الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولدى اطلاع زعماء مكة على المخطط اليهودى سروا سرورًا عظيمًا وأبدوا موافقتهم الكاملة عليه واستعدادهم لتنفيذه بكامله، بعد أن شكروا لليهود مجهودهم الكبير في وضع هذا المخطط والسعى من أجل تنفيذه.
اليهود في برلمان مكة
فعند وصول الوفد اليهودى إلى مكة عقد برلمانها جلسة خاصة لبحث المخطط اليهودى الموضوع لإنشاء الاتحاد العربي الوثنى اليهودى لمحاربة الإسلام والقضاء على المسلمين.
وبعد أن ألم أعضاء دار الندوة (برلمان مكة) بالمشروع اليهودى ودرسوه من جميع نواحيه وعرفوا أن في تنفيذه هدم الإسلام والقضاء على المسلمين أبدوا للوفد اليهودى سرورهم العظيم وموافقتهم الكاملة، ووقف قائد عام جيش مكة (أبو سفيان بن حرب) خطيبًا في البرلمان الذي سمحت مكة للوفد اليهودى بحضور جلسته الخاصة لأنها تتعلق ببحث مشروعهم لغزو المدينة.
وقف وأعلن أبو سفيان في خطبته باسم برلمان مكة وجيشها
الترحيب بفكرة اليهود الداعية إلى انشاء الإتحاد العربي اليهودى العسكري لغزو المدينة وسحق المسلمين فيها سحقًا كاملًا، فقال - مرحبًا باليهود - .. أهلًا ومرحبًا، وأحب الناس إلينا من أعاننا على عداوة محمد (1).
(1) السيرة الحلبية ج 2 ص 96 طبعة الحلبي.
وقد جرت داخل برلمان مكة بين زعمائها وأعضاء الوفد اليهودى مناقشات حول الإسلام والوثنية، وتقدم بعض نواب مكة إلى أحبار اليهود في الوفد بأسئلة يسألونهم فيها (بصفتهم أهل كتاب والأكثر معرفة بالأديان منهم) عن دين محمد ودين الوثنية وأيهما أحق بالاتباع.
قال ابن إسحاق - يصف محادثات الوفد اليهودى مع قريش للتأليب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم (أي اليهود) الذين حزبوا الأحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، خرجوا حتى قدموا على قريش مكة.
فدعوهم إلى حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا .. إنا سنكون معكم عليه حتى نستأصله، فقالت قريش .. يا معشر يهود .. إنكم أهل الكتاب الأول والعلم بما أصبحنا نختلف فيه نحن ومحمد، أفديننا خير أم دينه؟ .
وهنا تجلت طبيعة اليهود في الكذب والتزوير والتحريف حيث أجابوا قريشًا بعكس الحقيقة التي يعلمون إذ قالوا لقريش .. بل دينكم خير من دينه وأنتم أولى بالحق منه لأنكم تعظمون هذا البيت وتقومون على السقاية وتنحرون البدن وتعبدون ما كان يعبد أباؤكم، بل إن اليهود لم يكتفوا بهذا الكذب والافتراء إذا سجدوا لأصنام قريش إرضاء لهم عندما طلبوا منهم ذلك ليطمئنوا إلى قولهم الذي قالوا بشأن الوثنية والاسلام (1).
وذكر ابن إسحاق أن الله تعالى أنزل في هذا الوفد اليهودى قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ
(1) السيرة الحلبية ج 2 ص 96.