الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حمود بن عبد العزيز بن مشيقح
ومنهم حمود بن عبد العزيز المشيقح ابن الثري المشهور عبد العزيز المشيقح.
من طلبة العلم الذين يقرءون على المشايخ ومن أهل الديانة مثل أكثر أسرة المشيقح.
ولد في عام 1316 هـ وقابلته في هذا اليوم 16/ 12/ 1406 هـ في بريدة وقد مضى له من العمر تسعون سنة فلم أجد ذهنه قد تغير عما عهدته عليه منذ أربعين سنة عندما كان أكبر شخص في بريدة، بل ربما في نجد كلها على الإطلاق يحفظ أسماء المدينين والمتعاملين بالتجارة إذ كانت دفاتر والده تحت يده.
وكان نبيهًا ذكيًّا مهيبًا.
وهو الآن بعد أن بلغ التسعين قد ذهب بصره منذ ثلاثين سنة أو تزيد، وكذلك أقعد ربما كان ذلك من ثقل وزنه وفرط بدانته، ومع ذلك صحته جيدة، وذهنه ثاقب رغم هذه السن.
وحمود بن عبد العزيز أيضًا طالب علم رغم انشغاله بدفاتر الأسرة والمداينات والاستحقاقات لهم، وقد عرف بأنه يستحضر ذلك حفظًا، ويعرف الأسر لذلك.
وكان لا يبالي في سبيل حفظ مال المشيقح وسيره على الطريقة التي ساروا عليها بأي شيء يراه من التثبت في معاملة الشخص الذي لا يعرف أنه سيكون عنده ما يوفي به دينه عندما يحل أجله.
وقد لا يتسامح في انقضاء الدين بعد حلوله، إلا إذا كان المدين ليس عنده شيء.
حدثني والدي رحمه الله قال: أنت تعلم أننا نصنع البارود في القيظ وأن عمادة هو الملح الأبيض المسمى (الشورة)، ومرة جاء رجل من أهل شقراء بأكياس من الشورة إلى بريدة، ولا يشتريها في العادة إلا نحن وأمثالنا أو تاجر
يريد أن يخزنها فعرضها بثمن رخيص لم يكن لديَّ فذهبت إلى المشيقح في دكانهم في غرب سوق بريدة وكان فيه عبد الله المشيقح وأخوه حمود الذي كان عنده الدفاتر، فتكلمت معهم بأنني أحتاج إلى أن أستدين منهم قيمة ملح البارود الأبيض الذي هو الشوره فرحبوا بذلك وعرضوا ثمنًا رخيصًا أظنه العشر أحد عشر أي الفائدة هي 10% ولكنهم لا يغرضون نقودًا ولا يأخذون نقودًا وإنما يعطون المدين طوائق خام أو سكر أو نحو ذلك بقيمته في السوق زائدًا 10% فلما أراد حمود أن يكتب وثيقة المداينة التفت إليَّ وقال: والرهانة؟ وش عندك من الرهن، نبي نرهن بيتك.
قال والدي: فلم أتحمل ذلك وإنما قلت له بغضب: يا حمود، تبي ترهن بيتي حتى ينقطع لك بالرهن، تراي ما أبي هالدين كله، ثم نهضت مسرعًا، فقال لي عبد الله: استرح، يا أبو محمد، والتفت إلى حمود، وقال: ناصر العبودي ما يحتاج رهن.
وهكذا أخذ منهم النقود بدون رهن وأوفاهم إياها في وقته، وما ذكره والده من احتمال أنه لا يستطيع أن يوفي الدين، وأن يملك آل مشيقح بيته بموجب عقد الرهن إذا لم يوفهم دينهم أمر شائع عند الناس ويعللون ذلك بأن حظ المشيقح يغلب حظوظ الآخرين ممن يدينونهم ويرهنون بيتوتهم، أو فلاحتهم لا يستطيع في الغالب أن يوفي الدين فيصبح بيته وفلاحته للمشيقح ويذكر الناس لذلك عشرات الأسماء للناس الذين انقطعت بيوتهم بالرهن للمشيقح حسب تعبيرهم.
أقول هذا الذي حدث لوالدي معهم خلاف ما حدث لي، ذلك بأنني لم أستدن دينًا إلى أجل في حياتي كلها إلا مرة واحدة كنت آنذاك في الثامنة عشرة من عمري وكان ذلك في عام 1363 هـ - وكنت مستغرقًا في طلب العلم متفرغًا له لا أكاد أخرج من المسجد ومن الزم اللوازم لطالب العلم أن يتمسك بزيه، وذلك أن يكون له مشلح (عباءة)