الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قريظة، توجه فورًا إلى قومه (غطفان)، وفي معسكر هذه القبيلة العظيمة طلب (على انفراد) بزعمائها وقادتها (عيينة بن حصن الفزاري طليحة بن خويلد الأسدي والحارث بن عوف المرّى)، وعندما اجتمع بهم، قال لهم:
يا معشر غطفان: إنكم أصلي وعشيرتي وأحب الناس إلي ولا أراكم تتهموني.
قالوا .. صدقت ما أنت عندنا بمتهم.
فأبلغهم أن لديه خبرًا خطيرًا يتعلق بسلامتهم .. قائلًا فاكتموا عني.
قالوا .. نفعل.
فقال لهم مثل الذي قال لقادة قريش بشأن ما عزم عليه اليهود من طلب الرهائن منهم، وحذرهم -كما حذر قادة قريش من أن يجيبوا قريظة إلى ما طلبوا من تسليم الرهائن.
فشكروا له صنيعه وأكدوا له أنهم لن يسلموا لقريظة رهينة ولا رجلًا واحدًا.
وهكذا نجح نعيم بن مسعود في حبك خديعته الكبرى نجاحًا كاملًا.
وفد الأحزاب إلي بني قريظة
فقد اهتم أركان القيادة المشتركة من الأحزاب (قريش وغطفان) لهذه الأنباء التي نقلها نعيم بن مسعود (الذي ما كانوا يشكون لحظة بأنه
على دينهم) اهتمامًا بالغًا وانزعجوا لها انزعاجًا كبيرًا، بعد أن وقع في نفوسهم صدق ما نقل إليهم نُعيم بن مسعود، فباتوا بشر ليلة من القلق وقد امتلأوا حنقًا وغيظًا علي بني قريظة.
وبهذا نجح هذا الداهية العظيم في وضع مواد التفجير في المواقع الحساسة من صرح التحالف بين الأحزاب وبين يهود بني قريظة حتى نسفه نسفًا كاملًا.
فبعد أن وصل الصحابي الألمعي نعيم بن مسعود إلى هذه الدرجة من شحن نفوس الفريقين (اليهود والأحزاب) بما لا مزيد عليه من الشك والريبة وعدم الثقة في بعضهم البعض اتفقت قيادة الأحزاب المشتركة (وكان ذلك مساء يوم الجمعة) على أن تبعث إلى بني قريظة وفدًا من قادتها وزعمائها ليتصل ببنى قريظة موضوع الأنباء التي نقلها نعيم بن مسعود.
ولكي يصلوا إلى الحقيقة ويعرفوها (بطريق غير مباشر) كلفوا وفدهم بأن يطلب من اليهود الاستعداد للدخول في المعركة مع المسلمين أن يبلغهم أن صباح يوم السبت هو الوقت المحدد للهجوم العام على المسلمين.
(وفعلًا) توجه وقد الأحزاب إلى منازل بني قريظة تلك الليلة في جنح الظلام، وقد تسلل رجال الوفد هذا (سرًّا) إلى منازل بني قريظة الواقعة خلف خطوط المسلمين، وذلك خوفًا من دوريات المسلمين التي كانت تطوف حول المدينة طول الليل.