الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي البخاري أيضًا عن أنس، فإذا المهاجرون والأنصار يحفرون (في غداة باردة)، فلم يكن لهم عبيد يعملون ذلك لهم، فلما رأى ما بهم من النصب والجوع قال:
اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة
…
فاغفر للأنصار والمهاجرة فقالوا
مجيبين له:
نحن الذين بايعوا محمدًا
…
على الجهاد ما بقينا أبدًا
النبي يحمل التراب في الخندق
ولقد كان النبي القائد صلى الله عليه وسلم يعمل في حفر الخندق ويحمل التراب على ظهره كأنشط واحد في الجند، فقد روى البخاري من حديث البراء، قال: لما كان يوم الأحزاب وخندق رسول الله صلى الله عليه وسلم، رأيته ينقل من تراب الخندق حتى وارى عنى الغبار جلدة بطنه، وكان كثير الشعر فسمعته يرتجز بشعر ابن رواحة وهو ينقل التراب ويقول:
اللهم لولا أنت ما اهتدينا
…
ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا
…
وإن أرادوا فتنة أبينا
الصخرة التي حطمها الرسول
وقد جاء في صحيح البخاروى عن جابر قال: إنا يوم الخندق نحفر، فعرضت كدية (1) شديدة (وعند النسائي: صخرة لا تأخذ منها المعاول) فجاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: هذه كدية عرضت في الخندق،
(1) الكدية (بضم الكاف وتقديم الدال المهملة على التحتانية) هي القطعة الصلبة.