الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نفس الكريم ولو عليه خصاصة
…
لا لبس في قاموسها تقتير
* * * *
قصر - المشوح - في الغدير غديرُ
…
صافٍ يَسِحُّ ومنهل ونمير
مع تحيات وتقدير محبكم
إبراهيم بن عبد الرحمن بن حمد المفدى آل عاصم
(أبو عبد السلام) الرياض - أشيقر 22/ 2/ 1425 هـ
شعراء من المشوِّح:
من شعراء الشباب في المشوح الأستاذ مشوح بن عبد الله المشوح، له ديوان من الشعر الرائق الجيد عنوانه:(عندما يتية الشعر).
طرق في شعره مناحي عديدة من فنون القول، منها هذه القصيدة في والدته:
قال: أمي صارت لي أمًا وأبًا في نفس الوقت بعد أن فقد أبي العزيز ولما أبلغ الأسبوع، وليس غريبا أنني كنت لا أستطيع حبس دموعي الغزيرة مع كل مقطع أكتبه من هذه القصيدة التي كتبتها بعدما فارقت سكن الوالدة في القصيم:
أماه جئت أخُطُّ فيكِ قصائدي
…
وأحيلُ شِعري في فضاءٍ عُلاكِ
وأتيتُ والأفراحُ تحملُ خافقي
…
والشوقُ يحدوني إلى لُقياكِ
وأتيتُ والحبُّ الكبيرُ يسوقني
…
في زورق حُلْوٍ إلى مرساكِ
وأتيتُ يا أمَّاهُ - وحدي لا أرى
…
إلا خيالك في طريق لقاكِ
وأرى دموعي وهي ترسم بهجتي
…
وأرى هوايَ يقودني لِسَناكِ
* * * *
أماه جئتُ فيكف أكتم عبرتي؟ !
…
أم كيف أخفي لهفتي لشذاك؟ !
أماه .. ما أحلى نداءكِ في فمي
…
بل يا ربيع القلب ما أحللاك؟ !
إني أحبك، بل أحب لحبك الـ
…
دنيا وأعشقُ طولها لأراكِ
إني أحبك لا أحب سواك، بل
…
يأبي فؤادي أن أحب سواكِ
وأحب فيك محامدًا مشهورةً
…
تسبي الفؤاد بسحرها الفتاكِ
حلمٌ .. وصفحٌ دائمٌ .. وتجلد
…
وندي .. وأيُّ ندي يفوقُ نداكِ؟ !
* * * *
أماهُ .. يا أماهُ .. كم أهواكِ .. كم
…
أهواكِ كم أهواك كم أهواك؟ !
إني أراكِ فأستفيقُ متمتمًا:
…
سبحانَ مَنْ بكمالِهِ سَوَّاك!
وكساكِ ثوب الحسن وهو مطرزّ
…
وبأجملِ الأخلاق قد حلاكِ
وحباكِ قلبًا صافيًا ومودةً
…
دفاقة تجري كنهرٍ زاكِ
* * * *
قال مشوح بن عبد الله المشوح في شعره: ونظمها في 15/ 10/ 1421 هـ:
أنا الشاعر الصداح ما زال خافقي
…
يصوغ لي الشعر المنمق كالشهدِ
وفي أيكها الأطيار إن مساه الأسى
…
تغرد أشعاري فتطفو على السعد
سأفتض عذراء القصائد كلما
…
رأيت دموع تهمي على خدي
أرى الشعر إقليد المباهج كلها
…
وإن كان يذكي في فؤادي لظى الوجدِ
إلى أمة الإسلام أزجي قصائدي
…
وأهدي لها شعرًا تضوع بالندِ
أقد لها من خافقي شعري الذي
…
سأستله من مضرم الجمر والسهدِ
أصور فيه المسلمين وحالهم
…
وكيف استحالوا دمية في يد القردِ
وكانوا أسود الأرض أني توجهوا
…
رأيت لهم فيئًا من العز والمجدِ
وما هدهم إلا ركوب هواهمُ
…
وإذعانهم للذل في عصرنا الوغدِ
أرى داءهم هذا وإن دوائهم
…
بتقوى إله الناس والأوب للرشدِ
وأن يركبوا في البحر أسمي سفينة
…
تنجيهمو من كل طوفان مرتدِ
من شعر مشوح بن عبد الله المشوح:
في ليلة العيد
…
! !
