المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌قصة والدي مع سعفاء ذلوله الغالية: - معجم أسر بريدة - جـ ٢٠

[محمد بن ناصر العبودي]

فهرس الكتاب

- ‌المْشَوِّح:

- ‌ثلوثية محمد بن عبد الله المشوح - الرياض 1421 ه

- ‌ضيوف الثلوثية:

- ‌العود إلى ذكر الثلوثية:

- ‌شعراء من المشوِّح:

- ‌المِشْوط:

- ‌المْشَيطي:

- ‌عائلة المشيطي:

- ‌وثائق للمشيطي:

- ‌المشيقح:

- ‌انتقال الأسرة إلى بريدة:

- ‌أصل المشيقح:

- ‌رحيل أوائل (المشيقح) من أشيقر إلى عنيزة:

- ‌أبناء عم المشيقح:

- ‌معنى اسم (مشيقح):

- ‌شخصيات المشيقح:

- ‌حمود بن مشيقح الأول:

- ‌أنموذج من مداينات حمود بن مشيقح الأول:

- ‌عبد الله بن مشيقح الأول

- ‌نهاية الكلام على عبد الله بن مشيقح الأول:

- ‌إبراهيم بن عبد الله بن مشيقح (الأول)

- ‌سليمان بن علي المشيقح

- ‌عبد العزيز بن حمود المشيقح:

- ‌وطالب العلم:

- ‌كثرة أمتلاك العقارات:

- ‌رسائل إلى عبد العزيز بن حمود المشيقح:

- ‌الشيخ عبد العزيز الحمود المشيقح:

- ‌دائن يتنازل عن دينه:

- ‌وصية الشيخ عبد العزيز بن حمود المشيقح:

- ‌المشيقح وطلبة العلم:

- ‌ مسجد المشيقح

- ‌عبد الله بن عبد العزيز بن مشيقح:

- ‌أنموذج من خط الشيخ عبد الله بن عبد العزيز المشيقح:

- ‌ذكر شيء من نباهة المترجم وسياسته:

- ‌ترجمة الشيخ عبد الله بن مشيقح بقلم ابنه:

- ‌الشيخ عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله:

- ‌حمود بن عبد العزيز بن مشيقح

- ‌حديث صحفي:

- ‌كفرنا بك وآمنا بالله:

- ‌متوكل على الله في الأرض والسماء:

- ‌الحمار والسيارة:

- ‌ما من علم:

- ‌دقائق حاسمة:

- ‌مع روزفلت:

- ‌الجهاد والمالية:

- ‌المكائن:

- ‌البرقية والقرش والريال:

- ‌خاتمة:

- ‌كتاب عن حمود بن عبد العزيز المشيقح:

- ‌صالح بن عبد العزيز بن حمود المشيقح

- ‌الشيخ صالح بن عبد العزيز:

- ‌لقاء مع الشيخ علي بن إبراهيم المشيقح:

- ‌لقاء مع فضيلة الشيخ علي بن إبراهيم المشيقح:

- ‌وفاة الشيخ علي بن إبراهيم المشيقح:

- ‌الشيخ المشيقح إلى رحمة الله:

- ‌محمد بن عبد العزيز بن حمود بن مشيقح:

- ‌عميد أسرة المشيقح إلى رحمة الله:

- ‌(الشيخ المشيقح، نجم أنطفأ من سماء بريدة)

- ‌(الشيخ محمد المشيقح كما عرفته عابدا زاهدا)

- ‌تأثير المال والجاه:

- ‌جوار المشيقح:

- ‌شعراء من المشيقح:

- ‌قصيدة في آل مشيقح:

- ‌المؤلفون من أسرة المشيقح:

- ‌أئمة المساجد من المشيقح:

- ‌علي بن عبد الله بن عبد العزيز المشيقح:

- ‌سليمان بن حمود بن عبد العزيز المشيقح:

- ‌ حلق العلم

- ‌محمد بن عبد العزيز بن حمود المشيقح:

- ‌المصارع:

- ‌المْصَلَّط:

- ‌المصيطير:

- ‌المِضْحي:

- ‌المْضرِس:

- ‌المْضَيَّان:

- ‌معلومة:

- ‌الشيخ عثمان بن حمد بن مضيان:

- ‌الشيخ عثمان المضيان:

- ‌الشيخ عبد العزيز المضيان:

- ‌رحلة العلم الشريف:

- ‌ترجمة الشيخ عبد العزيز بن محمد المضيان:

- ‌وثائق للمضيان:

- ‌وثائق تتعلق بالمضيان:

- ‌إحسان عبد الله بن مضيان من أهالي بريدة:

- ‌كرم وإحسان شامل:

- ‌المُطْرِفي:

- ‌المُطْلَق:

- ‌المرثية:

- ‌وثائق المطلق:

- ‌ المطلق

- ‌ المطلق

- ‌ المطلق

- ‌المْطَلِّق:

- ‌المْطَوَّع:

- ‌وثائق المطوع:

- ‌الشيخ محمد بن صالح بن سليمان المطوع:

- ‌محمد الصالح المطوع من بريدة:

- ‌ المطوع

- ‌المطوع:

