الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القدر يسبق الإخلاء:
لقد كان شقيقه الأستاذ صالح العبودي ملازمًا له طوال فترة مكوثه بالمستشفى وقد بذل جهودًا كبيرة في سبيل الحصول على موافقة المسئولين لنقله بطائرة الإخلاء الطبي بشكل سريع جدًّا ونجح بذلك إلا أن حالة المرحوم لم تكن تسمح بمغادرته السرير وحتى أسرته رحمه الله كانت مستعدة لإرساله إلى أي مستشفى بالعالم لكن قدرة الله سبقت الجميع وتوفي في المستشفى.
حياته العملية:
المغفور له بإذن الله يبلغ من العمر ثلاثة وخمسين عامًا، ويحمل شهادة جامعية في تخصص الهندسة المدنية من جامعة كاليفورنيا، وقد عمل في شركة الهاتف السعودي وتسلم عدة مناصب قيادية قبل أن يقدم استقالته ليعمل في القطاع الخاص، مؤسسًا لمؤسسة النسمة الشرقية والمتخصصة في مشروعات الإنشاءات الكهربائية والبناء والاتصالات، وهي من كبرى الشركات حاليًا في مجال التوصيل الهاتفي والتمديدات الكهربائية، وكان للفقيد رحمه الله دور بارز في مؤسسته، إضافة إلى أنه أحد أكثر رجال الأعمال تفاعلًا ودعمًا لكل توجهات الغرفة التجارية الصناعية بالقصيم، وقد كان الفقيد مشاركًا مع الوفد التجاري الكبير السعودي الذي زار روسيا قبل سنة.
حياته الرياضية:
بدأت علاقته بكرسي الرئاسة الرائدية عام 1421 هـ حيث استلم زمام رئاسة النادي وحقق في أول موسم له المركز الثالث في دوري أندية الدرجة الأولى وعددًا من البطولات في الألعاب الأخرى، وفي الموسم الذي يليه استطاع بدعمه الكبير أن يساهم في صعود الرائد للأضواء محققًا المركز الثاني.
ومما يسجله التاريخ الرياضي بمنطقة القصيم للفقيد - المهندس أحمد العبودي - أنه أول رئيس نادٍ قصيمي يفسح المجال للاستثمارات التجارية بالدخول
وسط الأندية بعد أن وقع أول عقد استثماري مع شركة الكسائي التجارية، التي يرأسها الأستاذ مساعد اليحيى عام 1422 هـ حيث تم بناء الجهات الشرقية للنادي بكاملها ليسجل الفقيد نفسه في سجلات الاستثمار الرياضي بالمنطقة.
وقد كان الفقيد رحمه الله عضوًا في المجلس التنسيقي لأمانة أعضاء الشرف، وما يميزه رحمه الله أنه كان يعمل مع الجميع دون استثناء وبدون مناصب، وكان رحمه الله قد كشف لرئيس النادي الحالي عبد العزيز التويجري نيته العمل معه في أي منصب يراه واستعداده لدعم النادي دون انقطاع.
علاقته مع الآخرين:
المغفور له بإذن الله - المهندس أحمد العبودي - كان طيب القلب محبوبًا من الجميع وكانت علاقته مع الوسط المحيط به علاقة حب واحترام، وكان ممن يتمني الكثيرون الجلوس معه، نظرًا لتواضعه وبساطته وروعة أسلوبه في الكلام.
وقد اكتسب محبة وتقدير جميع من عرفة عن قرب ونال ثقة الأوساط الرياضية والتجارية لأمانته وصدقه في قوله وعمله.
قالوا عن فراق الفقيد:
- كان رجلًا صادقًا أبيض القلب صافي النية .. فقدانه ليس هينًا لكن (إنا لله وإنا إليه راجعون).
الشيخ صالح السلمان
- (لم أجد منه سوى كل شيء طيب، وخبر وفاته فجعني، أسأل الله أن يغفر له ويرفع منزلته).