يقولون أنت الفتى الأسعدُ
…
وسعدك جم فلا ينفدُ
تعيش ويكسوك ثوب الحجا
…
وفي دربك الفل والعسجدُ
وفي قلبك الشعر غض وقد
…
يجاز به الفخر والسؤددُ
فقلت وقد غال قلبي الأسى
…
لما قال صحبي وما عددوا
إذا رمتم الصدق يا صحبنا
…
فإني أنا البائس الأنكدُ
أنا أستظل بسحب الردى
…
نهارًا وليل الأسسي سرمدُ
أنا رهن تلك الهموم التي
…
تحيط بنا حينما نحفدُ
إذا نحن سرنا لشيشاننا
…
سمعنا غيوم الأسى ترعدُ
وإن لفلسطين طرنا نرى
…
قرودًا هناك تستأسدُ
لقد أقبل العيد لكن عيد
…
أمتنا مأتمُ أسودُ
ففي كل قطرٍ لهالوعة
…
ومع كل همٍّ لها موعدُ
لقد ران فوق فؤادي الأسى
…
فكيف أيا صحب أستطردُ
وكيف سأحيا سعيدًا وذي ال
…
مآسي بساحتنا ترقدُ
وقد طرق الأستاذ مشوح بن عبد الله المشوح نواحي عديدة من نواحي الشعر.
فمن شعره السياسي (رسالة إلى الأرض المقدسة):
إلى تلك الأرض الطاهرة المباركة التي أرتوت بدماء الشهيد الصغير:
محمد الدرة:
قل لأرضٍ حوت دماء الشهيد
…
إنما تحتوين ريح الورودِ
إنما تحتوين عطرًا وطهرًا
…
ووفاءً لأمة التوحيدِ
إنما تحتوينه دم حرٍ
…
سافرت روحُهُ لدار الخلودِ
إنما تحتوينه دم شهمٍ
…
مفعمٍ بالجهاد كابن الوليدِ
إنما تحتوينه دم أسدٍ
…
قد أبت أن تعيش بين القرود
فرأت أن تخوض حربًا ضروسًا
…
لترى القرد كيف شأن الأسودِ
أزمعت أمرها وراحت تنادي
…
لجهاد ليومها المنشودِ
واستدارت رحى الزمان إلى أن
…
جاء يوم الوفاء والتسديدِ
فإذا الأسد في شتاتٍ وبُعدٍ
…
وإذا القرد جامعٌ للحشودِ
فلذا سالت الدماء بحارًا
…
جف دمعي بها وحار قصيدي
ولذا روع الصبايا جهارًا
…
والبرايا في غفلةٍ ورقودِ
وكأن لم يروا محمد ولي
…
بعدما كان في التياع شديدِ
وكان لم يروه وهو طريحٌ
…
بين أحضان والدمشدودِ
وكان لم يروه وهو مُسَجًى
…
خافض الطرف حائرًا كالوليدِ
ربما كان يستحث خطانا
…
كي نخوض الحروب ضد يهودِ
ربما كان يخبر الناس أنا
…
لم نزل غارقين في التهويدِ
ربما كلها تكون ولكن
…
هل سيبقى على ضفاف الرقودِ
هل سنبقى على الدروب حيارى
…
كالخفافيش في ظلام شديدِ!
إن بقينا فسوف تبقي دمانا
…
دمية في يد العدو اللدودِ
أو طفقنا إلى الجهاد فإنا
…
سوف نعلو على نجوم السعودِ
وقوله في قصيدة عنوانها (حماة الأقصى) ..
شد متنًا وراية المجد مدا
…
واحتسى الموت راغبًا واستعدا
وارتمى في ربى المنايا جسامًا
…
ماضيًا يحصد الطواغيت حصدا
راعه أن يرى الضيا في ذبولٍ
…
والظلامُ الظلامُ يسفر جدا
ويرى المجد والعلا في سفولٍ
…
وحطام الأوهام يشتد شدا
وفؤاد الإسلام يبكي حزينًا
…
وفم المارقين يبسم سعدا
وانبرى علقمًا عليهم ونارًا
…
ووضابًا للماجدين وشهدا
جبلٌ قلبه ورحبٌ مداهُ
…
ورؤى عقله سنًّا يتبدي
كلما عذبوه زاد اشتعالًا
…
وإذا أطلقوه يزداد وجدا
عشقه أن يرى الشهادة جسرًا
…
لجنانٍ تضوع عطرًا وندا
ولحورٍ تشدو بأعذب صوتٍ
…
وبأسنى ثيابها تتبدى
حار فيه الجلاد فيه صبورٌ
…
كيف يؤذي الجلاد من كان جلدا؟ !
