الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لتلاميذه المدركين في هذه المكتبة الغنية بالمراجع، فأمر-رحمه الله تعالى-كلاً من الشيخ محمد بن عبد العزيز المطوع والشيخ على الحمد الصالحي أن يدرِّسا هؤلاء الطلاب الصغار في المكتبة، في الأوقات التي لا تكون فيها دروس الشيخ لتلاميذه، وإن اتفق الدرسان في وقت واحد فيدرس الصغار في أحد أركان المسجد الجامع، وكانت دروس هؤلاء الطلاب الصغار في التوحيد والحديث والفقه والنحو. فأما التوحيد ففي: ثلاثة الأصول، وأمثاله، وأما الحديث ففي: الأربعين النووية، وأما النحو ففي: الآجُرُّومِيَّة، وأما الفقه فإن مختصرات المذهب الحنبلي يمنع من تدريسها لهؤلاء الناشئة أمران:
أحدهما: أنها لا تتجاوز القول المشهور في مذهب الإمام أحمد، وبعض مسائل المشهور من هذا المذهب مرجوحة، وفي روايات المذهب الأخرى ما هو أقوى منها.
الثاني: أن في تلك المختصرات من تعقيد العبارة، وصعوبة الوصول إلى المعني، ما يمنع الطالب المبتدئ من فهمها وهضمها.
لذا صنف شيخنا رحمه الله هذا المختصر المفيد على قول واحد في المذهب، سواء وافق المشهور من المذهب، أو وافق القول الآخر، مما يمتاز عن غيره من الأقوال بصحة الدليل وجودة التعليل، وهو لا يخرج عن قول أحد مذاهب الأئمة الثلاثة.
وهذا المختصر يمتاز بأمور مهمة هي:
أولاً: سهولة العبارة ووضوحها، مما قرب معها فهم المعني وبسط صورته للقارئ.
ثانيًا: أن كثيرًا من جمله وعباراته مدرجة ومضمنة من القرآن الكريم ومن صحيح السنة المطهرة، وبهذا جمعت تلك الجمل الحكم والدليل، كما ضمنت العصمة من خطأ اللفظ والمعني.
ثالثًا: أن المؤلف رحمه الله لم يتقيد بالمشهور من المذهب، وإنما اختار منه أصح الأقوال دليلاً، مما يوافق المذاهب الثلاثة أو بعضها.
رابعًا: أنه اقتصر على أهم المسائل والأحكام مما هو مجال العمل في العبادة والعادة.
خامسًا: أن المؤلف رحمه الله ألف الكتاب لطلاب العلم المبتدئين، وجعله بيد تلميذه الكبير محمد بن عبد العزيز المطوع؛ ليكرر تدريسه وقراءته على أولئك الطلاب، ويراجع مؤلفه في كل ما يرى أن الحاجة داعية إلى إبدال لفظة بلفظة، أو تغيير معني بآخر، حتى جاء الكتاب منقحًا محررًا، سليم اللفظ والمعني.
أما الحديث عن تحقيق الكتاب فهو أن المحقق الشيخ: محمد بن عبد العزيز الخضيري -حفظه الله تعالى- خدم مبادئ الفقه بهذا الكتاب خدمة جليلة،
حينما أبرزه بهذه الصورة الجميلة، وذلك الثوب القشيب الذي منها تحليته بهذه السموط الآتية:
أولاً: كان المؤلف رحمه الله قد تخفف من تخريج أحاديث الكتاب؛ تسهيلاً لحفظه على الطلاب الصغار، فاستدرك ذلك المحقق، فخرج آياته وأحاديثه تخريجًا أراح به القارئ من عناء المراجعة والبحث، كما وثَّقَ نصوصه وأصوله بصورة لا يضل سالكها.
ثانيًا: المحقق ألحق جملًا في الهامش إما أنها تكميل لمعنى، وإما تقييد لجملة، وعَزَا هذه الهوامش إلى مصادرها من كتب المؤلف -غالبًا- وبعضها من غيرها، وبهذا أكمل عمل المؤلف من علمه وكتبه.
