الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- الإسهام في التعريف بما تعيشه المملكة العربية السعودية من نهضة علمية وفكرية وثقافية وحضارية شاملة خصوصًا في الإنتاج الأدبي والثقافي والفكري وانتشار الكتاب وشيوع المكتبات.
- التأكيد على الحضور المثمر الفعال في شتى المناسبات الوطنية التي تعيشها بلادنا المباركة والمشاركة فيها، والعمل على تفعيلها والإفادة منها خصوصًا لشرائح المجتمع المثقفة.
- المشاركة بالقضايا الاجتماعية الآنية وطرحها للحوار والنقاش والسعي الإيجاد الحلول المناسبة لها خصوصًا ما يطرأ من إصلاحات سياسية واجتماعية تقوم بها الدولة في ظل المؤسسات الثقافية والاجتماعية.
ضيوف الثلوثية:
قال الدكتور محمد المشوح: خلال مسيرة الثلوثية التي بدأت عام 1421 هـ استضافت الثلوثية عددًا من أصحاب المعالي والفضيلة والسعادة العلماء والأدباء الذين أثروا تلك الجلسات بمزيد علمهم وفكرهم ونظرهم وتجربتهم.
بيان بأسماء وموضوعات ضيوف الثلوثية:
م
…
الضيف
…
التاريخ
…
عنوان الأمسية
1
…
معالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
…
22/ 11/ 1422 هـ
…
لقاء
2
…
الأستاذ خالد المالك رئيس تحرير جريدة الجزيرة
…
28/ 12/ 1422 هـ
…
مبادرة والأمير عبد الله
3
…
د. حسن بن فهد الهويمل
…
12/ 11/ 1423 هـ
…
تحولات النقد بين الإنتاج والإستهلال
4
…
د. عائض القرني، ود. ناصر الزهراني
…
3/ 2/ 1423 هـ
…
الدين والأدب
5
…
معالي الدكتور عبد الله بن يوسف الشبل
…
24/ 2/ 1423 هـ
…
مصادر التاريخ المحلي
6
…
معالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي
…
17/ 7/ 1423 هـ
…
سوانح وذكريات
7
…
معالي الشيخ عبد الله بن سليمان المنيع
…
9/ 8/ 1423 هـ
…
البنوك الإسلامية بين النظرية والتطبيق
8
…
د. منصور الحازمي، وأعضاء موسوعة الأدب السعودي
…
20/ 10/ 1423 هـ
…
حوار مفتوح حول الموسوعة
9
…
د. محمد بن سعد بن حسين
…
13/ 1/ 1424 هـ
…
وقفات مع الأدب السعودي
10
…
محمد بن سعد الدبل
…
20/ 1/ 1424 هـ
…
نظرات في الأدب السعودي
11
…
معالي الشيخ محمد بن عبد الله السبيل
…
4/ 11/ 1423 هـ
…
لقاء وتوجيه
12
…
الشيخ الدكتور راشد الراجح الشريف - عضو مجلس الشورى
…
19/ 7/ 1424 هـ
…
الحوار الوطني
13
…
معالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد - رئيس مجلس الشورى
…
11/ 8 /1424 هـ
…
دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب
14
…
الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الكريم العبيد - رئيس النادي الأدبي بالدمام
…
29/ 10/ 1424 هـ
…
خمسون عامًا بين العلم والأدب
15
…
معالي الشيخ محمد بن سعد الشويعر مستشار مفتي عام المملكة
…
14/ 11/ 1424 هـ
…
أحاديث وذكريات
16 .
