المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌33 - باب ماجاء في عيش السلف - موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان - ت حسين أسد - جـ ٨

[نور الدين الهيثمي]

فهرس الكتاب

- ‌21 - باب ما يقول إذا ركب الدابة

- ‌38 - كتاب الأدعية

- ‌2 - باب الصلاة على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌3 - باب حسن الظن بالله تعالى

- ‌4 - باب ما جاء في فضل الدعاء

- ‌5 - باب لا يتعاظم على الله تعالى شيء

- ‌6 - باب سؤال العبد جميع حوائجه

- ‌7 - باب الإِشارة في الدعاء

- ‌8 - باب في دعوة المظلوم والمسافر في الطاعة والصائم وغيرهم

- ‌9 - باب إعادة الدعاء

- ‌10 - باب النهي عن دعاء الإنسان على نفسه وعلى غيرها

- ‌11 - باب في الجوامع من الدعاء

- ‌12 - باب أدعية رَسُول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌13 - باب

- ‌14 - باب

- ‌15 - باب فيمن منع الخير عن أكثر المسلمين

- ‌16 - باب في سؤال الجنة والاستجارة من النار

- ‌17 - باب فيمن همته للآخرة

- ‌18 - باب

- ‌19 - باب الاستعاذة

- ‌39 - كتاب التوبة

- ‌1 - باب ما جاء في الذنوب

- ‌2 - باب إلى متى تقبل التوبة

- ‌3 - باب المؤمن يسهو ثم يرجع

- ‌4 - باب في الندم على الذنب والتوبة منه

- ‌5 - باب فيمن أذنب ثم صلى واستغفر

- ‌6 - باب فيما يكفر الذنوب في الدنيا

- ‌7 - باب ما جاء في الاستغفار

- ‌8 - باب فيمن عمل حسنة أو غيرها أو هم بشيءٍ من ذلك

- ‌9 - باب في عمر المسلم والنهي عن تمنيه الموت

- ‌10 - باب أعمار هذه الأمة

- ‌11 - باب فى حسن الظن

- ‌40 - كتاب الزهد

- ‌1 - باب فتنة المال

- ‌2 - باب فيمن يحرص على المال والشرف

- ‌3 - باب فيمن أحب دنياه أو آخرته

- ‌4 - باب إذا أحب الله عبداً حماه الدنيا

- ‌5 - باب منه

- ‌6 - باب فيما قل وكفى

- ‌7 - باب فيمن تفرغ لطاعة الله تعالى

- ‌8 - باب فيما يكفي من الدنيا

- ‌9 - باب فيمن يأكل نصيب الفقراء وهو غني

- ‌10 - باب لا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب

- ‌11 - باب فيما لابن آدم من الدنيا

- ‌12 - باب الدنيا سجن المؤمن

- ‌13 - باب مثل الدنيا

- ‌14 - باب المواعظ

- ‌15 - باب

- ‌16 - باب الخوف من الله تعالى، وأنه سبحانه يعذب من يشاء ويرحم من يشاء

- ‌17 - باب اجتناب المحقرات

- ‌18 - باب فيما كرهه الله تعالى من العبد

- ‌19 - باب ما جاء في الرياء

- ‌20 - باب فيمن أصبح آمنا معافى

- ‌21 - باب في المتقين

- ‌22 - باب محبة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌23 - باب المرء مع من أحب

- ‌24 - باب في المتحابين لله

- ‌25 - باب إعلام الحب

- ‌26 - باب علامة حب الله تعالى

- ‌27 - باب فيمن يسر بالعمل

- ‌28 - باب ما جاء في الشهرة

- ‌29 - باب فيمن جاهد نفسه

- ‌30 - باب الغنى غنى النفس

- ‌31 - باب فيمن يصلح للصحبة

- ‌32 - باب في الخوف والرجاء

- ‌باب فضل الفقراء يأتي في آخر الزهد

- ‌33 - باب ماجاء في عيش السلف

- ‌34 - باب في القناعة

- ‌35 - باب ما جاء في اللسان

- ‌36 - باب ما جاء في التوكل

- ‌37 - باب في الورع

- ‌38 - باب قرب الأجل

- ‌39 - باب ذكر الموت

- ‌40 - باب ما جاء في الفقراء ومن لا يؤبه له

- ‌41 - كتاب البعث

- ‌1 - باب ما جاء في الصور

- ‌2 - باب قيام الساعة

- ‌3 - باب ما جاء في عجب الذنب

- ‌4 - باب كيف يبعث الناس

- ‌5 - باب في مقدار يوم القيامة

- ‌6 - باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم-وأمته

- ‌7 - باب كيف يبعث الذين يكون أموال اليتامى ظلماً

- ‌8 - باب كيف ينصب للكافر

- ‌9 - باب دُنُوّ الشمس وعرق الناس

- ‌10 - باب ما جاء في الحساب

- ‌11 - باب شهادة الأرض

- ‌12 - باب حساب الفقراء

- ‌13 - باب عرض المؤمنين والكافرين

- ‌14 - باب جامع في البعث والشفاعة

- ‌15 - باب شفاعة إبراهيم صلى الله عليه وعلى نبينا وسلم

- ‌16 - باب في شفاعة الصالحين

- ‌17 - باب في شفاعة الملائكة والنبيين

- ‌18 - باب في حوض النبي-صلى الله عليه وسلم

- ‌19 - باب صفة جهنم

- ‌20 - باب

- ‌21 - باب عرض مقاعدهم عليهم من الجنة والنار

- ‌22 - باب صفة الكافر في جهنم

- ‌23 - باب في أهون أهل النار عذاباً

- ‌42 - كتاب صفة الجنة

- ‌1 - باب صفة أبواب الجنة

- ‌2 - باب فيما في الجنة من الخيرات

- ‌3 - باب في أنهار الجنة

- ‌4 - باب في شجر الجنة

- ‌5 - باب فرش أهل الجنة

- ‌6 - باب في نساء أهل الجنة وفضل موضع القدم من الجنة على الدنيا وما فيها

- ‌7 - باب فيمن يشتهي الولد في الجنة

- ‌8 - باب في أكل أهل الجنة وشربهم

- ‌9 - باب في أدنى أهل الجنة منزلة

- ‌10 - باب في كثرة من يدخل الجنة من هذه الأمة

- ‌11 - باب تفاضل منازل أهل الجنة

- ‌12 - باب فيمن يدخل الجنة (218/ 1) بغير حساب

- ‌13 - باب عرض الزيادة على أهل الجنة

الفصل: ‌33 - باب ماجاء في عيش السلف

‌باب فضل الفقراء يأتي في آخر الزهد

‌33 - باب ماجاء في عيش السلف

2525 -

أخبرنا (1) أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا موسى بن محمد بن حيان، بصري، ثبت، حدثنا الضحاك بن مخلد، عن المبارك ابن فضالة، عن الحسن.

عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ عَلَى سَرِير وَهُوَ مُرْمَلٌ بشَريطٍ (2)، قَالَ: فَدَخَلَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَدَخَلَ عُمَرُ- رضوان الله عليه- فَانْحَرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم-فَإِذَا السَّرِيرُ قَدْ أَثَّرَ بَجَنْبِهِ، فَبَكَى عُمَرُ وَقَالَ: وَالله إِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّكَ أَكْرَمُ عَلَى اللهِ مِنْ كِسْرَى وَقَيْصَرَ، وُهُمَا يَعِيثَان (3) فِيمَا هُمْ فِيه.

= المستدرك. ولا أدري إن كان أخرجه في مكان آخر وقال ما نقله عنه المنذري.

وانظر "تحفة الأشراف" 6/ 352 برقم (8855)، وكنز العمال 1/ 44، 296 برقم (109، 1421).

(1)

لقد سقط من النسخة (س) من هنا حتى آخر قوله: "صلى الله عليه وسلم في الحديث الآتي برقم (2528).

(2)

يقال: رمل الحصيرَ، وَأَرْمَلَهُ، فهو مَرْمُولٌ، ومُرْمَلٌ، إذا نسجه. والشريط: حبل يفتل من الخوص، والمراد: أن السرير قد نسج وجهه بالسعف، ولم يكن على السرير وطاء.

(3)

في الأصلين "يعيشان" وهو تحريف. وعاث، قال ابن فارس في "مقاييس اللغة" 4/ 190: "العين، والياء، والثاء، أصلان صحيحان أو متقاربان، أحدهما: الإسراع في الفساد، والآخر تطلب الشيء على غير بسيرة.

فالأول قولهم: عاث، يعيث، إذا أسرع في الفساد

".