- ‌المطوع:

- ‌المطيري:

- ‌المطيويع:

- ‌أحد المكرمين في مهرجان بريدة الترويحي:

- ‌الشبكة ريحت الناس:

- ‌بئر العزيزية:

- ‌عين الجردة:

- ‌آبار في الخضر:

- ‌منيرة المطيويع في ذمة الله:

- ‌المْطَيِّع:

- ‌المظهور:

- ‌المعارك:

- ‌أسرة المعارك:

- ‌الشيخ عثمان بن الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن معارك:

- ‌عثمان بن عبد الله بن معارك من بريدة:

- ‌معالم الدار:

- ‌المربي الشيخ عبد الله البراهيم المعارك:

- ‌نساء شهيرات من آل معارك:

- ‌وثائق المعارك:

- ‌أئمة مسجد:

- ‌المعْتَق:

- ‌قصة والدي مع سعفاء ذلوله الغالية:

- ‌شعراء من المعتق:

- ‌وصية علي بن محمد بن معتق:

- ‌المِعْتق:

- ‌المْعَثَم:

- ‌المِعْجل:

- ‌المعلى:

- ‌المعيلي:

- ‌المعيوف:

- ‌المْعَيِّي:

- ‌المْغَيْص:

الفصل: ‌قصة والدي مع سعفاء ذلوله الغالية:

وهذه قصة الناقة المذكورة كما رواها ابن صاحبها لي بنفسه وكتبها كتابة هذا نصها:

‌قصة والدي مع سعفاء ذلوله الغالية:

يروي هذه القصة عبد العزيز بن زيد العجلان وهو صديق خاص لوالدي صالح بن محمد المعتقي (1) يقول عبد العزيز العجلان كان لصالح المعتقي ذلول طيبة جدًّا وغالية عليه تسوى عيونه يسميها سعفاء وطلب شراءها ناس كثير ودفعوا فيها مبالغ كبيرة في ذلك الوقت فرفض بيعها، وكانت معه في أسفاره في تجارة الإبل له ولرجل يقال له ابن غصن إلى الشام والغربية ومصر وما حولها.

وسعفاء لها صفات حميدة كثيرة ويقول العجلان إن لوالدك معها قصص ولف عجيبة منها أنها تعرف صوته إذا صوت لها فتأتي إليه وسط الناس ومنها أنه يتوسد يدها وهي باركة، وينام فتصد عنه في وجهها أي مكروه من الحنشل والسباع وحتي خشاش الأرض، وقد أنقذه الله بسببها من أمور كثيرة.

في يوم من الأيام كان والدك يبحث عن مراعي طيبة لتفلي به الإبل عدة أيام، وهي في طريقها إلى الشام فضل الطريق وبقي يومًا وليلة ونفد الماء الذي معه والوقت في أواخر أيام الربيع والجو حار ولحقه عطش شديد صار كل ما سارت سعفاء في اتجاه واستمرت قليلًا غير مسارها إلى اتجاه آخر يعتقد أنه الأفضل وهكذا فلما أحس بفقدان الوعي من العطش ربط نفسه على الشداد حتى لا يسقط من عليها وتركها وشأنها، وبعد يومين وردت به على الحيانية مورد ماء معروف في طرف النفود الكبير على طريق الشام فأنزله الرجال المجتمعون على البير ومرسوا التمر بالماء ونقطوا بحلقه شيئًا فشيئًا حتى أفاق.

(1) لقب الأسرة: المعتق، والمعتقي - بالياء - والأول هو الأصل.

ص: 489

ويقول عبد العزيز العجلان: في عام 1370 هـ فقدت سعفاء في العكيرشة شرق بريدة وهي ترعى هناك فبحثنا عنها بكل اتجاه حول البلد وسألنا عنها فلم نجدها فحزن عليها صالح حزنًا شديدًا حتى كأنه فقد أحد أفراد أسرته وكان صاحب قيام ليل وبعد أسبوع قلطت عنده بعد صلاة الفجر للقهوة كالعادة فقال لي إني عازم على المسير إلى الشمال قلبي يقول إن سعفاء هناك.

وبالفعل تجهز وركب رحول عنده واتجه شمالًا ولم يترك قطين بادية ولا مارد ماء على طريقه إلا تحسس، وسأل لكن دون جدوى حيث ورد على زرود مورد ماء معروفة على طريق عقيل وهناك تعرف على رجل يقال له حمود الشنيفي رجل كريم وشهم ومنازلهم في شامة زورد ويقول صالح إن معرفتي بهذا الرجل هي العزاء لي عن سعفاء فكان أغلى علي من سعفاء المباركة حتى في فقدانها فقد أكرمني وساعدني في البحث والسؤال عن ذلولي، وبقيت عندهم ثلاثة أيام ولم نجد شيء ثم طلبت الإذن للعودة إلى بريدة فحلف حمود أن أبقى ثلاثة أيام أخرى لعل الله أن يأتي بها أو تذكر وأنت رجل صالح وتقوم من الليل ونحن أوجسنا من وجودك عندنا بركة فوافقت على مضض.

