الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العبْوُدي:
بإسكان العين وضم الباء مع تخفيفها أي عدم تشديدها فواو ثم دال مكسورة فياء نسب.
من أهل بريدة القدماء.
وهم فرع من أسرة آل سالم الكبيرة القديمة السكني في بريدة.
وهم أسرة مؤلف هذا الكتاب، وكان اسمهم (العبود) بدون ياء فترة من الزمن، وذلك مقيد في أوقافهم ووصاياهم ومبايعاتهم، وكان يقال للواحد منهم (ابن عبود) ثم فلان العبود ثم أصبحت هذه في آخر القرن الثالث عشر (العبودي).
وهم منسوبون إلى جدهم عبود بن محمد بن سالم آل سالم، الذي نرجح أنه كان يعيش في منتصف القرن الحادي عشر الهجري، لأنه الجد السابع لي أنا مؤلف الكتاب، يدل على ذلك أن ابنه عبد الله بن عبود كان ثريًا ذا أموال وعقارات كثيرة، وكان من بين أملاكه ملك في النهير في أدنى الصباخ فتنازع ابنه علي مع جد الرجيعي وطال بينهما النزاع حتى وصل إلى الدرعية فكتب لهما الإمام عبد العزيز بن محمد آل سعود رسالة وجهها باسم ابنه علي العبود الذي كان يخاصم الرجيعي عندها، وذلك في آخر القرن الثاني عشر.
وكان صديقنا الأستاذ إبراهيم بن عبد العزيز الرجيعي قد قال لي قبل سنوات طويلة: إن لدي وثيقة تتعلق بنزاع بين جدنا وجدكم حول نخل (النهير) في شمال الصباخ، وإن والدي قال لي إنها تخص جد العبود - يعنيكم.
ثم أحضر إلى تلك الوثيقة في بيتي في العكيرشة في بريدة، وإذا بها كتاب من الإمام عبد العزيز بن محمد موجه إلى جد (الرجيعي) وعم جد والدي (علي العبود) وهو ابن عبد الله العبود المذكور، ووعدني بأنه سوف يبعث إليَّ بصورتها ثم بلغني أنه توفي رحمه الله قبل أن يرسلها، ولا شك أنها عند أسرته.
وقد طلبت من ابنه الأستاذ محمد بن إبراهيم الرجيعي أن يرسل إليَّ نسخة منها فأرسل نسخة من وثيقة أخرى مطولة فيها ذكر لعلي بن عبد الله العبود، وهو عم جدي - كما قدمت - وهي مؤرخة في عام 1200، رأس القرن الثاني عشر، جاء فيها فيما يتعلق بالمذكور بأنه شهد سليمان بن ماجد بن عبد الله بن حسن - وهو من آل حسن آل أبو عليان أمراء بريدة، وكان هو أمير القصيم في وقت سابق على كتابة الوثيقة، و (علي آل عبود) حضرتهم، وقال عبد الله - (ابن حسن الأمير) بايعنا علي (العبود) بسهمه في النهير بسهمنا الذي في برزة، والنهير هو نخيل مشهورة معروفة في شمال الصباخ و (برزة) حائط نخل مشهور، أدركت تسميته بهذا الاسم، قال الأمير: وزدناه - أي زاد (علي العبود).
قال الشاهد: وأشوف أنا يا سليمان (بن ماجد) وزاد له من الزود أربع مراحل تمر.
ثم قال: والأرض التي ركز الرجيعي داخلة في المبايعة، والمراد بركز هنا غرس نخلًا.
قال الشاهد: هذا يحكي عبد الله (بن حسن) وعلي (العبود) حاضر ما أنكر والذي له من الزود وأصله.
ومعنى هذا أن سهما أي قسطًا من نخل في النهير كان يملكه علي العبود قد تبادل مع الأمير عبد الله بن حسن بسهم آخر من الحائط المسمى برزة في الصباخ.
قال ذلك وكتبه محمد بن سلطان ونقله من خطه أحمد بن (عبد الرحمن) بن قاسم، وقال بعد ذلك: والأرض ما صار لأحد فيها شيء.
ونقلت الوثيقة بعد ذلك شهادة لناصر الصقعبي أن (علي آل عبد الله) وهو علي بن عبد الله العبود، فوالده هو عبد الله، وهو جد جدي أقر عنده أن حقي من الأرض الحيالة اللي في جنب أرض علي آل عبد الله أنها لعبد الله آل حسن مالي فيها شيء، ثم شهد شاهد آخر وهو محمد بن مهنا أن ها الأرض لعبد الله آل حسن داخلة لعبد الله مع سهم علي (آل عبود) من نخل النهير.
مما يدل على أنه كانت لا تزال لعلي العبود - (العبودي الآن) أرض في النهير غير الأرض التي كان بادل بها (الأمير) عبد الله بن حسن.
