المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الشيخ عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله: - معجم أسر بريدة - جـ ٢٠

[محمد بن ناصر العبودي]

فهرس الكتاب

- ‌المْشَوِّح:

- ‌ثلوثية محمد بن عبد الله المشوح - الرياض 1421 ه

- ‌ضيوف الثلوثية:

- ‌العود إلى ذكر الثلوثية:

- ‌شعراء من المشوِّح:

- ‌المِشْوط:

- ‌المْشَيطي:

- ‌عائلة المشيطي:

- ‌وثائق للمشيطي:

- ‌المشيقح:

- ‌انتقال الأسرة إلى بريدة:

- ‌أصل المشيقح:

- ‌رحيل أوائل (المشيقح) من أشيقر إلى عنيزة:

- ‌أبناء عم المشيقح:

- ‌معنى اسم (مشيقح):

- ‌شخصيات المشيقح:

- ‌حمود بن مشيقح الأول:

- ‌أنموذج من مداينات حمود بن مشيقح الأول:

- ‌عبد الله بن مشيقح الأول

- ‌نهاية الكلام على عبد الله بن مشيقح الأول:

- ‌إبراهيم بن عبد الله بن مشيقح (الأول)

- ‌سليمان بن علي المشيقح

- ‌عبد العزيز بن حمود المشيقح:

- ‌وطالب العلم:

- ‌كثرة أمتلاك العقارات:

- ‌رسائل إلى عبد العزيز بن حمود المشيقح:

- ‌الشيخ عبد العزيز الحمود المشيقح:

- ‌دائن يتنازل عن دينه:

- ‌وصية الشيخ عبد العزيز بن حمود المشيقح:

- ‌المشيقح وطلبة العلم:

- ‌ مسجد المشيقح

- ‌عبد الله بن عبد العزيز بن مشيقح:

- ‌أنموذج من خط الشيخ عبد الله بن عبد العزيز المشيقح:

- ‌ذكر شيء من نباهة المترجم وسياسته:

- ‌ترجمة الشيخ عبد الله بن مشيقح بقلم ابنه:

- ‌الشيخ عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله:

- ‌حمود بن عبد العزيز بن مشيقح

- ‌حديث صحفي:

- ‌كفرنا بك وآمنا بالله:

- ‌متوكل على الله في الأرض والسماء:

- ‌الحمار والسيارة:

- ‌ما من علم:

- ‌دقائق حاسمة:

- ‌مع روزفلت:

- ‌الجهاد والمالية:

- ‌المكائن:

- ‌البرقية والقرش والريال:

- ‌خاتمة:

- ‌كتاب عن حمود بن عبد العزيز المشيقح:

- ‌صالح بن عبد العزيز بن حمود المشيقح

- ‌الشيخ صالح بن عبد العزيز:

- ‌لقاء مع الشيخ علي بن إبراهيم المشيقح:

- ‌لقاء مع فضيلة الشيخ علي بن إبراهيم المشيقح:

- ‌وفاة الشيخ علي بن إبراهيم المشيقح:

- ‌الشيخ المشيقح إلى رحمة الله:

- ‌محمد بن عبد العزيز بن حمود بن مشيقح:

- ‌عميد أسرة المشيقح إلى رحمة الله:

- ‌(الشيخ المشيقح، نجم أنطفأ من سماء بريدة)

- ‌(الشيخ محمد المشيقح كما عرفته عابدا زاهدا)

- ‌تأثير المال والجاه:

- ‌جوار المشيقح:

- ‌شعراء من المشيقح:

- ‌قصيدة في آل مشيقح:

- ‌المؤلفون من أسرة المشيقح:

- ‌أئمة المساجد من المشيقح:

- ‌علي بن عبد الله بن عبد العزيز المشيقح:

- ‌سليمان بن حمود بن عبد العزيز المشيقح:

- ‌ حلق العلم

- ‌محمد بن عبد العزيز بن حمود المشيقح:

- ‌المصارع:

- ‌المْصَلَّط:

- ‌المصيطير:

- ‌المِضْحي:

- ‌المْضرِس:

- ‌المْضَيَّان:

- ‌معلومة:

- ‌الشيخ عثمان بن حمد بن مضيان:

- ‌الشيخ عثمان المضيان:

- ‌الشيخ عبد العزيز المضيان:

- ‌رحلة العلم الشريف:

- ‌ترجمة الشيخ عبد العزيز بن محمد المضيان:

