الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مصادرة قافلة للعدو
وقد استولى جيش المدينة على عشرين بعيرًا كانت محملة تمرًا وشعيرًا وتبنا، أرسلها اليهود لقريش مددًا وتقوية، فصادرها المسلمون وأتوا بها إلي الرسول القائد صلى الله عليه وسلم فخفف الله بها من ضائقة المجاعة التي كان المسلمون فيها.
وكان الذي استولى على هذه القافلة دورية مسلحة من الأنصار كان قد خرج رجالها ليدفنوا ميتًا منهم في المدينة فصادفوا هذه القافلة، ولما بلغ أبا سفيان خبر استيلاء جيش المدينة على قافلة التموين هذه قال: . إن حيى بن أخطب لمشؤوم قطع بنا، ما نجد ما نحمل عليه إذا رجعنا (1).
نشاط خيل المشركين
ولقد تزايد نشاط خيل المشركين، فكانت هذه الخيل تطوف بأعداد كبيرة كل ليلة حول الخندق حتى الصباح، فتخلفها أعداد أخرى طول النهار حتى الليل، وأصحابها يطمعون في أن يأخذوا المسلمين على حين غرة، مما جعل البلاء يشتد والجهد ينال منهم إلى قرب درجة الإعياء.
فقد أجبرهم (في ليالى الخندق الأخيرة) نشاط خيل المشركين المتزايد حول الخندق على السهر (طول الليل) حتى الصباح، وذلك للقيام بأعمال الدورية لحراسة مشارف الخندق خوفًا من أن تأخذهم خيل العدو على حين غرة. .
(1) السيرة الحلبية ج 2 ص 107.
وقد كان الرسول القائد صلوات الله وتسليمه عليه عندما اشتد ضغط خيل الأحزاب- يقوم بنفسه (ليلا) لحراسة أخطر نقطة في الخندق يخشى المسلمون أن يأتيهم المشركون عن طريقها.
فقد روى عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرابط ليلًا على ثلمة في الخندق لمنع العدو من اقتحامها وكان يقول صلى الله عليه وسلم. . "ما أخشى أن يؤتى المسلمون إلا منها" أهـ.
فإذا أخذته شدة البرد جاء إلى خيمته ليدفأ فيها بعض الوقت، فإذا دفى عاد ليرابط على تلك الثلمة الخطيرة ويحرسها بنفسه.
وفي ليلة من تلك الليالى الباردة، وبينما هو في خيمته القريبة من الثلمة (يستدفئ) وباله على تلك الثلمة، قال (كما روت عائشة). . ليت رجلًا صالحًا يحرس هذه الثلمة الليلة.
فسمع صلى الله عليه وسلم في غلس الظلام، صوت السلاح حول خيمته فقال: من هذا؟ .
فقال سعد بن أبي وقاص. . سعد يا رسول الله، أتيتك أحرسك، فطلب منه أن يتولى تلك الليلة (بدلًا منه) المرابطة على تلك الثلمة المهمة قائلًا. . عليك هذه الثّلمة فاحرسها.
فأطاع سعد أمر نبيه وسارع بمن معه من الجند ورابطوا عندها لحراستها.
وبعد أن أطمأن الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن تلك النقطة الخطيرة الحساسة قد أصبحت تحت حراسة فارس يثق به، نام (وكان متعبًا من شدة السهر) نومًا هادئًا فترة من الليل حتى غط في نومه (كما قالت عائشة).