الشيخ صالح المحيميد
- (كان أقرب لي من أبنائي، كل من يعرفه لابد أن يحبه .. سأظل أبكي وأبكي عليه .. ) ..
شقيقه عبد العزيز العبودي
- (اللهم أسكنه جنات النعيم يا أرحم الراحمين واجعله في مصاف الشهداء والصديقين).
شقيقه صالح العبودي
- (قلبي يتقطع ألمًا لفراقه، لكن تلك مشيئة الله، اللهم وسع قبره ونور مدخله وارزقه الجنة يا أرحم الراحمين).
الأستاذ محمد العمار
- (أطيب رجل عرفته .. وفراقه أبكاني كثيرًا كثيرًا .. سأظل أدعو له بالرحمة والمغفرة).
الأستاذ عبد الله المبارك
- (وفاته فاجعة للجميع، لقد كان رجلًا بمعنى الكلمة، اللهم أنزله منزلة الشهداء والصديقين يا رب).
الأستاذ عبد العزيز السالم
- (رحلت يا رجل الطيبة والمروءة .. رحلت أيها الرجل الصادق المحبوب .. اللهم ارحمه رحمة واسعة يا رب).
الأستاذ فهد الربدي
- (صدمة فراقه مريرة وذكراه ستظل ناصعة البياض إلى الأبد).
الأستاذ عبد الله السدرة
مشاهدات:
- حضور غفير جدًّا حرص على الصلاة على الفقيد العبودي رحمه الله تعالى.
- أصوات البكاء كانت مسموعة والحزن غطى البكاء وجوه الجميع بدون استثناء.
- العديد من المسئولين خارج المنطقة حضروا لأداء واجب الصلاة والعزاء.
- الكل أجمع على نبل أخلاق الفقيد وطيبته وحسن تعامله مع الآخرين وسعة صدره.
- الكل في المقبرة يلهج بالدعاء للفقيد، فقد كانت علاقته بالجميع متميزة وراقية.
- اللهم ارحم أبا فهد وأسكنه الجنة مع الأبرار والصديقين والشهداء.
العبودي كما عرفته:
فور معرفتي بالأزمة القلبية التي دهمت المهندس أحمد العبودي اتصلت بشقيقه صالح الذي أخبرني بتفاصيل حالة شقيقه أحمد طالبًا مني عدم نشر ذلك في الجريدة لأسباب عائلية بحتة، وقد وافقته على طلبه وأخبرته بنيتي زيارة شقيقه في المساء فاتفقنا على أن نلتقي في المستشفى لنكمل بقية الحديث.
وهناك وبعد وصولي إلى مركز العناية الفائقة في مركز الأمير سلطان لأمراض القلب وقبل خطوات قليلة من الدخول إلى غرفة الفقيد أحسست برغبة كبيرة في عدم الدخول ولاسيما أنه كان فاقدًا الوعي وحالته خطيرة، ولم أكن أودّ أن أنظر إليه وهو في تلك الحال لأسباب نفسية بحتة، واكتفيت بالسلام على أولاده ودعوت له بالشفاء، وخرجت دون أن أراه ولم أكن أعلم أن رؤيته تعني الوداع الأبدي بيننا.
لقد بدأت علاقتي بالفقيد رحمه الله كعلاقة أي إعلامي برئيس نادٍ، وخلال احتكاكي به كنت أحسده على خفة ظله وسرعة بديهته وسعة صدره وتقبله الجميع.
مررت معه بمنعطفات عديدة كعادة الإعلاميين مع رؤساء الأندية، لكن الشيء الذي يجهله الكثيرون عن الراحل أنه كان من أكثر الناس حبًّا لتقديم يد العون للفقراء والمحتاجين، سواء داخل الوسط الرياضي أو خارجه.
لم يكن رحمه الله يريد أن يعرف أحد ذلك، لأنه يدرك أن العمل لله يجب أن يكون في السر أحوط للأجر والمثوبة.