ثالثًا: المحقق أخرج الكتاب بتنسيق وترتيب، صار هذا الإخراج كالْمَعْلَم لقارئه، وكالمفسر لتاليه، مما سهل معناه وقرب أقصاه، وبهذا كله فإنني أنصح المسئولين بتدريس الكتاب بالفصول التى تناسبه، كما أنصح الطلاب الشادين أن يعتمدوه السلم إلى دراسة الفقه، وأن يجعلوه المدخل إلى ما بعده من الكتب الكبار، والله الموفق. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه: عبد الله بن عبد الرحمن البسام
عضو هيئة كبار العلماء
25/4/1421هـ
مقدمة
المقدمة
…
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الحمد الله، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَتُوبُ إِلَيْهِ، وَنَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِ اَللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صلى الله عليه وآله وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
فإن حاجة المسلمين إلى الكتب النافعة السهلة المختصرة ماسة، إذا لم تعد بكثير منهم قوة على قراءة المطولات، ولا نشاط على التحصيل، ومن هنا نشأت فكرة البحث عن كتاب مختصر، واضح العبارة، قريب المأخذ، فيه عناية بالدليل، وبعد عن التطويل، مكتوب بيد عالم معروف بطول الباع في فقه الشريعة، وسعة الاطلاع في علوم الملة، مشهور باتباع الدليل، وسلامة المعتقد، فوجدت بغيتي في هذا الكتاب: منهج السالكين، وتوضيح الفقه في الدين، لفضيلة الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي، ت 1376هـ، رحمه الله
رحمه واسعة، حيث وجدته كتابًا مفيدًا في بابه، مقتصرًا على أهم المسائل، مع ذكر الدلائل، قد ذلل لقارئه الصعاب، لا يحتاج من قارئه عناء كبيرًا في الفهم والدرس، ينتفع به المبتدي أيما انتفاع، ويستفيد منه العالم في تفقيه الطلاب، ويمكن جعله مقررًا دراسيًّا في المعاهد الإسلامية، كما يمكن وضعه مقررًا في الدورات التى تعقد في أطراف البلاد على أيدى الدعاة، وعلى كلٍ فالكتاب قليل النظير في كتب الفقه، ولذا فقد قمت بخدمته في هذا العمل المتواضع؛ ليعم الانتفاع به، ويسهل الاطلاع عليه، ويتضح المراد من مسائله.
وكانت خلاصة ما عملته فيما يلي:
1-
حصلت -بحمد الله- على نسختين خطيتين من الكتاب، أتحفني بهما أخي فضيلة الشيخ الدكتور: عبد الرحمن بن معلا اللويحق -وفقه الله ورعاه- حين اطلع على عملي في الكتاب، وكنت قد اقتصرت أول الأمر على النسخة التي نشرها فضيلة الشيخ عبد الله الجار الله، رحمه الله، فحثني مشكورًا على الرجوع إلي الأصول الخطية، ثم تفضل بالاتصال بالأخ الكريم: مساعد بن عبد الله السعدي، سبط الشيخ -جزاه الله خيراً- الذي قام مأجورًا بتصوير النسختين وإيصالهما للشيخ، فكانت فرحتى بهذه التحفة كبيرة، وانتفاعي بها عظيمًا، فبارك الله فيهما وجزاهما كل
خير، وإليك وصف النسختين:
أما النسخة الأولي: فهي بخط الشيخ، وخطها واضح جدًّا، وعليها تصحيحات، وتقع في: 22 لوحة، في كل لوحة 38 سطرًا، بيد أن اللوحة الثالثة ساقطة من التصوير والترقيم، وهي تبدأ -في هذه الطبعة- من المسألة: 35، وحتى المسألة:57. وهذه النسخة قد نقلها الشيخ من أصل الكتاب الذي كتبه أول مرة، ولذلك لما مر بالأحاديث الطويلة: كحديث أبي بكر في فريضة الصدقة، وحديث جابر في صفحة الحج، لم ينقلهما، وأحال على الأصل، كما ستلاحظ من التعليقات في هذه الطبعة، وقد رمزت لهذه النسخة بالرمز: أ.
وأما النسخة الثانية: فهي بخط أحد تلاميذ الشيخ، وخطها عصري واضح، وعليها تصحيحات، وتقع في: 109 صفحات، في كل صفحة 14 سطرًا. وقد رمزت لهذه النسخة بالرمز: ب.
وقد قابلت بين هاتين النسختين والمطبوع الذي أصدره الشيخ عبد الله الجار الله، ولعل الأصل الخطي الذي نقلت منه النسخة: ب، ومطبوع الشيخ عبد الله كان واحدًا؛ لكثرة الاتفاق بينهما، وأثبت عند الاختلاف ما في النسخة: أ، التي بخط الشيخ، إلا إذا ترجح لدي ما في النسختين، أو
كانت فيهما زيادة مفيدة فإني أثبت ذلك، وأشير إليها في الهامش، ولم أشر إلى الفروق الطفيفة التي لا أثر لها، كذكر الصلاة على النبي في إحداها، أو الترضي عن صاحبٍ، ونحو ذلك.
