الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإطلاق) مجرد التفكير في غزو المسلمين فكانت لذلك غزوة الأحزاب هذه آخر عملية غزو تقوم بها الوثنية العربية ضد الإسلام في جزيرة العرب.
سمعة المسلمين بعد غزوة الأحزاب
بينما ارتفعت (من ناحية أخرى) سمعة المسلمين العسكرية - بعد هذه المعركة - حتى بلغت الذروة، الأمر الذي جعلهم (حتى سقوط آخر معقل لليهودية والوثنية في جزيرة العرب) أسياد الموقف، يغزون ولا يقدر أحد على غزوهم.
2 -
أما حصيلة اليهود من هذا الغزو الذي هو من صنعهم ونتيجة تفكيرهم، فقد كانت خسارة افدح من خسارة الوثنيين في نجد والحجاز.
فإن هؤلاء القرشيين والنجديين إذا كانوا قد خسروا هيبتهم العسكرية فلزموا الهدوء والسكينة حتى دخلوا فيما دخل فيه العرب من اعتناق الإسلام بعد احتلال مكة هن قبل قوات المسلمين، فإن اليهود لم تبق لهم أية هيبة عسكرية حتى يخسروها، ولكن حصتهم من ثمرة هذا الغزو الذي أثاروا عواصفه، كانت تصفية العنصر اليهودى في يثرب، بإبادة كل رجال يهود بنى قريظة في المدينة، وهم ثمانمائة مقاتل، وسبى نسائهم وذراريهم وهي النكبة المروعة التي كان اليهود قد أعدوا العدة (بالاتفاق مع الأحزاب) لإنزالها بالمسلمين. (1).
(1) سيكون موضوع كتابنا الرابع من هذه السلسلة هو (غزوة بني قريظة) إن شاء الله.
ولم تتوقف نكبة هؤلاد اليهود المجرمين على محو ما تبقى لهم من كيان في يثرب، كحصيلة لأعمالهم الشريرة، بل امتدت هذه النكبة إلى موطن الإجرام ووكر التآمر (خيبر) التي رسم فيها مخطط ذلك الغزو الرهيب.
فقد كانت حملة الأحزاب المخيفة درسًا وعته قيادة المدينة - وأيقنت على أثره أن لا مناص من ضرب قواعد العدوان في خيبر، والتي إن لم تضرب وتحطم سيظل الكيان الإسلامى عرضة لخطر التآمر والعدوان في كل لحظة.
لا سيما وأن اليهود يملكون من المال الوفير المكنوز (والمال ذو سلطان قاهر) ما يمكنهم من إثارة أية حرب يريدون إثارتها ضد المسلمين .. ولهذا قامت المدينة - بقيادة النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم بعملية غزو واسعة ضد اليهود في خيبر حتى سقطت في أيدى المسلمين، وسقط كل قادتها وزعماؤها قتلى في المعركة.
وبسقوط خيبر تمت تصفية آخر معقل لليهود في الجزيرة العربية (1) ولم يقم لليهود بعدها أي سلطان في الجزيرة العربية حتى اليوم ولن يقوم إلى يوم القيامة إن شاء الله.
بقى موضوع يحتاج إلى شيء من الإيضاح في هذا التحليل، وهو موقف التكاسل الذي وقفته من معركة الأحزاب، قبائل غطفان النجدية (وهي التي تشكل الأغلبية في حشود هذا الغزو).
فأثناء استعراضنا لجميع أدوار المعركة لم نر لأى من رجال غطفان (قادة وجنود أي نشاط حربى ضد المسلمين في هذه المعركة.
(1) سيكون موضوع كتابنا الخامس من هذه السلسلة هو غزوة (خيبر) إن شاء الله.