الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قُلْتُ: هُوَ فِي الصَّحِيحِ، غَيْرَ قَوْلهِ:"فَإنْ تَابَ مِنْهَا، فَامْحُوهَا عَنْهُ"(1).
9 - باب في عمر المسلم والنهي عن تمنيه الموت
2462 -
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، حدثنا أبو الطاهر، حدثنا ابن وهب، حدثني يحيى بن أيوب، عن حميد قال:
سَمِعْتُ أنَسَ بْنَ مَالِكٍ أنَّ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لا يَتَمَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ فِي الدُّنْيَا، وَلكِنْ لِيَقُلِ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْراً لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْراً لِي وَأفْضَلَ"(2).
= وانظر الضعفاء الكبير للعقيلي 2/ 87 - 88، وميزان الاعتدال 2/ 77 - 78، وتنزيه الشريعة المرفوعة 1/ 61، والباعث الحثيث عمن رمي بوضع الحديث ص (120).
والحديث في صحيح ابن حبان برقم (381) بتحقيقنا. وقد ابتدأ فيه بالفقرة المتعلقة بفعل السيئة.
وقد ذكره صاحب كنز العمال فيه 4/ 235 برقم (10317) ونسبه إلى ابن حبان.
(1)
متفق عليه، وقد فصلنا تخريجه في مسند الموصلي 11/ 171 - 172 برقم (6282) وعلمنا عليه، فانظره إذا أردت. وانظر جامع الأصول 9/ 569، والترغيب والترهيب 1/ 59.
(2)
إسناده قوي، يحيى بن أيوب هو المصري، وقد بسطنا القول فيه عند الحديث المتقدم برقم (2311).
وأخرجه أبو يعلى في المسند 6/ 427 برقم (3799) من طريق عبد الأعلى، حدثنا المعتمر بن سليمان، وأخرجه أيضاً أبو يعلى برقم (3847) من طريق أبي خيثمة، حدثنا يزيد بن هارون، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= كلاهما: أخبرنا حميد، بهذا الإسناد.
وأخرجه القضاعي في مسند الشهاب 2/ 86 برقم (937) من طريق الحسين بن الحسن، أنبأنا المعتمر بن سليمان، أنبأنا حميد، به.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" برقم (1560) من طريق عبد الله بن الهيثم بن عثمان، وأخرجه أبو يعلى 6/ 9 برقم (3227) من طريق أحمد بن إبراهيم الدورقي، كلاهما حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة، عن قتادة: سمعت أنساً، به.
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" برقم (1057) من طريق علي بن حجر، حدثنا إسماعيل، وأخرجه أيضاً فيه برقم (1059) من طريق محمد بن بشار، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، كلاهما عن عبد العزيز بن صهيب: أنه سمع أَنس مالك، به.
وأخرجه النسائي أيضاً في "عمل اليوم والليلة " برقم (1061) من طريق إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا النضر، حدثنا شعبة، حدثني علي بن زيد: سمعت أَنس بن مالك، به.
وأخرجه البغوي في "شرح السنة" 5/ 257 برقم (1444) من طريق علي بن الجعد، أخبرنا شعبة، عن ثابت، عن أَنس، به.
ولتمام تخريجه انظر مسند الموصلي 6/ 9 برقم (3227)، وجامع الأصول 2/ 554، والحديثين التاليين.
وهذا الحديث في الصحيحين، ولفظ البخاري:"لا يَتَمَنَّيَن أحدكم الموت من ضر أصابه، فإن كان لا بد فاعلاً فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي". أي ليس فيه "في الدنيا"، و"وأفضل".
وقال الحافظ في "فتح الباري" 10/ 128: "لا يتمنين أحدكم الموت
…
الخطاب للصحابة، والمراد هم، ومن بعدهم من المسلمين عموماً.
وقوله: (من ضر أصابه) حمله جماعة من السلف على الضر الدنيوي، فإن وجد الضر الأخروي بأن خشي الفتنة في دينه، لم يدخل في النهي، ويمكن أن يؤخذ ذلك بن رواية ابن حبان (
…
لضر نزل به في الدنيا) على أن (في) في هذا الحديث =
2463 -
أخبرنا الفضل بن الحباب، حدثنا مسدد بن مسرهد، حدثنا عبد الوارث بن سعيد، عن عبد العزيز بن صهيب.