وتبين أن تلك الأرض التي كان علي العبود قد باعها على الأمير عبد الله الحسن في وقت سابق كان الأمير باعها على منصور الرجيعي وأوضح ابن الأمير عبد الله آل حسن وهو محمد أنه مجيز بيع ها الأرض المنصور الرجيعي.
وأوضح أمرها بأنها التي جئنا - أي جاءت (آل حسن) من علي (العبود) بالمساوق - التبادل - مع نخله أي نخل (علي العبود) في النهير.
كتبه في رمضان من سنة اثني عشر مائة أي ألف ومائتين.
وهذه الوثيقة مهمة جدًّا، ولكن فيها خلفيات عدة تحتاج إلى إيضاح منها أنها تتحدث عن شيء سابق لكتابتها، لأن الأمير عبد الله بن حسن كان قد قتل قبل ذلك وهذه الوثيقة كتبت بعد أن استولى الأمير حجيلان بن حمد على الإمارة بأربع سنين، وحجيلان بن حمد من رهط الأمير عبد الله بن حسن.
وقد نقل كاتبها أحمد بن عبد الرحمن بن قاسم ما جاء عن عالم القصيم (عبد الله بن محمد الصايغ) الذي ذكر بعض المؤرخين بأنه كان قاضيًا في
القصيم من أهله قبل أن يلي الشيخ عبد العزيز بن سويلم القضاء مرسلًا من الإمام عبد العزيز بن محمد والشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى بريدة.
وأنه قد بلغ من أهمية الأرض المباعة التي أشارت إليها الوثيقة ونقلت نصها فيما سبق أن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب قد أذن ببيعها، وكذلك أذن الأمير حجيلان (بن حمد أمير القصيم) أذن لسليمان بن ماجد ببيعها وسوف ننقل نص وثيقة المبايعة هذه.
وهذه صورتها ننقلها بعد ذلك بحروف الطباعة.
بسم الله الرحمن الرحيم
يعلم من يراه أني رأيت خط عبد الله المحمد الصايغ فنقلته وصورة ما فيه أن سليمان ابن ماجد قد باع الصبخة المعروفة في بريدة قبليها سوق النهير وحيالته وشماليها أرض غدير آل ماضي وشرقيها سوق الصباخ وجنوبيها جدار الصباخ القديم والحويطة الذي بنا عليها علي ابن ماضي وغريسها وبيرها قد باعها ابن ماضي على منصور الرجيعي بثمن معلوم قدره خمس وعشرين زر عشرة منها في ذمة عبد الله بن حسن المنصور الرجيعي وخمسة عشر زر مبلغهن منصور سليمان فقبض البايع الثمن وبريت نمة المشتري وذلك بعدما أذن الشيخ محمد بن عبد الوهاب لسليمان ابن ماجد وكذلك اذن الأمير حجيلان لسليمان شهد على ذلك محمد بن سيف وسليمان الحجيلان وكتبه وشهد به واثبته عبد الله بن محمد الصايغ وصلى الله على محمد وسلم ونقلته من خطه سواء بسوا كتبه ناقل له من خطه أحمد بن عبد الرحمن ابن قاسم ورايت ايضًا خط محمد ابن صلطان راعي ثادق وصورة ما فيه أنه قد شهد عندي سليمان ابن ماجد بأن عبد الله ابن حسن وعلي آل عبود حضرتهم وقال عبد الله بايعنا علي بسهمه الذي في النهير بسهمنا الذي في برزة وزدناه وأشوف أنا يا سليمان وزن له من الزود أربع مراحل تمر، والأرض الذي ركز الرجيعي داخلة في المبايعة هذا بحكي عبد الله وعلي حاضر ما أنكر، والذي له من الزود وصله قال ذلك وكتبه محمد ابن صلطان ونقله من خطه أحمد بن قاسم ورايت خط عبد العزيز بن سعود وصورة ما فيه إلى الأخ منصور وعبد الله سلام عليكم وبعد انتم خابرين حالكم عندنا فالواجب لما جرى شرهة عليكم وإلا أنتم الأنف إلى طق هملت العيون، والأرض ما صار لأحد فيها شي نقله من خطه أحمد بن عبد الرحمن ابن قاسم وشهد عندي يا كاتبه أحمد ناصر الصقعبي أن علي آل عبد الله (1) اقر عندي أن حقي من الأرض الحيالة الي في جنب ارضي علي
(1) هو علي بن عبد الله بن عبود عم جد والدي.