... عبد الله بن عبدالرحيم العسيلان
…
24/ 12/ 1424 هـ
…
رحلة مع كتب التراث
17
…
الشيخ عقيل عبد العزيز العقيل
…
4/ 1/ 1425 هـ
…
العمل الخيري بين الإسهم والاهتمام
18
…
معالي الدكتور / أحمد بن محمد الضبيب - عضو مجلس الشورى
…
18/ 1/ 14245 هـ
…
المجامع اللغوية العربية
19
…
معالي الدكتور / عبد الله بن صالح العبيد - رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان
…
3/ 2/ 1425 هـ
…
الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان (الفكرة والأهداف)
20
…
د/ عبد الرحمن بن صالح العشماوي
…
1/ 3/ 1425 هـ
…
أمسية شعرية
21
…
أ/ فايز بن موسى الحربي
…
22/ 3/ 1425 هـ
…
الكتابة في الأسباب
22
…
الشيخ فهد بن عبد الرحمن الشميمري
…
29/ 3/ 1425 هـ
…
قناة المجد - خطوة على الطريق
23 .
. د. محمد الهرفي، د. مشاري النعيم، أ. محمد الأسمري
…
14/ 8/ 1425 هـ الانتخابات البلدية
24
…
أ. تركي بن عبد الله السديري
…
14/ 8/ 1425 هـ
…
هيئة الصحفيين السعوديين
25
…
د. راشد المبارك
…
7/ 1/ 1426 هـ
…
هل العقل شاهد زور؟ ؟
26
…
أعضاء مجلس البلدي المنتخبين في بلدية الرياض
…
13/ 1/ 1426 هـ
…
تكريم أعضاء المجلس البلدي المنتخبين في الرياض
ممم جدول ممم
27
…
فضيلة الشيخ/ سلمان بن فهد العودة المشرف على موقع الإسلام اليوم
…
5/ 2/ 1426 هـ
…
لقاء مفتوح
28
…
سعادة الأستاذ/ سعد البواردي
…
26/ 2/ 1426 هـ
…
هذه حياتي
29
…
معالي الأستاذ عبد الله بن علي النعيم
…
26/ 2/ 1426 هـ
…
مواقف تطوعية
30
…
معالي الشيخ الدكتور / عبد المحسن العبيكان عضو مجلس الشورى
…
9/ 4/ 1426 هـ
…
لقاء مفتوح
31
…
الشيخ محمد بن عبد الله الحميَّد رئيس نادي أبها الأدبي
…
...
33
…
الأستاذ عبدالفتاح أبو مدين رئيس نادي جدة الأدبي
…
...
وقد نظم الأستاذ الشاعر مشوح بن عبد الله المشوح شقيق الشيخ الدكتور محمد بن عبد الله المشوح صاحب (الثلوثية) قصيدة فيها ذكر أنه نظمها في 21/ 12/ 17427 هـ. بعنوان: (أنت الثلوثية):
أراكِ الليل شمسًا تحضتن القمرا
…
حتى ينير لنا من عقله الفكرا
وفي الصباح أرى عينيك أغنية
…
يشدو بها كُلُّ مَنْ قدْ غابَ أو حَضرَا
وبين كَرَّيهما أصبحتِ فاتِنَة
…
إذا رآها الوَرَى أرْخَوا لها النظرا
وسلموها من الأشواق أفئدة
…
مشبوبة بغَرام ظل مستعرا
* * * *
يا من ملأت قلوب العاشقين هويَّ
…
وصبوة، وانتشاءً يقدح السُّكُرا
وصغتِ من حبهم عقدين من ذهبٍ
…
مطرزين ليبقى الحب مزدهرا
ماذا صنعتِ بهم حتى غدوت لهم
…
روحًا إذا قابلوها قبَّلوا القّدَرا
وبسمة إن تجلت أقبلوا زمرًا
…
ترنو إليك، وتدعو بعدها زُمَرا
ورحلة كم تمنى قلبُ راكيها
…
أنْ لوْ تطول، وألا تقطعي السَّفَرا
* * * *
يا أنت يا عِشقَ مَنْ لم يعشقوا أبدًا
…
وحينَ لافوكِ ذاقوا العشقَ والسَّهَرا
وأصبحوا، ولهيبُ الشوق يحرقهم،
…
يُداعبون نسيمَ الحرفِ مبتكَرا
ويقطفون لكِ الأشعار يانعة
…
من كل لفظ ومعنى يُشبهُ الدُّرَرا