وقال في أخيه المحامي الشهير الدكتور محمد بن عبد الله المشوح صاحب الثلوثية: إهداء إلى الشيخ الأديب: محمد بن عبد الله المشوح:
كريمٌ، وأكرمُ من أن تجارى
…
وأكبرُ واللهِ من أن تُبارى
وأرفع في القدر عند الكرام
…
من الشمس حين تزور النهارا
وأعظم خيرًا من الغيم حين
…
يُروِّي الثرى ويغيثُ الديارا
وأكثر جودًا من البحر يمناك
…
بل هيَ منْ تتحدى البحارا
وللعلم ثوبٌ كساكَ وقارًا
…
وحلمُكَ زاد النهي والوقارا
ولم أر مثلكَ من قبلُ صبرًا
…
فمن صبركَ الصبرُ والله حارا .. !
تهد العظائمُ قومًا كبارًا
…
وحين تجيئك تغدو صغارا
وليست تلام وقد قابلتك
…
فقد قابلت ملهمًا مستشارا
* * * *
محمدُ يا كوثر الظامئين
…
ويا بلسمًا لقلوب الحيارى
ويا بسمة في شفاة اليتامى
…
ويا جابرًا عثرات الأسارى
هنيئًا لك الحب من كل ثكلى
…
تربِّي بمالك جيلًا صغارا
ومن كل أم تُسَرُّ إذا أبصرتْ
…
بسمة لك أضحت شعارا
ومن كل شخص أنساك حزينًا
…
وودع يشدو بـ (ليلى ويارا)
* * * *
شهدتُ بأنك شيخ المعالي
…
وباعتُها حين تلقى اندثارا
وأنك حرز الفضيلة حين
…
تلاقي بعيد الشموخ انكسارا
وأنك مأوى العدالة حين
…
تلاقي أسىً وشجىً وافتقارا
وأنك تعشق كل العلوم
…
وتُكبرُ من بينهنَّ الحِوارا
ومن فرط عشقِك للعلم أصبح
…
بيتك للعلم والنبل دارا .. !
وكم أنشأ القوم للعلم دارًا، ولكنَّ دارك أسمى منارا
ولما ارتويت من العلم فقهًا
…
ونورًا يزحزحُ عنك الغبارا ..
عرجتَ إلى العدلِ حتى بزغتِ
…
وأصبحتَ في أفقه مستشارا ..
وما ذاك إلا لفرط ذكاءٍ
…
وحدسٍ يمد إليكَ القرارا
* * * *
أخي أحمد الله أني أخوك
…
وأني كسبتُ الإخا والجوارا ..
وأني جعلتُ فؤادي خلفكَ
…
أنَّي تسيرُ من الدربِ سارا ..
وأني أهديتُك الشِّعرَ منِّي
…
طريًا، بهيًا كوجه العذارى
ومثلُك أولى بك مديحٍ
…
فقلبُك حاز العُلا والفخارا
ونفسُك أسرعُ للخير حين
…
يلوحُ من الخيل حين تبارى ..
وكفُّك أسبقُ للمكرماتِ
…
من البرق حينَ يشقُّ القِفارا ..
وكم حاول الناسُ أن يسبقوك
…
ومن يسبق البدر أنْ هُوَ سارا؟ !
* * * *
محمد يا ملهمَ الشعراء
…
وأهلَ البيان المعاني الغِزارا ..
ويا مُسعدَ البائسينَ جميعًا
…
ويا مسقي الشانئينَ البحارا ..
كبيرًا أراك بقلبي وروحي
…
التي تكره اليائسين الحيارى ..
كبيرًا أراك .. كأنك شمس ..
…
إذا هي دارت ترى الكون دارا ..
كبيرًا أراك .. كأنك بدر ..
…
فدونك تلقي نجومًا صغارا .. !
كبيرًا أراك ويشهد أن قد
…
أحبك قومّ أحبوا الكبارا ..
وحسبي فخارًا بأني أخوك
…
فهل أرتجي بعدك ذاك افتخارا؟ !