آل
…
إنها لعبد الله آل حسن ما لي فيها شي وكذلك شهد عندي محمد ابن مهنا أن ها الأرض لعبد الله آل حسن ودخلت لعبد الله مع سهم علي (1) من نخل الأرض النهير، وأقر محمد ولد عبد الله إني مجيز بيع ها الأرض لمنصور الرجعي إلى جتنا من علي بالمساوق مع نخله من النهير كتبه في رمضان من سنة اتنعشر مئة من ابن عبد الرحمن بن قاسم وشهد على اجازة محمد ولد عبد الله آل حسن في بيع الأرض على الرجيعي أحمد القاضي كتبه وشهد على إجازة .... انتهى.
أما عبد الكريم بن عبد الله بن عبود وهو جد والدي فإنه كان أيضًا ثريًا موسرًا، ولكنه أقل ثراء من والده.
وكانت له دكاكين يملكها في وسعة بريدة الشمالية التي كانت تقع إلى الشمال من جامع بريدة الكبير، وكانت الوسعة هي السوق الرئيسي في بريدة خلال أكثر القرن الثالث عشر وأول القرن الرابع عشر، وقد اشترى تلك الدكاكين مهنا الصالح آل أبا الخيل الذي كان أمير بريدة السابق ثم انتقلت إلى ملك الربدي، وتقع في شرق الوسعة المذكورة ثم دخلت في أول زيادة في عهدنا للجامع الكبير، وذلك في عام 1359 هـ.
كان والدي يحدثني بذلك من دون أن يريني أوراقًا تتعلق به، لأنه لم تكن توجد لديه مثل تلك الأوراق، وإنما يحدثني ما عرفه من أهله لأن عبد الكريم العبود أو ابن عبود هو جده القريب أي والد والده.
ولكنني وقفت بعد ذلك على ما يؤيده من التاريخ المكتوب وذلك ماثل في قسمة تركة مهنا الصالح أبا الخيل بين أولاده عام 1307 هـ. في وثيقة، ذكرت اثنين من تلك الدكاكين ذكرت أن كل واحد منها من دكاكين (ابن عبود) فهكذا كان يعرف، وذكرت أن ذلك الدكان صار من صيبة (حسن المهنا) الأمير.
(1) هو علي بن عبد الله بن عبود عم جد والدي.
كما ذكرت دكانًا آخر بأنه صار من نصيب حصة المهنا، وذكر أنها باسم (دكان ابن عبود) وسوف أورد تلك المقاسمة التركة مهنا في ترجمة مهنا الصالح من (باب الميم) تحت رسم المهنا بإذن الله، وربما أعلق عليها هناك، أما هنا فإني أورد صورتها، فيما يلي.
ولكن العجيب أن الرجل جد والدي صارت له الآن دكاكين أكبر منها على ميدان الجامع الكبير في بريدة في الشمال منه مباشرة غير أنها وقف له وليست ملكًا.
وكان اشترى أربعة بيوت تقع إلى الشمال من الجامع وجعلها بيتًا واحدًا سكنه في حياته وأوقفه على أبنائه الثلاثة عبد الله وإبراهيم وعبد الرحمن: جدي.
وقد تقاسمه أبناء الأبناء قسمة مصالح لأنه كبير فصار لكل واحد ثلثه بيتًا مستقلًا وصار نصيب والدي الذي كان وحيد أبويه ليس له إخوة وإنما له أخوات القسم الشرقي منه وفيه غرفة مستطيلة تفتح إلى ما يشبه (الصالة) الصغيرة يسمون هذه الغرفة وما قبلها (عكة).
ولم ينزل أحد من الأبناء ولا أبناء الأبناء في القسم الذي يخص والدي من البيت لأنه كان يملك بيتًا خاصًّا به، غيران لوالدي أختًا واحدة غير شقيقة ليس لها من الذرية إلَّا بنت مع زوجها وأولادها فسكنت فيه، وكانت تسميها وهي دار (عكة) تقول: جيت من عكة أبي أروح لعكة ولا تدري معناها ولا ندري ونحن صغار معناها أيضًا.
وذلك أن صاحب البيت - جد والدي - عبد الكريم العبود كان أصاب البلاد مرة مطر عظيم متصل خرج بسببه أهل البيوت في بريدة من بيوتهم حذرًا من أن تسقط عليهم، فقال: والله إن طول الله لي، إني ما أطلع من بيتي ولو كثر المطر.
وقام بالفعل ببناء تلك الغرفة الكبيرة بالحجارة حتى وصل إلى السقف وجعل خشبه فوق الحجارة، وأسماها (عكة) لا شك في أنه على اسم مدينة (عكا) في فلسطين التي كان حصنها قد اشتهر في التاريخ بمناعته وتحمله.
