وجاء ذكر هذه الأملاك في سياق بيع زوجته بعد موته إرثها منه من تلك الأملاك وهي (نورة الراشد السيف) على ابنها عبد الكريم بن إبراهيم العبودي، وسوف نذكر ذلك في رسم (السيف) في حرف السين.

وهذه وثيقة مبايعة ملك العجيبة، بين إبراهيم العبودي، :(مشتر)، وبين عبد الله المقبل (بائع) وهي مكتوبة بخط الكاتب الشهير في وقته عبيد بن عبد المحسن بن عبيد والد آل عبيد المشايخ الذي سيأتي ذكرهم فيما بعد من (باب العين) هذا.

وتاريخها غرة صفر سنة 1303 هـ وغرة صفر يراد بها أول يوم من أيام شهر صفر.

ص: 222

ومقاسمة آخرى بين ما كان يملكه إبراهيم بن عبد الكريم العبود (ي) قبل وفاته وبين سعدون السعدون، وخطها جيد لأنها بخط الشيخ عبد الله بن رشيد الفرج وقد نقلها في عام 1355 هـ عن نسخة بقلم الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عويد كان كتبها في جمادى الثانية من عام 1337 هـ.

وهذه وثيقة حل نزاع على عقار بين إبراهيم (بن عبد الكريم) العبود وبين إبراهيم السعدون:

ص: 224

الوثيقة التالية: ورقة مقاسمة بين إبراهيم بن عبد الكريم بن عبود هذا وبين محمد العقيلي بخصوص مقاسمة أرض بينهما وهي التي أسموها مجاسمة بمعنى مقاسمة، وتقول العامة: فلان وفلان تجاسموا بمعنى تقاسموا.

وكاتب هذه الوثيقة هو ناصر العبد الله بن حمد من الهويمل أهل بريدة وتاريخها 15 محرم سنة 1321 هـ.

ص: 225

أقول: وجدنا أصل عطية الأرض المذكورة من الأمير عبد الرحمن بن ضبعان أمير بريدة لإبراهيم بن عبد الكريم العبودي، وذلك على هيئة كتاب موجه إلى رجاجيل - جمع رجَّال - عبد العزيز بن رشيد بأن الأرض المذكورة قد أعطاها الأمير لإبراهيم بن عبود عوضًا عن خشب أخذه الأمير منه.

وهي بخط محمد بن سعيد أرخها في 8 رمضان عام 1320 هـ.

ص: 226

وهذه مبايعة بين إبراهيم بن عبد الكريم بن عبود (العبودي) وابنه عبد الكريم.

والمبيع أرض مملوكة للأب إبراهيم دارجة عليه بمعنى وصلت إليه من عبد الرحمن بن ضبعان أمير بريدة لعبد العزيز بن رشيد قيمة الخشب الذي للرواشين بمعنى أن إبراهيم العبودي أعطى أمير بريدة من جهة ابن رشيد الذي يمثل الحكومة آنذاك خشبًا للتسقيف فلم يعطه ثمنه وإنما أعطاه بديلًا من ذلك أرضًا وكتب له بذلك كما سيأتي، والثمن أحد عشر ريالًا، وصلت البائع وهو الأب.

والشهود محمد بن غصن والكاتب إبراهيم العبادي والد الشيخ الشهير عبد العزيز العبادي رحمهما الله، وقد كتبها في عام 1331 هـ. ولكنها وصلتنا منقولة بخط الشيخ عبد الله بن رشيد الفرج خطيب جامع بريدة الذي أرخ كتابتها أو لنقل نقلها من الورقة الأصلية في عام 1346 هـ.

ص: 227

وجاء ذكر إبراهيم بن عبد الكريم العبودي شاهدًا في وثيقة مداينة بين علي الإبراهيم الرميحي وبين عبد الله الجار الله.

وهي بخط محمد الرشيد الحميضي مؤرخة في ربيع الثاني من عام 1303 هـ.