ص: 208

قَالَ صلى الله عليه وسلم: "أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَهُمَا الدُّنْيَا وَلَنَا الأخِرَةُ؟ ".

قَالَ: بَلَى. قَالَ: فَسَكَتَ (1).

2526 -

أخبرنا عبد الله بن قحطبة بفم الصِّلْح، حدثنا عبد الله بن معاوية الْجُمَحيّ، حدثنا ثابت بن يزيد، عن هلال بن خباب، عن عكرمة.

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: دَخَلَ عُمَرُ- رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى سَرِيرٍ قَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِهِ فَقَالَ: يَا رَسُول الله لَوِ اتَّخَذْتَ فِرَاشاً أَوْثَرَ مِنْ هذَا؟. فَقَالَ: "يَا عُمَرُ، مَالِيَ وَلِلدُّنْيَا، وَمَا لِلدُّنْيَا وَلِي؟ " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مَثَلِي وَمَثَلُ الدُّنْيَا إِلا كَرَاكِبٍ سَارَ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ، فَاسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، ثُمَّ رَاحَ وتركها" (2).

(1) إسناده ضعيف، المبارك بن فضالة موصوف بالتدليس والتسوية وقد عنعن، وأما سماع الحسن البصري من أَنس فثابت، قال أحمد:"سمع الحسن من أَنس بن مالك". وقال أبو حاتم: "يصح للحسن سماعه من أَنس بن مالك". وأما أنه عنعن، فإن مسلماً قد أخرج له في الامارة (1854) باب: وجوب الإنكار على الأمراء، دون تصريح بالسماع.

والحديث في الإحسان 8/ 94 برقم (6328).

وهو في مسند الموصلي 5/ 168 - 169 برقم (2783).

وأخرجه أبو يعلى أيضاً برقم (2882) وفي هذا المكان استوفينا تخريجه.

ويشهد له حديث عمر في الصحيحين، وقد استوفينا تخريجه في مسند الموصلي برقم (164). وانظر "جامع الأصول" 2/ 407.

(2)

هلال بن خباب أبو العلاء، ترجمه البخاري في الكبير 8/ 210 - 211 وقال: "قال:

ص: 209

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= لي عبد الله بن أبي الأسود، عن يحيى بن سعيد قال: أتيت هلالاً ركان قد تغير قبل موته".

وقال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 75 مثل قول البخاري، وأضاف "من كبر السن".

وقال ابن الجنيد في سؤالاته يحيى بن معين ص (342) برقم (288): "سألت يحيى بن معين عن هلال بن خباب وقلت: إن يحيى القطان يزعم أنه تغير قبل أن يموت واختلط. فقال يحيى: لا، ما اختلط ولا تغير. قلت ليحيى: فثقة هو؟. قال: ثقة مأمون".

وقال الدوري في تاريخ ابن معين 4/ 83 برقم (3247): "سألت يحيى عن هلال ابن خباب؟ فقال: ثقة".

وقال عثمان بن سعيد الدارمي في تاريخه ص (223) برقم (843): "سألت يحيى بن معين عن هلال بن خباب؟. فقال: ثقة".

وأورد ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 9/ 75 بإسناده إلى أحمد بن حنبل أنه قال: "هلال بن خباب شيخ، ثقة".

وقال ابن أبي حاتم أيضاً: "سألت أبي عن هلال بن خباب فقال: ثقة، صدوق، وكان يقال تغير قبل موته من كبر السن".

وقال يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/ 90: "حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان، عن هلال بن خباب كان ينزل المدائن، ثقة، إلا أنه تغير، عمل فيه السن".

وقال أيضاً في 3/ 198 وقد ذكر مجموعة من الرواة: "

وعن هلال بن خباب، وهؤلاء كلهم ثقات".

وقال الحاكم أبو أحمد: "تغير بأخرة". وقال العقيلي في "الضعفاء الكبير" 4/ 347: "في حديثه وهم، تغير بأخرة".

وذكره ابن حبان في الثقات 7/ 573 وقال: "يخطئ، ويخالف". ثم ذكره في "المجروحين" 3/ 87 وقال: "كان ممن اختلط في آخر عمره، فكان يحدث بالشيء على التوهم، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، وأما فيما وافق الثقات، فإن احتج به محتج أرجو أن لا يجرح في فعله ذلك ". =

ص: 210

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وقال ابن شاهين في "تاريخ أسماء الثقات" ص (257) برقم (1544): "هلال بن خباب، مدائني، ثقة". وقال أيضاً برقم (1546): "وهلال بن خباب ثقة".

وقال ابن عمار الموصلي. والمفضل بن غسان الغلابي: "ثقة".

وقال ابن عدي في كامله 7/ 2581: "ولهلال بن خباب غير ما ذكرت، وأرجو أنه لا بأس به". وقال الذهبي في كاشفه: " ثقة".

وإذا جمعنا الأقوال السابقة، وتدبرنا ما قاله أئمة هذا الميدان. يتبين لنا أن هلالاً قد تغير، ولكن تغيره ليس اختلاطاً، وإنما هو ذاك التغير الذي ينتاب البشر إذا ما تقدمت بهم السن، وهذه سنة الله في خلقه، فهو ثقة، والإسناد صحيح، إن كان شيخ ابن حبان من الثقات. والله أعلم.

وانظر تاريخ بغداد 14/ 73 - 74، وميزان الاعتدال 4/ 312، والمغني في الضعفاء 2/ 713 - 714.

والحديث في الإحسان 8/ 90 - 91 برقم (6318).

وأخرجه أحمد 1/ 301 من طريق عبد الصمد، وأبي سعيد، وعفان، وأخرجه الطبراني في الكبير 11/ 327 برقم (11898) من طريق عارم أبي النعمان، وأخرجه الحاكم 4/ 309 - 310 من طريق موسى بن إسماعيل، جميعهم عن ثابت بن يزيد، بهذا الإسناد.

وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي.

نقول: هلال بن خباب ليس من رجال أي من الشيخين، فالحديث ليس على شرط واحد منهما.

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 326 باب: في عيش رَسُول الله صلى الله عليه وسلم والسلف، وقال:"ورجال أحمد رجال الصحيح غير هلال بن خباب، وهو ثقة".

وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" 4/ 199 وقال: "رواه أحمد، وابن حبان في صحيحه، والبيهقي".

ويشهد له حديث ابن مسعود عند أحمد 1/ 391، 441، والترمذي في الزهد =

ص: 211

2527 -

أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا حرملة بن يحيى، حدثنا ابن وهب، أخبرني الماضي بن محمد، بصري، ثقة، عن هشام ابن عروة، عن أبيه.

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم سَرِير مُرْمَلٌ بِالْبَرْدِي، عَلَيْهِ كِسَاءٌ أَسْوَدُ، قَدْ حَشَوْنَاهُ بِالْبَرْدِي، فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ عَلَيْهِ، فَإذَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نَائِمٌ عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَآهُمَا اسْتَوَى جَالِساً، فَنَظَرَا، فَإذَا أثَرُ السَّرِيرِ فِي جَنْبِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ.- رِضْوَانُ الله عَلَيْهِمَا-: مَا يُؤْذِيكَ خُشُونَةُ مَا نَرَى مِنْ فِرَاشِكَ وَسَرِيرِكَ؟ وَهذَا كِسْرَى وَقَيْصَرُ عَلَى فُرُشِ الْحَرِيرِ وَالْدِّيبَاجِ. فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: "َلا تَقُولَا هذَا، فَإنَّ فِرَاشَ كِسْرَى وَقَيْصَرَ فِي النَّارِ، وَإِنَّ فِرَاشِي وَسَرِيرِي هذا عَاقِبَتُهُ إلَى الْجَنَّةِ"(1).

= (2378) باب: ما أنا في الدنيا إلا كراكب، وقال الترمذي:"هذا حديث حسن صحيح".

وقد استوفينا تخريجه في مسند الموصلي 8/ 416 برقم (4998). وانظر كنز العمال 3/ 245 برقم (6311)، والترغيب والترهيب 4/ 198. وجامع الأصول 4/ 506.

(1)

الماضي بن محمد ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 442 وقال: "سألت أبي عنه فقال: لا أعرفه، والحديث الذي رواه باطل". وجهل أبي حاتم له ليس بجرح، وقد بسطنا الحديث حول هذه المسألة عند الحديث (6784) في مسند الموصلي.

وقال ابن عدي في كامله 6/ 2425: "منكر الحديث ...... وللماضي غير ما ذكر قليل- وذكر ثلاثة أحاديث- وعامة ما يرويه لا يتابع عليه، ولا أعلم روى عنه غير ابن وهب". وقال ابن يونس: "وكان يضعف".