وعندما أمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز جزاه الله خيرًا بهدم جامع بريدة الكبير وتوسعته دخل أكثر ذلك البيت: بيت عبد الكريم
العبود الموقوف على أبنائه في التوسعة فصار أكثره في ميدان الجامع الذي يقع إلى الشمال منه، ودفعت الحكومة مليون ريال إلَّا عشرين ألفًا تعويضًا عما أخذه ميدان الجامع منه، وبقيت فيه بقية من أرضه، فبنى عليها شقيقي الشيخ عبد الكريم سبعة دكاكين جيدة، لأنه هو ناظر هذا الوقف المعتمد من المحكمة، والدكاكين واقعة على ميدان الجامع، من جهة الشمال واشترى بالمليون ريال (عمارة) فيها عدة شقق ودكاكين في مكان بعيد نوعًا عن موقعه.
وبذلك عاد إلى عبد الكريم العبود (ي) جد والدي دكاكين أكثر من دكاكينه وأوسع على ميدان الجامع الكبير ولكن بعد موته بأكثر من 170 سنة.
وهذه صورة الوثيقة التي قسمت البيت إلى ثلاثة بيوت بين أحفاد عبد الكريم بن عبد الله بن عبود - جد والدي - وهي بخط محمد بن عبد العزيز الصقعبي.
وقد تصرف محمد بن عبد العزيز الصقعبي كما في هذه الوثيقة كما يتصرف القاضي لأن الجميع ارتضوه، وهي تتعلق بأسرة مؤلف هذا الكتاب (العبودي) وكان اسمها قبل ذلك (العبود) بدون ياء، وأصلها أن جد والدي عبد الكريم بن عبد الله بن عبود كان اشترى أربعة بيوت وجعلها بيتًا واحدًا سكنه ثم أوقفه على أبنائه الثلاثة هم عبد الرحمن جدي، وأخواه عبد الله وإبراهيم، وقد ذكر الصقعبي أن اثنين من أرباب النظر هما صالح بن سليمان وحمد الشميمري قسموا بينهم البيت قسمة مصالح خوفًا من خراب البيت وقد صار لناصر بن عبد الرحمن - والدي - وهو حفيد الواقف القسم الشمالي منه، ولم يحتج إلى النزول فيه قط لا هو ولا أولاده لأنهما في بيت كان مملوكا لجدي ثم لوالدي.
وكان كثير من أهل النظر القدماء يوقفون على أبنائهم عقارات حتى تبقى لهم إذا احتاجوا إليها بخلاف المال الموروث فإنه يذهب وهذه صورة المقاسمة:
أقول: كان هذا بعد وفاة جميع أبناء جد والدي ولم يكن بقي إلا أبناؤهم فوالدي ناصر وحيد أبويه ليس لهما ولد ذكر غيره وعمه عبد الله له ابن وحيد هو عبد الكريم بن عبد الله ليس له ولد غيره وأما عمه إبراهيم فإن له ابنين هما عبد الكريم وناصر.
ولم يشهد على القسمة أحدًا لأنها قسمة مصالح تراضوا عليها لا تثبت حقًّا مملوكًا لأحد منهم لأن البيت كله وقف لا يملك.
ولهذا البيت الكبير الذي أصله أربعة بيوت ثم قسم إلى ثلاثة بموجب الوثيقة التي ذكرتها قصة تصلح لأن تروى فقد أغنى الله ذريته من أبنائه
وأحفادهم فعاد البيت واحدًا وقفًا، وبطلت قسمة المصالح تلك، وعندما أمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله وجزاه الله عنا خيرًا بإعادة عمارة جامع بريدة الكبير، دخل جزء من هذا البيت في ميدان الجامع من الجهة الشمالية، دفعت الحكومة تعويضًا له مليون ريال، وبقيت منه بقية من شماله واقعة على ميدان الجامع فعمرها الوصي عليه وهو شقيقي عبد الكريم بن ناصر العبودي سبعة دكاكين نفيسة تغل الأن ريعًا جيدًا.
ثم اشترى بمبلغ المليون مقابل الجزء من هذا البيت الذي دخل في ميدان الجامع مبنى جيدا في الصفراء فيه دكاكين على شارع تجاري عام تؤجر وفيه ست شقق جيدة.
كل هذه الأشياء من هذا البيت الذي لو أعطيت أمنية لي لتمنيت أن صاحبه الذي وقفه رآه الآن، بل ورأى كيف صارت بريدة الآن، لاشك في أنه لو حصل له ذلك بعد أن تنفخ فيه الروح ويعود إلى معاد خيالي في هذه الدنيا لأصابه الجنون، فلم ينتفع حتى بالمتعة في أن يرى بيته كيف صار، لاسيما أنه سوف يهجم عليه جماعة بل جماعات من ذريته كلهم يسلم عليه، ويقبل رأسه ويديه قائلًا: يا جد جدي، أو والد جد جدي، وذلك سوف يزيده جنونًا على جنون.
ولذلك صار من فضل الله عليه وأمثاله أن يبقوا في مراقدهم إلى يوم البعث والنشور والنفخ في الصور، ويومذاك تكون الأرض قد بدلت غير الأرض والسموات.