ص: 228

ومنهم عم والدي عبد الله بن عبد الكريم العبودي عمر دهرًا، روي لي والدي عنه أنه يذكر بوضوح مجيء إبراهيم باشا إلى القصيم بعد حرب الرس، وفي طريق توجهه إلى تخريب الدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى، ومن المعلوم

ص: 231

أن مجيء إبراهيم باشا إلى القصيم كان في عام 1232 هـ ولم يقل إنه صغير جدًّا ولكنه كان من المعمرين المشهورين، لم أعرف عام وفاته لأنني لم يكن لدي اهتمام بذلك في حياة والدي وأمثاله من رواة الأخبار ولكنني سأورد وثيقة مؤرخة في عام 1299 هـ وفيها ذكر لدين استدانه يحل في عام 1300 هـ.

وله أخبار طريفة لا يتسع المجال لذكرها من ذلك أنه كانت لديه عنز البون، وكانت العنز ذات اللبن لها أهمية عندهم فأخفاها أحد محبي النكتة ومعه غيره، وقال له اثنان منهم إنهم رأوا (القلوص) وهو أحد المعاصرين المجاورين له أخذ العنز، وانكر (القلوص) ذلك بطبيعة الحال.

فقال عبد الله العبود (ي) وكان شاعرًا مقلا من الشعر فيها:

عَنْزٍ لنا يا حلو حَالهْ وْفالهْ

واحلو بالماعون كشَّةٍ شْطْورَة

جاها القلوص بجنح ليلٍ وشاله

متحالي تذويرها في قدوره

جمع عليها حرمته مع عياله

اكلها بماعونه ما ردد نشوره

وعندما حصل أولئك على هذه الأبيات وبعد فترة جاءوا يركضون إلى عبد الله العبود (ي) يبشرونه بأنهم وجدوا العنز، وأن (القلوص) بريء من إخفائها، ولكن ذلك كان في قالب من النكتة، فكانوا يقولون: من يبشر قنز بالعنز، جبناه؟

ولقبه قنز قال والدي: إن ذلك لكونه ضئيل الجسم بالنسبة إلى أخويه.

وقد عمر عبد الله بن عبد الكريم العبود هذا دهرًا كما قدمت، ذكر والدي أن عمره وصل إلى المائة، وأنه يذكر حجيلان بن حمد وعبد الله بن سعود الذي حمله الترك معهم إلى اسطنبول.

ومعلوم أن مقتله كان في عام 1234 هـ عقب تخريب الدرعية.

ص: 232

وهذه ورقة مداينة المدين فيها عبد الله بن عبد الكريم بن عبود (العبودي) والدائن محمد بن سليمان العمري والدَّين عشرة ريالات مؤجلات إلى ذي الحجة عام 1300 هـ. وقد أرهنه بهذا الدين صيبة زوجته من زوجها عبد الله الشمالي وهذه زوجة ثانية أي إنه تزوجها بعد عبد الله الشمالي، وكذلك إرث عياله وبنته من أخيهم لأمهم جار الله من ملك الشمالي.

أقول: لا نعرف له أبناء عاشوا غير عبد الكريم الآتي ذكره، وكاتب هذه الوثيقة خطاط جميل الخط هو عيد بن عبد الرحمن بن شارخ وتاريخها جمادي سنة 1299 هـ.

وتحتها وثيقة مختصرة بخط عبد الله بن شومر وتتضمن إقرار شخص طمست الرطوبة اسمه وذكر أنها من جهة عبد الله بن عبد الكريم بن عبود.

وهذه صورة الوثيقة:

ص: 233

ورد ذكر عبد الله بن عبد الكريم بن عبود (العبودي) في وثيقة مؤرخة في عام 1284 هـ وهي شهادة على شهادة امرأة من آل سالم: الأسرة الكبيرة التي يكثر فيها الأثرياء، وتتضمن أن طرفة المبارك السالم شهدت بأن أخاها محمد المبارك يوم يموت فتشت مع حريمه بيته ولم يجدوا عنده إلَّا أربعين ريال، وأربع وعشرين مشخص وستة زرور وصرف أربعة أريل والشاهد الوحيد فيها هو عبد الله العبد الكريم بن عبود والكاتب هو علي العبد العزيز بن سالم.

فالشاهد والكاتب والمقررة والمتوفي كلهم من آل سالم.

والمبلغ هذا جيد يدل على ثراء ذلك الرجل في تلك العصور التي يسود فيها العوز والحاجة كثيرًا من الناس.