وقال الذهبي في "المغني في الضعفاء" 2/ 537: "قال أبو حاتم: الحديث الذي رواه باطل". =

ص: 212

2528 -

أخبرنا أبو يعلى، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع، عن حماد بن سلمة، عن ثابت.

عَنْ أنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم (1) -: "لَقَدْ أُوذِيتُ فِي الله، وَمَا يُؤْذَى أَحَدٌ. وَلَقَدْ أُخِفْتُ فِي اللهِ، وَمَا يُخَافُ أَحَدٌ (206/ 2). وَلَقْد أَتَتْ عَلَي ثَلاثٌ مِنْ بَيْنِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ وَمَالِي طَعَامٌ إلَاّ مَا وَارَاهُ (2) إِبْطُ بِلالٍ"(3).

= وقال الذهبي في الكاشف: "فيه جهالة، وله ما ينكر".

وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" 3/ 424: "قال ابن عدي: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: الحديث الذي رواه باطل.

قلت: له أحاديث منكرة، منها بإسناد فيه ضعف بمرة: الزنا يورث الفقر".

نقول: في إسناد هذا الحديث ليث بن أبي سليم، ولعل بلية الحديث منه.

وذكر ابن حبان في الثقات 9/ 195، وقال الحافظ ابن حجر:"قال مسلمة: كان ثقة". وقال عبد الله بن وهب: "أخبرني الماضي بن محمد، بصري، ثقة" وأخبر الناس بالرجل أهله وطلبته، وابن وهب هو الراوي عن الماضي بن محمد، فمثل هذا لا بد أن يكون حسن الحديث والله أعلم.

والحديث في صحيح ابن حبان برقم (704).

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 327 باب: في عيش رَسُول الله صلى الله عليه وسلم والسلف، وقال:"رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عبد العزيز بن يحيى المدني نزيل نيسابور، وهو كذاب".

وذكره المنذري في "الترغيب والترهيب" 4/ 201 وقال: "رواه ابن حبان في صحيحه من رواية الماضي بن محمد". وانظر الحديثين السابقين.

البَرْدي -بفتح الباء، وسكون الراء-: نبات مائي، تسمو ساقه إلى نحو متر أو أكثر، ينمو بكثرة في منطقة المستنقعات بأعالي النيل، وقد صنع منه المصريون ورق البردي المعروف. والبُرْدي- بضم الباء، وسكون الراء-: نوع من جيد التمر.

(1)

نهاية النقص الذي أصاب النسخة (س).

(2)

في (س): "وراه بن وهو خطأ.

(3)

إسناده صحيح، وهو في الإحسان 8/ 182 برقم (6526). =

ص: 213

2529 -

أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا هدبة بن خالد، حدثنا همام، حدثنا قتادة،

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ أُمَّ سُلَيْم بَعَثَتْ مَعَهُ بِقِنَاعٍ (1) فِيهِ رُطَبٌ (2)

إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَجَعَلَ يَقْبِضُ الْقَبْضَةَ فَيَبْعَثُ بِهَا إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ، ثُمَّ يَقْبِضُ الْقَبْضَةَ فَيَبْعَث بِهَا وَإِنَّة لَيَشْتَهِيهِ، فَعَلَ ذلِكَ غَيْرَ مَرَّةٍ (3).

= وهو في مسند الموصلي 6/ 145برقم (3423) وهناك استوفينا تخريجه.

وهو في "تحفة الأشراف"1/ 123 برقم (341)، وجامع الأصول 4/ 687.

وذكره المنذري في "الترغيب والترهيب" 4/ 198 وقال: "رواه الترمذي، وابن حبان في صحيحه، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح".

وانظر كنز العمال 6/ 491 برقم (16678).

(1)

القناع: الطبق الذي يؤكل عليه. ويقال له: القُنْع بكسر القاف وضمها.

(2)

الرطب: ثمر النخل إذا أدرك ونضج قبل أن يتتمر، الواحدة رُطَبة، والجمع أرطاب.

(3)

إسناده صحيح، وهو في صحيح ابن حبان برقم (695) بتحقيقنا.

وأخرجه أحمد 3/ 125، 269 من طريق عبد الصمد، وعفان، كلاهما حدثنا همام، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 3/ 108، 264، وابن ماجه في الأطعمة (3303) باب: الدباء، من طريق ابن أبي عدي، وعبد الله بن بكر، كلاهما عن حميد عن أَنس قال: بعثت معي أم سليم بمكتل فيه رطب إلى رَسُول الله-صلى الله عليه وسلم-فلم أجده، وخرج قريباً إلى مولى له دعاه، صنع له طعاماً. قال: فأتيته، فإذا هو يأكل، فدعاني لأكل معه.

قال: وصنع له ثريداً بلحم وقرع. قال: وإذا هو يعجبه القرع .. قال: فجعلت أجمعه وأدنيه منه. قال: فلما طعم، رجع إلى منزله. قال: ووضعت المكتل بين يديه. قال: فجعل يأكل ويقسم حتى فرغ من آخره. وهذا لفظ أحمد الرواية الأولى.

وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري 9/ 525: "ولابن ماجه بسند صحيح عن حميد، عن أَنس قال: بعثت معي

وأخرج مسلم بعضه من هذه الوجه

". =

ص: 214

2530 -

أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، حدثنا عبيد الله بن سعد، حدثنا عمي، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني عبد الله بن أبي بكر، عَنْ عَمْرَةَ.

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَنْ حَدَّثَكُمْ أنَّا كُنَّا نَشْبَعُ مِنَ التَّمْرِفَقَدْ كَذَبَكُمْ، فَلَمَّا افْتَتَحَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم قُرَيْظَةَ، أَصَبْنَا شَيْئاً مِنْ التمْرِ وَالْوَدَكِ (1).

2531 -

أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا إبراهيم بن

= وقال البوصيري: "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، والحديث قد رواه الأئمة

الستة من طريق أَنس أيضاً بلفظ قريب من هذا".

والحديث الذي أشار إليه البوصيري أخرجه أبو يعلى5/ 264 برقم (2883) من طريق هدبة بن خالد، بإسناد حديثنا هذا. وهناك استوفيت تخريجه وعلقت عليه.

(1)

إسناده صحيح، محمد بن إسحاق صرح بالتحديث، وعم عبيد الله بن سعد هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد، والحديث في صحيح ابن حبان برقم (684).

وذكره المنذري في "الترغيب والترهيب" 4/ 195 وقال: "رواه ابن حبان في صحيحه ".

والودك: هو دسم اللحم ودهنه الذي يستخرج منه. ويقال: ديك وديك، أي ديك سمين.

وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي-صلى الله عليه وسلم-وآدابه" ص (277) من طريق عبد الله ابن رشيد، حدثنا أبو عبيدة مُجاعة، عن سعيد بن أبي عروبة، عن أبي معشر؛ عن النخعي، عن الأسود قال: قلت لعائشة رضي الله عنها: يا أم المؤمنين خبريني عن عيشكم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قالت: "تسألونا عن عيشنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شبع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من هذه الحبة السمراء ثلاثة أيام ليس بينهن جوع. وما شبع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من هذا التمر حتى فتح الله علينا قريظة والنضير".

وانظر أحاديث عائشة برقم (4538، 4539، 4540، 4541) في مسند الموصلي.

ص: 215

الحجاج السامي، حدثنا حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار.

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله قَالَ: جَاءَنَا رَسُولُ الله- صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَر رضي الله عنهما فَأطْعَمْنَاهُمْ رُطَباً، وَسَقَيْنَاهُمْ مِنَ الْمَاءِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"هذَا مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي تُسْألونَ عَنْهُ"(1).

(1) إسناده صحيح، عمار بن أبي عمار ترجمه البخاري في الكبير 7/ 26 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً.

وقال في الصغير 1/ 29: "وقال عمار بن أبي عمار، عن ابن عماس: توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس وستين، ولا يتابع عليه. وكان شعبة يتكلم في عمار".

وقال الدوري في تاريخ ابن معين 4/ 272 برقم (4334): "سمعت يحيى - وسئل عن حديث عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس في المستحاضة؟. فقال: ذاك العاذل يغذو. قال: يعني: يخرج شيء بعد شيء. يعني أبو زكريا في قصة العرق في المستحاضة، ذكر حماد بن سلمة.

قال يحيى: لم يرو شعبة عن عمار بن أبي عمار إلا حديثاً واحداً، بن هو هذا - حديث المستحاضة، حديث ابن عباس في العاذل يغذو- إلا أن شعبة لم يذكر العاذل يغذو، إنما ذكره حماد بن سلمة".