وسبحان من قال: (كل من عليها فان، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام).
وكان عبد الكريم العبود - جد والدي - يملك حائطًا واسعًا من النخل اسمه (الحوطة) في خب الشماس حدثني والدي عن أبيه أنهم كانوا يقضون فيه الصيف عندما يطيب الرطب، فكانوا يحصلون من الرطب ومن صيد الطيور المهاجرة على أطيب طعام عندهم في الصيف.
وقد آلت (الحوطة) المذكورة إلى عدة أناس تداولوها ولكن جد والدي كان أوقف فيها أربع عشرة نخلة من نخلها الجيد.
بقيت تلك النخلات يأكل أولاده تمرها جيلًا بعد جيل حتى سقطت كلها من الطول ومضي الوقت ما عدا اثنتين وكل من باع الملك اشترط هذه على المشتري لأنها في البيع الأول حتى باعه مالكه الأخير أحمد بن علي العييري على
…
الراجحي واشترطهما في عقد البيع.
وكان عبد الكريم بن عبد الله العبود أو ابن عبود وهو جد والدي إلى جانب غناه واشتغاله في ماله بنفسه يبضع الأشخاص المعروفين بحسن الاكتساب واستثمار المال كما يفعل أناس كثير، من أولئك سليمان بن صالح السالم الذي وجدت له قيودًا بالبضاعة التي عنده، والمراد بها هنا الأموال التي يدفعها أصحابها إليه على سبيل المضاربة حيث يكون الربح المتحقق من ذلك مشتركًا بينهما.
فقد جاء في دفتر سليمان بن صالح السالم ما يلي:
ثبات خير إن شاء الله، البضاعة سنة ستين ويريد بذلك سنة 1260 هـ فهذا هو عصره، ثم ذكر الأشخاص الذي معه لهم بضاعة أي مال للاستثمار فبدأ بذكر محمد البسام وأن له عشرين ريالًا، ثم حمود بن مشيقح ومشيقح هو والده وليس والد أسرته وله خمسون ريالًا وعبد المحسن السيف - وهو الملا ابن سيف - له ستة وعشرون ريالًا، ثم قال:
و(عبد الكريم آل عبود) ثمان وخمسون شامي الخ، وقال في آخر الورقة: وأيضًا عبد الكريم العبود سبع غازيات، والغازيات جمع غازي وهو نقد ذهبي معروف عندهم.
وجاءت شهادة جد والدي عبد الكريم العبود في وثيقة مؤرخة في عام 1256 هـ وتتضمن شهادته بأن عند حميدان الربيش لعلي الناصر الرسيني عشرة أريل فرانسه يحل أجلهن طلوع شهر شعبان من سنة 1256 هـ كتب شهادته هذه عن أمره عبد الله الناصر الرسيني، وصلى الله على محمد وآله.
إن هذا الرجل الذي هو جد والدي (عبد الكريم بن عبد الله بن عبود) هو متعلم أو مثقف بالثقافة الشائعة في عصره بدليل أنه سمي جانبًا حصينًا من بيته باسم (عكَّه) وهو بلا شك من اسم حصن (عكا) في فلسطين الذي اشتهر بحصانته وقوته إبان الحروب الصليبية.
كما أن الرجل بصير لأنه أوقف بيته الذي كان أربعة بيوت جعلها بيتًا واحدًا، وسكنه، أوقفه على أبنائه الثلاثة، ولم يجعله وقفًا خيريًا ولا في أعمال البر، وإنما جعله وقفا عليهم لئلا يضطر أحدهم إلى استئجار بيت.
وقد تحقق ما أراد فاثنان من أبنائه لم ينزلا فيه قط لأنها استغنينا عنه وهما جدي عبد الرحمن وأخوه إبراهيم فكلاهما بني له بيتًا وإبراهيم صارت له نخيل وممتلكات أخرى.
أما عبد الله فهو الذي بقي في البيت حتى توفي.
وبعد ذلك قسم ذلك البيت قسمة مصالح كما سبق وسكن في أحدها حفيده عبد الكريم بن عبد الله العبودي ابن عم والدي.
وفي الوقت الحاضر عند تبييض هذه السطور في عام 1427 هـ وقد كثرت ذريته صار أخي عبد الكريم الناظر على أوقافه يعطي المحتاج من ذريته الزواج أو نحوه مساعدة من غلة أوقافه.
إلا أن المؤسف أن أوراقه الأخرى ضاعت مع أنه ثري يداين الناس ويشتري عقارات عديدة.