في إحدى المرات طلبت منه مساعدة إحدى الأسر الفقيرة في بريدة وشرحت له الوضع كاملًا، وعلى الفور وبدون تردد أخرج مبلغًا محترمًا، وقال لي: اشتر لهم كل احتياجات المنزل، وسدد الكهرباء والتليفون وأعط رب الأسرة الباقي، واشترط على ألا أخبرهم باسمه.
وكانت آخر مرة هاتفته فيها من أجل مساعدة شاب مقدم على الزواج وقد كان كعادته سباقًا ملبيًا حاجة هذا الشاب ذي الظروف المادية الصعبة.
كنت قد وعدته رحمه الله بألا أفشي سره لأحد، لكن وقد وافته المنية فحري بي أن أنقل صورة الرجل النقي الطاهر الطيب كما عرفته عن قرب لإدراكي أن ذلك سيعطي دفعة كبيرة للجميع للاقتداء به، فالحياة زائلة وإن طالت أيامها، ولن يبقى للعبد سوى عمله فقط.
اللهم ارحمه يا رب .. اللهم وسع مدخله .. اللهم نقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس .. اللهم حلله .. اللهم أدخله الجنة مع الأبرار .. آمين.
سلطان المهوس
جريدة الجزيرة (1)
(1) نشرت الجريدة هذا مع ما تقدم في يوم الأربعاء 24 من شعبان عام 1426 هـ.
تعزية:
بمزيد من الأسى والحزن ينعي رئيس وأعضاء هيئة الشرف ورئيس وأعضاء مجلس الإدارة وكافة منسوبي وجماهير نادي الرائد ببريدة فقيدهم رئيس النادي السابق المهندس/ أحمد بن إبراهيم العبودي الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى، ويقدمون أحر التعازي لأشقائه وأبنائه ولكافة أسرة العبودي في أنحاء المملكة وللأسرة الرائدية متمنين للفقيد الكبير الرحمة والمغفرة وللجميع الصبر والسلوان (إنا لله وإنا إليه راجعون). انتهى.
ومن أسرة العبودي: راشد بن عبد الكريم بن إبراهيم العبودي، ولد في عام 1333 هـ في بريدة وتعلم في مدارسها وبرع في الخط، وسافر إلى الرياض في عام 1355 هـ. فحصل على وظيفة جيدة على قلة الوظائف الحكومية هناك، وصار له صيت ومقام عند عارفيه.
ثم مرض في عام 1360 هـ فعاد إلى بريدة وامتد به المرض طويلًا حتى توفي شابًّا في 5 ربيع الثاني من عام 1362 هـ.
وهذه وصيته التي أوصي بها قبيل وفاته.
وفي هذه الوصية ما يستحق التأمل فكاتبها هو عبد الله بن خليفة الذي كتبها في ربيع الأول من عام 1362 هـ وابن خليفة هو أول نجدي أقام في الولايات المتحدة الأمريكية وعاش فيها سنين.
وقد صدق عليها الشيخ عمر بن محمد بن سليم قاضي بريدة وما يتبعها من القصيم، وكان تصديقه عليها في 29 من ربيع الأول عام 1362 هـ وهو العام الذي توفي فيه الشيخ عمر رحمه الله.
وكان الشيخ عمر بن سليم رحمه الله قد سجل أو لنقل صَدَّقَ على مبايعة
بين راشد بن عبد الكريم العبودي هذا وبين والده قبل سنتين من ذلك التاريخ أي في عام 1360 هـ، والمبيع حوش كان قد تملكه والده عبد الكريم من شخص كان يلقب (الصويطي).
والثمن: ستمائة ريال فرانسه.
والشهود حمد بن عبد العزيز العقيل، وعبد الله بن عبد الكريم العبودي، والكاتب: إبراهيم بن عبد الكريم العبودي.
والتاريخ: 7 شعبان من عام 1360 هـ.