وقال أبو داود: "قلت لأحمد: روى شعبة حديث الحيض عنه، قال: لم يسمع غيره. قلت: تركه عمداً؟. قال: لا، لم يسمع".

وأورد ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 389 بإسناده إلى أحمد أنه قال: "عمار بن أبي عمار ثقة".

وقال ابن أبي حاتم: "سألت أبي عن عمار بن أبي عمار؟. فقال: ثقة، لا بأس به".

ْوقال ابن أبي حاتم أيضاً: "سئل أبو زرعة عن عمار بن أبي عمار مولى بنى هاشم، فقال: ثقة، لا بأس به".

وقال أبو داود: "ثقة". وقال النسائي: "ليس به بأس". وذكره ابن حبان في الثقات 5/ 267 - 268 وقال: "كان يخطىء". وقال الذهبي في كاشفه: "وثقوه".

وقال ابن شاهين في "تاريخ أسماء الثقات" ص (156) برقم (877): "عمار بن =

ص: 216

2532 -

أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عفان، حدثنا أبان العطار، حدثنا قتادة.

عَنْ أنَسٍ: أنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ: "مَا أصْبَحَ فِي آلِ محمد صلى الله عليه وسلم صَاعُ بُرٍّ وَلا صَاعُ تَمْرٍ، وَإِنَّ لَهُ يَوْمَئِذٍ تِسْعَ نِسْوَةٍ (1).

= أبي عمار أثنى عليه حماد، وقال أحمد: هو ثقة، ووثقه يحيى أيضاً". ومما تقدم يتضح أن الرجل ثقة، ومع ذلك فهو من رجال مسلم.

والحديث في الإحسان 5/ 173 - 174 برقم (3402).

وهو في مسند الموصلي 3/ 325 - 326 برقم (1790). وانظر أيضاً الحديث (2152، 2161) في المسند المذكور.

(1)

إسناده صحيح، وهو في الإحسان 8/ 88 برقم (6315).

وأخرجه أبو يعلى 5/ 393 - 394 برقم (3060) من طريق زهير، حدثنا الحسن ابن موسى، حدثنا شيبان، عن قتادة، بهذا الإسناد. وانظر جامع الأصول 4/ 689.

وقال الحافظ في "فتح الباري" 5/ 141: "وقد أخرجه أحمد، وابن ماجه من طريق شيبان المذكورة بلفظ (ولقد سمعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يقول: والذي نفس محمد بيده

".

ولفظ البخاري: "ما أصبح لآل محمد صلى الله عليه وسلم إلا صاع، ولا أمسى، وإنهم لتسعة أبيات".

وقال ابن حجر: "كذا للجميع، وكذا ذكره الحميدي في (الجمع)، وأخرجه أبو نعيم في (المستخرج) من طريق الكجي، عن مسلم بن إبراهيم شيخ البخاري فيه بلفظ (ما أصبح لآل محمد ولا أمسى إلا صاع).

وخولف مسلم بن إبراهيم في ذلك، فأخرجه أحمد، عن أبي عامر، والإسماعيلي من طريقه- والترمذي من طريق ابن أبي عدي، ومعاذ بن هشام، والنسائي من طريق هشام بلفظ (ما أمسى في آل محمد صاع من تمر ولا صاع من حب). وقد تقدم من وجه آخر في أوائل البيوع- برقم (2069) - بلفظ (بر) بدل (تمر)

".

وانظر مسند الموصلي حيث استوفينا تخريجه وعلقنا عليه. وانظر جامع الأصول 4/ 689. =

ص: 217

2533 -

أخبرنا أبو يعلى، حدثمنا أبو خيثمة، حدثنا عفان، أنبأنا أبان بن يزيد، حدثنا قتادة.

حَدَّثَنَا أنَسُ بْنُ مَالِكٍ: أنَّ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لَمْ يَجْتَمِعْ لَهُ غَدَاء وَلا عَشَاء مِنْ خُبْزٍ وَلَحْم إلَا عَلَى ضَفَفٍ (1).

2534 -

أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأنا أبو معاوية، عن هشام بن عروة، عن أبيه.-

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: تُوُفِّيَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَتَرَكَ عِنْدَنَا شَيْئاً مِنْ

= والبر- بضم الباء الموحدة من تحت-: الحب. ويقال للخبز: ابن برة. والبر -بفتح الباء اسم من أسماء الله تعالى، وهو العطوف على عباده، ويقال: رجل بَر إذا كان ذا خير ونفع. أو ذا طاعة لوالديه. والبر- بكسر الباء-: الخير، ويقال: فلان لا يعرف هِراً من بِر إذا كان لا يميز من يكرهه ممن يحبه.

(1)

إسناده صحيح، وهو في الإحسان 8/ 92 - 93 برقم (6325).

وهو في مسند الموصلي 5/ 420 - 421 برقم (3108) وهناك استوفينا تخريجه.

وانظر "تحفة الأشراف" 1/ 299 برقم (1139).

والضفف، قال ابن فارس في "مقاييس اللغة" 3/ 355 - 356: "الضاد والفاء أصل صحيح يدل على أمرين: أحدهما الاجتماع، والآخر القلة والضعف.

فأما الأول فهو الضعف، وهو اجتماع الناس على شيء، ويقال: ماء مضفوف إذا كثر عليه الناس وطعام مضفوف، وفي الحديث أنه عليه السلام لم يشبع من خبز ولحم إلا على ضفف، يراد بذلك كثرة الأيدي على الطعام

وأما الآخر فقولهم: في رأي فلان ضفف، أي: ضعف. ولقيته على ضفف، أي: عجلة لم أتمكن منه". وقيل: الضفف أن تكون الأكلة أكثر من مقدار الطعام، والحفف أن تكون بمقداره. وانظر النهاية لابن الأثير، وغريب الحديث لأبي عبيد 1/ 346 - 347.

ص: 218

شَعِيرٍ، فَمَا زِلْنَا نَأْكل مِنْة حَتَّى كَالَتْهُ الْجَارِيَةُ فَلَمْ يَلْبَثْ أَن فَنِيَ، وَلَوْ لَمْ تَكِلْهُ، لَرَجَوْنَا أن يَبْقَى أَكْثَر (1).

(1) بن إسناده صحيح، وهو في الإحسان 8/ 110 برقم (6381).

وأخرجه الترمذي في القيامة (2469) باب: من بركة النبي-صلى الله عليه وسلم-من طريق هناد، حدثنا أبو معاوية، بهذا الإسناد.

وأخرجه البخاري في الجهاد (3097) باب: نفقة نساء النبي-صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، وفي الرقاق (6451) باب: فضل الفقر، ومسلم في الزهد (2973) من طريق أبي أسامة، وأخرجه أحمد 6/ 108 من طريق سريج، حدثنا ابن أبي الزناد، كلاهما: عن هشام بن عروة، بهذا الإسناد. ولفظ مسلم:"توفي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم-وما في رفي من شيء يأكل ذو كبد إلا شطر شعير في رف لي، فأكلت منه حتى طال علي، فكلته، ففني".

وذكره المنذري في "الترغيب والترهيب" 4/ 204 وقال: "رواه البخاري ومسلم".

وانظر جامع الأصول 4/ 688.

ملاحظة: على هامش (م) ما نصه: "هو في الصحيح بغير هذا السياق".

نقول: يبدو أن هناك تعارضاً بين حديث عائشة هذا، وبين حديث المقدام بن معدي كرب عند البخاري في البيوع (2128) باب: ما يستحب من الكيل، بلفظ أن النبي صلى الله عليه وسلم-قال:"كيلوا طعامكم يبارك لكم ". وزاد كثير من رواته في آخره "فيه".

وفي دفع هذا التعارض. قال المهلب: "ليس بين هذا الحديث، وحديث عائشة

معارضة، لأن معنى حديث عائشة أنها كانت تخرج قوتها- وهو شيء يسير- بغير كيل، فبورك لها فيه مع بركة النبي صلى الله عليه وسلم-فلما كالته علمت المدة التي يبلغ إليها عند إنقضائه".

وقال المحب الطبري: "لما أمرت عائشة بكيل الطعام ناظرة إلى مقتضى العادة، غافلة عن طلب البركة في تلك الحالة ردت إلى مقتضى العادة".

وقال الحافظ في "فتح الباري" 4/ 346: "والذي يظهر لي أن حديث المقدام محمول على الطعام الذي يشترى، فالبركة تحصل فيه بالكيل لامتثال أمر الشارع، وإذا لم يمتثل الأمر فيه بالاكتيال، نزعت منه لشؤم العصيان. =

ص: 219

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وحديث عائشة محمول على أنها كالته للاختبار، فلذلك دخله النقص وهو شبيه بقول أبي رافع لما قال له النبي-صلى الله عليه وسلم: في الثالثة (ناولني الذراع، قال: وهل للشاة إلا ذراعان؟. فقال: لو لم تقل هذا لناولتني ما دمت أطلب منك)، فخرج من شؤم المعارضة انتزاع البركة.