مشوح بن عبد الله المشوح
15/ 2/ 1427 هـ
من شعر مشوح بن عبد الله المشوح في مدينته: مدينة بريدة:
بريدة
نشرت في 11/ 9/ 1423 هـ:
لك في خافقي أغز مكان
…
فاسكني في دمي وروي كياني
وأسكني في فمي حروفكِ حتى
…
يتغنى برائعات الأغاني
لك يا بهجتي استياقٌ وحبٌ
…
منهما يشرق السنا في كياني
وودادُ لما تجلي تجلت
…
بسمة السعد في شفاه زماني
وولاءٌ لما تجدد عنى
…
عبقر الحبَّ أعذب الألحان
وشدا مثله فمُ الدهر لحنًا
…
نرجسيًا يهتز كالأغصان
منشدًا .. والصدى يرجِّعُ صوتًا
…
عشقته الرمالُ في الكثبان
وشدتُه النخيل في كل بيتٍ
…
وروته الأعشاب للوديان
إنما أنت يا بريدة شمسٌ
…
ضوءها شاع في ربى الأوطان
إنما أنت تاج عزٍّ رصينٍ
…
قد رسى فوق هامة البنيان
إنما أنت نبع علمٍ أصيلٍ
…
يرتوي منه صاحبُ القرآن
يا بلادي ملكتِ ساحَ فؤادي
…
ونثرتِ السرور في وجداني
وتربَّعت عرش حبٍّ مكينٍ
…
في ضلوعي وفي ثرى أركاني
أنت ما أنت؟ أنت ركنٌ ركينٌ
…
من بلاد التوحيد والإيمان
أنت ما أنت؟ في ثراك المفدى
…
علماءُ الهدى وأهلُ البيان
حين أطريكِ يُنصتُ الدهر يُصغي
…
وإذا قمت قام جسم الزمان
لستُ وحدي أهواك خلفي ألوفُ
…
وجدوا فيك واحةٌ للأمان
ومعينًا يروون منه صداهم
…
ورحيقًا يطفي لظى الحرمان
ولسانًا يقول بل يتحدى
…
حين يعيي الكلام كل لسان
تلك يا دار أحرفٌ من قصيد
…
أقسمتْ أن تبوحَ بالأشجان
لا تلومي بها فؤادًا معنى
…
مستهامًا بحسنكِ المزدان
كل ودٍّ يذوب إلا ودادُ
…
مستقرٌّ في خافقٍ ولهان
بسمة العيد
أشاح عني وألقى من يديه يدي!
…
وقال: لا عِيدُ والإسلامُ في كَبَدِ؟
وكيف أستقبل الأعياد مبتهجًا
…
والمسلمون بلا عون ولا سند؟ !
أم كيف أبسم والأيام تخنقنا
…
والدهر يعزف فينا نغمة النكدِ؟ !
فقلت: يا صاح رفقًا إن أمتنا
…
محتاجةٌ بعد طول البؤس للمددِ
محتاجةٌ لابتسامات تُعِيدُ لها
…
فجر الحياة، وتُحيي الروحَ في الجَسَدِ
واللهُ لم يشرع العيدَ السعيد لكي
…
تُريقَ أفراحَهُ في معبر النَكّدِ
لكن على العكس حتى نستعيدَ به
…
مِنْ بعد شقوتنا إطلالة السعدِ
ونملأ الكونَ بشْرًا نستحق به
…
فجرًا تثرفرف فيه راية الرشدِ
وإن بُلينا بهمٍ ظل يتقلنا
…
فلا مناص من الأحزان والكَمَدِ؟ !
وكيف نجزع من هم يُكدِّرُنا
…
والله قد خَلَقَ الإنسان في كَبَدِ؟ !
1/ 10/ 1427 هـ
ومن الشعراء الشباب في أسرة المشوح أيضًا: منصور بن عبد الله بن
إبراهيم المشوح بلغني أن له ديوانًا يعده الآن للطبع، وليس بين يدي من شعره شيء، صدر له كتاب عنوانه:(اهتمام المسلمين بالكتب)، نشرته دار القاسم في الرياض عام 1424 هـ في 72 صفحة من القطع الصغير.
وللأستاذ منصور مقالات عديدة في الصحف.