- ‌وثائق للمضيان:

- ‌وثائق تتعلق بالمضيان:

- ‌إحسان عبد الله بن مضيان من أهالي بريدة:

- ‌كرم وإحسان شامل:

- ‌المُطْرِفي:

- ‌المُطْلَق:

- ‌المرثية:

- ‌وثائق المطلق:

- ‌ المطلق

- ‌ المطلق

- ‌ المطلق

- ‌المْطَلِّق:

- ‌المْطَوَّع:

- ‌وثائق المطوع:

- ‌الشيخ محمد بن صالح بن سليمان المطوع:

- ‌محمد الصالح المطوع من بريدة:

- ‌ المطوع

- ‌المطوع:

- ‌المطوع:

- ‌المطيري:

- ‌المطيويع:

- ‌أحد المكرمين في مهرجان بريدة الترويحي:

- ‌الشبكة ريحت الناس:

- ‌بئر العزيزية:

- ‌عين الجردة:

- ‌آبار في الخضر:

- ‌منيرة المطيويع في ذمة الله:

- ‌المْطَيِّع:

- ‌المظهور:

- ‌المعارك:

- ‌أسرة المعارك:

- ‌الشيخ عثمان بن الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن معارك:

- ‌عثمان بن عبد الله بن معارك من بريدة:

- ‌معالم الدار:

- ‌المربي الشيخ عبد الله البراهيم المعارك:

- ‌نساء شهيرات من آل معارك:

- ‌وثائق المعارك:

- ‌أئمة مسجد:

- ‌المعْتَق:

- ‌قصة والدي مع سعفاء ذلوله الغالية:

- ‌شعراء من المعتق:

- ‌وصية علي بن محمد بن معتق:

- ‌المِعْتق:

- ‌المْعَثَم:

- ‌المِعْجل:

- ‌المعلى:

- ‌المعيلي:

- ‌المعيوف:

- ‌المْعَيِّي:

- ‌المْغَيْص:

الفصل: ‌الشيخ عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله:

يتفقد الجماعة في العدد، وقد فكرنا فلم نجد سواك ففرح بذلك الرجل وتلقى ذلك العمل برحابة صدر وسرور فرحًا بهذه الثقة فكان أول من يدخل المسجد ويأتي قبل الآذان يوقد السرج ويهيئ موضع الصلاة حتى كان أعظم المبادرين للصلاة، ومن سياسته أنه يذهب إلى المدينين لهم بنفسه فيدرك ما تيسر (1).

‌ترجمة الشيخ عبد الله بن مشيقح بقلم ابنه:

قبل الانتهاء من ترجمة الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن حمود المشيقح وقعت على ترجمة له كتبها ابنه البارز الدكتور عبد الرحمن عضو مجلس الشورى في المملكة فرأيت نقل المهم منها هنا.

قال:

‌الشيخ عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله:

ولادته ونشأته:

ولد عبد الله بن عبد العزيز بن حمود المشيقح في مدينة بريدة ونشأ في بيت والده نشأة حسنة فكان تقيًا صالحًا، ولازم والده منذ صغره في البيت والمسجد، واشتغل بجانب والده في التجارة، وكان والده يعتمد عليه بتولي أعماله، وهو في سن مبكرة، والدته هي نورة بنت رشيد العبد الله المشيقح وخاله هو محمد بن رشيد العبد الله المشيقح

طلبه للعلم:

جاء في تذكرة أول النهى والعرفان "أن والده أدخله إحدى المدارس الأهلية عند مؤدب يتعلم القرآن والكتابة، وله من العمر ثمان سنوات، وكان ذكيًّا حفظ القرآن الكريم وحسن خطه ولازم والده منذ صغره في البيت

(1) تذكرة أول النهى والعرفان، ج 6، ص 184 - 186 (الطبعة الثانية).

ص: 230

والمسجد وعند القراءة في مجالس الذكر وحينما بلغ عمره العشرين أخذ في طلب العلم على الشيخ عمر بن محمد بن سليم وأخذ عنه تفسير القرآن وعلم التوحيد والفقه والفرائض والنحو التاريخ، كما أخذ عن الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم ودرس عليه في الصحاح والسنن كما درس على الشيخ عبد العزيز العبادي وكان مولعًا باستماع القراءة في البيت والمسجد في الكتب الدينية والتاريخ وغيرها طيلة حياته وعنده قوة ذاكرة".

