الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حانة من حانات اليهود في المدينة (قبل تحريم الخمر) وهو سكران عن قافلة لكفار مكة سلكت طريق العراق إلى الشام، وكان في الحانة أحد الصحابة من استخبارات الجيش الإسلامي، فسارع بنقل الخبر إلى النبي القائد صلى الله عليه وسلم فجهز حملة عسكرية أعطى قيادتها لزيد بن حارثة، وأمره باعتراض هذه القافلة عند عودتها من الشام، وقد نجح زيد بن حارثة في الاستيلاء على هذه القافلة وذلك في الغزوة المسماة (بسرية زيد بن حارثة)(1).
كيف انخدعت قريظة بداهية الخندق
ولما وصل نعيم بن مسعود إلى حصون بني قريظة (وهم لم يعلموا بإسلامه) بدأ في حياكة خيوط الخدعة الكبيرة التي أدى نجاحها إلى تشتيت شمل الأحزاب وانهزامهم وتخليص المسلمين من ذلك الكرب العظيم.
فقد قال نعيم .. يا بني قريظة قد عرفتم ودّى إياكم وخاصة، ما بيني وبينكم، فلم ينكروا ذلك بل أيدوه قائلين .. صدقت لست عندنا بمتهم.
وهنا بدأ في تنفيذ ما اعتزم تنفيذه من خطة بذر بذور الفرقة والشك وعدم الثقة بين اليهود وبين جيوش الأحزاب ليتسنى له نسف ما بينهم من عهد وتحالف.
(1) انظر تفاصيل هذه السرية في كتابنا (غزوة أحد).
فقد جمع زعماء بني قريظة (وكلهم يعرفه ويثق به) وقال لهم - كواحد منهم يحرص على مصلحتهم - إن قريشًا وغطفان ليسوا كأنتم، البلد بلدكم، فيه أموالكم وأبناؤكم ونساؤكم، لا تقدرون على أن تتحولوا منه إلى غيره.
وأن قريشًا وغطفان قد جاءوا لحرب محمد وأصحابه وقد ظاهرتموهم عليه وبلدهم ونساؤهم وأموالهم بغيره، فليسوا كأنتم ..
فإن رأوا نهزة (أي فرصة) أصابوها وإن كان غير ذلك لحقوا ببلادهم وخلوا بينكم وبين الرجل ببلدكم.
ثم استمر نعيم يشحن نفوس هؤلاء اليهود بالخوف والشك قائلًا .. ولا طاقة لكم به (أي النبي) إن خلا بكم.
ثم ضرب ضربته الأخيرة التي أصابت الهدف في الصميم قائلًا .. فلا تقاتلوا مع القوم (أي الأحزاب) - حتى تأخذوا منهم رهنًا من أشرافهم (سبعين رجلًا) يكونون بأيديكم ثقة لكم على أن يقاتلوا معكم محمدًا حتى يناجزوه.
ويظهر أن قريظة الغادرة قد بدأ الخوف والفزع ينتابها وبدأت تشعر بالحاجة الماسة إلى ضمانات تحميها من أن ينزل بها عقاب الخيانة الصارم الذي بدأ شبحه المخيف يقلق بالها.
ولهذا فقد وقع نعيم بن مسعود من نفوس زعماء بني قريظة موقع الرضى والقبول، فشكر اليهود لنعيم بن مسعود مسعاه عندما تقدم إليهم بتلك النصيحة قائلين .. لقد أشرت بالرأي، وقرروا التمسك بما أشار به عليهم.