الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبد السلام محمد العبد الله السعد.
علي الصالح العلي المحمد.
ومن البنات الحافظات لكتاب الله العزيز:
ثمان بنات وواحدة منهن معها إجازة بقراءة حفص عن عاصم ويعملن بالتدريس وخدمة كتاب الله والدعوة إليه.
عامر العبد الله المحمد، رئيس لجان مختلفة في إمارة منطقة مكة المكرمة.
دعاة وأعمال خيرية:
منصور عامر العبد الله المحمد، مدير هدية الحاج والمعتمر.
عبد السلام محمد العبد الله السعد، مشرف على حملات الحج الخاصة بالشباب.
ومن العامر صالح بن سعد العامر، وهو إخباري يحفظ كثيرًا من الحكايات والأخبار الدائرة في المجالس، روى عنه سليمان بن إبراهيم الطامي حكايتين أسماهما سالفتين، قال:
هذه السالفة رواها الصديق صالح بن سعد العامر، قال فيها:
كانت فتاة تعمل في حقل التعليم (معلمة) سألتها زميلاتها لما لا تتزوجين؟ قالت: لن أتزوج لأنني العائل الوحيدة لوالدي بالرغم من وجود إخوة لي، ولي سالفة غريبة عجيبة، أخبركن بها فاسمعنها.
فقد رزق والدي أول مولود له ببنت، ثم رزق في ثاني مولود له ببنت، ثم بنت ثالثة، فرابعة، وخامسة، فصار لديه خمس بنات، فولدت أنا وكنت البنت السادسة لوالدي.
فأخذني أبي ورماني عند باب المسجد، فلم يلتقطني أحد، فأعادني والدي
إلى المنزل، وفي اليوم التالي رماني بباب المسجد، وأيضًا لم يلتقطني أحد، وهكذا، ثلاثة أيام يرميني بباب المسجد لعل الله يبعث من يلتقطني، ولكن الله لم يرد ذلك فأخذني والدي على كره ومضض.
لأنه أصبح لديه ست بنات، ويتمنى أن يأتيه مولد ذكر عند كلّ ولادة، ثم حملت والدتي جنينها السابع، انتظر والدي بفارغ الصبر هذا المولود القادم عله يكون ذكرًا.
حانت الولادة وأتت والدتي بمولود ذكر، ففرح والدي أيما فرح به، فماتت أختي الكبيرة، وبعد مضي زمن ولدت أمي مولودًا ذكرًا ثانيًا، فاستبشر والدي به، فماتت أختي الثانية، وبعد مضي زمن ولدت أمي ولدها الذكر الثالث فماتت أختي الثالثة.
وهكذا كلما ولدت أمي مولودًا ذكرًا ماتت مقابله أخت لي، حتى ماتت جميع أخواتي الخمس، وبقيت أنا من الإناث فأصبح لوالدي خمسة أبناء وبنتًا واحدة هي أنا.
كبر إخوتي، وكبرت معهم، وتزوجوا وارتحلوا واستقلوا كلّ في بيت لوحده، وكبر والدي وأقعدته السنين كما يقولون في المثل (مسك الأرض) وكبرت والدتي أيضًا معه، وبقي دوري أنا وإخوتي في مكافاتهما.
انقطع إخوتي عنا وعن زيارتنا وحتى عن السؤال عنا، ولو من بعيد، خاصة عن والدي اللذين صحتهما في انحطاط لكبر السن، وما يعتريهم من أوجاع وأمراض وبحاجة إلى رعاية صحية لكن لم يحصل منهم لاذا ولا ذاك.
فصرت أنا العائل المنفق عليهما، والقائم بخدمتهما، وأحضرت لهما خدامة ترعاهما وتقوم بخدمتهما أثناء غيابي للعمل، فلذلك قررت عدم الزواج طالما أنهما حيان، فما كان من زميلاتها عندما سمعن بسالفتها إلَّا أن أكبرن فيها هذا الصنيع مع والديها، وإن كان واجبًا دينيًا يفرضه الدين والخلق لكل والدين من أولادهم، وصارت محل تقدير واحترام ولاحظن زميلاتها بشاشة وجهها وراحتها النفسية، فلم
تر يومًا غضبانة أو زعلانة أو مكتئبة، فالابتسامة لا تفارق محياها، وإئمًا هاشة باشة، كثر الله أمثالها وأسعدها في دينها ودنياها (1).
