الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ودقه غلام في هوى الكيف دقاق
…
يطرب لحسه من يجي للتعاليل
أنت الذي من لاذ بحماك ما ضاع
…
تغفر خطا عذئب وتقبل غذره
نحمد طويل ما نشر عنه مذياع
…
بأمصارها الوسمي وحدد دياره
في رحمته نرجي زيارة بلأوضاع
…
تعم نجد والقرى من دياره
الصيب النافع به العشب مرباع
…
لأهل الفلا ولي سكن في مقاره
والسيل يحيي كل قفر من القاع
…
ولوسم بنيت للفقع في بحاره
واحلى الصحو لا صرت للبر طلاع
…
والجو صافي ما يلوث غباره
من مد خير الله سوائمه مرتاع
…
سمن وسمين واليهم بالزباره
بها ضر عند رمي محله وتتراع
…
مشبرق الوسمي وتأصل وراره
حنا بنعمه تسهل الشكر بااجماع
…
وفضلها لي خلقه مريد انتشاره
وبذل الحكومة حسنت تملك الأوضاع
…
رقب السياع الغذا واخذ كاره
بملاحظته ما بالدكاكين بتباع
…
سعر محدد عند الادني وجاره
وما لا يضيع لسعره كل يباع
…
يعلن عن اسمه ثم يفرم خساره
والرز والسكر وغيره من أنواع
…
وما تصوير وما في بعيد دياره
ما كان يبذل بالمغويات ما ضاع
…
ابلاذ ياعم الرخاء بانتشاره
المملكة كالباح تصغي له اسماع
…
ملوك العرب تافد اليها بزياره
بالمفاهمة تبدي لتحسين الأوضاع
…
وكل يحوز لصالحه في دياره
وتحكيم شراع الله له السيف لماع
…
ما هو ينفقد فالشريعة مداره
لم تحرم فيه الخساسه ولا رتاع
…
روعه لما يغفل بطيره عباره
لامهم تلاد ناهي ولا تباع
…
حكم السعود إلى علا بافتخاره
معالم الدار:
بريدة قد تاقت إليك مشاعري
…
وطاب لنا ذكري رياضك والربا
بريدة ما أغني تراثك إنني
…
فخور وأشتاق على مرتع الصبا
بريدة شمس للقصيم منيرة
…
فقد شاهد الزوار ما كان أعجبا
وقال أيضًا:
معالم السدار ذكراها لمفخرة
…
لكل فرد لها قد كان منتسبا
أعني بريدة قد ضاعت معالمها
…
وغرد الطير في أجوائها طربا
فيها المشاريع والعمران قائمة
…
والبعض منها قريب صار مرتقبا
* * * *
كل الشوارع قد شاقت لناظرها
…
ثم الظلام اختفى من بينها هربا
تمتاز بالري والأشجار يانعة
…
تؤتي الفواكه والرمان والعنبا
والباسقات بقنوان مثقلة
…
من كل عذق طري يجتني رُطبا
* * * *
في جردة السوق خيرات منوعة
…
يلقي بها كل مبتاع لما طلبا
وفاض انتاجها مما تصدره
…
لكل قطر من المحصول ما جلبا
* * * *
كذا الصباخ ووهطان واخبية
…
مع البطين غزير الماء قد عذبا
شكرًا جزيلًا لمن أسدي فضائله
…
رب العباد الذي للخير قد وهبا
ثم الصلاة على المختار سيدنا
…
ما ضاء برق لوبل ماطر سكبا
ترجم له الشيخ إبراهيم بن عبيد في حوادث سنة 1400 هـ، فقال:
وممن توفي فيها علي بن معارك رحمه الله وعفا عنه، وهذه ترجمته: هو الأديب الأريب ذو الأخلاق والمكارم المعاشر المبتسم البشوش العاقل الرزين علي بن عبد الله بن إبراهيم آل معارك، ولد عام (1330 هـ) ونشأ في أحضان
والده المؤدب المعلم إمام مسجد ماضي في بريدة، فمسقط رأس المترجم في مدينة بريدة عاصمة القصيم، وبما أن والده عبد الله لديه مدرسة أهلية فإنه إنضم إلى والده لتعلم القراءة وحروف الهجاء، ولم تطل أيام والده بحيث أن توفي في عام (1337 هـ) بذلك الوباء العظيم.
