الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأن المراد بذلك حائط نخل في (أشيقر لآل أبو عزام) عندما كان أوائل المشيقح هناك، وقال أحدهم إنّه لا يزال معروفًا هناك، ولكنهم لا يجرؤن على تملكه، لأنهم لا يعرفون الموجودين من آل أبو عزام الذين لو لم يكن منهم من الكثرة إلَّا آل المشيقح لكفي.
وإذًا اتضح لنا أن مراد المشيقح بقولهم لبعضهم: يا طُبَل أم حمار، يا أيها الذي قدم من أم حمار في أشيقر، أو ياذا الذي كان أصل نشأته في تلك الفلاحة هناك التي لا تساوي شيئًا لما يملكونه الآن من نخيل وعقارات وبيوت وأموال منقولة في بريدة.
فإنهم يقولون ذلك للمقابلة بما كانوا عليه وما صاروا إليه الآن.
بقي اتفاق المكانين في أشيقر وأم حمار في عنيزة و (أم حمار) في أشيقر.
وليس عندنا في ذلك إلا ما قاله الشيخ القاضي علي بن إبراهيم المشيقح من أنهم سموا أم حمار في عنيزة على (أم حمار) في أشيقر، وأن أم حمار سميت بذلك لأنها كانت نخيلًا واسعة ملتفة حتى إنّ الحمار يضيع فيها، أو قال: إنّ حمارًا ضاع فيها، وذلك يقتضي أن يكون المشيقح هم الذين سموا (أم حمار) في عنيزة بهذا الاسم وهذا هو المعروف لنا.
معنى اسم (مشيقح):
ذكر بعض النّاس أن معنى (مشيقح) الأشقح وهو الأبيض بياضًا مشربًا بحمرة، وأصل لفظها (أوْشَيْقح): تصغير أشقح، والأشقح في اللغة الفصحى وفي العامية هو من يكون كذلك أبيض بياضا يميل إلى الحمرة.
وهذه صفة مدح في الآدميين.
لذلك سمي بعض الرجال (الشَقحَا) من هذا المعنى، ولكن اللفظ فيه الميم في أوله ودخولها هكذا على هذا اللفظ غير معتاد، ولكن هذه هي اللغة العامية، وقد يكون أصلها (أشيقح) بدون ميم ثم صارت مشيقح بالميم على لسان العامة.
وقد زعم بعض النّاس أن جدهم سمي (مشيقح) بمعنى أشيقح لأن أخوته أو أسرته كانوا سمرًا وهو أبيض وهذا غير صحيح لأمور:
الأول: أن المشيقح فرع من أسرة أكبر كلهم بيض، بل إنهم من أسرة مشهورة ببياض اللون حتى في الوشم قبل قدومهم إلى عنيزة، ومن ثم إلى بريدة وقد سجل ذلك الإخباريون وهو الذي وردت فيه قصة مطوع أشيقر الذي يقال له المطوع التميمي: وهي أن بنتًا جميلة من (آل أبوعزام) كان أبوها صديقًا لذلك المطوع ففتن بجمالها، وطلب من والدها أن يزوجه فتزوجها بالفعل.
وقد نظم عدة قصائد شعرية يتناقلها أهل نجد حتى الآن في مدح زوجته تلك، والتغزل بها.
وقد ذكر صديقنا الشيخ أبو عبد الرحمن بن عقيل روايات لأبيات قاله المطوع المذكور في حبيبته في كتابه: (كيف يموت العشاق) ولكن الذي يهمنا منها أنّه ذكر أن الفتاة التي عشقها المطوع وهو من بني تميم وتزوجها هي من أسرة (العزام) الذين تفرعت منهم أسرة المشيقح.
ولا يمكن أن يقدم على الزواج بها إلَّا إذا كانت جميلة، ومن أهم شروط الجمال في المرأة كما هو معروف أن تكون بيضاء.
ولابد من أن نعرف عصر مطوع أشيقر هذا اسمه ابن عبدالرحيم وقد وجدت سنة وفاته في تاريخ صالح القاضي الذي طبعه الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن بسام رحمه الله، فذكر القاضي وفاته بقوله: وفاة أبو عبد الرحيم