ويشهد لما قلته حديث (لا تحصي فيحصي الله عليك) الآتي.

والحاصل أن الكيل بمجرده لا تحصل به البركة ما لم ينضم إليه أمر آخر، وهو امتثال الأمر فيما يشرع فيه الكيل. ولا تنزع البركة من المكيل بمجرد الكيل ما لم ينضم إليه أمر آخر كالمعارضة، والاختبار

".

نقول: ويشهد لحديث عائشة أيضاً ما أخرجه مسلم في الفضائل (2280) باب: معجزات النبى-صلى الله عليه وسلم-من حديث جابر (أن أم مالك كانت تهدي للنبي صلى الله عليه وسلم في عكة لها سمناً، فيأتيها بنوها فيسألون الأُدْم- وليس عندهم شيء- فتعمد إلي الذي كانت تهدي فيه للنبي صلى الله عليه وسلم فتجد فيه سمناً، فما زال يقيم لها أدم بيتها حتى عصرته، فأتت النبي-صلى الله عليه وسلم-فقال: عصرتيها؟. قالت: نعم. قال: لو تركتيها ما زال قائماً".

وحديث جابر أيضاً عند مسلم (2281) بلفظ "أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم يستطعمه، فأطعمه شطر وَسْق من شعير. فما زال الرجل يأكل منه وأمرأتُهُ وضيفهما حتى كاله. فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لو لم تكله لأكلتم منه، ولقام لكم".

وقال النووي في "شرح مسلم" 5/ 139: " قال العلماء: الحكمة في ذلك أن عصرها، وكيله مضادة للتسليم والتوكل على رزق الله تعالى. ويتضمن التدبير والأخذ بالحول والقوة، وتكلف الإحاطة باسرار حكم الله تعالى وفضله، فعوقب فاعله بزواله".

وقال القرطبي: "سبب رفع النماء من ذلك عند العصر والكيل- والله أعلم- الالتفات بعين الحرص مع معاينة إدرار نعم الله، ومواهب كراماته، وكثرة بركاته، والغفلة عن الشكر عليها، والثقة بالذي وهبها، والميل إلى إلأسباب المعتادة عند مشاهدة خرق العادة.

ويستفاد منه أن من رزق شيئاً، أو أكرم بكرامة، أو لطف به في أمر، فالمتعين عليه موالاة الشكر، ورؤية المنة لله تعالى، ولا يحدث في تلك الحالة تغييراً، والله أعلم". وانظر" تحفة الأحوذي " 9/ 209.

ص: 220

2535 -

أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، حدثنا محمد بن بشار، حدثنا [محمد بن](1) جعفر، حدثنا شعبة، عن داود بن فراهيج، قال:

سَمِعْتُ أبا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: مَا كَانَ لَنَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم طَعَام إِلَاّ الأسْوَدَيْنِ: التَّمْرَ وَالْمَاءَ (2).

(1) ما بين حاصرتين سقط من الأصلين، وقد استدركنا ذلك من مصادر التخريج.

(2)

إسناد حسن من أجل داود بن فراهيج، وقد بسطنا القول فيه عند الحديث المتقدم برقم (1487).

وأخرجه أحمد 2/ 298، 458 من طريق محمد بن جعفر، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 2/ 405، 416 من طريق عفان، وأخرجه ابن حبان في صحيحه (683)، وابن عدي في الكامل 3/ 949 من طريق الفضل بن الحباب، حدثنا أبو الوليد، وأخرجه البزار 4/ 261 برقم (3677) من طريق شبابة، وعبد الله بن رجاء، جميعهم حدثنا شعبة، بهذا الإسناد. وطريق ابن حبان السابقة لم يوردها الهيثمي في موارده.

وقال البزار: "لا نعلم رواه عن داود، عن أبي هريرة إلا شعبة".

نقول: وهل تفرد شعبة أو من هو مثل شعبة علة يعل بها حديث؟!.

وأخرجه أحمد 2/ 354 - 355 من طريق حسن، حدثنا شيبان، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي هريرة، به. والحسن لم يسمع من أبي هريرة. انظر المراسيل ص (34 - 35).

وأخرجه الترمذي في التفسير (3354) باب: ومن سورة ألهاكم التكاثر، من طريق عبد بن حميد، حدثنا أحمد بن يونس، عن أبي بكر بن عياش، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال:" لما نزلت هذه الآية {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}. قال الناس: يا رَسُول الله، عن أي النعيم نسأل وإنما هما الأسودان، والعدو حاضر، وسيوفنا على عواتقنا؟. قال: أن ذلك سيكون".

وخالفه ابن عيينة فقال: "عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن يحيى بن عبد =

ص: 221

2536 -

أخبرنا محمد بن إسحاق بن سعيد السعدي بخبر غريب، أنبأنا علي بن خشرم، حدثنا الفَضْلُ بن موسى، عن عبد الله بن كيسان، حدثنا عكرمة.

عَنِ ابْنِ عَبَّاس قَالَ: خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ بِالْهاجِرَةِ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَسَمِعَ بِذلِكَ عُمَرُ فَقَالَ: يَا أبَا بَكْبر مَا أخْرَجَكَ هذِهِ السَّاعَةَ؟ قَالَ: مَا أخْرَجَنِي إلَاّ مَا أجِدُ مِنْ حَاقِ (1) الْجُوعِ.

قَالَ: وَأنَا وَاللهِ مَا أَخْرَجَنِي غَيْرُهُ. فَبَيْنَمَا هُمَا كَذلِكَ إِذْ خَرَجَ عَلَيْهِمَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "مَا أخْرَجَكمَا هذِهِ السَّاعة؟ ".

= الرحمن بن حاطب، عن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، قال: لما نزلت

". وقد استوفينا تخريجه في مسند الموصلي 2/ 37 برقم (676).

وقال الترمذي: "وحديث ابن عيينة، عن محمد بن عمرو عندي أصح من هذا، وسفيان بن عيينة أحفظ وأصح حديثاً من أبي بكر بن عياش".

وانظر "تحفة الأشراف" 11/ 21 برقم (15121)، وجامع الأصول 2/ 434، ومسند الموصلي 11/ 511 - 513 برقم (3636)، ومعجم شيوخ أبي يعلى برقم (213). وتفسير ابن كثير 7/ 362.

وفي الباب عن عائشة عند البخاري في الهبة (2567)، ومسلم في الزهد (2972). وانظر ابن أبي شيبة 13/ 231.

وقوله: "الأسودان: التمر والماء" هو على التغليب، وإلأ فالماء لا لون له، ولذلك قالوا: الأبيضان: اللبن والماء. وإنما أطلق على التمر أسود لأنه غالب تمر المدينة.

قاله ابن حجر في فتح الباري 5/ 199.

(1)

حاق الجوع: صادق الجوع، والحاق من حَاقَ، يَحيق، حيقاً وَحَاقاً، إذا لزمه ووجب عليه، والحيْق: ما يشتمل على الإنسان من مكروه قال تعالى: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} . وانظر مقاييس اللغة 2/ 125.