ويدعى ذلك العام بسنة الرحمة عند العامة، وهلك بسببه خلق كثير في نجد والعراق والهند والأحساء وما يلي الخليج العربي، فأخذ في الدراسة على علي بن عبد العزيز الحوطي صاحب مدرسة أهلية في بريدة، لأن الأيام لم تمكن المترجم من الأخذ عن أبيه لوفاته بعد ولادته بثمان سنوات تقريبًا، وكان أديبًا قارعًا للشعر النبطي والعربي، وله أخ أسن منه وهو الشيخ عثمان العبد الله المعارك تولى القضاء مدة من الزمن وتوفي عام (1391 هـ)، ويمتاز المترجم بأنه دمث الأخلاق وطلق المحيا بشوش، وقد نال وظيفة في الجهة الشرقية من المملكة وخدم حكومته وأمته، ومن شعره قوله يمتدح وطنه بريدة ويذكر أيامه التي عاش فيها بصباه، وما آلت إليه في الأيام الأخيرة من الرفاهية والتقدم وحب الوطن من الإيمان:
بريدة قد تاقت إليك مشاعري
…
وطاب لنا ذكر من رياضك والربا
بريدة ما إغنى تراثك إنني
…
فخور ومشتاق إلى مرتع الصبا
بريدة شمس في القصيم منيرة
…
لقد شاهد الزوار ما كان أعجبا
معالم الدار ذكراها لمفخرة
…
لكل فرد لها قد كان منتسبا
أغني بريدة قد ضاعت معالمها
…
وغرد الطير في أجوائها طربا
فيها المشاريع والعمران قائمة
…
والبعض منها قريبًا صار مرتقبا
أما الشوارع قد شاقت لناظرها
…
ثم الظلام اختفى من بينها هربا
تمتاز بالري والأشجار يانعة
…
تؤتي الفواكه والرمان والعنبا
والباسقات بقنوان مثقلة
…
من كل عذق طري يجتني رطبا (1)
(1) تذكرة أولي النهى والعرفان، ج 7، ص 80 - 81 (الطبعة الثانية).
ومنهم إبراهيم بن عبد الله المعارك المتوفى عام 1337 هـ كان له ملك نخل في وهطان، وكان في الملك صوبة للتمر، وهي مخزن التمر أكبر من الجصة، وصادف أن ثمرة النخل كانت قليلة في سنة من السنين فوضعوا في الصوبة مكان التمر مليسا وهي نوع من الدخن الصغير الحب الأملس، وهناك فقير كان نازلًا غير بعيد منهم كان قد اعتاد على سرقة التمر من هذه الصوبة لحاجته إليه وليس لبيعه، وكان يظن أن الصوبة فيها تمر فنزل فيها فغاص في المليسا وصار كل ما تحرك ثقل جسمه وغاص في الميسا ثم اضطر للصراخ عندما بدأت المليسا بالدخول إلى فمه خشية الهلاك، فسمع إبراهيم المعارك صوته وجاء إليه ووضع تحته حجرًا يقف عليه حتى انتشله.
ومنهم عبد الله بن إبراهيم المعارك كانت له مدرسة (كُتَّاب) في بريدة.
ولد عام 1273 هـ وظل مدة طويلة إمامًا للمسجد الذي صار يسمى (مسجد ماضي) لأن ماضي كان مؤذنًا فيه لسنين طويلة.
توفي عبد الله المعارك هذا في عام 1358 هـ.
ترجم له الشيخ إبراهيم العبيد، فقال:
وممن توفي فيها عبد الله بن إبراهيم المعارك كان رحمه الله إمامًا في أحد مساجد بريدة المشهورة وزاهدًا متعففًا وفيه رقة وخشوع عند تلاوة الذكر الحكيم، كما نقل لنا عن بعض رفقته في السفر إنه كان راكبًا جملًا لحج بيت الله الحرام ويتلو القرآن وهو راكب فلما بلغ قوله تعالى {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} فجعل يرددها ويبكي حتى جعلت لحيته تهتن بالدموع من خشية الله تعالى، وكان محبوبًا عند الناس لأنه مؤدب ومعلم للصبيان ومتواضع وله سجع مليح في الكلام وذا عبادة وصبر على قوارع الزمان.