الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الغدر برجال البعثة
ولما وصلوا إلى مكان يقال له .. ذات الرجيع - وهو ماء لهذيل بين عسفان ومكة - غدر بهم الذين تظاهروا بالإسلام وطلبوا ابتعاثهم من النبي صلى الله عليه وسلم إلى قومهم ليعلموهم الإسلام.
ففي ذلك المكان (ذات الرجيع) مثلث قبائل دلك المنطقة (من هُذيل) أبشع أنواع الغدر وأحط أساليب اللؤم والخسة والدناءة.
فبينما كان رجال بعثة التعليم الإسلامية مطمئنين في رحالهم حول الماء ومعهم رجال الوفد الغادر، إذا بهؤلاء الرجال الغادرين يتسللون الواحد تلو الآخر من بين رجال البعثة الإسلامية التفقيهية، ثم يتجهون نحو قبيلة هذيل فيستصرخونها على رجال البعثة الآمنة طالبين منها المشاركة في الغدر بهذا الوفد العلمي المسالم الذي - لم يكن يفكر مطلقًا في الحرب.
ولقد استجابت قبيلة هُذيل لداعى الخسة والغدر إذ لم يرُعْ رجال البعثة التفقيهية الإسلامية التي لا يتجاوز عددها العشرة إلا الرجال بأيديهم السيوف وقد أحاطوا بهم من كل جانب.
فسارع رجال البعثة العشرة إلى سيفوهم للدفاع عن أنفسهم ولكن الجبناء الغادرين لما رأوا شدة المقاومة وضراوة القتال طلبوا منهم الكف عن القتال وعرضوا عليهم الأمان قائلين .. إنا والله ما نريد قتلكم ولكم عهد الله وميثاقه أن لا نقتلكم.
القتلي من رجال البعثة
وأمام هذا العرض اختلف رجال البعثة فيما بينهم .. فريق وهم
الأكثر، رفضوا ما عرض عليهم الغادرون وقالوا والله لا نقبل من مشرك عهدًا ولا عقدًا أبدًا.
وعلى رأس هذ الفريق مرثد بن أبي مرثد (رئيس البعثة) وخالد بن البكير وعاصم بن ثابت بن أبي الأفلح، فقد شد هؤلاء - وعددهم سبعة - على الغادرين وقاتلوهم قتال الأبطال، ولكن كثرة الهذليين المجرمين تغلبت على هؤلاء الأصفياء فسقطوا جميعهم صرعى يرحمهم الله.
أما الفريق الثاني من رجال البعثة النبوية - وعددهم ثلاثة - فقد رأوا أن لا فائدة من المقاومة ووثقوا بالأمان الذي عرضه عليهم رجال قبيلة هذيل فاستسلموا فأوثقهم الغادرون كتافا، وهؤلاء المستسلمون هم .. زيد بن الدَّثنة (1) .. وخبيب بن عدي (2) .. وعبد الله بن طارق (3).
وبعد أن وقع هؤلاء الثلاثة في الأسر، أسرع بهم الهذليون إلى مكة ليبيعوهم فيها من مشركى قريش الذين تعلم هذيل أنه يسرهم جدًّا أن يقع في أيديهم أمثال هؤلاء الرجال من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
(1) هو زيد بن الدثنة (بفتح الدال وكسر المثلثة بعدها نون) بن معاوية البياضى الأنصاري، من السابقين إلى الإسلام، شهد بدرًا وأحدًا قتله المشركون صبرًا بالتنعيم في مكة كما سيأتي تفصيله.
(2)
هو خبيب (بضم أوله وفتح ثانية) بن عدي بن مالك الأوسى الأنصاري من السابقين إلى الإسلام، شهد بدرًا وأحدًا، قتله أهل مكة وصلبوه في التنعيم مع زيد بن الدثنة كما سيأتي تفصيله فيما يلي من هذا الكتاب إن شاء الله.
(3)
هو عبد الله بن طارق بن عمرو بن مالك البلوى، والأنصارى بالحلف، عده موسى بن عقبة في أهل بدر.