ويوقظون لكِ الأزهار في دمهم
…
حتى ترى أن رمز الحب ما اندثرا
وأن حبكِ جارٍ في عروقهموا
…
وأن عِقْدَ الوفا الماسيَّ ما انتثرا
* * * *
أنت الثلوثية الأسمى التي صَدَحَتْ
…
وأطربَتْ خلفَها عُشَّاقها الكثرا
أمضيتِ خمسة أعوام ممجدةَ
…
إذ ليس من عَلّم إلا وقد حَضَرا
وليت شعري بعد الخمس حين جرت
…
جري الرياح التي تستقبل المطرا
كم كان مجلسكِ الزاهي منار هدى
…
وواحة يلتقي في روضِها الشُّعرا
وكم سرى لكِ شيخُ واستعد فتى
…
حتى غدا يومكِ الوضاح منتظرا
فأنت غيثٌ على ساح الثقافة في
…
زمانٍ جدبٍ وقحطٍ طالما انتشرا
وأنتِ بدرٌ لأهل العلم مكتملٌ
…
وأنتِ نهرُ سنًا للطيبين جرى
أنتِ الجمالُ وفي جفنيكِ كم سهرتُ
…
روح الرياض وأهدت روحكِ العُمُرا
وشارك الشعر العامي في مدح الأستاذ الدكتور محمد بن عبد الله المشوح، فقد مدجة الشاعر سالم بن محمد بن سالم آل سالم من أسرة السالم أهل بريدة القدماء:
جفت دموعي بالغتر والمناديل
…
وصفق خفوقي والمشاعر تتله
وجبت الورق ويا القلم والمعاميل
…
وجادت أحاسيس بنظم تهله
يا بو عبد الله ودي أشعل قناديل
…
تشع باسمك في فضا الكون كله
منزلك ما بين الجدي ومطلع سهيل
…
فوق الثريا والبشر بك تدله
أنا أشهد أنك يا أبيض الوجه كالسيل
…
تبل الكبود وتكسي الأرض حله
عاملتنا بالطيب وصبحتنا هيل
…
والطيب من أصلك وشخص هل له
ملكت بأفعالك قلوب الرجاجيل
…
وفعلك لوجه الله وبذلك رضا له
عسى حياتك ما يجي دربها ميل
…
ويحفظك رب الناس من كل عله
وأنا أسأل الله منزل الفجر والليل
…
يظلنا معكم وأهلنا بظله
وصلاة ربي عد قطر الهماليل
…
على النبي المبعوث في خير مله
من سالم السالم
ومن مؤلفات الأستاذ الدكتور محمد بن عبد الله المشوح صاحب الثلوثية كتاب: (في موكب الدعوة) ضمنه المقابلات والأحاديث التي سجلها لطائفة كبيرة من العلماء في المملكة العربية السعودية، وأكثرهم لاقوا ربهم، ولذلك صار لهذه الأحاديث التي سجلوها للأخ الدكتور محمد المشوح أهمية كبيرة.
وقد قدمت لهذا الكتاب بالمقدمة التالية أنقلها هنا لأنها تشرح الهدف من تأليف كتابه، وما احتواه من معلومات قيمة، بل من علم غزير.
كتاب: في مواكب الدعوة للشيخ الدكتور محمد بن عبد الله بن إبراهيم المشوح:
أخونا وصديقنا الشيخ الدكتور محمد بن عبد الله المشوح رجل طُلَعة يتطلع إلى المعرفة العلمية في كل مكان، ويملك من اللباقة، والجرآة ومن رصيده في خدمة العلم والعلماء ما يمكنه من الحصول على ما يريده من فائدة علمية.
ومن ذلك أن عمل ما لم أرَ من عمله غيره في بلادنا قبله وهو الحصول على أحاديث من عدد من العلماء والعاملين في الحقل الإسلامي في تسجيلات جعل عنوانها (في موكب الدعوة) وأذيعت من الإذاعة السعودية - تم تنسيقها وعرضها عرضًا شيقًا في هذا الكتاب.
وقد شملت تلك التسجيلات طائفة كبيرة من العلماء، والقضاة، والفقهاء، والأصوليين والمدرسين، منهم من كان على رأس العمل أو من كان متقاعدًا إبان التسجيل.
واليوم وقد مضت سنون ليست طويلة في حساب الزمن، وإن كانت طويلة في حساب ما قد يعتري الإنسان من سهو أو نسيان نجد أن تلك الأحاديث التي أجراها
الشيخ الدكتور محمد بن عبد الله المشوح لا تقدر بثمن لأنها شيء لو لم يحصل عليه الشيخ محمد المشوح لضاع، وأفقدته العيون والأسماع.
إن أكثر الذين ترجم لهم الشيخ محمد المشوح قد لاقوا ربهم، وودعوا هذه الحياة الدنيا منذ حين، بعد أن تركوا بها آثارًا جليلة وأعمالًا تستحق أن تذكر، بل أن تؤثر.
وقد صار الناس وبخاصة من يريد أن يبحث في حيوات العلماء، ويعرف أشياء مما لم يكتب عن نشأة أحدهم وكيفية طلب العلم، وما جرى له أو عليه من أحداث، يتطلعون إلى ذلك.
ونحن نعتقد أن تاريخ العلماء الأعلام هو جزء من تاريخنا الوطني لأنهم أثروا في التاريخ وتأثروا به على تفاوت بينهم في ذلك - كما هو ظاهر.
وبلادنا على وجه العموم لم يؤرخ لرجالها البارزين التاريخ الذي يجلو أحوال علمائها، ويتحدث عن كيفية طلبهم العلم وعمن تأثروا بهم وأخذوا عنهم العلم من مشايخهم ومن أثروا بهم من تلامذتهم، وكيف كانت حالة طلبة العلم في زمنهم وذلك يبين مقدار صمودهم أمام العقبات الصعبة التي اقتحموها والشدائد التي ذللوها بصبرهم وجلدهم.
وأذكر أن شيخنا الشيخ صالح بن عبد الرحمن السكيتي رحمه الله حدثني عن طلبة العلم في الرياض فقال: عندما درست على مشايخي في القصيم تاقت نفسي للدراسة على مشايخ الرياض وبخاصة من آل الشيخ المشهورين فعزمت على السفر إلى الرياض، ولكن من أين لي النفقة التي يتمثل أصعبها في أجرة الركوب الذي لم يكن في ذلك الوقت إلَّا على الإبل، فلم يكن الناس عرفوا السيارات فضلًا عن أن يكونوا ركبوها.
قال: فاتفقت مع زميل لي على أن نسافر إلى الرياض سيرًا على الأقدام، ومعلوم أن المسافة بين بريدة والرياض تصل في ذلك الوقت إلى أربعمائة كيلومتر لأن الطريق
لم يكن يسير قاصدًا، وإنما يتعمد المرور بموارد المياه أو ببعض القرى.
قال: وبدأنا السير على أقدامنا كل متاع الرجل منا عصا له غليظة يريد أن يكافح بها حية يراها أو عقربًا يعثر بها طريقه أو كلبًا عقورًا يهاجمه.
قال: ولكن الأمن كان مستتبًا آنذاك ولله الحمد، لأن الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله كان قد وطد الأمن، وأخاف المجرمين.
قال: وأما اللباس الذي صار المسافرون في الوقت الحاضر يملأون به الحقائب، وينوعون الملابس، لم يكن إلَّا ثوبًا واحدًا نظيفًا تحته ثوب خلق غير نظيف، للنوم توفيرًا للثوب النظيف مع أننا لا نتوقع أن نلاقي صعوبة في تنظيف الثوب لأننا نحن نغسله بالماء دون صابون أو غيره.
قال: وأما مؤونة السفر فإنها تمرات في خرقة كنا نتناول حملها كل واحد يضعها تحت إبطه فترة.
فسألته عما إذا كان حملها لم يضايقهما؟
فقال: الذي يضايقنا أنها ليست ثقيلة، بمعنى أنها ليست أكثر مما هي عليه، فهي زادنا ومزادنا في أول الطريق.
قال: وسلكنا الطريق الذي يمر بناحية سدير، لأن فيه قرى، وقد نفدت التمرات التي معنا فصرنا نستضيف أهل القرى الذين نمر بهم، فكانوا جزاهم الله خيرًا يضيفوننا.
قلت: ما يضيفونكم؟
فقال: بما عندهم من طعام وأشرفه التمر، لأنه جاهز وحلو، وأكثرهم إذا وصلنا إليهم وقت تناول العشاء قدموا لنا من عشائهم الذين يكون في بعض الأحيان دويفة من الذرة وبعض الأحيان يكون قرصانًا من القمح إذا كان مضيفنا موسرًا أما اللحم فإننا كنا مثلهم نسمع به ولا نراه.
أقول: لقد طلب شيخنا الشيخ صالح السكيتي العلم في الرياض فأدرك منه ما أدرك مثلما أدرك ما أدرك في القصيم مما أهله للقضاء فتولى القضاء في ناحية المذنب ثم عين مدرسًا في المعهد العلمي في بريدة بعدما افتتح المعهد في عام 1374 هـ.
وحدثني الشيخ فهد بن عبد العزيز السعيد، قال: ذهبت لطلب العلم في الرياض وأسكنني المشايخ في مكان أسموه الرباط: (رباط دخنه)، وكان الملك عبد العزيز قد أمر بفتح مضيف وهو المكان الذي يطبخ فيه الطعام، ويقصده الجائعون، يسمي مضيف خريمس وطعامه من الأرز الخالي من الإدام، فطلبنا أن يشفع لنا أحد المشايخ لدى المسئول عن ذلك (المضيف) وكنا خمسة فوافق واستأجرنا شخصًا معروفًا الآن، بل مرموقًا من ذوي الثروات الواسعة على أن يحضر لنا عشاءنا من هذا المضيف الذي لا يطبخ إلَّا العشاء، لأن الناس لم يكونوا يعرفون أكل الطعام المطبوخ إلَّا في العشاء وأما في النهار فإنه التمر.
قال: وكانت الاتفاقية معه على أن يعطيه كل واحد منا روبية فضية واحدة في الشهر وهي عملة هندية فضية، وذلك قبل أن توجد العملة الفضية السعودية.
قال: فكان يحمل خمس أوانٍ، يجمعها في زبيل من الخوص على رأسه ويحضرها من البطحاء حيث مقر المضيف إلى دخنة بخمس روبيات في الشهر.
قال: والطعام هو أرز مطبوخ من دون إدام، وقد تصدق علينا بعض المحسنين مرة فأعطانا قليلًا من السمن كنا نضع قليلًا منه على العشاء حتى نستسيغ أكله وهضمه.
ولكن ذلك الزمن ولى وأبدلنا الله، ولله الحمد والمنة، به زمنًا، بل أزمانًا من الخصب والدعة، والسعة في الرزق.
ولو كان قيض لأولئك العلماء من يسجل أحوالهم بأصواتهم، ويطلع على خبايا أمورهم في نشأتهم وطلبهم العلم لما خفيت حالهم على أهل هذا الجيل
الذين صاروا لا يعرفون عن أحوال أجدادهم فضلًا عن أجداد أجدادهم إلَّا ما يدخل في دائرة الأساطير المشوشة.
لا شك في أن الزمن يسير، ولا ينتظر المنتظرين، وهو في سيره يمحو بعض آثار الأشخاص كما يمحو أشخاصهم من الوجود الدنيوي، ولذلك يكون من الأهمية بمكان أن قام الدكتور محمد المشوح بمغالبة الزمن للاحتفاظ ببعض ما يتعلق بأولئك العلماء مسجلا بأصواتهم.
ولكي نتمثل أهمية عمل الدكتور محمد المشوح نتصور ما كان قبل مائتي سنة أو ثلثمائة سنة من أحوال بعض العلماء، بل وحتى أحوال بعض الحكام الذين وإن كان التسجيل الصوتي غير موجود فإن التسجيل بالقلم موجود، لو أتيح لهم رجل طلعَة محب للبحث ومقدر له كالدكتور المشوح يسألهم ويكتب أحوالهم عنهم بقلمه، ويسجل كل ذلك على الورق.
