الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وصية عثمان بن أحمد العثيم:
هذه وصية عثمان جد العثيم كلهم وهي مؤرخة في 22 صفر عام 1278 هـ ولكن لم يذكر اسم كاتبها، وليس عليها شهود كالذين يشهدون على
الوصايا في العادة وربما كان ذلك عائدًا إلى أن الأماكن الموصى بها فيها من النخل والبيت وأسماء الأشخاص الذين أوصى لهم بالأضاحي كل ذلك معروف للجميع ممن يطلعون على الوصية في حينه.
وقد وثقها تصديق للشيخ القاضي عمر بن محمد بن سليم، وهو المعروف بدقته وحرصه على مصالح الناس، ذلك بكونه كتب تحتها بأنه وكل علي بن محمد بن عثمان بن عثيم وأخاه سليمان على وصية جدهما عثمان المذكور، فهذا حكم من قاضٍ جليل بصحة هذه الوصية.
وقد أرخ الشيخ عمر بن سليم رحمه الله ذلك في 23 من ذي القعدة سنة 1355 هـ.
وسوف يأتي نقل كلام الشيخ عمر بن سليم كله.
نعود إلى الكلام على وصية عثمان بن عثيم فنقول: إنه أوصى في ملكه المعروف بالغاف في قبلي بريدة والمراد به نخله، فالملك هنا هو النخل كما أوضحت ذلك في أكثر من موضع.
وقد عرفت الآن أن هذا النخل وصلته عمارة بريدة، وأن القائمين عليه باعوه بيوتًا واشتروا بثمنه الضخم عمارات ودكاكين في بريدة تغل الآن ريعًا عظيمًا.
كما أوصى ابن عثيم ببيته المعروف في بريدة الذي هو ساكن.
لقد عرف البيت بما عرف به النخل من كونه (المعروف) ولكن المعرفة العامة بمثل هذه الأشياء القديمة زالت، فصار لا يعرفها إلا المختصون ممن لهم علاقة بها.
ثم حصر الموصي ثلثه الذي أوصى به بأنه النخل المذكور والبيت المذكور، يدل على ما عرفناه عنه وما حدثنا به آباؤنا وكبار أسر من بني قومنا
من كون (عثمان بن عثيم) ثريًا ذا أموال وأملاك.
ولا شك أن الذي يخرج من ثلث ماله نخلًا مهمًا في الغاف، وبيتًا كان يسكنه في بريدة تكون له أموال أخرى غيرهما كثيرة.
أما الأضاحي فإنها معروفة، وقد تكررت هنا ولكنه أضاف بعدها قوله: وثلاثين وزنة تمر تفرق في رمضان على الذي يستحق من المحتاجين، وأوضح باقي الثلث بعد إنفاذ تلك الأضاحي والتمر بأنه وقف على أولاده الذكور وذريتهم.
والعجيب أنه بدا لنا كما لو كان هذا الرجل يتوقع ما هو حاصل من أن إنفاذ ما أوصى به سيبقى بعده مال، وقد بقي الآن بالفعل فيه ملايين الريالات لو لم يذكر مصرفها لم يعرف كيف تصرف.
وقد ذكر بناته من اللواتي على قيد الحياة ليخرج أولاد البنات، وهذا ما يفعله كثير من الموصين.
ثم ذكر في لفتة إنسانية جاريته (مَسرَّهُ) ولم يقل عبدته وهي جارية مملوكة بأنها تعتق بعد موته، ولا يخرج من بيته المذكور، بل تكون عند أولاده كحالها عنده.
ولكن ذلك يتوقف على رغبتها بعد أن أصبحت حرة - بطبيعة الحال - ثم ذكر أن الوكيل على بعض أولاده خالهم عبد الله المقبل وهو من المقبل العبيد وعبد الله أخ للثري المحسن الشهير (علي بن مقبل) فأبوهما اسمه مقبل، وقد توفي عبد الله بن مقبل هذا في وقت مبكر بالنسبة إلى وفاة أخيه علي، ولم يخلف إلا ابنتين اثنتين.
وهذا نقل وصية عثمان بن أحمد العثيم إلى حروف الطباعة: