الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تكلمت معه في الموضوع، ورغبته فيه ولكنه قال: إنني أخشى أن تتغير عليَّ نفسي فلا أستطيع أن استمر في عبادتي وتفرغي لطلب العلم.
ولم يكن في شيء من الوظائف آنذاك، فقد كان ذلك قبل التحاقه بوظيفة مساعد رئيس محاكم القصيم.
لقاء مع الشيخ علي بن إبراهيم المشيقح:
نشرت مجلة (صلة) التي تصدرها أسرة المشيقح هذه المقابلة المهمة مع الشيخ علي بن إبراهيم المشيقح ذكر فيه مؤلفاته، وذلك بعنوان:
لقاء مع فضيلة الشيخ علي بن إبراهيم المشيقح:
س 1: طلب العلم من أجل القربات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، متى بدأ الشيخ طلب العلم وعلى يد من تعلمت من المشايخ؟ وما هي الكتب التي كنتم تقرعونها في ذلك الوقت ومن هم زملاؤك - آنذاك؟
ج: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم.
بدأت طلب العلم وكان عمري في ذلك الوقت ثلاثة عشر سنة، حيث بدأت كما يبدأ به العلماء بحفظ كتاب الله على يد الشيخ صالح الصقعبي وعبد العزيز بن فرج رحمهما الله، وأنهيته بعد سنة على يد شيخي العلامة عمر بن محمد بن سليم تجويدًا وحفظا عن ظهر قلب.
وعندما كان عمري خمسة عشر سنة بدأت طلب العلم على يد الشيخ عبد العزيز العبادي حيث قرأت عليه ثلاثة الأصول، وكتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، وقرأت عليه الأجرومية في النحو وفي الحديث بلوغ المرام، ورتبتها على الشيخ عمر بن سليم رحمه الله، وقرأت عليه
الفقه والحديث وأصول الفقه، وما زلت أتوسع خلال هذه الدراسة في الكتب المتنوعة من أحكام وتواريخ وغيرها.
وقرأت كذلك على الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم رحمه الله في المنتقي صحيح الترمذي، وأخص ما قرأت في الفرائض على يد الشيخ عمر بن سليم رحمه الله، حيث كنا نتوغل في مسائل المناسخات وقسمة التركات والحجب وغيرها حتى صار يحال إليَّ مسائل المناسخات في الفرائض فأحلها وأكثر من يحيلها على شيخي العلامة عبد الله بن محمد بن حميد رحمه الله.
أما طريقة تعلمي أنا وزملائي فهي أن نأخذ متن كل فن ثم نحفظه عن ظهر قلب، ثم نتوسع في شروحه مثل زاد المستنقع في الفقه، وبلوغ المرام في الحديث، وحفظت الألفية، ومتن الرحبيه كلها من أولها إلى آخرها، وفي المصطلح حفظنا البيقونية ثم توسعنا إلى ألفية العراقي ومقدمة ابن الصلاح، وفي أصول الفقه مختصر التحرير حيث توسعت في شرحه وخطيته بيدي، وفي علم المعاني والبيان ألفية السيوطي هذه مفاتيح العلوم، وبعدها حصل التوسع في شروحها وأخذت جملة أو غالب الفرائض من كتاب النظم لابن عبد البر وهي قرابة ستة عشر ألف بيت حيث حفظتها وعلقت على غالب متنها ثم عن لي شرحها.
أما زملائي فهم أخوالي عبد الله وصالح وحمود ومحمد أبناء عبد العزيز المشيقح، والشيخ عبد الله الرشيد، وفهد العيسى، وعلي العجاجي، والشيخ علي الضالع وصالح الرسيني وغيرهم، وقبلهم محمد بن عبد العزيز العجاجي وأخوه صالح وعلي الوقيصي، وعبد العزيز الدخيل كلهم من تلاميذ شيخي عمر بن سليم رحمة الله عليه.
س: ما هي مؤلفات الشيخ علي حفظه الله؟
ج: استعنت بالله عز وجل فألفت الكتاب المسمى (عقد الدراري في كواكب الساري) وهو العقيدة الجامعة لمذهب أهل السنة والجماعة، تم الجزء الأول منه
نظم من الطويل في قافية العين عام 1410 هـ يشمل 6662 بيتًا وتم طباعة ألف نسخة حيث وزعت غالب النسخ على كل من يرغب هذا العلم أما الجزء الثاني فيقارب 9000 بيت يبدأ من ذكر الصراط وينتهي بذكر الجنة، نسأل الله أن ييسر طباعته، ويليه كتاب نظم من الطويل يشرح أسماء الله الحسنى يقارب 1000 بيت وكتاب (الانتصار بفوقية الله عز وجل وعلوه واستوائه على عرشه)، ويليه كتاب (المقنع في علم البروج السماوية والفلك والأوقات إلى عام 1955 م)، وكتاب في المناسك نظم جديد (أسميته بإسعاف من ينتسب لإفتاء الحجاج) غير أنه حتى الآن لم يتم وهناك أيضًا عدة رسائل، وآخر ما ألفت رسالة اسمها (صلة الأرحام ودفع الارتياب عن أفخر الأحساب والأنساب).
س 3: هل كان والدك يعلمك العلم الشرعي؟
ج: كان والدي إبراهيم الصالح طالب علم ومحقق في العقيدة، وكذلك جدي صالح الحمود المشيقح طالب علم مدرك وكان له مخطوطات في العلم، وكان فقيهًا.
س 4: كم كان عمرك عندما تزوجت؟
ج: تزوجت وعمري ستة عشر سنة.
س 5: نلاحظ عدم وجود مؤلفات الشيخ علي في المكتبات العلمية؟
ج: لأنه لم يتيسر لي طبعها، والذي طبعته منها أهديه وأوزعه بالمجان، والبقية كلها مخطوطة.
س 6: كيف كانت مجالس الأسرة في السابق؟
ج: كانت مجالسنا في حياة جدي عبد العزيز الحمود المشيقح أنه في آخر الليل يوقظ بعضهم بعضا ويأخذون من القهوة والشاي ما سهل الله لهم ثم يخرجون إلى صلاة الفجر مع الجماعة، وبعد صلاة الفجر طالب العلم منهم يلبث في المسجد ثم يعودون إلى المجلس ليتفقدوا أمورهم وأحوالهم، فإذا انتهى المجلس وحضر عندهم
من يحضر من المشايخ وطلبة العلم كالشيخ عبد العزيز العبادي رحمه الله، وإذا ارتفعت الشمس أتوا إليهم ليأخذوا القهوة والشاي وإذا قربت القراءة على الشيخ عمر بن سليم رحمه الله في المسجد الجامع خرجوا جميعًا - الجد عبد العزيز وأولاده ومن معه، ثم جلسوا في الحلقة وقرؤوا ما سهل الله، وبعد ذلك يذهبون إلى الدكان في السوق التجارة ما عدا جدي عبد العزيز الحمود فإنه يبقى حتى تنتهي القراءة ومن في الدكان يبيعون على الناس ويقرضونهم.
ثم بعد ساعتين يذهبون إلى البيت ويتناولون الغداء ثم يرجعون إلى الدكان فإذا بقي على آذان الظهر ساعة أغلقوا الدكان واجتمعوا عند أحد "طوارفهم" لشرب القهوة والشاي ويأتيهم من يأتيهم من الجماعة والأعيان وغيرهم، فإذا أذن الظهر خرجوا إلى الصلاة، وبعد الظهر يجلسون في مجلس البيت ويوقدون النار في "الوجار" وعليه القهوة والشاي ويأتيهم من يأتيهم من الأعيان حتى صلاة العصر ثم يخرجون إلى صلاة العصر وبعد صلاة العصر يذهبون إلى التجارة وطالب العلم منهم يذهب إلى طلبه، فإذا بقي على المغرب قرابة ساعة أغلقوا الدكان وأتوا إلى البيت وتناولوا العشاء، ثم يخرجون إلى المسجد، وبعد المغرب يعودون إلى المجلس، ويذهب من يذهب منهم لطلب العلم ثم يذهبون مع الآذان إلى المسجد يكون أحدهم "مرتب" للجماعة في المسجد يقرأ على الجماعة.
وبعد صلاة العشاء الآخرة يرجعون إلى المجلس وتقام فيه قراءة وطلب علم على الشيخ عمر بن سليم رحمه الله وهكذا.
س 7: كيف ومتى توليتم القضاء؟
ج: كان عرض علي قبل القضاء عدة مرات التدريس في المعهد العلمي، وكانت تصلني خطابات ورسائل بهذا الخصوص من المشايخ ولكني أرفض لعدم تفرغي، وعدم رغبتي لأني متفرغ لطلب العلم والقراءة، حيث كنا نقرأ في اليوم قرابة إحدى عشر ساعة في اليوم.
فلما صار عام 1378 هـ فتحت المحاكم في القصيم وتنازل الشيخ عبد الله بن حميد عن القضاء في القصيم وتعذر الشيخ صالح الخريصي عن دخول المحكمة، فكان خالي عبد الله العبد العزيز المشيقح سياسيًا فأتي إلى الشيخ صالح فقال له: أدخل المحكمة كاسم، ويكون الشيخ علي البراهيم مساعد لك ويتولى عنك أمور المحكمة، فقال: إذا التزم الشيخ علي فلا مانع عندي فعند ذلك لم يسعني إلَّا الموافقة، وقلت للشيخ صالح: نعتبر المحكمة (محل) فإن كان طريقها على ما ذكر في كتاب المغني والشرح الكبير في سلك القضاء من ضبط القضايا والسجلات وأنها لضبط أحوال الناس فلا مانع لدينا، وإذا رأينا شيئًا يخالف ذلك فبالإمكان أن نعتذر عن هذا، فقال: هذا هو الصحيح، ومن ذلك الوقت توليت القضاء.
س 8: ما رأيك في ظاهرة كثرة الكتب في الساحة؟
ج: رأيي أن كثيرًا مما يطبع من الرسائل ونحوه مشغلة وتصد عن كتب أهل السنة والجماعة.
س 9: هل يستطيع الإنسان أن يوفق بين طلب العلم والتجارة؟
ج: إن طلب العلم الحقيقي لا يتفق مع التجارة كما قال بعض الأدباء من العلماء الأقدمين: لا يطلب العلم إلَّا من أغلق دكانه وخرب بستانه، لأن طلب العلم الذي هو خشية الله يملأ قلب صاحبه فلا يتسع لغيره، أما الجمع بينهما فقد كثر في عصرنا هذا، وهو في الحقيقة في غالب ما شاهدنا تعلم بدون تطبيق.
س 10: ما الفرق بين خطباء الماضي وخطباء الحاضر؟
ج: خطباء الماضي يخطبون على الوجه المقصود الذي عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وسلف هذه الأمة وهو الوعظ والتذكير بالجنة والنار وهذا الواجب، أما خطباء هذا العصر فإنهم يخطبون عن المناسبات وتكاد الخطبة لا تؤثر.