لا شك في أن عمله سيكون عملًا عظيمًا، وأن التاريخ سيسجله له في سجل المآثر.
وفي زمننا مع وجود الرواتب والمخصصات وتسجيل الوظائف فإن كثيرًا من الناس يصعب عليهم الوصول لها إلَّا إذا كانت مرتبة مبوبة كما يصعب عليهم، بل يستحيل أن يجدوا فيها تسجيلات صوتية لأولئك العلماء تبين أحوالهم وتوضح شأنهم، ومن المهم أيضًا أنها تعطي إلى درجة ما فكرة عن تفكيرهم وعن ترتيب الجمل في كلامهم إلخ.
لقد عرفت أن أخانا وصديقنا الدكتور محمد المشوح كان يسافر للقاء بعض المشايخ والعلماء إلى أماكنهم في مدن المملكة، ويظل وقتًا يتحين الفرصة لبدء التسجيل معهم، وكلنا نعلم ازدحام أوقات علمائنا وكثرة الذين يحيطون بهم من مستفتين ومن طلاب حاجات، ولقاء العالم لمثل هذه الأمور أسهل من لقائه للتسجيل بصوته يذكر فيه معلومات عن ولادته ونشأته وكيفية طلبة العلم.
وهذا ظاهر.
ومع ذلك نجح الدكتور المشوح في هذا الأمر مما ذكرني بسير بعض علمائنا الأعلام من المتقدمين الذين كانوا يسافرون إلى بلاد بعيدة من أجل اللقاء بعالم من العلماء أو محدث من المحدثين ليستمعوا منه ما يريدون ويكتبون أسماء مؤلفاتهم وقد يسمعونها منه.
ومن أشهر أولئك الإمام السَّلفي الذي صنف كتابًا سماه (معجم السَّفَر) لأنه يذكر فيه أسماء العلماء الذين قابلهم وتراجمهم وبعض أشعارهم إذا كان لهم شعر أو عوالي الأسانيد التي يروونها من الحديث.
لقد بدأ الدكتور محمد المشوح هذه السلسلة الذهبية من اللقاءات مع العلماء الأعلام بالشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الذي هو عالم العلماء، ومفتي المفتين، وهو الذي طبَّقت شهرته الآفاق، ووصل الخير الذي أجراه الله على يديه للفقراء من العلماء وطلبة العلم في نواحي الأرض الأربع.
وقد رزق من طيب السمعة، وحسن الأحدوثة ما لم يرزقه أكثر العلماء، ومن القصائد التي قيلت في الثناء عليه للان مجلدات مع كراهيته للمدح، وترفعه عن استماعه.
ثم أعقب ذلك بذكر المشايخ:
- الشيخ محمد بن صالح العثيمين.
- الشيخ صالح بن علي بن غصون.
- الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام.
- الشيخ الدكتور مناع بن خليل القطان.
- الدكتور مانع بن حماد الجهني.
- الشيخ الدكتور محمد بن صالح المنصور.
- الشيخ سليمان بن عامر العامر.
- الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله الفريان.
ولم يقتصر الدكتور المشوح على ترجمات الذي قابلهم في التسجيل أو على ترجماتهم من خلال حديثهم أنفسهم، وإنما ترجم لمعظم الأعلام الذين ورد ذكرهم في الكتاب من غيرهم وذلك في هوامش الكتاب فأضاف فوائد جديدة لاسيما أن بعضهم ليست لهم ترجمات في الكتب المنشورة.
أن الدكتور محمد المشوح قد أسدي بعمله هذا يدًا عظيمة للعلم وطلابه، بل للتاريخ كله وبخاصة تاريخ العلم والعلماء.
فكان كما سيمر بنا ذلك في الكتاب يسأل العالم من أولئك العلماء عن مولده ونشأته وطلبة العلم ومشايخه، وقد يسأل عن الوظائف التي شغلها وعن رأيه في بعض القضايا العلمية، وعن بعض القضايا التي تهم المسلمين في الوقت الحاضر.