لأن أربعين ريال فرانسه تعتبر ثروة غير قليلة فهي ثمن بيت متوسط أو دكانين ولكن معها 24 مشخص والمشخص نقد ذهبي ذكرته في (معجم الألفاظ العامية) كما ذكرت الآتي بعده وهو الزر الذي وجدت النسوة منه ستة (زرور) وزرور: جمع زر، وهو عملة ذهبية.

والوثيقة مكتوبة في اليوم السابع من ربيع الأول سنة 1284 هـ.

ص: 235

ولم يخلف عبد الله بن عبود المذكور إلا ابنًا واحدًا اسمه عبد الكريم مثله في ذلك مثل أخيه عبد الرحمن (جدي) الذي لم يخلف إلا ابنًا واحدًا هو والدي ناصر، ولكن الفرق أن ابنه عبد الكريم بن عبد الله لم يخلف ذكورًا: وإنما خلف بنتين إحداهما والدة الشيخ إبراهيم بن محمد بن سيف الذي كان في وظيفة (المدير العام) للقضايا في وزارة العدل، ثم تقاعد وألف كتابًا حافلًا في تراجم علماء نجد، طبع في خمسة مجلدات بعنوان (المبتدأ والخبر العلماء في القرن الرابع عشر) وبذلك انقطع نسل عبد الكريم ووالده عبد الله.

ونعود إلى ذكر عبد الكريم بن عبد الله العبودي فنقول: إنه اشتغل بالتجارة، ولكنه لم يوفق فانتقل إلى قرية (الكهفة) بين حائل وبريدة، وقد جعلوه مؤذنًا لمسجدهم ولم يكن طالب علم وإنما كان يفهم الأمور الدينية فهمًا جيدًا، فاتبع طريقة كانت متبعة في نجد وأدركناها نحن ومن كان من أسناننا وهي أن

ص: 236

المؤذن يعد الناس بعد صلاة الفجر، أي ينادي عليهم بأسمائهم، والذي يتخلف عن الصلاة يأخذ شماغه إذا قابله بعد ذلك، و (الشماغ) هو غطاء الرأس الوحيد فيضطر من يؤخذ شماغه أن يسير حاسر الرأس وهو أمر معيب.

سمعته يحدث والدي قال: كنت على العادة أخذ عندما كنت مؤذنًا في الكهفة (شماغ) الذي لا يصلي الفجر مع الجماعة وأبقيه عندي فما شعرت مرة إلَّا بجماعة منهم جاءوا إليَّ وقالوا لي: يا فلان، أنت - جزاك الله خير - تأخذ شماغ اللي ما يصلي الفجر، وهذا حق، لكننا ما جناب مثل أهل ديرتك (بريدة) إذا أخذ المؤذن شماغ الرجل شري له بداله، حنا مثلما عرفت ما يوجد في ديرتنا (الكهفة) شماغ يباع، ولو وجد ما عندنا ثمنه.

قال: فأردت أن أتكلم ولكنهم أضافوا قائلين: لذلك اجتمعنا وقررنا أن الذي تفوته صلاة الفجر ولا يصلي مع الجماعة ما تأخذ شماغه ولكن تأخذ بداله نصيف حنطة أو مدّ شعير.

قال: فغيرت ما أريد أن أقوله لهم: وقلت: هذا هو الصواب، بس انتم انصحوا اللي ما يصلي خلوه يصلي.

قال: وسرت على تلك الطريقة فصرت آخذ (نصيفًا) من القمح أو مُدًّا من الشعير على كل من لا يحضر صلاة الفجر مع الجماعة، وقلت مرة لمن أثق به منهم: يا ليتكم كلكم يا أهل الكهفة ما تصلون الفجر، علشان آخذ منكم الحب - القمح - أو الشعير! !

فقال له والدي: استغفر الله - يا عبد الكريم - فقال: أنا استغفرت الله عن هذا هكالحين.

ومن طرائفه وهو طفل أن مجموعة من أصدقائه الأطفال قرروا في يوم شديد البرد أن يعملوا (حنيني) غداء لهم، فكل واحد منهم التزم بأن يحضر شيئًا

ص: 237

مما يلزم للحنيني فأحدهم قال: أجيب التمر والآخر قال أجيب القرصان، أما عبد الكريم العبودي هذا، فقال: أنا أجيب الزبد.