ووجدت شهادة لجد والدي عبد الكريم بن عبد الله بن عبود بلفظ عبد الكريم بن عبود، وذلك في ورقة مداينة بين شيخة بنت ناصر بن بطي والثري الشهير في زمنه محمد بن عبد الرحمن الربدي، والدين أربعمائة وخمسون وزنة تمر شقر جيد جديد، أي ليس من ثمرة العام الفائت.
يحل أجل الوفاء به في طلوع ذي الحجة لسنة 1269 هـ.
والكاتب لبيدان بن محمد.
والتاريخ 3 ربيع الأول سنة 1269 هـ.
ومنهم علي بن عبود وهو أخو جد والدي كان مشهورا يتملك العقارات، ولذلك وجدنا شهادات له عديدة عليها.
ورد ذكر (علي العبود) هذا في وثيقة مبايعة مؤرخة في عام 1246 هـ البايع فيها (علي العبود)، والعْبُّود بإسكان العين وضم الباء المخففة من أسرتنا لأن أوائلنا أثرياء تجار لهم أملاك وعقارات عديدة.
أما المشتري فإنه الثري الشهير عمر بن سليم أول من جاء من آل سليم إلى بريدة.
والشاهد عبد الله آل جميعة من (الجميعة) الأسرة القديمة السكني في بريدة، وأما الكاتب فإنه المعروف سليمان بن سيف وتاريخها في شهر صفر من سنة 1246 هـ.
وينبغي أن ننوه بأن المبيع اسمه الذي ذكروه (القليب) وهذا يراد به القليب التي لها أراض تتبعها تزرع حبوبًا في الشتاء كالقمح والشعير واللقيمي وتزرع في الصيف ذرة ودخنًا فليس المراد بالقليب المذكورة مجرد البئر، ولذلك حددتها الوثيقة يعني حدود الأرض التي تتبع القليب بأنها حد أرضها من شمال: القبور، وقد درست تلك القبور، ولا نعرف عنها شيئًا، ومن قبلة الصفراء، والصفراء هي الأرض الصخرية ذات الحصا الذي لونه يميل إلى الحمرة، ولا تزال الصفراء المذكورة معروفة، كنا نخرج إليها في عام 1374 هـ ونصطاد منها القطا والحجل عندما كانت قفرًا، ليس بها ساكن، بل ليس فيها أنيس، إلا من قد يمر مع جادة الطرفية التي أشارت إليها المبايعة بأنها تحد الأرض المذكورة من جهة الجنوب.
وذكرت أنها تحد من شرق بالنفود، والنفود الآن صار منازل ودارات (فيلات) وفيه حوانيت حديثة ولا يكاد يصدق مثلي ممن عرفها في السابق خرابًا يبابًا ثم شهدها الآن تشبه الأحياء الحديثة في المدن الراقية.
وهذه صورة الوثيقة:
كما وردت شهادة لعلي بن عبود في وثيقة مؤرخة في شهر رجب من عام 1245 هـ بخط عبد الرحمن بن سويلم المعروف في ذلك الوقت بكتابة الوثائق والتعاقدات، والوثيقة مداينة بين دخيل الحوطي (مستدين) ومحمد (بن عبد الرحمن) الربدي دائن والشاهدان على ذلك هما عبد المحسن بن سيف وهو الملا ابن سيف المشهور وعلي آل عبود أي ابن عبود.
وهذه الوثيقة لا شك في أنها تريده هو ولا تريد غيره، لأننا وجدنا له شهادة في معاملات الثري المعروف محمد بن عبد الرحمن الربدي، وكان جاره في بيته الذي أدخل في جامع بريدة في وقت سابق قبل التوسعة التي أمر بها الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله.
ومنهم جدي القريب أي والد والدي عبد الرحمن بن عبد الكريم العبودي ولد في عام 1248 هـ على وجه التقريب وتوفي في آخر عام 1323 هـ على وجه التحديد في الكويت.
وكان من النشطين ضد ابن رشيد ومن أنصار آل مهنا أمراء بريدة قبل ابن رشيد، فلما انتهت وقعة الطرفية في عام 1318 هـ بهزيمة أهل القصيم صار ابن رشيد يتتبع الناشطين فيها يقتل من يقتل ويصادر أموال بعضهم فاختفى جدي فترة في بريدة ثم ذهب متنكرًا إلى الكويت، فأقام فيها حتى مرض
عند دخول آل أبا الخيل إلى بريدة مع الملك عبد العزيز فيما أسماه أهل القصيم بسنة السطوة، وهي الهجوم على بريدة وإخراج رجال ابن رشيد منها، عام 1322 هـ مرض في الكويت وأرسل لوالدي كتابًا يذكر فيه أنه مريض لا يستطيع أن يخرج من الكويت ويقول له وهو ابنه الوحيد: أنا مريض يا ولدي وودي أشوفك قبل ما أموت، فعجل تعال عندي، وما أدري أنت تمكني أو لا. فذهب إليه والدي ووجده مريضًا فعلًا فجلس عنده أربعة أشهر، حتى توفاه الله في التاريخ المذكور ودفن في الكويت.