2-
خرجت الآيات القرآنية، وجعلتها في صلب الكتاب بين معكوفتين لئلا أثقل الحواشي، كما خرجت الأحاديث مقتصرًا في تخريج الأحاديث على الصحيحين إن كل فيهما، وإن كان في غيرهما ذكرت أهم من خرجه من الأئمة، وإذا وجدت كلامًا على الحديث من أحدهم ذكرته وقد أؤيده بأقوال من جاء بعدهم، وإلا عرجت على أحكام المتأخرين.
3-
شرحت الغامض من كلماته، وبينت المراد من مصطلحاته، كما ضبطت بالشكل كل ما يحتاج إلى ضبط.
4-
نقلت ترجيحات الشيخ السعدي الفقهية من كتبه الأخرى، مما رأيته مهمًا للقارئ، سواء كانت تلك الترجيحات زيادة على ما في هذا الكتاب، أو تأكيدًا لما فيه، أو مخالفة للقول الذي اختاره الشيخ في هذا الكتاب، وأهم كتب الشيخ التي اعتمدتُ عليها في نقل آرائه واختياراته:
أ- المختارات الجلية في المسائل الفقهية، وهو استدراكات من الشيخ على المسائل المرجوحة في كتاب: الروض المربع، أكثر كتب المذهب الحنبلي تداولاً بين الطلبة.
ب- نور البصائر والألباب في أحكام العبادات والمعاملات والحقوق والآداب، ألَّفه الشيخ عام 1374هـ، ولم يطبع إلا عام 1420هـ، بتحقيق الدكتور: خالد بن عثمان السبت.
جـ- إرشاد أولي البصائر والألباب لنيل الفقه بأقرب الطرق وأيسر الأسباب، بطريق مرتب على السؤال والجواب.
د- القواعد والأصول الجامعة، والفروق والتقاسيم البديعة النافعة.
5-
رقمت المسائل، وبدأت كل مسالة بسطر جديد، تيسيرًا للفهم، وإعانة على القراءة والتعليق لمن استشرح الكتاب، أو أراد تدوين الفوائد والشوارد عليه، وإذا وضعت للحديث رقمًا مستقلًا فإن هذا يعني أن الحديث ليس دليلًا لمسألة سابقة أو حكم متقدم، أما إذا وضعت أمامه نجمة فيعني أن الحديث دليل لمسألة متقدمة على عادة المؤلف في جمع الأدلة أحيانًا في آخر الفصل.
6-
عنونت لما أغفل المؤلف وضع عنوان له، قصدًا للبيان عن مضامين الكتاب بأيسر الأسباب، وجعلت تلك العناوين بين مركنين [] .
7-
ترجمت للمؤلف ترجمة وسيطة؛ لا مختصرة ولا بسيطة.
وقد بذلت جهدي، فإن أصبت فمن الله وحده، وإن
أخطأت فمن نفسي والشيطان، والله أسأل أن يتوب علي ويتجاوز عني، ورجائي ممن رأي فيه نقصًا أو عيبًا أن يبلغني به، ويرشدني إليه، وله مني جزيل الشكر وخالص الدعاء.
وختامًا: أتوجه بالشكر لله العلي القدير الذي مكنني من القيام بهذا العمل، وأعانني عليه، له الحمد أولاً وآخرًا وظاهرًا وباطنًا.
ثم أثني بالشكر لكل من قدم لي عونًا على إخراج هذا الكتاب، وأخص بالذكر منهم الأخ: موسى بن يوسف بن عيسى، حيث أعانني على المقابلة بين المخطوطتين، والأخ: محمد صلاح صالح، والأخ: وليد الغامدي، وشقيقي علي، حيث تكرموا بإبداء ملاحظات مهمة، كانت محل الاستحسان والعناية، كما لا أنسى الجهد الذي بذلته أم عبد الله لخدمة هذا العمل، فجزاهم الله جميعًا عني كل خير، وأجزل لهم المثوبة.
اللهم اجعل عملي لوجهك خالصًا، ولعبادك نافعًا، ولي قربة وذخرًا، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.
أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الخضيري
ص. ب/ 360398، الرياض/ 11313.
E mail: mkh @ islamway. net
E mail: moakha @ hotmail. com