وفي اليوم المحدد كان الجو باردًا جدًّا والزبد كان جامدًا وهذا ما كان يريده الأطفال فتسلل عبد الكريم دون علم والديه إلى غرفة فيها الزبد وأخذ قطعة منه جامدة فوضعها في مخباته (جيبه) ولما مر خارجًا بوالديه، وكانوا على نار للتدفئة أمسكا به وقالا له: اليوم برد لازم تشلهب على النار، والتشهلب معناه عندهم أن يقف الشخص واقفًا على النار حتى يتخلل الدفء جسمه داخل ثيابه.

كل هذا والأمر بالنسبة إليه طبيعي ووالداه لا يعرفان شيئًا عما معه، ولكن الزبد مع الدفء انماع منه شييء فقطر على الأرض فانتهره والداه، وقالا: زغلت على ثوبك؟

فقفز من المكان مسرعًا إلى حيث الأطفال وأعطاهم ما معه من الزبد الذي بدأ (يموع).

مات عبد الكريم العبد الله العبودي في عام 1374 هـ.

جاء ذكر (عبد الكريم العبد الله العبودي) في وثيقة مبايعة كان فيها بائعًا، وابن عمه عبد الكريم بن إبراهيم العبودي مشتريًا وذلك فيما خص عبد الكريم بن عبد الله إرثًا من زوجته هيلة بنت إبراهيم العبودي وبناته منها وهما اثنتان من أرض ذكرت الوثيقة أنها معروفة شمال طالع بريدة أي هي خارجة عن سور بريدة من جهة الشمال.

والثمن خمسة عشر ريالًا.

والشاهد عبد العزيز بن محمد بن عامر، وكاتبه شاهدًا به عبد الرحمن بن محمد الحميضي.

ص: 238

والتاريخ 15 جمادى الأولى عام 1350 هـ.

ومنهم منيرة بنت عبد الكريم العبود (ي) وهي عمة والدي كانت ثرية بحيث أوصت ببعض حليها أن تباع بعد موتها وأن يسعى في حجة لها ولأمها، وكذلك أوصت ببعض النقود لأخيها عبد الرحمن - جدي - وأوصت بأن يشتري بالباقي مخزن وهو الدكان في اصطلاحهم كما سبق أن أوضحنا ذلك فيما سبق

ص: 239

وجعلت الناظر على ذلك عبد المحسن بن سيف.

وقد صدع المذكور بالأمر، وأحسن في تنفيذ الوصية وآخر ذلك أن اشترى لها دكانًا من نفسه بمعنى أنّه جعل ما عنده من مال من وصيتها في دكان كان يملكه.

والدكان هو المخزن.

وقد كتب ذلك ابن أخيه الكاتب الشهير ناصر بن سليمان بن سيف، والشاهد هو جاسر العبد الكريم الجاسر، وتاريخ ذلك 1 ربيع آخر 1289 هـ، أي بعد موتها بنحو سبع سنين.

وقد حدد الدكان بأنه الذي يحده من شمال دكان الجاسر ومن جنوب دكان (الرجاغي) بفتح العين: جمع الرجيعي وهي الأسرة المعروفة بل المشهورة في بريدة والصباخ.

ولم يذكر حده من جهة الغرب، وذلك لكون الغرب هو السوق التجاري الذي يقع فيه الدكان ولا حاجة إلى ذكر هذا الحد لأنه معروف.

أما من جهة الشرق فإنه محدود ببيت مملوك لأناس آخرين والدكان صغير بالنسبة إلى ذلك البيت كما هو معروف.

وقد بارك الله في هذا الدكان، فكان والدي ينزله أحيانًا ويؤجره أحيانًا أخرى فيجمع من كروته - أجرته - ما يكفي للأضحية والعشاء في رمضان، ولم تكن أجرته تكفي لذلك كلّ سنة بل إنّها في بعض السنين تقصر عنه فكان يضم أجرة سنة إلى أجرة سنة أخرى.