ومرت خمسة أيام دون جدوى وفي ليلة السادس وضعت رأسي لأنام قبل آذان الفجر بساعة فرأيت رؤيا أن مجموعة كبيرة من الإبل ورأيت سعفاء في آخر الذود في منطقة المدرج عرفتها في الفيضة التي دون النفود بالقرب من قرية المدرج.

يقول صالح فصوت اسعفااااء بصوت مرتفع قمت على إثرها من النوم منزعجًا وقام بعض الرجال وأخذ حمود يواسيني ويهون عليّ وأنا أذكر الله وأحوقل فقالوا: وش اللي صار؟ فأخبرتهم الخبر فقال حمود هذا خير إن شاء الله.

ص: 490

قمنا وتوضينا وأذنا لصلاة الفجر وكان في صبيحة هذا اليوم موعد سفري والعودة إلى بريدة، وأنا لم أعير هذه الرؤيا أي اهتمام لأنني قلت في نفسي هذا من كثرة التفكير بالذلول.

وبعد ما تناولنا القهوة بعد صلاة الفجر قدمت لهم شكري على معروفهم وأني مهما عملت لا أستطيع رد الجميل لأن الذي يعمل المعروف ابتداء خير من الذي يعمله مكافأة واستأذنتهم بالعودة إلى بريدة.

فقال حمود والحلم؟ فقلت: أمرّها على طريقي تطييبًا لخاطره فقط، فقال لازم اذهب معك، فرفضت، وقلت: لا أريد تكليفك فحلف وأصر على الذهاب معي فذهبنا إلى هناك ولم نجد شيء ووقفنا على إبل كثيرة متفرقة سألنا عنها، ولم نقف على خبر وضاق صدري وحزنت من أجل حمود وتعبه معي لو أني لوحدي لكان أسهل.

ثم قلت لحمود لنذهب إلى الفيضة التي رأيت فيها سعفاء وبالفعل وصلنا إلى هناك فوجدنا أثر الإبل جديد له يوم أو يومين ووجدت أثر سعفاء تقفو الذود وأثرها فوق آثار الإبل فقلت لحمود صدقت الرؤياء ففرح فرحًا شديدًا يعادل فرحي أو أكثر ثم تبعنا الأثر حتى وجدنا إبلا كثيرة جنوب المدرج ووجدنا سعفاء هناك فصوت لها فأتت مسرعة وشمتني ووضعت رأسها على كتفي فبكيت وبكى حمود ثم أخبرنا أصحاب الإبل بأن هذه الذلول لنا فنهرونا وكاد يصلنا منهم شر فذهبنا إلى ابن مضيان أمير القرية وأخبرناه الخبر فدعاهم وأنكروا دعوانا وقالوا: إن هذه الذلول لهم وقال الأمير ما هو دليلك يا صالح المعتقي؟ فقلت بشهادة حمود الشنيفي وكذلك نخرج إلى الإبل جميعًا وأصوت لها إذا لم تأت فليست لي.

ص: 491

وبالفعل خرجنا جميعًا إلى الإبل نحن وابن مضيان ورجال معه وأصحاب الإبل فلما وصلنا إلى هناك صوت لها بصوت عالي فتركت الإبل وخصتن من بين الرجال وهي تحن حنينًا غريبًا ووضعت رأسها على كتفي كما فعلت في المرة الأولى فتأثر القوم وقال الأمير خذ ذلولك يا المعتقي ولا تذهبون حتى نقوم بالواجب ثم نأذن لكم وأمر رجاله أن يأخذوا قعودًا من هذه الإبل ويذبحوه عقوبة على أصحاب الإبل ويكون ضيفة لنا فكان يوم مشهود من أيام المدرج ثم توادعا من هناك وتفرقنا، وكان والدك يردد ويحدو في مسيره قصيدة في مطلعها هذه الأبيات:

يا حمود من عيّن اسعيفا

ذلولي من حسبة عيالي

كم نوبة وردت الحيفا

وانا على كوره العالي

يقول عبد العزيز العجلان وبعد وفاة الملك عبد العزيز رحمه الله عام 1373 هـ باع صالح المعتقي ذلوله المشهورة اسعفاء بالأحساء وكسر الشداد على ما يقولون ورجع إلى بريدة وترك الأسفار بالإبل.

وفي يوم من الأيام في عام 1378 هـ دخل صالح سوق الإبل ببريدة فوجد ذلوله يحرج عليها والرجال قد أكملوا الدورة عليها فعرفت صالح بالشكل واتجهت ناحيته فغير المكان فتوجهت إليه وتحن حنينًا عجيبًا تعاتبه على الفراق فبكى وجعل يزاود فيها حتى اشتراها رادًا للجميل وحفظًا للود وهو لا يملك قيمتها كاملة فاستدان وأخذها وأكرمها وحلف ألا يبيعها بأي حال، وخرج بها إلى مزرعة الشيخ عبد الله بن حميد رحمه الله في النقيب شرق بريدة وهو القاضي ببريدة في ذلك الوقت وكان والدي وكيلًا على المزرعة وبقيت عنده حتى نفقت بعد زمن، حرر في 3/ 10/ 1404 هـ.

ص: 492