وكان شاعرًا اجتماعيًا يذهب مع تجار المواشي إلى العراق والشام وله صداقات مع كثير من الوجهاء لذلك أسموه (العبودي) بدلًا من ابن عبود أو عبد الرحمن العبود، لأن العبودي أخف في النطق وهي صحيحة لأنها نسبة إلى الجد الأول عبود بن محمد بن سالم.
وكان صيادًا ماهرًا مغرمًا بصيد الظباء وقنصها.
ومما قاله في الصيد والقنص ويذكر بندقًا له اسمها (جَمْلي):
قالو: تبيع؟ وقلت: يا ناس ما ابيع
…
(جَمْلي) وعندي وجبةٍ من متاعي
..........................
…
ما ابيع لو الموت يقضب كراعي
باغي إلى شفت الجوازي مخاضيع
…
في راس حزم كنهنَّ الوداع
اظهر لها اللي مثل بسر المرابيع
…
واركز لها بين العواذر ذراعي
ما اناب من اللِّي ختختوا للجرابيع
…
ولا اناب من اللي صَيِّدوا الضَّباع
وقال أيضًا في بندقية له (ماطلي):
قالوا: تبيع (الماطلي) قلت: انا شاح
…
يا ناس ما قلبي عن الصيد عازي
لولا الظما والقيظ عانقت صيَّاح
…
طرَّحتِ بالضاحي فروق الجوازي
وامشي وأدوبح في ذرا كل مصفاح
…
وأحبي على ايدي بروس النوازي
أخبي وأنا شفقٍ على بيض الافطاح
…
اظهر لهن راسٍ به القبع لازي
من شعر جدي عبد الرحمن بن عبد الكريم العبودي:
والله لولا مداري خالي
…
لاحطِّ الكسوة عرينية
شماغينٍ حدر عقالِ
…
وش لوْ تشوف الطاقيَّة؟
وقال في والدي (ناصر) وهو صغير:
يا ناصرٍ خربت الموس والمقص
…
وإما المباري ما لهن حْسَابْ
الحاجه ما يفكها منك القفص
…
ما يفكها لو يصكْ دونَهْ باب
وقال مداعبًا طفلة اسمه هيلة وهي صغيرة عمرها 5 سنوات:
(يا هيلة) زورينا
…
لولا البعد زرناك
لولا أن ناقتنا طالع
…
عنينا لك وجبناك
الا يا زينة الغرّه
…
تري جتنا حكاياك
عسي لي هَدِّتِ الكلبه
…
تاكل لي من شطاياك
عسى لي عضيتي التمره
…
تْجَدِّعْ لي ثناياك
وقال لما أودع رجلا من أهل الشقة غنمًا له وكان في قرية (الشقة) يجعل غنمه في حوش كبير فيه قرد جمع قراد، وحلم جمع حلمه، ليحصل منه دمال فإذا سأله جدي عن غنمه وكانت ثمان شياه قال: مربعة ومقرعة أي قد ضربها الفحل فقال له يومًا هات الغنم إن كانت قد دفعت أي قد قرب نتاجها فأتي بها، ولما وصل إلى (الزرقاء) وقفت واحدة من الهزال فتركها عند خريف في
(الزرقاء) ولما وصل إلى مرقب الشماس وقفت، أخرى ومات بعضها عنده، فلما دخل بهن على عبد الرحمن العبودي لمس السالم منها فلم ير فيها ضريع وإذا آذانهن كفرش الملح من القرد والحلم الصغار فقال عند ذلك عبد الرحمن العبودي:
احذرك يا اللي دائمًا تطلع الغنم
…
لا تحط بياع الدمال وديع
مضحاه بالعاذر ومعشاها بالرضم
…
ولا تلقى بها عقب القراع ضريع
تجيك باذانها القرد والحلم
…
أمال ممحل والمال بربيع
وكان جدي عبد الرحمن العبودي صديقًا لعدد من الشعراء الرماة المولعين مثله بالصيد والقنص مما جعل اسمه أو ذكره باسم العبودي يذكر في عدة مقطوعات شعرية عامية.
