الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رسائل إلى عبد العزيز بن حمود المشيقح:
وهذه بعض الرسائل التي أرسلها الملك عبد العزيز آل سعود إلى عبد العزيز بن حمود المشيقح نثبت هنا منها ما يصلح أن يكون أنموذجًا، أما من يريد الاستقصاء مما لا يحتمله كتابنا هذا فإنه يمكنه أن يبحث في مظانه.
فهذه رسالة مؤرخة في 3/ 4/ 1355 هـ. ولا حاجة إلى نقلها بل ولا التعليق عليها لأنها واضحة.
وهذه رسالة أخرى قد طمس سوء الخط أو سوء التصوير على تاريخها وسوف أحاول أن أجد نسخة منها واضحة فيما بعد وأثبتها هنا بإذن الله.
وليست هذه الرسالة وحيدة في سوء حفظها، وإنما هناك في رسالة أخرى مثلها والسبب في ذلك أن الناس لم يكونوا يتصورون أن تكون لمثل هذه الرسائل أهمية فيما يأتي من زمانهم.
فعلاقة ابن مشيقح بالملك عبد العزيز كانت معروفة للجميع وربما لا يحتاج أحد من ذلك الوقت إلى أن يعرَّف بها.
لاسيما أن (آل مشيقح) كانوا من المناصرين للمشايخ آل سليم وآل الشيخ الذي هم بطبيعتهم مع آل سعود في الإتجاه العلمي الإسلامي وإن لم يشتهروا بذلك مثلما اشتهر به المشايخ العلماء لأن (المشيقح) قد غلبت عليهم صنعة التجارة المربوطة بالزعامة السياسية أكثر من المظهر العلمي في أذهان الناس.
وهذه رسالة من ولي العهد في البلاد وهو الأمير سعود بن عبد العزيز الذي صار ملكًا على المملكة بعد وفاة والده الملك عبد العزيز رحمه الله.
ولكن الملك عبد العزيز كان قد أهل ابنه وولي عهده الملك سعود قبل أن يتولى الملك لتحمل المسؤولية ولمشاركة الوالد الإهتمام بشؤون البلاد.
لذلك صارت للرسائل التي يبعث بها الآخرين أهمية الرسائل التي كان يبعث بها والده في القديم أو قريبًا من ذلك، وهي واضحة لأنها مكتوبة على الآلة الكاتبة.
وقد اتبعها ولي العهد بملحق في ورقة ثانية رغم اتساع المجال في الكتاب الأساسي لبيان أن الكتاب الأساسي مهم لدرجة لا يكون معه في ورقته غيره.
وهذه رسالة أخرى من ولي العهد الأمير سعود (الملك بعد ذلك) إلى عبد العزيز بن حمود المشيقح مؤرخة في 20 شوال من عام 1347 هـ وهي مبسوطة لأنه تحدث فيها إليه عن موضوع خروج الأعراب المتدينين الذين يسمون الإخوان على الملك عبد العزيز، ويخبره بوقعة السبلة وانتصار الملك عبد العزيز وجنوده فيها عليهم.
وهذه رسالة أخرى من ولي العهد الأمير سعود بن عبد العزيز إلى عبد العزيز الحمود المشيقح:
ورسالة من الأمير عبد العزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود مشتركة مرسلة إلى فهد آل علي الرشودي وعبد العزيز الحمود المشيقح بتاريخ 30 محرم سنة 1367 هـ:
وهذا أنموذج من الرسائل التي كان (ابن مشيقح) يبعث بها إلى الملك عبد العزيز مكتوبًا بخط اليد كالعادة:
ونتبع ذلك بملحق لكتاب مرسل من الزعيمين فهد العلي الرشودي وعبد العزيز بن حمود المشيقح إلى الملك عبد العزيز آل سعود وهما يمثلان جماعة أهل بريدة فيما يتعلق بما جاء في الكتاب.
وهو مكتوب بالخط نفسه الذي كتبت به رسالة ابن مشيقح السابقة المؤرخة في 22 رمضان عام 1347 هـ مما يدل على أن كاتبها واحد.
والكتاب المشترك أو هو الملحق بالكتاب فيه أشياء مهمة ولكن قد يصعب على بعض القراء قراءته وفهم معانيه لأنه مكتوب بخط اليد، ولأن به من المعاني والمصطلحات ما يصعب على القارئ المعتاد فهمه، لذلك رأيت أن أنقله إلى حروف الطباعة ثم أتكلم على ما يحتاج فيه إلى الكلام.
بسم الله الرحمن الرحيم، لاحق خير إن شاء الله.
