الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العبد الوهاب:
من أهل بريدة.
منهم حمود العبد الوهاب من كبار رجال حسن بن مهنا أمير بريدة وما يتبعها من القصيم، كان معروفًا بذلك.
وقد نزح في آخر حياته إلى الكويت فبقي هناك حتى مات.
وكان له ابن نشط اسمه محمد فقتل في عام 1326 هـ بسبب قربه من محمد بن عبد الله أبا الخيل الذي أعلن انفصال بريدة وما يتبعها عن حكم الملك عبد العزيز آل سعود، وحاربه كما سيأتي في حرف الميم (عند ذكر المهنا) بإذن الله.
ولكون حمود العبد الوهاب من الرجال المقربين لأسرة المهنا ومنهم حسن المهنا واحتل في زمنه مرتبة عظيمة سمعنا الجيل الذي قبلنا يذكرها بإسهاب، وأحيانا بما يشبه أن يكون مبالغة.
ولذلك سعي حمود العبد الوهاب في هرب آل مهنا من سجن عبد العزيز بن رشيد إلى الكويت، وكان عمله في ذلك في المنزلة الثانية بعد عمل سالم الذايدي.
وقد أوضح ذلك بالتفصيل صديقنا الأستاذ سليمان بن عبد الله الرواف في الكتيب الذي كتبه عن كيفية خروج آل مهنا من سجن ابن رشيد في حائل وهربهم إلى الكويت.
وهو الكتيب الذي طبعه الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام في (خزانة التواريخ النجدية) وكتب عليه أنه حققه، والواقع أنه لم يصححه ولم يحققه لأن فيه أشياء من الغلط والتطبيع لا تخفى عليه وأمثاله، وربما كان مرض الشيخ عبد الله البسام رحمه الله قد منعه من ذلك.
ومن أفظع ما فيه أنه حرف اسم (الذايدي) بالذال في جميع الكتاب إلى الزايدي بالزاي.
نزح منهم أناس إلى الكويت واشتغلوا بالتجارة هناك فنجحوا فيها فهم باقون على اسمهم العبد الوهاب.
ومنهم سليمان بن حمود العبد الوهاب كان (نوخذًا) أي رئيس مركب من مراكب الغوص على اللؤلؤ في الكويت.
ورد اسم (حمود العبد الوهاب) شاهدًا في وثيقة مؤرخة في عام 1302 بخط عيد بن عبد الرحمن الشارخ).
وسبق الكلام عليها في حرف السين عند ذكر السديري.
وثيقة أخرى فيها ذكر (هيلة بنت حمود العبد الوهاب) مؤرخة في رجب 15 عام 1302 هـ بخط النائب بمعنى المحتسب الذي يلي الحسبة عبد العزيز بن الثري المحسن الشهير في وقته علي بن مقبل وهذه الوثيقة لا يمكن فهم ما جاء فيها إلَّا بإيضاح.
ذلك بأن أصل الموضوع أرض عبروا عنها بالبقعة وقف لأم عبد الله بن الأمير عبد المحسن آل محمد أمير بريدة سابقًا وقد تصبرها منهم أي استأجرها لمدة طويلة هي مائتا سنة محمد بن سالم وبنى عليها بيتًا صغيرًا سكنه.
ثم غاب وتعطل البيت وخرب فأمر قاضي بريدة في وقته الشيخ عبد العزيز بن عبد الرحمن بن بشر بأنه يمكن فسخ عقد الإيجار لعدم دفع الأجرة.
ثم تعاقدت هيلة بنت حمود العبد الوهاب مع عبد الله بن الأمير عبد المحسن بأن تستأجر الأرض والبيت الذي عليها بالأجرة الأصلية وهي ريالان اثنان في السنة ولمدة مائتي سنة على أن تشتري منيرة المدة الفائتة منهم وهي نحو 30 سنة، بثلاثين ريالًا وأن تستمر الأجرة الطويلة لها حالة محل المستأجر الأول وهو محمد بن سالم أي لمدة مائتي سنة كل سنة بريالين ولكن ابتداء العقد يكون من ابتدائه مع المستأجر الأول، وقول الوثيقة: صارت هيلة هي قبيلة عبد الله من طرف الصبرة أي أنها حلت محل المتصبر الأول بمعنى المستأجر الأول فهي التي حلت محله في العقد.
والصبرة هي الإجارة لمدة طويلة.
والشاهدان عليها أحدهما معروف لي شخصيًا ومعروف لكثير من الناس الذين عاصروه وهو حمد بن عبد العزيز العقيل الآتي ذكره قريبًا والثاني سليمان الجنوبي.
ومنهم محمد بن حمود العبد الوهاب كان معروفًا بكرمه في الكويت فكان يستقبل أهل بريدة ويضيفهم، وقد حصل على ثروة من هناك
أما والده حمود العبد الوهاب فقال سليمان الرواف: حمود العبد الوهاب هذا من أهالي بريدة، وكان رجلًا ذا رأي شجاع، وقضى عمره عند المهنا خويّا، وكان له منزلة عند حسن، فهو أمير المزكية، عامل الزكاة، ومن كبار الخويا،
ولما تولى ابن رشيد القصيم بعد المليدا، ضاقت على حمود الأرض بما رحبت، فلا مال ولا عمل وذل بين أعداء، ولم يجد عملا، إلَّا أنه فلح فلاحة، فزادته فقرًا على فقره وذلًّا على ذله.
تحدث قائلًا: كنت في طريقي يومًا من فلاحتي بالصوير، فصادفني في طريقي رجل يدعى الأجبع صاحب نكت على ما به من سقم العقل، فلما رآني تمثل بهذا البيت:
أمنول يا ذيب تفرس بياديك
…
واليوم جاذيب عن الفرس عداك
يقول حمود: ما إن سمعت هذا البيت حتى انهمرت دموعي، وأقفيت أتعثر، لأنني أعرف ما يقصد من وراء ذلك.
قال: فانحدرت معهم للكويت، ولكن مع الأسف لم أجد عملا، فرجعت بعد بضعة أشهر لبريدة، على أسوأ من حالتي الأولى، حيث زادت الأمور لي شماتة الناس.
ولكن الله رحيم، ففي ذات يوم طق على الباب ففتحته، وإذا بخوي من خويا ابن رشيد، فظننته سياخذني للسجن، فحسَّ بالأمر وبادرني قائلًا: الأمير محمد بن رشيد أرسل لأميره في بريدة يقول: اعرض على حمود العبد الوهاب الخدمة، إذا هو يرغب الخدمة فأجبته: نعم، ورافقته للأمير - أظنه الحازمي أو التويعي - فأعطاني السلاح، وقال: متى ما عزمت مر خذ الذلول، فأخذت الذلول وسافرت لحائل وجعلني ابن رشيد عاملًا على الزكاة، مثلما كنت عند حسن، وبقيت في حائل أتردد على (آل أبا الخيل) في سجنهم، وكان لا يرد عنهم أحد في السجن داخل القصر ومحددين (1)، وطوال عشر سنين لم يحصل منهم ما يريب (2).
(1) محددين مصفدين بالحديد أي فيهم قيود ثقيلة من الحديد.
(2)
خزانة التواريخ، ج 4، ص 107 - 108.