ص: 222

قَالا: وَاللهِ مَا أَخْرَجَنَا إلَاّ مَا نَجِدُ فِي بُطونِنَا مِنْ حَاقِ الْجُوعِ. قَالَ: "وَأنَا والذى نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَخْرَجَنِي غَيْرُهُ، فَقُومَا". فَانْطَلَقُوا (207/ 1) حَتَّى أتَوْا بَابَ أَبِي أَيُّوبَ الأنْصَاريّ- وَكَانَ أَبُو أَيوبَ يَدَّخِرُ لِرَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم طَعَاماً مَا كَانَ، أَوْ لَبَناً (1) - فَأَبْطَا عَنْهُ يَوْمَئِذٍ، فَلَمْ يَأْتِ لِحِينِهِ، فَأَطْعَمَهُ لأَهْلِهِ، وَانْطَلَقَ إِلَى نَخْلِهِ يَعْمَلُ فِيهِ، فَلَمَّا انْتَهَوْا إلَى الْبَاب خَرَجَتِ امْرأَتهُ فَقَالَتْ: مَرْحَباً بِنَبِيِّ الله صلى الله عليه وسلم وَبِمَنْ مَعَهُ، فَقَالَ لَهَا النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم:"فَأَيْنَ أَبُو أَيُّوبَ؟ ". فَسَمعَ وَهُوَ يَعْمَل فِي نَخْلٍ لَهُ، فَجَاءَ يَشْتَدُّ، فَقَالَ: مَرْحَباً بِنَبِيِّ الله صلى الله عليه وسلم وَبِمَنْ مَعَهُ، يَا نَبِيَّ الله لَيْسَ بِالْحِينِ الّذِي كُنْتَ تَجيءُ فِيهِ؟. فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:"صَدَقْتَ". قَالَ: فَانْطَلَقَ فَقَطَعَ عِذْقاً (2) مِنَ الَنَّخْلِ فِيهِ مِنْ كُلٍّ مِنَ التَّمْرِ والرُّطَب وَالْبُسْرِ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:"مَا أرَدْتَ إِلَى هذَا؟، أَلَا جَنَيْتَ لَنَا مِنْ تَمْرِهِ". قًالَ: يَا نَبِيّ الله، أحْبَبْتُ أن تَأكُلَ مِنْ تَمْرِهِ وَرُطَبِهِ وَبُسْرِهِ، وَلأذْبَحَنَ لَكَ مَعَ هذَا. قَالَ:"إِنْ ذَبَحْتَ فَلَا تَذْبَحَنَّ ذَاتَ دَرٍّ"؟ فَأخَذَ عَنَاقاً- أوْ جَدْياً- فَذَبَحَهُ وَقَالَ لامْرأَتهِ: اخْبِزِي وَاعْجِنِي، وَأَنتِ أَعلَمُ بِالْخُبْزِ. فَاخذَ الْجَدْيَ فَطَبَخَهُ وَشَوَى نِصْفَهُ. فَلَمَّا أدْرَكَ الطعَامَ وَوَضَعَ بَيْنَ يَدَي النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ، أَخَذَ مِنَ الْجَدْي فَجَعَلَهُ فِي رَغِيفٍ وقال:"يَا أَبَا أَيُّوبَ ابْلُغْ بِهذَا فَاطِمَةَ فَإِنَّهَا لَمْ تُصِبْ مِثْلَ هذَا منْذُ أَيَّام "، فَذَهَبَ بِهِ أَبُو أَيُّوبَ إلَى

(1) في الإحسان"طعاماً أو لبنأ".

(2)

العذق- بكسر العين المهملة وسكون الذال المعجمة-: الكباسة، وهي من التمر، كالعنقود من العنب. والعذق -بفتح العين-: النخلة.

ص: 223

فَاطِمَةَ، فَلَمَّا أَكَلُوا وَشَبِعُوا قَالَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم:"خبْزٌ، وَلَحْمٌ، وَتَمْرٌ، وَبسْرٌ، وَرُطَبٌ! - وَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ- وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ هذَا هُوَ النَّعيمُ الَّذِي تُسْألُونَ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ". فَكَبُرَ ذلِكَ عَلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ:"بَلْ إذَا أَصَبْتُمْ مِثْلَ هذَا، فَضَرَبْتمْ بِأَيْدِيكُمْ فَقُولُوا: بِسْمِ الله، فَإِذَا شَبِعْتُم، فَقُولُوا: الْحَمْدُ لله الَّذِي هُوَ أشْبَعَنَا وَأنْعَمَ عَلَيْنَا وَأفْضَلَ، فَإِنَّ هذَا كَفَافٌ بِهذا". فَلَمَّا نَهَضَ، قَالَ لأبِي أَيُّوبَ:"ائْتِنَا غَداً". وَكَانَ لا يَأْتِي أَحَدٌ إِلَيْهِ مَعْرُوفاً إِلَاّ أَحبَّ أَنْ يُجَازيَهُ، قَالَ: وَإِنَّ أَبَا أَيُّوبَ لَمْ يَسْمَعْ ذلِكَ، فقَالَ عمر: إِنَّ النَّبِيَّ-صلى الله عليه وسلم-يأْمُرُكَ أن تَأتِيَهُ غَداً، فَأَتَاهُ مِنَ الْغَدِ، فَأَعْطَاهُ وَلِيدَتَهُ فَقَالَ:"يَا أبَا أَيُّوب اسْتَوْصِ بِهَا خَيْراً، فَإنَّا لَمْ نَرَ إلَاّ خَيْراً مَا دَامَتْ عِنْدَنَا". فَلَمَّا جَاءَ بِهَا أَبُو أيُّوبَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: لا أجِدُ لِوَصِيَّةِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم خَيْراً لَهَا مِنْ أن أَعْتِقَهَا، فَأَعْتَقَهَا (1).

(1) إسناده حسن من أجل عبد الله بن كيسان، وقد بسطت فيه القول عند الحديث

المتقدم برقم (2389). والحديث في الإحسان 7/ 324 - 325 برقم (5193).

وأخرجه الطبراني في الصغير 1/ 67 - 68 من طريق أحمد بن محمد بن مهدي الهروي، حدثنا علي بن خشرم، بهذا الإسناد.

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 317 - 318 باب: في عيش رَسُول الله صلى الله عليه وسلم-والسلف، وقال:"رواه الطبراني في الصغير، والأوسط، وفيه عبد الله بن كيسان المروزي، وقد وثقه ابن حبان، وضعفه غيره، وباقي رجاله ثقات".

وأورده السيوطى في "الدر المنثور" 6/ 389 وزاد نسبته إلى ابن مردويه.

وأخرجه أبو يعلى في المسند برقم (250)، والبزار 4/ 263 - 264 برقم (3681) من طريق عبد الله بن عيسى، حدثنا يونس بن عبيد، عن عكرمة، عن ابن عباس

وفيه "أبو الهيثم" بدل "أبي أيوب". =

ص: 224

2537 -

أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام ببيروت، حدثنا محمد بن خلف الدارى، حدثنا معمر بن يعمر، حدثنا معاوية بن سَلَاّم، حدثني زيد بن سَلَاّم أنه سمع أبا سَلَاّم قال: حدثني عبد الله بن لُحَيّ الْهَوْزَني قال:

لَقِيتُ بِلالاً مُؤَذِّنَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم-فَقُلْتُ: يَا بِلال، أَخبِرْنِي كَيْف كَانَتْ نَفَقَةُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم؟.

قَالَ: مَا كَانَ لَهُ شَيْءٌ وَأنَا الّذِي كُنْتُ أَلِي ذلِكَ مُنْذُ بَعَثَهُ الله حَتَّى تُوُفَيَ صلى الله عليه وسلم، فَكَانَ إِذَا أَتَاهُ الإنْسَانُ (207/ 2) الْمُسْلِمُ فَرَآهُ عَارِياً يَأْمُرُنِي، فَأنْطَلِقُ فَأَسْتَقْرِضُ، فَأشْتَرِي الْبُرْدَةَ أو النَّمِرَةَ فَأَكْسُوهُ وَأُطْعِمُهُ، حَتَّى اعْتَرَضَنِي رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ: يَا بِلالُ، إِنَّ عِنْدِي سَعَةً، فَلا تَسْتَقْرِضْ مِنْ أحَدٍ إِلَاّ مِنِّي، فَفَعَلْتُ. فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ تَوَضَّأْتُ ثُمَّ قُمْتُ أُؤَذِّنُ بِالصَّلاةِ، فَإِذَا الْمُشْرِكُ فِي عِصَابَةٍ مِنَ التُجَّارِ، فَلَمَّا رَآنِي، قَالَ: يَا حَبَشِيُّ، قُلْتُ: يَا لَبَّيْهِ، فَتَجَهَّمَنِي وَقَالَ لِي قَوْلاً غَلِيظاً، وَقَالَ: أتَدْرِي كَمْ بَيْنَكَ وَبَيْنِ الشَّهْرِ؟ قُلْتُ: قَريبٌ. قَالَ: إنَّمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَة أَرْبَعٌ، فَآخُذُكَ بِالَّذِي عَلَيْكَ، فَإِنِّي لَمْ أُعْطِكَ الَّذِي أَعْطَيْتُكَ مِنْ كَرَامَتِكَ عَلَيَّ،

= وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 316 - 317 وقال: "رواه البزار، وأبو يعلى باختصار قصة الغلام، والطبراني كذلك، وفي أسانيدهم كلها عبد الله بن عيسى أبو خلف، وهو ضعيف".

ويشهد له حديث أبي هريرة عند مسلم، وقد استوفيت تخريجه في مسند الموصلي برقم (6177)، وحديث أم سلمة وقد استوفيت تخريجه أيضاً في مسند الموصلي برقم (6942). وانظر جامع الأصول 4/ 691 - 693.