تاريخ وصول (المشوح) إلى منطقة بريدة:
ذكر أحد المهتمين بأحوال هذه الأسرة ما هو شائع من أنهم جاءوا من المدينة أن (المشوح) هناك لا يزالون يعرفون بهذا الاسم وذكر رجالاتهم وأقاربهم.
وقال ذلك الرجل:
إنه في القرن الثاني عشر الهجري سنة 1111 هـ. حدثت بين بني علي وأهل المدينة فتن وحروب وملاحم من أشهرها وقعة الحرة.
وحلت الواقعة ببني علي وأصابتهم شدة وكربة دعتهم إلى البحث من مكان وموقع آخر غير ذلك المكان.
وفي سنة 1205 هـ في أواخر شعبان غزا الشريف عبد العزيز شريف مكة نجد، وحصلت بينه وبين أهله واقعة عظيمة انتقل على إثرها جد هذه الأسرة سليمان بن مشوح إلى بريدة، تلا ذلك أن عمل فلاحا في أحد خبوب بريدة وهو (الحمر).
والشائع عند الذين تحدثت إليهم عن أسرة المشوح أن أوائلهم جاءوا إلى بريدة في العقد الأول من القرن الثالث عشر، وأنهم نزلوا في خب (الحمر) بضم الحاء والميم، ومن هناك انتقلوا إلى بريدة.
ولكنني وجدت وثائق فيها ذكر (المشوح) تدل على أنهم كانوا موجودين في المنطقة قبل ذلك التاريخ، من ذلك وثيقة بقلم محمد بن سويلم مؤرخة في آخر ذي الحجة سنة تسع وثلاثين ومائتين وألف، أي بعد وقعة الدرعية بخمس سنين.
والشاهد فيها هو عبدالرحيم الحمود جد (العبد الرحيم) المعروفين الآن في بريدة وهو والد لسابح العبدالرحيم رأس أسرة السابح في بريدة الذين هم من آل أبو عليان حكام بريدة السابقين.
وعبد الرحيم الحمود شخصية كبيرة معروفة بل كانت مشهورة في وقته وقفت على عشرات الوثائق التي فيها ذكره بائعًا أو شاهدًا.
ومضمون الوثيقة أن إبراهيم بنن حسون - من بني عليان، قد حج حجتين كانتا في ذمة أبيه لجده حسن وقدرت نفقات الحجتين بثلاثين ريالًا أي إن نفقات الحجة الواحدة إلى مكة المكرمة لا تزيد حسب تقدير الوثيقة على خمسة عشر ريالًا شاملة أجرة الركوب والطعام الذي يستهلكه الحاج بالنيابة، الذي يقوم بالحجة المذكورة، ولكن نظرًا إلى أن الذي قام بها هو حفيد الذي أوصى بها وهو إبراهيم بن حسون، فربما كان لا يعد نفقة أكله من أجرة الحج، هذا إذا ثبت أنه حج بنفسه، ولم ينب أحدًا غيره بالحج.
وقد ذكرت الوثيقة أن نفقة الحجتين قادمات أي يصرفن قبل غيرهن من نخل حسون الكائن في (غاف القويع) ونلاحظ هذا اللفظ الذي يضاف فيه (الغاف) إلى القويع آنذاك، لأن القويع كان أغنى وأقوى وأوسع.
وكأنما هذه الوثيقة المختصرة ذات مضمون مهم جدًّا عندهم لأنه قد أشهد على ما جاء فيه شاهدان عدلان، إضافة إلى الكاتب المعروف محمد بن سويلم ابن الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن سويلم قاضي بريدة.
وأحد الشاهدين هو (نايف بن مشوح بن بَدَّار) فإذا كان من أسرة المشوح هذه المعروفة الآن فإن مجيئهم إلى بريدة يكون قبل حلول القرن الثالث عشر، لأنه لا يعقل أن يكونوا معروفين حال وصولهم إلى بريدة.
ثم هل لنايف بن مشوح هذا ذرية؟
وذلك أيضًا يؤخذ من أن اسم الأسرة قبل المشوح هو (البَذَار) وذلك يحتاج إلى دليل أو قرينة.
وقد يستدل على أنه منهم وأن (المشوح) كانوا وصلوا إلى منطقة بريدة قبل ذلك بزمن أن المشهود فيه نخل في (غاف القويع) المعروف الآن بالغاف، وهو كان أحد خبوب بريدة الغربية، ووصلته عمارتها واحتوته الآن، والمشوح نزلوا أول ما وصلوا إلى منطقة بريدة في (الحمر) وليست بعيدة عن الغاف، والله أعلم.