عَنْ أنَس
…
فَذَكَرَ نَحْوَهُ (1).
2464 -
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي، حدثنا يحيى بن أيوب المقابري، حدثنا إسماعيل بن جعفر، أخبرني حميد.
عَنْ أنَس
…
فَذَكَرَ نَحْوَهُ (2).
= سببية، أي بسبب أمر من الدنيا.
وقد فعل ذلك جماعة من الصحابة، ففي الموطأ عن عمر أنه قال: اللهم كبرت سني، وضعفت قوتي، وانتشرت رعيتي، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفرط.
وأخرجه عبد الرزاق من وجه آخر عن عمر.
وأخرج أحمد وغيره من طريق عبس- ويقال: عابس- الغفاري أنه قال: يا طاعون خذني، فقال له عليم الكندي: لم تقول هذا؟. ألم يقل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يتمنين أحدكم الموت؟). فقال: إني سمعته يقول: (بادروا بالموت ستأ: إمرة السفهاء، وكثرة الشرط، وبيع الحكم
…
) الحديث.
وأخرج أيضاً أحمد من حديث عوف بن مالك نحوه، وأنه قيل له: ألم يقل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: (ما عمر المسلم كان خيراً له؟). الحديث. وفيه الجواب نحوه.
وأصرح منه في ذلك حديث معاذ الذي أخرجه أبو داود، وصححه الحاكم في القول في دبر كل صلاة، وفيه:(وإذا أردت بقوم فتنة فتوفني إليك غير مفتون) ......
قوله: (فليقل
…
) وهذا يدل على أن النهي عن تمني الموت مقيد بما إذا لم يكن على هذه الصيغة، لأن في التمني المطلق نوع اعتراض ومراغمة للقدر المحتوم، وفي هذه الصورة المأمور بها نوع تفويض وتسليم للقضاء".
(1)
إسناده صحيح، وهو في الإِحسان 4/ 285 - 286 برقم (2990) ولفظه لفظ ما في الصحيح. فهو ليس على شرط الهيثمي. وانظر سابقه ولاحقه.
(2)
إسناده صحيح، وهو في الإِحسان 2/ 158 برقم (965). ولفظه أيضاً مثل ما جاء في =
2465 -
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى بعسكر مكربن، حدثنا محمد بن عثمان العقيلي، حدثنا عبد الأعلى، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبي سلمة.
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخِيَارِكُمْ؟ ". قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: "خِيَارُكُمْ، أطْوَلُكُمْ أعْمَاراً، وَأحْسَنُكُمْ أعْمَالاً"(1).
= الصحيح، فهو ليس على شرط الهيثمى أيضاً.
(1)
إسناده جيد فقد صرح ابن إسحاق بالتحديث الإحسان من هذه الطريق، ومحمد ابن عثمان العقيلي بسطنا القول فيه عند الحديث المتقدم برقم 7241). وهو في الإحسان 4/ 276 - 277 برقم (2970).
والحديث تقدم برقم (1919) وهناك استوفينا تخريجه. ونضيف هنا: وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 254 - 255 برقم (16269)، والبيهقي في الجنائز 3/ 371 باب: طوبى لمن طال عمره وحسن عمله، من طريق جعفر بن عون، حدثنا محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.
ونسبه صاحب الكنز 3/ 10 برقم (5617) إلى أحمد، والبزار.
ويشهد له حديث عبد الله بن بسر عند أحمد 4/ 190 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، وأخرجه الترمذي في الزهد (2330) باب: ما جاء في طول العمر للمؤمن، من طريق أبي كريب، حدثنا زيد بن الحباب، كلاهما عن معاوية بن صالح. عن عمرو بن قيس قال: سمعت عبد الله بن بسر يقول: جاء أعرابي إلى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رَسُول الله، أي الناس خير؟. قال:"من طال عمره وحسن عمله".
وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه".
وقال: "وفي الباب عن أبي هريرة، وجابر".
كما يشهد له حديث أبي بكرة عند أحمد 5/ 40، 44، 47، 48، 49، 50، =
2466 -
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع، حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، حدثنا عبد العزيز بن محمد، وابن أبي حازم- يزيد أحدهما على صاحبه- عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن.
عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ الله قَالَ: قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَجُلانِ مِنْ بُلَيٍّ (1) وَكَانَ إِسْلامُهُمَا جَمِيعاً وَاحِداً، وَكَانَ أَحَدُهُمَا أَشَدَّ اجْتِهَاداً مِنَ الْآخَرِ، فَغَزَا الْمُجْتَهِدُ وَاسْتُشْهِدَ، وَعَاشَ الآخَرُ سَنَةً حَتَّى صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ
= وعند الترمذي (2331) باب: ما جاء في طول العمر للمؤمن. وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".
وأخرجه الحاكم 1/ 339 شاهداً صحيحاً لحديث جابر، وصححه الذهبي على شرط مسلم.
وحديث جابر عند الحاكم 1/ 339 وصححه، ووافقه الذهبي. وانظر كنز العمال 15/ 667.
(1)
عند أحمد 2/ 333: "أن رجلين من بُلَى وهم حَيّ من قضاعة".
وبُلَيّ- بضم الباء الموحدة، وفتح اللام-: قال ياقوت الحموي في "معجم البلدان" 1/ 494: "في كتاب نصر: البلي: تل قصير أسفل حاذة، بينها وبين ذات عرق- مهل أهل العراق-
…
وقال الحفصي: من مياه عرمة بلْوّ وبُلَيّ".
وقال البكري في "معجم ما استَعجم" 1/ 112: "ويصب على الحاضرة البُلَيُّ، وفيه نخل
…
".
وقال الخطيم العكلي أحد اللصوص:
ألا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أبِيتَنَّ لَيْلَةً
…
بِأعْلَى بُلَيٍّ ذِي السَّلامِ وَذِي السِّدْرِ
وقال عمر بن أبي ربيعة:
سَائِلَا الرَّبْعَ بِالْبُلَيِّ وَقُولَا:
…
هِجْتَ شَوْقاً لِيَ الْغَدَاةَ طَوِيلا =
مَاتَ. فَرأى طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ الله خَارِجاً خَرَجَ مِنَ الْجَنَّةِ فَأَذِنَ للَّذِي تُوُفِّي آخِرَهُمَا، ثُمَّ خَرَجَ فَأَذِنَ لِلَّذِي اسْتُشْهِدَ، ثُمَّ رَجَعَ إلَى طَلْحَةَ فَقَالَ: ارْجِعْ فَإنهُ لَمْ يأْن لَكَ. فَأصْبَحَ طَلْحَةُ يُحَدِّثُ بِهِ النَّاسَ، فَبَلَغَ ذلِكَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فَحَدَّثُوهُ الْحَدِيثَ وَعَجِبُوا، قَالُوا: يَا رَسُول الله (201/ 1) كَانَ أَشَدَّ الرَّجُلَيْنِ اجْتِهَاداً، وَاسْتُشْهِدَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَدَخَلَ هذَا الجَنَّةَ قَبْلَهُ؟.
فَقَالَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: "ألَيْسَ قَدْ مَكَثَ هذا بَعْدَهُ سنة؟ " قَالُوا: نعم، قَالَ:"وَأدْرَكَ رَمَضَانَ وَصَامَهُ وصلى كَذَا وَكَذا فِي الْمَسْجِدِ فِي السَّنَةِ؟ ". قَالُوا: بَلَى يَا رَسُول الله، قَالَ:"فَلَمَا بَيْنَهُمَا أبْعَدُ مِمَّا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأرْضَ"(1).
