الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كنانة للحرب، فستعلمون من الفرسان، ثم أقبلوا تعنق بهم خيلهم حتى وقفوا على الخندق، فلما رأوه قالوا. . والله إن هذه لمكيدة ما كنت العرب تكيدها.
ثم تيمموا مكانًا ضيقًا من الخندق، فضربوا خيلهم فاقتحمت منه، فجالت بهم في السبخة، بين الخندق وسلع، وخرج علي بن أبي طالب رضي الله عنه في نفر معه من المسلمين، حتى أخذوا عليهم الثغرة التي أقحموا منها خيلهم، وأقبلت الفرسان تعنق نحوهم (أي تسرع) أهـ.
مصرع فارس قريش
وكان عمر بن عبد ودّ العامري (وهو كبش الكتيبة) قد حضر معركة بدر الكبرى وذاق مرارة الهزيمة بعد أن جرح في المعركة، فنذر أن لا يمس رأسه دهنا حتى يقتل محمدًا، ولهذا كان أول الفرسان المقتحمين بخيلهم الخندق نحو المسلمين، فالتقى به علي بن أبي طالب فبارزه حتى قتله.
قال ابن إسحاق. . وكان عمرو بن عبد ودّ العامري (وهو كبش الكتيبة) قد قاتل يوم بدر حتى أثبتته الجراحة فلم يشهد أُحدًا (لأنه كان لا يزال جريحًا) فلما كان يوم الخندق خرج مُعلمًا ليرى مكانه، فلما وقف هو وخيله قال .. من يبارز، فبرز إليه علي بن أبي طالب أهـ.
ولما مشى علي إلى عمرو ليبارزه قال له. . يا عمرو إنك كنت تقول لا يدعونى أحد إلى واحدة من ثلاث إلا قبلتها، قال له. . أجل.
فقال له. . إني أدعوك أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وتسلم لرب العالمين.
فقال عمرو. . يا ابن أخي أخِّره عنى هذه.
قال علي. . وأخرى، ترجع إلى بلادك، فإن يك محمد رسول الله صادقًا كنت أسعد الناس به وإن يك كاذبًا كان الذي تريد.
فقال عمرو. . هذا ما لا تتحدث به نساء قريش أبدًا.
كيف وقد قدرت على استيفاء ما نذرت.
ثم قال عمرو. . فالثالثة ما هي؟ .
فقال علي. . البراز. .
فضحك فارس قريش عمرو -وكان فارسًا مشهورًا معمرًا قد جاوز الثمانين- ثم قال لعلي. . إنّ هذه الخصلة ما كنت أظن أحدًا من العرب يروعنى بها.
ثم قال لعلي. . لم يا بن أخي؟ فوالله ما أحب أن أقتلك.
فقال عليّ كرم الله وجهه. . ولكني والله أحب أن أقتلك فغضب عند ذلك عمرو غضبًا شديدًا.
ولما كان عمرو فارسًا وعليّ راجلًا، إقتحم عمرو عن فرسه، فعقره وضرب وجه (1) ثم أقبل على عليّ فتنازلا بالسيف حتى قتله وأراح المسلمين من شره.
وقد جُرح علي بن أبي طالب جرحًا بسيطًا في رأسه أثناء المبارزة (2).
(1) وهذا من تقاليد العرب المرعية- حتى في الجاهلية- وهو أنه- وقت المبارزة ولكى يتم التكافؤ لا بد من أن ينزل الفارس من على فرسه ليبارز خصمه راجلًا مثله.
(2)
سيرة ابن هشام ص 224 وما بعدها. . والبداية والنهاية ج 4 ص 106 وما بعدها. . والسيرة الحلبية ج 2 ص 104 وما بعدها.