ص: 225

وَلا كَرَامَةِ صَاحِبِكَ، وَإِنَّمَا أعْطَيْتُكَ لِتَجِبَ لِي عَبْداً فَأَرُدَّك تَرْعَى الْغَنَمَ كَمَا كُنْتَ قَبْلَ ذلِكَ.

فَأخَذَ فِي نَفْسِي مَا يَأْخُذُ النَّاسَ، فَانْطَلَقْتُ ثُمَّ أذَّنْتُ بِالصَّلاةِ حَتَّى إذَا صَلَّيْتُ الْعَتَمَةَ، رَجَعَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إلَى أَهْلِهِ فَاسْتَاذَنْتُ عليه، فَأَذِنَ لِي، فَقلْتُ: يَا رَسُول الله بِأَبِي أَنْتَ، إنَّ الْمُشْرِكَ الَّذِي ذَكَرْتُ لَكَ أنِّي كُنْتَ أَتَدَيَّنُ مِنْهُ قَالَ لِي كَذَا وَكَذَا، وَلَيْسَ عِنْدَكَ مَا يَقْضِي عَنَّي وَلا عِنْدِي، وَهُوَ فَاضِحِي، فَأْذَنْ لِي أَنْ أَتَوَجَّهَ (1) إلَى بَعْضِ هؤلَاءِ الأحْيَاءِ الّذِينَ أسْلَمُوا حَتَّى يَرْزُقَ اللهُ مَا يَقْضِي عَنِّي. فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:"إذَا شِئْتَ اعْتَمَدْتُ".

قَالَ: فَخَرَجْتُ حَتَّى آتِيَ مَنْزِلِي فَجَعَلْتُ سَيْفِي، وَجُعْبَتِي، وَمَجَنِّي، وَنَعْلِي، عِنْدَ رَأْسِي وَاسْتَقْبَلْتُ بِوَجْهِي لِلأُفُقِ، فَكُلَّمَا نِمْتُ سَاعَةً، استَنْبَهْتُ، فَإذَا رَأيْتُ عَلَيَّ لَيْلاً نِمْتُ، حَتَّى أَسْفَرَ الصُّبْحُ الأوَّلُ، أرَدْتُ أَنْ أَنْطَلِقَ، فَإِذَا إنْسَانٌ يَسْعَى، يَدْعُو: يَا بِلالُ، أجِبْ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم. فَانْطَلَقْت حَتَّى أَتَيْتُهُ، فَإذَا أرْبَعُ رَكَائِبَ مُنَاخَاتٍ، عَلَيْهِنَّ أَحْمَالُهُنَّ، فَأتَيْتُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَاسْتَأذَنْت، فَقَالَ لِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:"أبْشِرْ فَقَدْ جَاءَ اللهُ بِقَضَائِكَ فَحَمِدْتُ الله".

وَقَالَ لِي: "تَمُرُّ عَلَى الرَّكَائِبِ الْمُنَاخَاتِ الأَرْبَع"، فَقُلْتُ: بَلَى، فَقَالَ:"إِنَّ لَكَ رِقَابَهُنَّ وَمَا عَلَيْهِنَّ مِنْ كسوة وَطَعَامٍ، أَهْدَاهُنَّ إِلَيَّ عَظِيمُ فَدَكَ، فَاقْبَضْهنَّ، ثُمَّ اقْضِ دَيْنَكَ".

(1) عند أبي داود، والطبراني "آبق"، وعند البيهقى وفي كنز العمال عن الطبراني "آتي".

ص: 226

قَالَ: فَفَعَلْتُ، فَحَطَطْتُ عَنْهُنَّ أَحْمَالَهُنَ، ثُمّ عَقَلْتُهُنَ، ثُمّ عَمدْتُ إِلَى تَأَذِينِ صَلاةِ الصُّبْحِ، حَتَّى إِذَا صَلى رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم خَرَجْتُ إِلَى الْبَقِيعِ فَجَعَلْتُ إِصْبَعيَّ فِي أذُنَى، فَأَذَّنْتُ: مَنْ كَانَ يَطْلُبُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم دَيْناً فَلْيَحْضُرْ. فَمَا زلْتُ أَبِيعُ وَأَقْضِي وَأَعْرِضُ، فَأَعْرِضُ فَأَقْضِي، حَتَّى إِذَا فَضَلَ فِي يَدَيَّ أُوقِيَّتَانِ (1) - أَوْ أُوقِيةٌ وَنِصْفٌ - انْطَلَقْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ وَقَدْ ذَهَبَ عَامَّةُ النَّهَارِ، فَإِذَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ وَحْدَهُ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لِي:"مَا فَعَلَ مَا قِبَلَكَ؟ ". فَقُلْتُ: قَدْ قَضَى اللهُ كُل شَيْءٍ عَلَى رَسولهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يَبْقَ شَيْءٌ. فَقَالَ صلى الله عليه وسلم (208/ 1): "أفَضَلَ شَيْءٌ؟ ". قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: "انْظُرْ أَنْ تُرِيحَنِي مِنْهَا". فَلَمَّا صَلى رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم الْعَتَمَةَ، دَعَانِي فَقَالَ:"مَا فَعَلَ مَا قِبَلَكَ؟ ". قُلْتُ: هُوَ مَعِي، لَمْ يَأْتِنَا أَحَدٌ. فَبَاتَ فِي الْمَسْجِدِ حَتَّى أصْبَحَ وَظَل فِي الْمَسْجِدِ الْيَوْمَ وَالثَّانِي حَتَّى كَانَ فِي آخِرِ النَهَارِ جَاءَ رَاكِبَانِ، فَانْطَلَقْتُ بِهِمَا، فَكَسَوْتُهُمَا، وَأَطْعَمْتُهُمَا، حَتَّى إِذَا صَلى الْعَتَمَةَ، دَعَانِي فَقَال-صلى الله عليه وسلم:"مَا فَعَلَ الّذِي قَبِلَكَ؟ ". فَقُلْتُ: قَدْ أَرَاحَكَ اللهُ مِنْهُ يَا رَسُولَ الله. فَكَبَّرَ، وَحَمِدَ اللهَ شَفَقاً (2) أن يُدْرِكَهُ الْمَوْتُ وَعِنْدَهُ ذلِكَ. ثُمَّ اتَبَعْتُهُ حَتَّى جَاءَ أزْوَاجَهُ فَسَلّمَ عَلَى امْراةٍ امْرَأَةٍ حَتَّى أتَى مَبِيتَهُ، فَهذَا الّذِي سَألْتَنِي عَنْهُ (3).

(1) في الأصلين: "آوقيتين" وهو خطأ.

(2)

شَفِق منه وعليه- يَشْفَق،، شَفَقاً: خاف، وحذر، وشَفِقَ عليه: رق وعطف عليه فهو شفيق.

(3)

إسناده جيد، محمد بن خلف فصلنا القول فيه عند الحديث المتقدم برقم (702).=

ص: 227

2538 -

أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا المقرئ، حدثنا حيوة بن شريح، حدثني أبو هانئ حميد بن هانئ: أن أبا علي الْجَنْبِيّ حدثه. أَنَّهُ سَمعَ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ يُحَدِّثُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله- صلى الله عليه وسلم إذَا صَلَّى بِالنَّاسِ يَخِرُّ رِجَالٌ مِنْ قَامَتِهمْ فِي الصَّلاةِ لِمَا بِهِمِ الْحَاجَةِ، وَهُمْ أَصْحَابُ الصُّفَةِ، حتى تَقُولَ الأَعْرَابُ: هؤلَاءِ الْمَجانِينُ، فَإذَا قَضَى

= والحديث في الإحسان 8/ 89 - 90 برقم (6317).

وأخرجه أبو داود في الخراج (3055) باب: في الإمام يقبل هدايا المشركين - ومن طريق أبي داود هذه أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 1/ 348 - 350 - ، والطبراني في الكبير 1/ 363 - 365 برقم (1119) من طريق أبي توبة العنبري الربيع بن نافع، وأخرجه أبو داود (3056) من طريق محمود بن خالد، حدثنا مروان بن محمد، كلاهما: حدثنا معاوية بن سلام، بهذا الإسناد.

وأخرجه البيهقي أيضاً 1/ 348 من طريقين: حدثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، قال: حدثنا أبو توبة العنبري، بالإسناد السابق.

وأورده ابن كثير في "شمائل الرسول" ص (99 - 101) وقال: "قال البيهقي بسنده عن أبي داود السجستاني وأبي حاتم الرازي، كلاهما عن أبي توبة، عن معاوية بن صالح، به.

