الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
توفي الشيخ صالح بن عبد العزيز بن عثيمين في مكة المكرمة يوم الاثنين 24 ذي الحجة 1410 هـ ودفن في مقبرة العدل لا المعلاة، وتقع في شرق مكة المكرمة غير بعيدة من طريق الشرائع.
ثم طبع للشيخ صالح بن عثيمين بعد وفاته كتاب مقاصد الإسلام في 405 ص نشرته دار ابن الجوزي في الدمام وهو لا يتضمن أكثر تلك المقاصد وإنما بعضها.
وكتبوا عليه أنه توفي عام 1412 هـ وهذا غلط عجيب لقرب العهد بوفاته، والصحيح ما ذكرته لأنني قيدته في اليوم الذي توفي فيه.
وهذه ترجمة الشيخ صالح بن عبد العزيز بن عثيمين في كتاب صديقه الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن بسام (1):
الشيخ صالح بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عثيمين (1320 هـ - 1410 ه
ـ):
الشيخ صالح بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عثيمين، وهو ليس من آل عثيمين الموجودين في عنيزة وفي شقراء.
ولد المترجم عام 1320 هـ في مدينة بريدة أكبر مدن مقاطعة القصيم، ونشأ فيها، وتعلم في كتاتيبها مبادئ القراءة والكتابة، فلما جاز سن الطفولة شرع في طلب العلم فأخذه من علماء بلده ومنهم:
- الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم.
- الشيخ عمر بن محمد بن سليم.
- الشيخ عبد الله بن حسين بن صالح أبا الخيل.
- الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم العبادي.
فأدرك إدراكًا طيبًا في العلوم الشرعية والعلوم العربية، وصار لديه همة
(1) علماء نجد في 8 قرون، ج 2، ص 4488 - 494.
عاليه في نشر الدعوة، فأخذ يتجول في القرى والبوادي يرشدهم ويوجههم إلى معرفة مبادئ العلوم الشرعية من معرفة التوحيد ومعرفة الفقه بأحكامه الشرعية الفرعية، ونفع الله بجولاته، فصار في تلك القرى والبوادي وعي وصحوة دينية بصَّرتهم أمر دينهم.
وكان عنده طموح في تحصيل العلم، فسافر إلى الكويت وفيه في ذلك الوقت الشيخ الفقيه عبد الله بن خلف الدحيان والشيخ المؤرخ عبد العزيز بن حمد بن رشيد البداح والشيخ يوسف بن عيسى القناعي وغيرهم، فأخذ عنهم واستفاد منهم.
ثم حدت به همته إلى السفر إلى الهند المشهورة برجال الحديث وعقائدهم السلفية، فسافر على شظف من العيش إلى مدنه التي هي موطن المحدثين مثل مدينة (بهوبال) و (روابندي) و (علي كرة) وغيرها فقرأ على رجال الحديث من تلاميذ الشيخ المحدث الشيخ نذير حسين، وتلاميذ الشيخ صديق حسن خان، قرأ عليهم في الأمهات الست، وفي غيرها من كتب الحديث قراءة رواية ودراية وأجازوه إجازات مطولة أثنوا فيها على حفظه وفهمه وتحقيقه، وهذه نماذج من إجازتهم إياه:
1 -
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه أما بعد: فقد أجزت العالم الفاضل الجامع بين أشتات الفضائل والفواضل، المعتني بالسنة النبوية، المجتهد في تحصيل ما تفرق منها الشيخ صالح بن عبد العزيز بن عبد الرحمن العثيمين الحنبلي السلفي الأثري إجازة عامة مطلقة في جميع المنقول والمعقول والحديث والأصول حسبما تضمنته فهرستنا من المشايخ الذين أخذت عنهم، ومن أشهرهم الشريف العلامة سيدي محمد بن جعفر الكتاني ومنهم العلامة سيدي محمد تهامي الوزاني ومنهم سيدي العلامة محمد بن قاسم القادري وسيدي أحمد بن خياط وغيرهم من
الأئمة الأعلام، ومن المشارقة سيدي علي ظاهر الوثري وسيدي عبد الجليل برادة، وسيدي السيد حسين الحبشي، ومن المغاربة أيضًا سيدي عبد الكبير الكتاني، وأوصي أخي المجاز ونفسي بتقوى الله في السر والعلن وأن لا ينسانا من صالح دعائه في خلواته وجلواته، حرر في الخامس والعشرين من شهر الحج عام ألف وثلاثمائة وثلاث وخمسين المبارك:
صبييح أحمد بن محمد العمراني
الحسني العباسي المغربي المالكي
2 -
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله واصحابه وأحبابه وأحزابه أما بعد فقد حصل إلى الإجازة بالموطأ والصحيحين والسنن الأربعة قراءة وسماعًا وإجازة عن العالم الصالح التقي المسند مولاي الشيخ خليل أحمد شارح سنن أبي داود، رحمه الله تعالى، قال: حصل إلى الإجازة عن الشيخ الأجل النقي الشاه عبد الغني الدهلوي، رحمه الله تعالى، قال: أخبرنا الشيخ المشهور بالعلم والتقى في الآفاق الشاه محمد إسحاق، رحمه الله تعالى، قال: أخبرنا الشيخ المبجل المعروف بالحفظ والضبط والتمييز الشاه عبد العزيز الدهلوي، رحمه الله، قال: أخبرني الشيخ الاجل حجة الله البالغة في الأرض صاحب القوة القدسية الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم قدس الله أسرارهما وأفشى أبرازها إلى آخر الإسناد المشهور المسطور في اليانع الجني فها أنا قد أجزت حضرة العالم الفاضل الشيخ صالح بن عبد العزيز العثيمين الحنبلي السلفي أعزه الله بطاعته بالموطأ والصحيحين والسنن الأربعة وأدعو الله عز وجل أن يرزقني وإياه علما نافعًا وعملًا صالحًا، وأن يميتنا على سنته ويحشرنا في زمرته آمين يا رب العالمين سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين، قاله العبد الضعيف المدعو بمحمد
إدريس الكندهلوي الحنفي نزيل مكة المكرمة ذي الحجة 1353 هـ.