والحكاية الثانية، قال سليمان الطامي:
روي هذه السالفة الصديق صالح بن سعد العامر، قال فيها:
كان شاب يعيش مع والدته عاطلا عن العمل، وأحواله المادية ضعيفة، وفي أحد الأيام قالت له والدته: لما لا تذهب إلى عمك في (عين ابن فهيد) لتعمل عنده، فهو رجل ميسور الحال، وغني كريم شهم، فلن يبخل عليك بشيء، فاجلس عنده عدة أشهر للعمل حتى تبني وتدبر أمورك.
استحسن الشاب فكرة والدته وذهب إلى عمه سيرًا على الأقدام لأن الشاب وأمه يعيشان في أحد مراكز الأسياح القريب من (عين ابن فهيد)، وعندما دخل الشاب أحد شوارع العين، صادفه بالطريق فتاتان في سن الزواج على قدر كبير من الحياء والجمال، فسلبتاه عقله.
جلس تحت جدار أحد المنازل، وأنشد الأبيات التالية يتمنى إحداهما ومما قاله بهما الأبيات التالية:
يا طفلتين بقصر العين
…
لو أن حداهن تهيالي
ما غبط اللي ملك لكيّن
…
ما بين نيرات وريال (2)
واحد محله بحق العين
…
والثاني مع القلب نَزَّال
وكان بالقرب منه وهو ينشد الأبيات السابقة رجلٌ متخف يستمع شعره، وبعدما سمع الأبيات، ذهب الرجل مسرعا إلى والد الفتاتين، وأخبره بما سمعه
(1) سواليف المجالس، ج 10، ص 36 - 28.
(2)
اللك: مئة ألف ريال، واللكين: مئتين ألف، نيرات: جنيهات ذهب.
من شعر في ابنتيه، فسأله والدهما هل ضايقهما؟
قال: لا، هل تبعهما؟ قال: لا، بل جلس وأنشد الأبيات التي قلتها لك من هذا الشاب الغريب، وما هي إلَّا لحظات حتى دخل الشاب على عمه في منزله، فخرج الرجل وأشار بيده خفية بأن هذا هو الشاب الذي تغزل في ابنتيك.
سلم الشاب على عمه، وجلس يتناول القهوة، فقال له عمه، ما الشعر الذي قلته في ابنتي؟ قال: لم أقل شعرا يا عم، قال: بل قلت، كذا وكذا، فأعاد الشاب الشعر على عمه، فقال: ألم تعلم أنهما ابنتي عمك؟ قال: لا، وما يعرفني وهما متحجبتان.
فاعتذر من عمه عما بدر منه، علمًا بأن الشعر عفيف ولم يتعرض إلى شيء مخل أو غزل كما قرأتم الأبيات الشعرية آنفًا.
فقال له عمه بعد ما قبل عذره: لا عليك يا ابن أخي، الآن اختر إحداهما زوجة لك، فقال لعمه: يا عم ما جئتك لأتزوج، وشرح له وضعه المادي الضعيف هو ووالدته، إنما جئت للعمل وطلب الرزق والزواج يلحق إن شاء الله فيما بعد فقال له عمه: هذه الزيجة من الرزق، وألح عليه عمه بالزواج من إحدى ابنتيه فاختار البنت الكبرى، وتزوجها بعد ما جهزه عمه بكل ما يلزم الزواج.
وهذا ليس بغريب على أهل الأسياح المشهورين بالكرم، وقد كتب عنهم الكثير بهذا الشأن، وبعد انتهاء مراسم الزواج جهز عمه له ناقة محملة بالأرزاق، وقال له: أنت في فرح الزواج، فاذهب أنت وزوجتك إلى والدتك واقض باقي أيام الفرح عندها، وعندما تنتهي تلك الأيام، اترك زوجتك عند أمك، وتعال لتعمل عندنا كما تريد، وإذا اشتقت لأهلك أذهب إليهما، المسافة بين (عين ابن فهيد) وبلدة أو مركز الشاب لا يتجاوز العشرين كيلو مترًا تقريبًا.
فشد الزوج ناقته وأركب زوجته خلفه، وودع عمه وودعت العروس والدها وسارا إلى والدته.