وفي كتاب الشيخ صالح العمري علماء آل سليم جاء "أنه تعلم القراءة والكتابة أجادهما وكان يعمل مع والده في التجارة، ولكن ذلك لم يمنعه من تلقي العلم ومجالسة العلماء والأخذ عنهم في جميع أوقات جلساتهم، وكان والده عبد العزيز أغنى أهل زمانه في بريدة وربما في سائر بلدان نجد، ومع ذلك كله فقد كان نشاطه نشاط أولاده العلمي والديني واسعًا".

ويقول الشيخ إبراهيم بن عبيد" "لقد تأثر بحب العلم والعلماء وحب الخير وأهله ومناصرة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فكان يؤيدهم ويساعدهم ويقف في صفهم".

إخوانه وأخواته:

له ستة إخوان وثلاث أخوات.

وهم: صالح وحمود ومحمد وعبد الرحمن وعبد المحسن، وإبراهيم، ولولوة وحصة رحمهم الله جميعًا) ونورة (بارك الله فيها).

أولاده وبناته:

له أربعة عشر من الأبناء وست بنات: رحم الله الميتين وبارك في أعمار الأحياء.

مرتبين حسب السن وهم: سليمان رحمه الله، ومحمد، وإبراهيم رحمه الله وعبد الكريم، وعلي وفهد رحمه الله، وأحمد، وعبد الرحمن، وناصر،

ص: 231

وعبد العزيز، وصالح، وعبد القادر، وعبد الواحد، وعبد الغني، ونورة (رحمها الله) وهيلة، وحصة، وفاطمة، وبدرية ولولوة.

زوجاته:

كان له أربع زوجات وهن:

حصة بنت جاسر بن إبراهيم الجاسر (رحمها الله).

لولوة بنت محمد الضويان، توفيت عام 1388 هـ.

ثاقبة بنت مبارك بن ناصر المبيريك رحمه الله.

منيرة بنت سليمان بن محمد العمري (بارك الله في عمرها).

صفاته البدنية:

متوسط الطول كما أن بقية جسمه في عرض بين كتفيه وأطرافه ووزن جسمه إلى التوسط ولون بشرته يميل إلى البياض، وشعر لحيته في حجم قبضة اليد.

كف بصره في كبره بدرجة كبيرة فصار يستخدم النظارات والعصا، صحته العامة جيدة إلى قبل مرضه الأخير بقليل، بشوش مشرق الوجه.

مظهره العام:

كان رحمه الله يعني بنظافة جسمه وتصفيف شعر لحيته وتقليم أظافره والسواك والتطيب، كما كان يعتني بمظهره العام فله ملابس للبيت وملابس المقابلة الناس، ولديه عدة مشالح بعضها فاخر جدا يلبسه لمقابلة الأمراء والمشائخ والمناسبات.

برنامجه اليومي:

للشيخ عبد الله بن عبد العزيز المشيقح برنامج يومي حافل نوجزه فيما يلي:

ص: 232

يستيقظ قبل صلاة الفجر بوقت يقدر بأكثر من الساعة يتعبد فيه ويتلو القرآن بعد ذلك يبدأ في إيقاظ النائمين من أبنائه وأبناء إخوانه كما ذكر الشيخ إبراهيم بن عبيد "يربي أبناء الأسرة ويامرهم بالصلاة ويوقظهم لها ليلًا ونهارًا مع كثرتهم وسعة بيتهم، وتعدد محلاتهم"، ثم يتجمعون قبل صلاة الفجر لتناول القهوة والشاي وتفقدهم حيث يذهبون جميعًا إلى المسجد، وبعد صلاة الفجر يجلس في المسجد في أغلب الأحيان إلى طلوع الشمس وقد ينام قليلًا بعد خروجه من المسجد.

لم يكن هناك وجبة فطور معينة وليست رئيسية في ذلك الوقت فيكون الرطب في فصل الصيف والحنيني والقشد والعصيد وقت الشتاء، يذهب الشيخ عبد الله مع إخوانه إلى الدكان وهو أشبه ما يكون بمكتب ليس فيه بضائع لكن فيه دفاتر وأوراق، ويأتي الناس للسلام والمشورة في مختلف الأمور.

