الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقلت: والله لا أقوم إليه، ولا أحمد إلا الله تعالى، وهو الذي أنزل براءتى.
قالت: فأنزل الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ .. العشر آيات} .
قال عائشة: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل زينب بنت جحش عن أمرى، فقال:(يا زينب. ما علمت وما رأيت؟ ) فقالت: يا رسول الله أحمى سمعى وبصرى، والله ما علمت عليها إلا خيرًا، وهي التي كانت تسامينى من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فعصمها الله تعالى بالورع، قالت: فطفقت أُختها حمنة بنت جحش تحارب لها، فهلكت فيمن هلك من أصحاب الإفك. إ هـ
وقصة الإفك هذه أخرجها البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث الزهري، وهكذا رواها ابن إسحاق كذلك مع اختلاف يسير.
آيات التبرئة
وكانت الآيات التي نزلت لتبدد غيوم فتنة الإفك عشر من سورة النور وهي قوله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيرٌ لَكُمْ، لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ (1) مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ - وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيرًا
(1) أي تحمل أكبر قسط من إثم الإفك: وهو رأس النفاق عبد الله بن أبي، رأس كل فتنة وأساس كل إرجاف، وحامل لواء الكيد للإسلام ونبي الإسلام، فقد روى=
وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (1)(12) لَوْلَا جَاءُوا عَلَيهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ (13) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (17) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (18) إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (20) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
= أن هذا المنافق (وكان ضمن الجيش) لما رأى صفوان بن المعطل يمر بهودج أم المؤمنين، (قال في ملإ من قومه الخزرج): من هذه؟ فقالوا عائشة رضي الله عنها .. فقال المجرم: والله ما نجت منه ولا نجا منها، وقال: امرأة نبيكم باتت مع رجل حتى أصبحت، ثم جاء يقودها. وهي قولة شنعاء نجح رأس النفاق إلى حد بعيد في الترويج لها، وكادت تصيب من المجتمع الإسلامي كله مقتلًا لولا أن الله كان من وراء هذا المنافق وعصابته المجرمة محيطًا، فحفظ دينه وعصم رسوله ورعى أمته، ففضح هذا المنافق وحزبه في قرآن يتلى أبد الآبدين.
(1)
هذه الآية تعنى أبا أيوب الأنصاري وزوجته رضي الله عنهما، فقد روى الإمام محمد بن إسحاق: أن أبا أيوب - خالد بن زيد - قالت له امرأته أم أيوب: يا أبا أيوب أما تسمع ما يقول الناس في عائشة؟ قال نعم، وذلك الكذب، أكنت فاعلة ذلك يا أم أيوب؟ قالت: لا والله ما كنت لأفعله، قال فعائشة خير منك، وفي تفسير الإمام الزمخشرى (الكشاف): أن أبا أيوب الأنصاري قال لأم أيوب: ألا ترين ما يقال فقالت: لو كنت بدل صفوان أكنت تظن بحرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم سواءًا؟ قال: لا. قالت ولو كنت أنا بدل عائشة، ما خنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعائشة خير منى وصفوان خير منك، فذلك الذي عنى الله تعالى بقوله {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ} الآية.