بعد، أدام الله وجودك، ورد على الجماعة مكتوبك ها الأيام، وفيه أنك ملحقنا مشروه من طرف أخبار ابن رشيد يوم وردت، ولك علينا الشره ولكن يا
بو تركي نبدي لك بعض الحال أن الأمير فهد ابن معمر الله يسلمه من نكوفكم العام وهو متغيرة أطباعه والجماعة صاغرين في عينه الله أيهدينا وإياه، والجماعة فيما مضى ما لهم لزوم ولله الحمد فيوم صار كون ابن رشيد والطروش الذي جوكم منه ما راجع الجماعة لا في قليل ولا في كثير والمذكور الله يسلمه مستبد ولا له التفات ونحن ما قصدنا بيان حاله نميمة ولا هوب رخيص علينا فلكن الإنسان يعجب بنفسه إذا دبر دبرة.
وجيناه أو وريناه أن الأمر خلاف رأيه عمد على رأيه وفعل نرجو أن الله يهدينا وإياه.
والناس يا طويل العمر صاروا من مناصيبك وأنت مشركهم بالرأي، وأيضًا واجب عليهم النصح للولاية لأن ما لهم صلاح عاجل وأجل إلا بالنصح لها باطن وظاهر لأنه فرض عين.
وحنا أشكل علينا في آخر الأمر فعل فهد ومنها السبب قصرنا أنفسنا والأمر ولله الحمد ما حدث الا الخير، وأيضًا المكاتيب الذي تصدر منكم لنا ومنا لجنابكم تجي مفتوحة ولا تخفاكم الحال وإلَّا ندري ولله الحمد أن كل خير مدرك منك وأن القصور يجي من غيرك.
بعده، سلمك الله يوم اركب ابن معمر لكم بخبر الكون اقتضى نظره ومنع الناس عن المحدار للكويت وعن العربان وجيناه وقلنا له المنع ولله الحمد ما له موجب لأن المسلمين ولله الحمد في سعة والعدو إن شاء الله هو المحصور.
الموجب يا طويل العمر ما تخفاك أحوال أهل القصيم وكثرة أسبابهم ونشباتهم مع أهل الكويت والعراق وجملة حلالهم مع العربان ومصالحهم ظاهرة للمسلمين.
وأيضًا الوارد عن الدَّيَر أكثر من الرايح، وثانيًا ما فيها محاذرة على الولاية، فلكن لابد من بعض المقاصد، بعدما هرجنا عليه أرخص لأهل الكويت حال التاريخ وهم منحدرين وظاهر منه أن منعه يبي يستمر إلا في أمر يجيه
منكم وأنتم أعلم منه بمصالح الناس والأمر لمن له الأمر.
وفي يوم تاريخه طب علينا من الجبل ناس من الجماعة جماميل يذكرون ابن رشيد ابديرته والعربان الفرم وابن مضيان وجملة الحروب والحسين من شمر على العدوه، ومنحصرين ومتحيرين عقب نبة ابن معمر عليهم وعقب نكوفة ابن رشيد ما ظهر للناس امنه شيء وغيبه عنده الله يذله وينصر عليه ويعلي كلمته.
كذلك سلمكم الله ها الأيام اشترى ابن مقبل رجال من جماعتنا ذلول بمئة وعشرة من رجَّال جلبها من أهل عنيزة حرج عليها بالسوق واشتراه ابن مقبل وشريك له بحضرة من الجماعة وهو حضري ما برق فيه المشتري ثم بعد ذلك عرفها عليهم القرعاوي راعي عنيزة وقال مسروقة لي من البدائع واستلحقهم ابن معمر وأخذ الذلول عطاه القرعاوي واطلبوه يمشي لهم السلم نصف السلفة الذي أنت امشي لأهل نجد وعيا.
وقلنا له مش لهم السَّلم هذي مسئلة مجريها عبد العزيز لأهل نجد وذولي فقراء بذمتك، وعيا عذره يقول وراهم ما اعرفوه وحلفوا له اننا ما نعرفه الموجب أنه حضري ولا قبل وفلسهم منها وسلمها القرعاوي وقلنا له ما تبري ذممنا لما نعرف الإمام وقال عرفوه واستحبينا نعرفك أن سَلْم هالفقرا من سَلْم المسلمين.
وقلنا له تراك إذا مشيت لهم نصف السلفة الذي أجروا الشيوخ فيها سبب عقلان للجميع يحرص القرعاوي على دورة راعي عنيزة السارق لكن عيا إلا أن القرعاوي يأخذ، وهم يفلسون، هذا لزم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
22 ذي سنة 1337 هـ فهد العلي الرشودي - عبد العزيز الحمود ابن مشيقح.