يذهب الشيخ عبد الله إلى الغداء مع إخوانه في المنزل قبل الظهر بساعة وقد يكون هناك قيلولة قصيرة في فصل الصيف، يكون التجمع للقهوة مستمرًا طوال فترة الظهر وعادة ما يقدم الرُطب مع القهوة وُيسمى الهجور يكون جلسة في الدكان بعد صلاة العصر ثم وجبة العشاء في المنزل الساعة الحادية عشر والسدس (أي الحادية عشر وعشر دقائق) بالتوقيت الغروبي حيث تغرب الشمس يوميًا عند الساعة الثانية عشر يتخلل هذا البرنامج اليومي زيارات إلى كبار السن من المشائخ والأقارب، رجالًا ونساءً وكذلك زيارات من الأقارب رجالًا ونساءًا وصغارًا وكبارًا للسلام على والد الجميع، كما يتخلله شؤون الأهل وإجابة كل على مسألته.

بعد المغرب ليست جلسة رئيسية فقد يجلس في المسجد يستمع إلى القراءة وقد يجلس في مجلس الرجال مع الإخوان وخاصة أخيه حمود الذي

ص: 233

يكون موجودًا في المجلس بعد المغرب، وقد يذهب الشيخ عبد الله للراحة قليلًا، يتخلل هذا البرنامج تفاصيل عديدة وتغيرات حسب الليالي والأيام.

بعد صلاة العشاء الآخرة تكون الجلسة المعروفة للجميع والتي يحضرها الشيخ عبد الله مع إخوانه وبعض أبنائهم ومن يأتي من الضيوف من خارج الأسرة من أجل السلام والاستماع إلى القراءة التي استمرت من عهد والدهم عبد العزيز المشيقح إلى اليوم يقرأ فيها بالتفسير أو السيرة النبوية وسير الصحابة والتابعين، وبعد الانتهاء من القراءة يقدم ما تيسر من الخضار والفواكه أو الأكلات التي تتوفر حسب فصول السنة والمواسم وينتهي المجلس في الغالب قبل الساعة الرابعة بالتوقيت الغروبي أي بعد صلاة العشاء الآخرة بساعتين حيث يكون الانتهاء من صلاة العشاء هو الساعة الثانية بالتوقيت الغروبي وهكذا ينتهي البرنامج اليومي باختصار.

ويقول الشيخ عبد الكريم المشيقح لمجلة صلة: "كان عارفًا حاذقًا بأعمال التجارة حسن الأخلاق والسماحة في التعامل مع الناس ويبذل جهده وجاهه في الإصلاح بينهم، والشفاعة لهم عند الأمراء لمن حصل منه ما يستوجب ذلك، كان رحمه الله يتمتع بذكاء وحكمة وبشاشة وسياسة وحسن منطق، لا تمل مجلسه وحديثه سريع البديهة تسعفه الذاكرة في ضرب الأمثال والأوصاف المرحة".

ويقول الشيخ إبراهيم بن عبيد: "أنه كان يتمتع بالأخلاق الفاضلة ولأسيرة الحميدة مع أدب جم وسعة رأي، باسم الوجه مقنعًا بحديثه، سريع البديهة، محترم الشخصية بارًا بوالديه ولاسيما لما أسن والده فإنه يجلس بين يديه متواضعًا متقيدًا بتوجيهاته خاضعًا لأوامره، وكان موفقًا لحل المشاكل وإنهاء الخصومات إذا وجهت إليه وفيه سياسة حتى إنه يسحر السامع في كلامه وكان وجيهًا عند الأمراء والحكام والقضاة وترجع الأمة إلى رأيه ومشورته

ص: 234

ويستأنسون برأيه ويقربون مجلسه لما يعرفون من نصحه وإخلاصه، وكان إلى ذلك صاحب عبادة وله حظ من قيام الليل ومحسنًا إلى الفقراء والمساكين ويعطف على المستضعفين ويصل رحمه ويؤثر على نفسه في أمر أسرته مما يجعلهم يميلون إليه ويقدرونه ويحترمونه ويربي أبناء الأسرة ويأمرهم بالصلاة ويوقظهم لها ليلًا ونهارًا مع كثرتهم وسعة بيتهم وتعدد محلاتهم، فرغم لين جانبه وتواضعه الشديد كان مهيب الجانب.

دوره في المجتمع:

يقول الشيخ إسماعيل بن عتيق في كتابه أعلام علماء عايشتهم: "عبد الله المشيقح أحد أعيان الجماعة وهم مجموعة من كبار السن وأعيان أهل بريدة هم أصحاب الكلمة والقائلون في البلد فلا مناص ولا خروج لأحد عن رأيهم يرأس هذه الفئة عبد الله بن عبد العزيز المشيقح فهو الذي يحمل صفة العلم والتجارة وهو المبدع في بيانه المفصح في كلامه صاحب الرأي والمشورة".