وكان والدي يتولاه، وعنده أوراقه التي تبين كيفية التصرف في مصرفه وعندما توفي بقيت عندي حتى طلبت العلم وعرفت أنّه لابد من تعيين ناظر لهذا

ص: 240

الوقف فأخذت الأوراق وقلت لشيخنا العلامة الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد قاضي بريدة، إن هذا الدكان ليس له ناظر وأرجو أن تعينوا له من ترون، فقال: لا أرى أحدًا أصلح لذلك منك وقد مانعت إلَّا أنّه الزمني وكتب ذلك في الورقة الآتية صورتها، وكان ذلك في سنة 1366 هـ.

وقد ارتفعت أجرته حتى كان أخي الشيخ سليمان بن ناصر العبودي وهو قاضي في محكمة بريدة، يؤجره بالنيابة عني بأكثر من عشرة آلاف ريال في السنة وآخر ما أجره هو بخمسة عشر ألف ريال، على شخص من أسرة الربيش.

هذا مع العلم بأن ثمنه كان اثني عشر ريالًا فأين اثنا عشر من 1550 ريالًا، وإذا قلنا إن الريال القديم غير الريال الجديد، كان ذلك صحيحًا، ولكننا سوف نبين ارتفاع أجرته بالنسبة إلى تنفيذ الوصية فاثنا عشر ريالًا التي كانت ثمنه الأصلي لا يستطيع المرء آنذاك أن يشتري بها أكثر من 4 خرفان يضحي بها.

أما أجرته تلك 1550 فإنها يمكن أن يشتري بها ثلاثين خروفًا وهذا هو القياس الصحيح للقوة الشرائية لأجرته.

ثم أمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز جزاه الله خيرًا بهدم جامع بريدة الكبير وتوسعته وتوسعة المساحات التي تقع جهة الشمال منه فدخل ذلك الدكان في التوسعة وأعطتنا الحكومة تعويضًا عنه 479 ألف ريال أي خمسمائة ألف إلَّا ثلاثة آلاف.

وكان قد اجتمع عندي قبل ذلك 73 ألف ريال من أجرته السنوية زائدة عن تنفيذ وصيتها، فضممت ذلك إلى التعويض الحكومي واشتريت لها (عمارة) واقعة على شارع الصناعة المزدهر بخمسمائة وثلاثة وستين ألف ريال - مع السعي، وذلك بإذن من المحكمة وإقرارها، حيث استخرجنا به صكًا من المحكمة وتلك العمارة فيها 4 دكاكين صارت دكانًا واحدا على الشارع العام

ص: 241

وجعلها مستأجرها مطعمًا، وفيها ثلاث شقق سكنية واحدة فوق الدكاكين، واثنتان من الشقق ملاصقة لها من جهة الشرق.

وأجرة الجميع الآن 49 ألف ريال ننفذ منها أضحيات أكثر مما ذكرته بمعنى أننا ذبحنا مرة 4 أضحيات، وليست أضحية واحدة، وأعطينا كلّ فرع من فروع الأسرة أضحية واحدة، إلى جانب الصدقة بطعام ولحم عنها في كثير من الأحيان ويبقى بعد ذلك مال احتفظنا بها لترميم العمارة أو نحو ذلك.

وهذه صور الأوراق المتعلقة بهذا الدكان.

أولها وصية منيرة بنت عبد الكريم العبودي) عمة والدي مكتوبة بخط محمد السليمان بن سيف، والشاهد سليمان بن سيف وقد كتبها في 4 ربيع الأول سنة 82 (12) هـ.

ونقلها من خطه عبد الله بن إبراهيم السليم في 26 ذي القعدة سنة 1365 هـ وتحتها بيان الدكان الذي أسموه (المخزن) الذي صار وقفًا لمنيرة المذكورة كما شرحت ذلك.

وتحت ذلك تعييني ناظرًا على هذا الدكان عينني شيخنا الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد رحمه الله وجزاه الله عني خيرًا، وذلك في 15 محرم سنة 2366 هـ.

ص: 242

وهذه الصورة الأصلية أي غير المنقولة المتعلقة بهذا الدكان وهما اثنتان الأولى بخط ناصر السليمان بن سيف مؤرخة في 15 ربيع آخر سنة 1289 هـ.

وعليها ختمه.

ص: 243

والثانية بخط الوصي على وصية منيرة بنت عبد الكريم العبود وهو عبد المحسن (بن محمد) بن سيف المعروف بالملا كتبها في سنة 1289 هـ.

ص: 244