وفي وثيقة تالية قام الأب عبد الكريم العبودي بعمارة (البقعة) بمعنى قطعة الأرض عمرها عبد الكريم مقابلة لثلث ابنه راشد يعني أنه تصرف فيما خلفه راشد بأن جعل هذه الأرض له، وذلك بعد أن كان راشد قد مات منذ خمس سنين.
وقد زاد عليها من ماله متبرعًا لثلث ابنه راشد كما جاء في الوثيقة بأن
الزيادة - من النفقة - تفضل بها عبد الكريم على ابنه راشد.
والشاهد في هذه الوثيقة ناصر بن إبراهيم العبودي.
والكاتب: عبد الله العبد العزيز البطي، في 10 شعبان عام 1367 هـ.
وابنه: سليمان بن راشد العبد الكريم العبودي رئيس قسم الارتباط في المديرية العامة للجوازات في الرياض 1914 م.
ومنهم أحمد بن سليمان العبودي له شعر عامي مع أنه خريج كلية الشريعة ومدرس في المدارس الحكومية منذ سنين ويستطيع النظم بالفصحى.
من أشعاره العامية:
الغلا بالقلب يا بدر البدور
…
كل يوم يزيد ما ينقص ابد
بأني حبك بقلبي له قصور
…
حيث قلبي لك ولا غيرك أحد
إزرعي بعش العمر ورد وزهور
…
يا بدور القلب يا نبع السعد
واذكريني يوم اقول اني غيور
…
واخش من عذل العواذل والحسد
يوم أنا وياك غرقي بالسرور
…
وانتعاهد ما يفرقنا أحد
الليالي يا بعد عمري تدور
…
والعمر مكتوب ما به زود، أبد
ومن شعر أحمد السليمان العبودي:
ارجوك يا اللي تنتظرني ورا الباب
…
تلطف بحال مولع فيك يا زين
لا تقطع أشواق اللقا شد الاعصاب
…
خل الهوى ينساب بين المحبين
وريني بسمات الفرح يا ابيض الناب
…
أنسي هموم شلتها من عنا البين
وش لون أبي أصبر وياسر بعيني ما غاب
…
واخته ندي لا شك بالحيل تبكين
البين لي منه حصل بين الأحباب
…
مر وحلو سبحان من صوَّر البين
ومن شعر الأستاذ أحمد بن سليمان العبودي، قوله في العتاب:
هانت العشرة عليك وبعتني
…
ما شفع لي عمر أفنيته معاك
إنهدم بيديك عش مهتني
…
وانكسر قلب عناوينه غلاك
وسط شكك تهت ما احدٍ دلني
…
لو حلفت أيمان بالله ما كفاك
ما أحد مثلك قهرني وذلني
…
دايم تخطي وانا اتحمل خطاك
كلما جيتك أبشكي لمتني
…
لين صارت راحتي كله جفاك
لا تفكر يوم أجي لك منحني
…
لو أعيش لوحدي ما عشت بسماك
وقال:
يا رمالًا كحّلت عين القصيم
…
والنخل كمّل بحسنه رمشها
والعيون تهل دمعٍ مستديم
…
ينبت الأشجار صافي خدها
ريقها سكر نباتٍ جاه ديم
…
وآهني من ذاق صافي ريقها
مع طلوع الفجر هبات النسيم
…
تمشط النسمات ضافي شعرها
امنا بريدة وانا فيها مقيم
…
والبلاد الباقيات اعيالها
والرمه وادٍ يمر فيها عظيم
…
لي نزلت أمطار يثري جالها
ما حلاها لي نكس جوّه بغيم
…
وانهمر سيل الوسم بارياضها
ومن أسرة العبودي عدد من خريجي الكليات وعشرات من المدرسين لا داعي لذكرهم، وإنما نذكر منهم:
محمد بن عبد الله الناصر العبودي ضابط رائد في الملحقية العسكرية السعودية في لندن.
ناصر بن عبد الله الناصر العبودي متخصص في المعدات الطبية في المستشفى العسكري في الرياض.