ويقول الشيخ إبراهيم المعارك في كتابه أعلام القصيم: "كان يصلح بين الناس ويحل مشاكلهم ويخلص الناس من السجون بجاهه وماله فقد كان الأمراء والقضاء ورؤساء الدوائر يجلونه ويحترمونه".

علاقته بولاة الأمر:

يذكر الشيخ عبد الكريم بن عبد الله المشيقح لمجلة صلة فيقول: "عاش الوالد عبد الله ربيع عمره في ظل القلاقل والفتن الساخنة في جميع بلاد نجد حاضرها وباديتها بجانب والده يشد أزره وينوب عنه في بعض الأمور والمقابلات لجلالة الملك عبد العزيز وسمو ولي عهده وأصحاب السمو الأمراء ومنهم الذين تعاقبوا على أمراء على منطقة القصيم وقد أثنى عليه الملك عبد العزيز في مجلسه بالقصر الملكي في مكة المكرمة (المعروف بقصر

ص: 235

السقاف) بحضور حشد كبير من أهل نجد والحجاز وذلك في عام 1363 هـ قال فيه: "إن التاجر الذي بلغني عنه بأنه يؤدي زكاة ماله كل سنة هو عبد العزيز بن مشيقح في بريدة وابنه عبد الله رجل سلفي"، يروي لنا هذا الكلام فضيلة قاضي الدمام سابقًا الشيخ عبد الله بن عودة السعوي الذي تولى مناصب مهمة في سلك القضاء ثم رئيسًا لتعليم البنات حيث كانوا من الحاضرين في مجلس الملك عبد العزيز.

كما يذكر الشيخ عبد الكريم فيقول: "أثناء زيارة جلالة الملك عبد العزيز القصيم اجتمع به الوالد عبد الله في المخيم الملكي الخاص بشمالي بريدة وكان عنده سمو الأمير سعود بن محمد الكبير يداعبه الملك ويمزح معه ويلتفت على الوالد وش تقول يا عبد الله فأطلق الوالد وصفًا يناسب كلامهما المرح فضحك الملك معجبًا وقال أذكر الله يا عبد الله، والملك يعلم أنه ليس بعيان من الأوصاف وضرب الأمثال عنده نوع من المداعبة المجردة من الحسد".

كما يذكر الشيخ علي بن عبد الله المشيقح بأنه عند زيارة الملك عبد العزيز إلى بريدة عام 1366 هـ دخل الوالد عبد الله بن مشيقح قصر الإمارة وكان في المجلس الأمير محمد بن عبد العزيز والأمير عبد الله الفيصل الفرحان أمير القصيم، وكان النقاش يدور حول الحافظ ابن كثير المفسر والمؤرخ هل هو حنبلي أو شافعي المذهب فبدخوله قالوا هذا عبد الله نسأله فأجابهم بأن ابن كثير شافعي يميل إلى الحنابلة.

لقد كان الأمراء والقضاة ورؤساء الدوائر يجلونه ويحترمونه، وكان كثيرًا ما يطلق الناس من السجون بجاهه وماله، وكان يحل مشاكل الناس فيما بينهم وبين الجهات الرسمية كالإمارة والقضاة والبلدية وهيئات النظر.

ص: 236

لقد كان يقوم بقراءة الكتب الواردة من الملك عبد العزيز على الناس وقت الحروب التوجيه الشعب وإبلاغه الأوامر الرسمية فكان الأمراء والحكام والقضاة يستأنسون برأيه ويقربون مجلسه لما يعرفون من نصحه وإخلاصه ورجاحة رأيه ويرجعون إلى رأيه ومشورته.

وقال الشيخ إسماعيل بن عتيق:

أعيان الجماعة يدعون (الجماعة) وهم مجموعة من كبار السن وأعيان أهل بريدة هم أصحاب الكلمة والقائلون في البلد رأيهم فلا مناص ولا خروج الأحد عن رأيهم، يرأس هذه الفئة عبد الله بن عبد العزيز بن حمود المشيقح، فهو المسن فيهم، وهو ابن الوجيه عبد العزيز الحمود المشيقح، وهو الذي يحمل صفة العلم والتجارة وهو المبدع في بيانه المفصح في كلامه، صاحب الرأي والمشورة، حصل شوشرة من الشباب في عام 1376 هـ فأحاطوا بالقصر في عهد الأمير ابن بتال، فكانت أزمة شبابية كادت أن تحصد رؤوسهم غير أن الجماعة وفي مقدمتهم عبد الله المشيقح عالجوا الموضوع بما يستحق حين التقوا بالملك سعود، وأوضحوا له الواقع من طيش الشباب، وعدم رؤية الأمر فانحلت الأزمة وانتهت المشكلة.

