الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما علي بن أبي طالب فقال: يا رسول الله لم يضيق الله عليك، والنساء سواها كثير، وسل الجارية تخبرك، قالت: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة فقال: أي بريرة، هل رأيت فيها شيئًا يربيك؟
فقالت: لا والذي بعثك بالحق نبيًّا إن رأيت (أي ما رأيت) منها أمرًا أغمصه (1) عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتى الداجن (2) فتأكله.
النبي يطلب كف أذى رأس النفاق
قالت: فقام رسول الله من يومه، واستعذر من عبد الله بن أبي بن سلول "كبير مجرمى الإفك والناشرين له "فقال - وهو على المنبر: - (من يعذرنى من رجل بلغني أذاه في أهلى؟ فوالله، ماعلمت على أهلى إلا خيرًا، ولقد ذكروا رجلًا ماعلمت عليه إلا خيرًا وما كان يدخل على أهلى إلا معى).
قالت: فقام سعد بن معاذ رضي الله عنه فقال: يا رسول الله أنا والله أعذرك منه. إن كان من الأوس ضربنا عنقه، وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا فيه أمرك.
فقام سعد بن عبادة رضي الله عنه وهو سيد الخزرج، وكان رجلا صالحًا ولكن أخذته الحمية، فقال: لسعد بن معاذ: كذبت لعمر الله، لا تقتله ولا تقدر على ذلك، فقام أسيد بن حضير (3) - وهو
(1) أغمصه: أعيبه.
(2)
الداجن: الشاة في البيت.
(3)
انظر ترجمته في كتابنا (غزوة بدر الكبرى).