وكان إلى ذلك مع الوجيه الزعيم فهد بن علي الرشودي وأخيه إبراهيم كبار جماعة أهل بريدة الكبار ولا رابع لهم، فكانوا ينظرون في شئون البلاد ويطلبون من الملك عبد العزيز ما تحتاج إليه البلاد ويخاطبون أمير بريدة بذلك، وأمير بريدة ينظر إلى ما يقولونه بعين الاعتبار لأنه يعرف منزلتهم عند الملك
ويعرف وقع ما يقولونه عنده.
وكان الملك عبد العزيز يخاطبهم بذلك نيابة عن أهل بريدة أي لا يخاطب غيرهم في الأمور العامة التي تخص البلاد.
وإذا خالف أحد من الأمراء ذلك شكوه إلى الملك عبد العزيز فأصدر أمره بما يلزم إليه، أو عزله واستبدل به غيره أميرًا في بريدة.
لقد ذكرت في ترجمة (الرشودي) كيف كان الملك عبد العزيز آل سعود يخاطب جماعة أهل بريدة في عهد تأسيس المملكة فكانت رسائله تأتي باسم فهد بن علي الرشودي مع عبد العزيز بن مشيقح أو باسم فهد العلي وأخيه إبراهيم وعبد العزيز الحمود المشيقح، وقد يرسل رسالة أو رسائل باسم عبد العزيز بن حمود المشيقح وحده.
ونقول هنا: إن رسالة جاءت من الملك عبد العزيز آل سعود باسم أمير بريدة آنذاك عبد العزيز بن مساعد وكافة جماعة أهل بريدة من غير تعيين أحد منهم.
وذلك لكونها تتحدث عن تأسيس شركة لاستخراج النفط والغاز وتسويقه ويطلب من الناس في بريدة أن يسهموا بشركة تحت التأسيس لهذا الأمر.
والغريب العجيب أن الملك عبد العزيز يتكلم في رسالته على تأسيس الشركة وإسهامهما والأمل المنتظر من الربح العظيم فيها، وعن حال تلك الأسهم وأنها كالنقد لا تفسد ولا تضيع فائدتها وكأنما الملك عبد العزيز في تلك الحقبة المظلمة من التاريخ بالنسبة إلى العلوم العصرية والإقتصادية السائدة في العالم التي لا يكاد الناس في بلادنا يعرفون عنها شيئًا في ذلك العصر كأنما كان الملك عبد العزيز يتكلم بلسان خبير اقتصادي معاصر.
والرسالة مؤرخة في 28 محرم سنة 1362 هـ. والأمير عبد العزيز بن مساعد كان في ذلك التاريخ هو أمير بريدة.
وتقدم الكلام على تلك الرسالة ونقلها لحروف الطباعة في ترجمة الرشودي (حرف الراء).
رسالة أخرى: (1)
(1) بقية الرسالة نصف سطر مذكور في أعلاها مع تاريخها. ممم غير موجود بالمتن ممم
وهذه كتابتها بحروف الطباعة:
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل إلى جناب الأخ المكرم عبد العزيز بن مساعد وكافة جماعة أهل بريدة سلمهم الله تعالى آمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته على الدوام - بعد ذلك تدرون بحالتنا
وأمور خارجنا وقل الواردولاهوب من فقر بلادنا بل هي أغنى من غيرها وإنما لعدم إخراج ما فيها من المصالح ولابد جنابكم خبر اتفاقنا مع الشركة لأجل استخراج المعادن الغازية والاستفادة من معادن ومصالح بلادنا المكنوزة، وسوف يبتدئ العمل بها قريبًا إن شاء الله تعالى فهذه الشركة خصص من خصاصها مائة وعشرين ألف سهم (بقبضتنا) منها ستين ألف سهم هذه لنا خاصة وستين ألف سهم نخرجها على رعايانا والقصد أن تكون مصالحها للرعية أحسن من أن تكون للغير مع أن كلًّا من الأجانب يحب أخذ هذه الحصص حتى ويدفعون لنا زيادة على قيمتها المعينة ولكن حنا نحب أنها تكون المصلحة للرعية حيث أن مصالحها مع توفيق الله ما هي هينة ولا يقدر أحد يقيسها، فإذا سهل الله وجود معدن غاز أو نفط والكل لا شك موجود ومعروف فالحصة التي قيمتها جنية واحد ربما تبلغ الخمسين جنية أو ربما تزيد والله أعلم، المقصود أن