الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جعل يقول للنساء: أنزلن إليَّ خير لكن، فحركن السيف فأبصره أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فابتدر الحصين قوم فيهم رجل من بني حارثة يقال له: ظفر بن رافع، فقال: يا نجدان أبرز، فبرز إليه، فحمل عليه فقتله وأخذ رأسه فذهب به إلى النبي صلى الله عليه وسلم،
محاولة اليهود الهجوم على نساء الناس
ولم يكتف اليهود بمحاولة الهجوم علي نساء الصحابة في الحصون ومحاولة سبيهن، بل حاولوا الهجوم على نساء النبي القائد صلى الله عليه وسلم وعلى من معهن من النساء في حصن آخر، بغية إزعاج المسلمين وإقلاقهم والتشويش عليهم، وهم يواجهون قوات الأحزاب الرئيسية على مشارف الخندق. فقد روى البزار بإسناده عن الزبير بن العوام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج للخندق جعل نساءه وعمته صفية في أطم (حصن) يقال له (فارع) وجعل معهم حسان بن ثابت. وروى ابن إسحاق كذلك، عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال: كانت صفية بنت عبد المطلب في فارع، حصن حسان بن ثابت، وكان حسان بن ثابت مع النساء والصبيان، قالت صفية: فمر بنا رجل من يهود فجعل يطيف بالحصن، وقد حاربت بنو قريظة، وقطعت ما بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس بيننا وبينهم أحد يدفع عنا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم والمسملون في نحور عدوهم، لا يستطيعون أن ينصرفوا عنهم إلينا إن أتانا آت، قالت: فقلت: بإحسان، إن هذا اليهودى كما ترى يطيف وإني والله ما آمنه أن يدل على عورتنا من ورائنا
من يهود، وقد شغل عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فأنزل إليه فاقتله، قال: يغفر الله لك يا ابنة عبد المطلب، والله لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا.
قالت صفية: فلما قال لي ذلك، ولم أر عنده شيئًا احتجزت (أي شددت وسطى) ثم أخذت عمودًا، ثم نزلت من الحصين إليه فضربته بالعمود حتى قتلته، قالت: فلما فرغت منه، رجعت إلى الحصن، فقلت: يا حسان إنزل إليه فاسلبه، فإنه لم يمنعنى من سلمه إلا أنه رجل، قال: ما لي بسلبه من حاجة يا ابنة عبد المطلب.
وفي رواية البزار التي أوردها صاحب (وفاء الوفاء) ج 1 ص 302 أن هذا اليهودى تسور الحصين حتى أشرف على نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم، صفية بعد أن قتلته، قطعت رأسه وألقت به على اليهود الذين كانوا حول الحصين فراعهم ذلك فانسحبوا مذعورين، وهم يظنون أن هناك حرسًا من الجيش الإِسلامي يحمون النساء، فقد قال هؤلاء اليهود بعضهم لبعض (وهم يهربون) قد علمنا أن لم يك (أي النبي) يترك أهله خلوفًا ليس معهم أحد، ثم تفرقوا.
وهكذا أقلق اليهود المسلمين (بتحرشهم بالنساء والذرارى) - وزادوا عن متاعبهم وضاعفوا من بلائهم، ولا شيء (كما قلنا) أشغل لبال الإنسان من أن تتعرض زوجته وأبناؤه وبناته لخطر السبى والأسر.
ولهذا اضطر المسلمون إلى أن يضاعفوا من قوات الحراسة لحماية نسائهم وأطفالهم من اليهود مما أنقص عدد قواتهم الرئيسية المرابطة على مشارف الخندق لمواجهة الأحزاب.
وشعر المشركون بالنقص الملموس في قوات المسلمين المواجهة لهم على الخندق، فاغتنموا الفرصة، فأطبقوا عليهم من كل ناحية وأشغلوهم