من ذلك قول رشيد الأشقر من بني سالم من حرب، يذكر بندقه وأنه جني لها ملحًا من الشفا ومن المضيح ولكن ذلك كان دون ما حصل عليه من ملح البارود الذي أحضره من صديقه (العبودي) عبد الرحمن فقال:
جنيت لها ملح الشفا والمضيح
…
من غير مجني جبت ملح (العبودي)
باغي إلى رحت العصير أتضَيَّحْ
…
لقيتهن في خِبَّةٍ مِنْ نفود
كم تيس ريم من ندبها تَرِّيَحْ
…
وترايعن الرِّيم بيض الخدود
تَسْمَعْ لها ورا المضارب تْصَيِّحْ
…
جَبَّتْ معاليق السَّحَر والعضود
يا جعل (العبودي) بالجنان يتَميَّحْ
…
في جنة الفردوس يرقد رُقود
وحدثني والدي رحمه الله، قال: لما أنشد رشيد الأشقر والدي هذه القصيدة، وهي أطول مما ذكرت، جاء على هذا البيت في آخرها، قال له أبي: الله بهديك - يا رشيد - تبي أني أنام بالجنة، وأنا ما أحب النوم بالدنيا؟ فأجاب رشيد: أبيك تشبع من النوم في الجنة، وبعدين تسوي اللي تبي.
وقول رشيد: جنيت لها يريد بندقه، ملح الشفا وهو الملح الأبيض أهم جزء لازم لصنع البارود والشفا: موضع في أعلى عالية نجد، والمضيِّح جبل في عالية نجد أيضًا.
وقوله: جنيت لها: أي أخذت لها ذلك الملح من مجناه وهو معدنه، وذلك أن الصائدين والرماة كانوا في القديم يصنعون ملح البارود بأنفسهم وهو يوجد في أماكن عدة مثل الجريف قرب الرس، والركا غير بعيد من (نفي) في عالية القصيم ويكون مختلطًا بالتراب كأنه سبخة فيأخذونه ويطبخونه أي يضعون عليه ماء ويغلونه، حيث يذاب الملح في الماء فيضعونه في صحن، أو نحوه فإذا كان في الصباح وكان برد اشتبك الملح الخالي من التراب في أعلاه لأن التراب يكون قد رسب فيأخذونه ويضيفون إليه الفحم والكبريت الأصفر ويدقونه.
ونعود لإيضاح الفحم الذي يصلح لملح البارود فهو ليس كل فحم، وإنما يجب أن يكون فحم أعواد مجوفة كخشب العُشر وعيدانه وكعيدان العنب والشفلح وهو شجر بريَّ شائك.
يقول الشاعر: من غير مجني جبت ملح العبودي، أي حصل عليه من غير أن يجنيه من معدنه.
وفي البيت الثاني قال باغي إلى رحت العصر اتضيح، العصير: تصغير العصر، وأتضيح: التضيح أن ينظر الإنسان في وقت العصر إلى جهة الشرق منه حيث يذهب نظره بعيدًا فيبصر الظباء علي البعد، قبل أن تنفر منه، فيقنصها ويرميها.
وكان فرج بن خربوش وهو شاعر مشهور من أهل جبل سلمى قرب حائل صاحب صيد وقنص، له عادة سنوية من النقود كان أمر له بها الملك عبد العزيز آل سعود فكان إذا ذهب إلى الرياض من بريدة وجلس إلى والدي اشترى من ملحه الجيد والملح هو البارود الذي هو المادة المتفجرة التي توضع
في البنادق غلب عليه اسم الملح لأن الملح الأبيض هو أكبر أجزائه ولذلك يسميه بعض الناس (ملح البارود) تمييزًا له عن ملح الطعام في الذكر.
سمعت فرج بن خربوش يحدث والدي أنه اشترى مرة (ملح بارود) من رجل، له دكان في حائل يبيع الملح فوجد ملحه رديئًا لاسيما بعد ملح البارود الذي كان يحضره من والدي في بريدة.
قال: فأنشأت هذه الأبيات أخاطب بها ذلك الرجل الذي اسمه علي: وذلك في عام 1361 هـ:
يا علي، وآملحك خراب البواريد
…
ويا دبل كبد اللي بملحى تكال
ملحك عن النيشان يأخذ تصاديد
…
يخطي السلوب ولا يصيد الجلال
ملحك على ملح (العبودي) تقاليد
…
هو ملحه الصافي وملحك حْثالِ
ثم انتقل إلى مدح والدي بقوله بعد ذلك:
يا راكب من فوق زين المشاديد
…
تلفي (العبودي) شوق زين الخيال
نَزْه الشوارب عن جميع العواقيد
…
سَهْل النِّبا، يأتي على شف بالي
في هذه الأبيات من الغريب الذي يحتاج إلى توضيح قوله في البيت الأول:
يا دبل كبد اللي بملحك تكال
هذا مجاز معناه: إن البندق التي تكال من ملحك بمعنى توضع فيها كيلة من الملح، هي مقدار معين من البارود، إذا زاد ضر، وإذا نقص لم ينفع.
ودبل الكبد التي هي في الأصل كبد الإنسان: مرض يسمي (دبيلة) يمرض كبد الإنسان كما يقولون، ولكنه ذكر ذلك للبندق التي سماها بارودًا وجمعها على بواريد من باب المجاز.