كما قد يطلب من الشيخ الذي يستضيفه في التسجيل أن يلقي نصيحة أو موعظة أو تذكيرًا للإخوة المسلمين من خلال ذلك اللقاء.
أثابه الله وجزاه عن أولئك الأعلام وعن محبي الأدب والمعرفة خيرًا.
محمد بن ناصر العبودي
الأمين العام المساعد لرابعة العالم الإسلامي
وهذه إشارات إلى ترجمة الأستاذ محمد بن عبد الله بن إبراهيم المشوح
صاحب (الثلوثية) كما كتبها:
- من مواليد 1966 م - 1386 هـ.
- بكالوريوس كلية الشريعة من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، دراسات تحضيرية في التربية وعلم النفس لمدة سنتين.
- درجة الماجستير في التشريع الإسلامي.
- ودرجة الدكتوراه بعنوان الحقوق والواجبات للمرأة في نظام العمل السعودي.
- دورة في المرافعات أمام ديوان المظالم من معهد الإدارة العامة.
- دورة في اللغة الإنجليزية.
- مستشار ومحكم معتمد من وزارة العدل.
- عضو لمؤتمر الحوار الفكري الوطني.
- عضو اتحاد المحامين العرب.
- عضو اتحاد الكتاب العرب.
- عضو لجنة المحامين في الغرفة التجارية الصناعية بالرياض.
- عملت مستشارًا شرعيًّا وقانونيًّا غير متفرغ لعدد من الجهات الحكومية والخاصة.
- عملت مستشارًا شرعيًّا في أمانة مدينة الرياض لمدة عشر سنوات.
- عضو في عددٍ من اللجان الإعلامية والشرعية في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد.
- نائب رئيس اللجنة الوطنية للمحامين في مجلس الغرفة التجارية السعودية.
- تقديم الاستشارات الشرعية والقانونية وإبداء الرأي حيال القضايا المطروحة.
- المشاركة في عدد من الجولات التفقدية لدراسة أوضاع وأحوال الأقليات والجمعيات الإسلامية في أكثر من أربعين دولة في العالم.
- شاركت في عدد من اللقاءات وحلقات النقاش والمؤتمرات القانونية في الداخل والخارج.
- شاركت في تقديم عدد من البرامج الإعلامية في الإذاعة والتلفزيون.
- خطيب جامع الأمير ممدوح بن عبد العزيز.
- كلفت بالقيام بعدد من الجولات التفقدية لعدد من المراكز والجمعيات الإسلامية في كل من: بريطانيا، الفلبين، كينيا، اثيوبيا، بلجيكا، سويسرا، ماليزيا.
- المشاركة في عدد من الملتقيات الإسلامية:
- ملتقى خادم الحرمين الشريفين للأقليات المسلمة المنعقد في أدنبرة في بريطانيا.
- ملتقى خادم الحرمين الشريفين للأقليات في دول بحر الكاريبي المنعقد في ساو باولو بالبرازيل.
- ملتقى خادم الحرمين الشريفين المنعقد في إسلام أباد في باكستان.
- المشاركة في عدد من الدورات الشرعية:
- دورة العلوم الشرعية في ألبانيا.
- دورة العلوم الشرعية في أسبانيا.
- دورة العلوم الشرعية في أوغندا.
- دورة العلوم الشرعية في إندونيسيا.
- صدر لي العديد من المؤلفات:
- "مفردات" مطبوع - 1422 هـ - وهو عبارة عن مقالات فكرية واجتماعية منوعة.
- عميد الرحالين محمد بن ناصر العبودي حياته وإسهاماته وجهوده، مطبوع 1424 هـ.
- في موكب الدعوة - مطبوع.
انتهى كلامه.
وأقول إن كتاب الأستاذ محمد المشوح (مفردات) طبع في 160 صفحة قدم له الدكتور حسن بن فهد الهويمل رئيس نادي القصيم الأدبي، والدكتور عبد الله بن عبد الرحمن الجحلان رئيس تحرير مجلة اليمامة.
ولم يذكر مكان الطبع ولا تاريخه.