هذه الستين ألف حصة التي لأج تخريجها على رعايانا (وردت) أوراقها مع وكيل الشركة في البحرين وكل حصة قيمتها جنية واحد، وأنا مثل ما ذكرت لكم أود أن هذه الحصص تكون بيد الرعية ومصلحتها لها، وأنتم هنا أنتم تعطون البضايع تدورون بعض المصلحة التي ربما يحصل فيها بعض العراش أو ربما خسرت وهو الأكثر الشركة أسهمها مثل ما ذكرت لكم مصالحها مع توفيق الله ما تحصل في غيرها وأوراقها خزن متى شاء الذي هي بيده باعها ولابد فيكم ناس يعرفون كيف أحوال الشركات ومصالحها
والحمد لله ما فيها شيء من أمور الحرام، عاد يكون معلومكم أنني أحب أنكم تجتمعون وتأخذون من هذه الأسهم كلًا على قدر رغبته فإذا عرفتو مقدار رغبة الواحد منكم سوى أن يأخذ سهم أو عشرة أو عشرين أو مائة وإذا اجتمع المجموع عندكم وعرفتموه فأرسلوه لمن تعتمدون عليه في البحرين وعرفوه يراجع وكيلنا القصيبي ويروح معه إلى وكيل الشركة ويسلمون له المبلغ ويأخذون منه أوراق أسهمهم بمقدار المبلغ المستلم كل سهم عن جنيه واحد ولكن احرصوا على هذا الأمر لا يفوتكم تراه ما يحصل لكم فيما بعد لا تخلون المصلحة تروح لغيركم بادرونا بالجواب عن مقدار ما يجتمع عندكم من الجماعة حتى نكون على معلومية منه، ومثل ما عرفناكم أرسلوه لمن تحبون من أهل نجد في البحرين يدفعه لوكيل الشركة ويأخذ لكم به أوراق أسهم يرسلها إليكم وأنتم تدرون أن لنا أصحاب من العرب وكلًا منهم يطلب منا أن نعطيه من هذه الأسهم وننتظر ردكم لمعرفة مقدار الذي تأخذون حتى نكون على معلومية من ذلك ولكن بادرونا بالجواب حيث أن الوقت ضيق والعمل قريبًا إن شاء الله يبتدئ هذا ما لزم تعريفه والسلام.
28 محرم 1322 هـ.
ونذكر هنا أنه مثلما كان الملك عبد العزيز آل سعود يبعث رسائل إلى عبد العزيز بن حمود المشيقح وفهد بن علي الرشودي كان الزعيمان يبعثان إليه رسائل أما أن تكون جوابًا على رسائل بعثها إليهما أو استئنافًا لرسائل جديدة منها هذه المهمة التي كانت (لاحق خير) أي قد سبقتها ورقة موجهة إلى الملك.
وهي طويلة ومهمة ينبغي أن نورد نصها هنا ثم نورد نصها بحروف الطباعة، ثم نعلق على ما فيها مما يحتاج إلى تعليق.
ونعود إلى ما يتعلق بعبد العزيز بن حمود بن مشيقح بالذات فنقول:
حدثني عثمان بن عبد الله الدبيخي، قال: أصاب الناس جدب ومحل في عشر الستين، أو قال عشر الخمسين من القرن الرابع عشر فغلا السعر وزاد ثمن القمح والتمر حتى أرهق الفقراء.
فجمع عبد العزيز بن حمود المشيقح طائفة من التجار المعروفين بأن عندهم طعامًا من التمر والحبوب للتجارة وقال لهم: لقد تضرر الناس بالغلاء، وبعضهم صار لا يستطيع شراء حاجة عياله منه فنريد أن نخفض أسعاره فنبيع عليهم مثلما كان عليه السعر قبل الغلاء.
قال: وأنا أول من يطبق ذلك بنفسه.
قال عثمان: ولقد رأيته أمام دكانه في أسفل سوق بريدة القديم تأتيه أكياس العيش الكبيرة فيبيع على الفقراء والمحتاجين بنصف السعر وأقل من ذلك وكان ابنه محمد هو الذي يكيل للناس، ولا يبيع على الغني أو ميسور الحال، وكان جالسًا عنده رغم شيخوخته، ولم يعتمد في هذا الأمر على أولاده الذين كانوا أطوع الناس له وأسرعهم إلى خدمته.
قال عثمان الدبيخي: فتأثرت من ذلك وجلست بجانبه أدعو له، فقال: يا عثمان يا ولدي: أنت تعرف الرزق اللي رزقنا الله إياه، والله إني وأنا شاب أروح لعنيزة على رجلي أدور الربح في التجارة حتى فتح الله عليَّ.
