الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأنا في المجلس إلا غُشى على فزاده ذلك عند عمر خيرًا.
وكان خبيب رضي الله عنه وأرضاه هو قائل ذلك البيت الذي أصبح مثلا سائرًا:
فلست أُبالى حين أقتل مسلمًا
…
على أي جنب كان في الله مصرعى
سرور اليهود والمنافقين بالنكبة
ولقد اغتبط اليهود والمنافقون بما أصاب البعثة الإسلامية على أيدى هذيل، فصاروا يتهكمون عليهم ويسخرون منهم فكانوا، يقولون في هؤلاء الشهداء الأبرار (على سبيل التشفى) .. يا ويح هؤلاء المفتونين الذين هلكوا، لا هم قعدوا في أهليهم، ولا هم أدوا رسالة صاحبهم.
فأنزل الله تعالى في ذلك من قول المنافقين {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ} (1).
3 - غزوة بنى النضير .. (ربيع الأول سنة أربع من الهجرة)
أما الحملة العسكرية الثالثة التي قام بها المسلمون بعد معركة أحد وقبل غزوة الأحزاب، فهي الحملة التي جردها الرسول صلى الله عليه وسلم، للتخلص من
(1) البقرة: 205.
يهود بنى النضير القاطنين في ضواحي المدينة، ووضع حدًّا لدسائسهم ومؤامراتهم التي تستهدف القضاء على النبي صلى الله عليه وسلم، والإطاحة بالدولة التي أقامها في ظل الإسلام.
فقد كان هؤلاء اليهود يتحينون الفرص للتخلص من المسلمين منذ أن تمركزوا في المدنية، وقد ظلت أعمال هؤلاء اليهود العدوانية مقتصرة على الدس والوقيعة والتحريض لتفريق كلمة المسلمين وتفكيك وحدتهم والتشكيك في صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
وكان يهود بنى قينقاع (كما ذكرنا في الفصل الأول) أول من حول النزاع بين اليهود والمسلمين من نزاع مدنى إلى نزاع مسلح، فحاصرهم المسلمون في حصونهم ثم استزلوهم وتم إجلاؤهم من المدنية.
ولم يشترك يهود بنى النضير في معركة بنى قينقاع حربيًّا، وإن كانت عواطفهم معهم، وقد بقى يهود بنى النضير (كبنى قريظة) على عهدهم مع المسلمين، ولم يقوموا بأي عمل عسكرى ضد المسلمين، وخاصة بعد أن رأوا العبرة في يهود بنى قينقاع الذين كانت نتيجة حملهم السلاح في وجه المسلمين هو استسلامهم ثم أجلاؤهم عن المدينة في السنة الثانية من الهجرة.
ولكن بنى النضير لما رأوا أن سلوك هذا الطريق لا يشفى لهم غليلا ولا يحقق لهم هدفًا، قرروا الإقدام على عملية غدر رهيبة تصل بهم إلى أهدافهم السيئة من أقرب الطرق، ساعدهم على ذلك وشجعهم ما تعرض له المسلمون من نكبات متلاحقة في معركة أُحد التي أصيبوا فيها بتلك الانتكاسة الحربية التي فقدوا فيها سبعين شهيدًا، ثم في حادثتى بئر معونة وذات الرجيع اللتين فقدوا فيهما (وبعد أقل من شهرين من نكبة