= وقال جميل:
بَيْنَ عَلْيَاءِ وَابِشٍ فَبُلَيٍّ
…
هَاجَ مَنْسِيَّ شَوْقِنَا، وَشَجَانَا
(1)
إسناده قوي، متصل إذا كان أبو سلمة سمعه من طلحة، انظر مسند الموصلي 2/ 20، ويعقوب بن حميد بن كاسب قال الدوري في "تاريخ يحيى" 3/ 173 برقم (772):"سمعت يحيى يقول: ابن كاسب ليس بشيء". وقال- النسائي: "ليس بشيء". ونقل ابن عدي بإسناده في الكامل 7/ 2608 عن مُضر بن محمد: "سألت يحيى بن معين عن يعقوب بن حميد بن كاسب، فقال: ثقة".
وقال ابن محرز في معرفة الرجال 1/ 52 برقم (20): "وسمعت يحيى بن معين، وذكر عنده يعقوب بن كاسب فقال: كذاب، خبيث، عدو لله، محدود. قيل له: فمن كان محدوداً لا يقبل حديثه؟. فقال: لا، لا يقبل حديث من حُدّ".
وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 206: "أنبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال: سمعت يحيى بن معين يقول- وذكر ابن كاسب فقال: ليس بثقة.
قلت: من أين قلت ذاك؟ قال: لأنه محدود. قلت: أليس في سماعه ثقة؟. قال: بلى".
وقال أبو زرعة في حديث رواه: "قلبي لا يسكن على ابن كاسب". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقال ابن أبي حاتم أيضاً: "سمعت أبي يقول: هو ضعيف الحديث". وقال صالح جزرة: "تكلم فيه بعض الناس".
وذكر ابن شاهين ما قاله ابن معين في "تاريخ أسماء الثقات" ص (265) ثم قال: "قال ابن أبي خيثمة: قلت لمصعب الزبيري: أن يحيى بن معين يقول في ابن كاسب: إن حديثه لا يجوز لأنه محدود. قال: بئس ما قال إنما حسده الطالبيون في التحامل، وليس حدود الطالبيين عندنا بشيء. وابن كاسب ثقة، صاحب حديث".
وقال البخاري: "لم نر إلا خيراً، هو في الأصل صدوق".
وقال العقيلي في "الضعفاء الكبير" 4/ 446 - 447: "حدثنا زكريا بن يحيى الحلواني قال: رأيت أبا داود السجستانى صاحب أحمد بن حنبل قد ظاهر بحديث ابن كاسب، وجعله وقايات على ظهور ركبته، فسألته عنه فقال: رأينا في مسنده أحاديث أنكرناها، فطالبناه بالأصول فدافعها، ثم أخرجها بعد، فوجدنا الأحاديث في الأصول مغيرة بخط طريّ: كانت مراسيل فأسندها وزاد فيها".
وقال مسلمة: "ثقة". وقال الحاكم أبو عبد الله: "لم يتكلم فيه أحد بحجة".
وقال ابن حبان في ثقاته 9/ 285: "وكان ممن يحفظ، جمع وصنف، واعتمد على حفظه، فربما أخطأ في الشيء بعد الشيء، وليس خطأ الإِنسان في شيء يَهِمُ فيه- ما لم يفحش ذلك منه- بمخرجه عن الثقات إذا تقدمت عدالته".
وقال ابن عدي في كامله 7/ 2609: "ويعقوب بن كاسب لا بأس به وبرواياته وهو كثير الحديث والغرائب ...... وإذا نظرت إلى مسنده، علمت أنه جماع للحديث، صاحب حديث".
وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 4/ 451 وقد أورد بعض ما تقدم: "كان من علماء الحديث، لكنه له مناكيرِ وغرائب، وحديثه في صحيح البخاري في موضعين: في الصلح، وفيمن شهد بدراً
…
".
وقال الذهبي في "المغني في الضعفاء" 2/ 758: "روى عنه البخاري في صحيحه فقال: يعقوب. ولم ينسبه، وقواه".
وأخرج ابن ماجه حديث "لو أخطأتم حتى تبلغ خطاياكم السماء
…
" وفي إسناده يعقوب، فقال البوصيري: "هذا إسناد حسن، ويعقوب بن حميد مختلف فيه". كما حسن العراقي إسناده في تخريجه أحاديث الإحياء 4/ 12. =