وحدثني عثمان الدبيخي أيضًا قال: عندما توقفت تجارة عقيل الذين هم تجار المواشي الذين يذهبون بها إلى الشام أصاب الضرر المالي أكثرهم لأنهم لم تكن لهم وسيلة رزق إلَّا هي فذهب اثنان من أعيانهم إلى المشيقح ليستدينا منهم لحاجتهم إلى النقود.
والدين الشائع آنذاك هو البيع إلى أجل بجملة التورق كان يبيع الدائن عليك سلعة تساوي في السوق مائة ريال في الدفع الحاضر أو الفوري بمائة وعشرين ريالًا إلى أجل معين، أكثر ما يكون السنة واحدة فيكسب التاجر الدائن فيها ذلك الفرق الذي هو (20) ريالًا.
قال: وكانا يفاوضان أبناء عبد العزيز المشيقح، وهو ليس حاضرًا في المجلس، ولكنه لمح أحدهما، فنادى أحد أبنائه وسأله عن الرجلين وماذا يريدان؟ فأخبره فقال لأبنائه: هذا ولا لهم حق، ومنقوصين من توقف التجارة بالبعير للخارج عطوهم اللي يبون سلف، وكان أحدهما طلب ألفي ريال والآخر طلب ألفًا وخمسمائة ريال، وتلك ثروة كبيرة في ذلك الوقت فسلفهم دون فائدة مالية.
وهذا يعتبر نادرًا من أفعال التجار في ذلك الوقت.
قيل عنه:
قال الشيخ إبراهيم بن عبيد:
ولادته ونشأته:
أما ولادة المترجم فقد ولد في مدينة بريدة عاصمة القصيم في زمننا هذا وذلك في سنة 1280 هـ وتوفي والده وله من العمر تسع سنين أعني سنة 1289 هـ فنشأ في التجارة سنة 1300 هـ وأخذ يطلب العلم ويدرس على خاله الشيخ الفاضل محمد بن عمر بن سليم علامة القصيم ذي الفضائل الجلية والمواهب الربانية، وما زال المترجم يجد في طلب العلم حتى أصبح منتظمًا في سلك أهل الدين ومنتمية إليهم ومحبًا لهم ومقدرًا ذلك المكارم أخلاقه وعلو همته ونبل معرفته، وكم لهذا الرجل العظيم من مآثر في الإسلام ودفاع عن الوطن وجهاد في تقدمه ونجاحه بما كان به موضع الإعجاب من بين سائر
البلدان، وإن بلادًا يقوم بها رجال الدين والبصيرة والعلم والمعرفة الجديرة بالنجاح والتقدم والرقي وبلوغ شأو العلى والمفاخر.
ذكر شيء من مقالاته التي بذل مهجته فيها لصالح الأمة:
لقد قام ابن مشيقح هذا وزميله الرجل العظيم فهد بن علي الرشودي بأمور هامة، وكان له رأي ومعرفة وتجربة وله جاه عند الملوك والأمراء فيسمع له ويطاع ويتمشى على ضوء آرائه وأفكاره، وبلغت به همته أن كان من أكبر الزعماء في القصيم.
فمن ذلك أنه لما كان قبيل واقعة السبلة المتقدمة بين صاحب الجلالة وبين البغاة من البدو أصحاب الدويش وابن حميد أبدى حكمًا وآراء جميلة فإنه خرج هو وفهد بن علي الرشودي واتفقا بصاحب الجلالة فطلبا أن تكون الواقعة مؤجلة بعد ما عزم صاحب الجلالة على القتال سنة 1346 هـ فأجلت إلى السنة القادمة وطلبا أن يكون ميدان القتال حوالي القصيم وذلك لإمداده بالمياه وخشية أن يقطع عليه العدو خط الرجعة فنزولًا على الرغبة وافق على هذا الرأي وبذلا مهجهما لطلبه، فكان لا ينساها لهما وجعل الله في ذلك النصرة وحسن العاقبة، وكان الملك الراحل يستأنس بآرائه ويميل إليها لنصحه ومعرفته، ولقد قام على أنجاله فهذبهم وثقفهم ورباهم أحسن تربية.
ثم ذكر رثاء له، وقال بعد ذلك:
مات المترجم عن سبعة بنين ولكل ابن نسل كثير وعن بنتين، ومن أشهر أبنائه عبد الله وحمود وغالب أبنائه وأحفاده وأسباطه تلامذة لآل سليم وقد مر ذكر بعضهم ولا نطيل هنا لأننا نؤثر الاختصار.
ولما مات صلى عليه المسلمون وحمل إلى المقبرة الجنوبية في بريدة (فلاجه) ولا يزال قبره يزار ويتردد إليه كل جمعة وأصيبت به الأمة وفقده