وكان المترحم جادًا في تحصيل العلم، وصادف مع ذلك سرعة في الحفظ وجودة في الفهم وبطء في النسيان، فمن هذا صار من كبار العلماء، وصار متفننًا، فهو مفسر ومحدث، وله اطلاع في التوحيد وعقائد المخالفين، وهو فقيه أصولي، وله اطلاع واسع في النحو وعلوم اللغة العربية، وله اهتمام في حفظ النصوص الشرعية من الكتاب والسنة.
بعد هذا الإدراك عاد إلى وطنه مدينة بريدة، وهو يظن بسعة اطلاعه أنه سيتصدر بلاده في التعليم والتدريس إلا أن بعض أهل العلم في ذلك الزمن عندهم انغلاق ووحشة من كل من يأخذ علومه من خارج البلاد النجدية، فصار بينه وبين قاضي بريدة في ذلك الزمن الشيخ عمر بن سليم وحشة وجفوة أدت إلى أن ترك المترجم بلده، وسافر إلى مكة المكرمة، فقدمها واتخذ مهنة إصلاح الساعات مهنته لإدرار رزقه ورزق أهله، وسكن حي شعب عامر الذي هو مقر النجديين.
وفي عام 1364 هـ عاد الملك عبد العزيز آل سعود إلى مكة المكرمة من زيارة قام بها إلى مصر، فأجري لقدومه حفلات في أحياء مكة، فأقام أهل نجد وأعيانهم من أهل عنيزة حفلًا، والذي ترأس إقامة الحفل عبد العزيز آل قنيعير، وكانوا في حفلهم محتاجين إلى خطيب وشاعر يتحدث عن القادم، ويثني عليه، فذكر للقائمين على الحفل أن أفضل من بعد المقالة والقصيدة ويلقيها هو الشيخ صالح بن عثيمين، فطلبوا منه إعداد كلمة وقصيدة وإلقائهما في الحفل، فقام بذلك ونالت استحسان الحاضرين، ومن ذلك الوقت عرف واشتهر، ورغبت الجهات المعنية الاستفادة من علمه ونشاطه، فتوظف في وزارة الحج للإشراف على المطوفين وإعطائهم الرخص لتطويف الحجاج، والإطلاع على دفاتر الأدعية التي يدعو بها الحجاج، ومدى صحتها وسلامتها مما يخالف الشرع.
ثم تعرف عليه الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ محمد سرور الصبان فاتخذه له رفيقًا ومستشارًا في الشؤون الإسلامية، وعيَّنه عضوًا في اللجنة الثقافية برابطة العالم الإسلامي، وكنت أنا في تلك اللجنة زميلًا له ومعنا الشيخ عبد الله خياط والشيخ أحمد علي أسد الله والشيخ أحمد باشميل والأستاذ أحمد محمد جمال ورئيسنا في هذه اللجنة الشيخ إبراهيم الشوري، رحمهم الله تعالى، فما بقي منهم إلا أنا والأستاذ أحمد باشميل، ومهمتنا الإطلاع على الكتب التي تريد الرابطة شراءها وتوزيعها هل هي صالحة أو غير صالحة، كما أننا ننظم البرامج الثقافية في موسم إلقاء المحاضرات ومجتمعات الرابطة، وكان من أكثر المعجبين بالمترجَم له ثلاثة:
1 -
الشيخ محمد سرور الصبان.
2 -
الشيخ محمد حسين زيدان.
3 -
الأستاذ أحمد محمد جمال.
فكان هذان الأستاذان يراجعانه دائمًا في كل ما يشكل عليهما في بحوثهما.
مؤلفاته وآثاره:
- تسهيل السابلة في طبقات الحنابلة، ترجم فيه لكل من اطلع عليه من علماء الحنابلة من الإمام أحمد بن حنبل حتى عصره، فهو كتاب ضخم يقع في خمسة مجلدات كبار جمع فيه بين عدة كتب نقل منها، ولا يزال مخطوطًا.
- مقاصد الإسلام، وقد طبع.
- له مقالات في الصحف مفيدة، وله أحاديث ألقاها في الإذاعة لو جمعت لصارت مجلدًا كبيرًا.