زار الملك سعود بريدة في جولاته التفقدية فكان أول بيت يدخله هو بيت المشيقح فدعى عبد الله المشيقح وأسرته الملك سعود على قهوة تكون في النخل غرب بريدة (الموطأ) فاستجاب الملك سعود للدعوة، وحضر بعد العصر وكنت يومها في بريدة قد حضرت زيارة الملك سعود في بيت المشيقح، كما كنت معهم في الاحتفاء بالملك سعود في النخل (المعروف بالغاف) وعندما استقر الملك سعود وهو يتحدث بكل انبساط ويسأل عن أسماء النخيل وعن أعمارها،

ص: 237

كأني به يرفع رأسه إلى طول النخلة فتكاثر مجئ الناس عليه، وكان الملك سعود يتعجب من كثرتهم، فكان الملك يتحدث إلى من بجانبه، وعبد الله ابن مشيقح يسمع كلام الملك فقال عبد الله:(جراد على عين شمس) أي أن الملك أشبه بالشمس والجراد يحوم حولها، فقال الملك سعود: حسبي الله عليك يا ابن مشيقح، قل ما شاء الله، فقال عبد الله: ما شاء الله أكل طويل العمر تمرة والتمر عادة لا يتأتى إليه للأحوس فلا يتسمم، فقال الملك سعود، هذه أخرى. انتهى.

في عام 1384 هـ قام الوالد بزيارة إلى الملك فيصل رحمهما الله وبعد السلام قال الملك فيصل: أينا أكبر يا عبد الله؟ قال الوالد: عبد الله أنت أكبر مني يا طويل العمر وأنا أسن منك.

إمامته للمسجد:

جاء في كتاب تاريخ مساجد بريدة القديمة وتراجم أئمتها للدكتور عبد الله بن محمد الرميان بأن الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن حمود المشيقح تولى إمامة مسجد المشيقح بعد وفاة الشيخ محمد العجاجي سنة 1344 هـ واستمر فيه قرابة خمسين سنة حيث بقي في الإمامة حتى وفاته سنة 1391 هـ.

وجاء في تذكرة أولي النهى والعرفان: ولما أن كان صوته جهوريًا صدق عليه اسم البلبل المغرد ذلك لما كان حسن الصوت جهوريًا مرتلًا محبرًا فهو وحيد زمانه في علو الصوت ولاسيما ليالي الختم في شهر رمضان فإن المسجد يمتلئ بالمصلين رجالًا ونساءًا ويختصونه لقراءة الكتب الواردة من الملك عبد العزيز في وقت الحروب التوجيه الشعب وإبلاغه الأوامر الرسمية فكان صوته يسمع من مسافة بعيدة.

ص: 238

وقال الشيخ إبراهيم بن عبيد: "لقد كان أول من يدخل المسجد ويأتي قبل الآذان يوقد السرج ويهئ موضع الصلاة حتى كان أعظم المبادرين للصلاة".

وفاته:

عندما علم الملك فيصل رحمه الله بمرضه بعث له طائرة خاصة أقلته إلى الرياض وأدخل المستشفى وكان موضع العناية والرعاية فبقي فترة في الرياض حيث توفي في المستشفي ودفن في مقبرة المطا بمدينة بريدة عن عمر يقدر بواحد وثمانين عامًا.

ويذكر الشيخ إبراهيم بن عبيد: "أنه توفي في الساعة الخامسة والنصف بالتوقيت الغروبي من ليلة الثلاثاء الموافق 25 من ذي القعدة عام 1391 هـ فنقل جثمانه إلى مدينة بريدة ليسهل زيارته على كل من أهله ومحبيه، وصلي عليه بعد صلاة الظهر بالجامع الكبير في بريدة.

ويقول إبراهيم المعارك: "بوفاته فقدت بريدة رجلًا من الرجال الصالحين وممن عملوا على رفعة وطنهم يرحمه الله".

ص: 239