وهذه صورة الوثيقة:
ووثيقة أخرى بخط القاضي الشيخ عبد الله بن صقيه قاضي بريدة كتبها
في عام 1248 هـ بعد كتابة الوثيقة الأولى بعشر سنين، وفيها ذكر (فايز آل مشوح) وفيها ذكر مبلغ من المال من تركة ابنه عبد العزيز بن فايز تسلمه من علي بن ناصر السالم.
ومن المستبعد أن يكون ابنه تموَّل هذا المال، ولم يكن مضت على وصوله إلى بريدة إلا سنوات قليلة مما يدل على قدم الأسرة فيها.
وإضافة إلى تاريخ الوثيقة الواضح وأنه في عام 1248 هـ فإن (علي بن ناصر السالم) الذي ذكر أنه سلَّم المال إلى (فايز آل مشوح) قتل في وقعة اليتيمة التي حدثت عام 1265 هـ. وذكر المؤرخ ابن بشر مقتله في كتابه: (عنوان المجد) ولكن ذكره باسم (علي آل ناصر) لأنه كان ثريًا مشهورًا، بل زعيمًا محليًا لا يحتاج إلى بيان أسم أسرته في أذهان الناس.
والوثيقة واضحة لأن خط الشيخ عبد الله بن صقيه واضح صحيح العبارة ولكن التلف أو الأرضة أصاب جزءًا غير مهم منها، وبقي سائرها واضحًا.
أما الشاهد فيها فإنه أيضًا شخصية معروفة في وقته من أهل بريدة، وهو عبد العزيز بن جربوع، وشاهد آخر اسمه (حصيني) ولم يتضح اسم والده أو أسرته.
وهذه صورة الوثيقة:
وورد ذكر عبد العزيز المشوح في وثيقة مداينة بين ناصر السليمان بن جربوع وعلي الناصر بن سالم.
والدين كثير فهو ألف وثلثمائة وست وثمانون وزنة تمر يحل أجلهن أي أجل وفائها في جمادى الآخرة من عام 1248 هـ. شهد على ذلك وكتبه عبد الله الناصر الرسيني، وبعد ذلك ذكرت الوثيقة أن الدائن وهو علي الناصر السالم قد أقر بأن هذا التمر الذي على ناصر الجربوع انهن الطلب بمعنى الدَّيْن الذي على عبد العزيز الرسيني ذاكرهن سليمان ست وعشرين ريالًا فيود - أي دراهم عبد العزيز المشوح.
وظاهر هذا أن (عبد العزيز المشوح) كان أحد الأثرياء في ذلك الوقت المتقدم نسبيًا، لأن مثل هذا المقدار من النقود التي تبلغ قيمتها من التمر ألف وزنة وثلثمائة وستًا وثمانين وزنة تمر، لا يملكه إلَّا ثري في عرف أهل تلك
الفترة من الزمن، ثم أوضح أنها بضاعة راع العصفورية، ولم أفهم ذلك.
ورد ذكر (سليمان بن عبد الله المشوح) شاهدًا على وثيقة مؤرخة في الخامس من صفر عام 1285 هـ وهو بلا شك من أسرة المشوح هؤلاء وذريته يعرفونه الآن فهو بخلاف الشخصين اللذين تقدما قبله في معرفة الأسرة به.
وتتعلق تلك الوثيقة بمبايعة بين عمر الجاسر (مشترٍ) وبين بنات عبد العزيز المنيع خديجة وهيا ورقية (بائعات) والمبيع إرث أمهن من أبيها عبد الله بن رشيد الكائن في صباخ بريدة بأربعة عشر ريال فرانسه بلغنهم على عقد البيع، وهذا مبلغ لا بأس به قيمة في ذلك التاريخ.
والوثيقة بخط علي العبد العزيز بن سالم وهو كاتب للوثائق والمداينات
وغيرها معروف وبشهادة عبد المحسن بن عبد الله بن شيبان ومحمد الحمد بن حلوة، وكلاهما معروف الأسرة إضافة إلى سليمان العبد الله المشوح.
والوثيقة بأكملها تأتي في ذكر أسرة (المنيع) من حرف الميم هذه صورتها.