وأخرجه الطبراني في الكبير 1/ 365 برقم (1120) من طريق الوليد بن مسلم، عن معاوية بن سلام، حدثنا ابن سلام، عن غيلان الثقفي، عن بلال

ونسبه صاحب الكنز فيه 7/ 189 برقم (18615) إلى الطبراني. كما نسبه الأستاذ السلفي إلى الطبراني في الأحاديث الطوال برقم (49)، وانظر "تحفة الأشراف" 2/ 109 برقم (2040)، وجامع الأصول 5/ 7.

وقال الشوكاني في "نيل الأوطار" 6/ 105: "وحديث بلال سكت عنه أبو داود، والمنذري، ورجال إسناده ثقات، وهو حديث طويل

".

ص: 228

رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم صَلاتَهُ قَالَ: "لَوْ تَعْلَمُونَ مَالَكُمْ عِنْدَ اللهِ، لأَحْبَبْتُمْ أنْ

تَزْدَادُوا فَاقَةً وَحَاجَةً". قَالَ فَضَالَةُ: وَأَنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ (1).

2539 -

أخبرنا أبو يعلى، حدثنا وهب بن بقية، أنبأنا خالد، عن داود بن أبي هند، عن أبي حرب بن أبي الأسود،

عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍ وقَالَ: كَانَ الرجُلُ إِذَا قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَإِنْ كَانَ لَهُ - يَعْنِي بِهَا- عَرِيفٌ، نَزَلَ عَلَى عَرِيفِهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ بِهَا عَرِيفٌ، نَزَلَ الصُّفَّةَ. قَالَ: فَكُنْتُ مِمَّنْ نَزَلَ الصُّفَّةَ، قال: فَوَافَقْتُ رَجُلاً كَانَ يُجْرِي

(1) إسناده صحيح، حميد بن هانئ بسطنا الكلام فيه عند الحديث (5760) في مسند الموصلي، والحديث في صحيح ابن حبان برقم (724) بتحقيقنا.

وأخرجه أحمد 6/ 18 - 19 من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد.

وأخرجه الترمذي في الزهد (2369) باب: ما جاء في معيشة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من طريق العباس الدوري، وأخرجه الطبراني في الكبير 18/ 310 برقم (798) من طريق هارون بن ملول المصري، وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 2/ 17 من طريق بشر بن موسى، جميعهم: حدثنا عبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن المقرئ، به.

وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".

وأخرجه الطبراني 18/ 310 برقم (799) من طريق ابن وهب، وأخرجه الطبراني أيضاً برقم (800) من طريق ابن لهيعة، كلاهما: عن أبي هانئ الخولاني، به.

وانظر أيضاً "تحفة الأشراف" 8/ 241 - 242 برقم (6649)، وجامع الأصول 4/ 753. وكنز العمال 6/ 472 برقم (16604).

ص: 229

عَلَيْنَا مِنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم كُلَّ يَوْم مُدّاً (1) مِنْ تَمْرٍ بَيْنَ رَجُلَيْنِ، فَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْم مِنَ الصَّلاةِ، فَنَاداه رَجُلٌ مِنَّا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ أَحْرَقَ التَّمْرُ بُطُونَنَا. قَالَ: فَمَالَ (2) النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلَى مِنْبَرِهِ، فَحَمِدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ ذَكَرَ مَا لَقِيَ مِنْ قَوْمِهِ، [قَالَ] (3):"حَتَّى مَكَثْتُ وَصَاحِبِي بِضْعَةَ عَشَرَ يَوْماً مَا لَنَا طَعَام إِلَاّ الْبَريرَ- والْبَرِيرُ ثَمَرُ الأَرَاكِ- حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى إِخْوَانِنَا مِنَ الأنْصَارِ وَعُظْمُ طَعَامِهِمُ التَّمْرُ، فَوَاسَوْنَا فِيهِ وَاللهِ لَوْ أَجِدُ لَكُمُ الْخُبْزَ وَاللَّحْمَ لأَطْعَمْتُكُمُوهُ، وَلكِنْ لَعَلَّكُمْ تُدْرِكُونَ زَمَاناً- أَوْ مَنْ أدْرَكَهُ مِنْكُمْ- تَلْبَسُونَ فِيهِ مِثْلَ أسْتَارِ الْكَعْبَةِ، وَيُغْدَى عَلَيْكُمْ بِالْجِفَانِ وَيُراحُ"(4).

(1) في الأصلين "مد" وهو خطأ.

(2)

في (م): "قال". والميل: العدول إلى الشيء والإقبال عليه.

(3)

ما بين حاصرتين ساقط من الأصلين، واستدركناه من الإحسان.

(4)

رجاله ثقات، قال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 472:"طلحة بن عمرو النصري- ويقال: ابن عبد الله- أحد فى ليث من أهل الصفة، له صحبة. روى عنه أبو حرب بن أبي الأسود الديلي، مرسل".

والحديث في الإحسان 8/ 241 - 242 برقم (6649).

وأخرجه الطبراني في الكبير 8/ 371 برقم (8161) من طريق عبدان بن أحمد، حدثنا وهب بن بقية، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 3/ 487 - ومن طريق أحمد هذه أورده ابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 90 - 91 - ، من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثني أبي، وأخرجه البزار 4/ 259 برقم (3673) من طريق محمد بن عثمان العقيلي، حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، وأخرجه الطبراني في الكبير 8/ 371 برقم (8160) من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، ومحمد بن فضيل، =

ص: 230

2540 -

أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر، حدثنا محمد بن المعلى الأَوْدِي، حدثنا يحيى بن حماد، حدثنا أبو عوانة، عن العلاء ابن المسيب، عن إبراهيم بن قعيس (1)، عن نافع.

= وأخرجه الحاكم 3/ 14 - 15، و 4/ 548 - 549 من طريق علي بن عاصم، جميعهم: حدثنا داود بن أبي هند، بهذا الإِسناد.

وقال الحاكم في المكانين: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي في الرواية 4/ 549.

وقال الذهبي في الرواية 3/ 14 - 15: "صحيح، سمعه جماعة من داود بن أبي هند".

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد"10/ 322 - 323 باب: في عيش رَسُول الله صلى الله عليه وسلم والسلف، وقال: "رواه الطبراني، والبزار بنحوه إلا أنه قال:

ورجال البزار رجال الصحيح، غير محمد بن عثمان العقيلي وهو ثقة". وعند البزار، والطبراني أكثر من تحريف.

وقال الحافظ في الإصابة 5/ 236 ترجمة طلحة بن عمرو: "روى أحمد، والطبراني، وابن حبان، والحاكم من طريق أبي حرب بن أبي الأسود أن طلحة حدثه وكان من أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم قال: ...... يزيد أحدهم على الآخر، كلهم من طرق عن داود بن أبي هند، عنه.

منهم من قال: عن طلحة ولم ينسب. ومنهم من قال: طلحة بن عمرو

".

ويشهد لبعضه حديث جابر بن عبد الله عند أبي يعلى برقم (2043)، وحديث علي بن أبي طالب عند الترمذي في صفة القيامة (2478) وفي إسناده جهالة.

(1)

إبراهيم بن قعيس، قال الدوري في "تاريخ ابن معين" 3/ 265 برقم (1243):"سمعت يحيى يقول: إبراهيم مولى فى هاشم هو إبراهيم قعيس".

وقال البخاري في الكبير 1/ 313 - 315: "إبراهيم بن قعَيْس، يقال مولى فى هاشم، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي-صلى الله عليه وسلم-يكون عليكم أمراء. روى عنه العلاء بن المسيب، قاله لنا أحمد بن يونس.

ويقال: إبراهيم قعيس.

وقال: يحيى بن حماد قال: حدثنا أبو عوانة، عن العلاء قال: حدثنا إبراهيم =

ص: 231

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قعيس- ويقال: قعيص- سمع نافعاً.

وقال لي علي بن نصر: حدثنا بَدَل قال: حدثنا شعبة، عن سليمان التيمي، عن إبراهيم قعيس، عن أبي وائل، عن حذيفة: لا يدخل الجنة قتات.

حدثني محمود قال: حدثني الجدي (عبد الملك بن إبراهيم)، حدثنا شعبة، عن سليمان التيمي، عن إبراهيم قعيس، عن أبي وائل، عن حذيفة، قوله.

حدثني بشر بن محمد قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا سليمان التيمي، عن إبراهيم بن إسماعيل، عن أبي وائل، عن حذيفة- مثله.

حدثني محمد بن يوسف، عن سفيان، عن زبيد، عن رجل يقال له إبراهيم، عن كعب بن عجرة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: سيكون أمراء.

وروى قرة بن خالد، عن إبراهيم بن إسماعيل الكوفي، عن أبي وائل، حدثني عمرو بن علي قال: حدثنا أبو عاصم قال: حدثنا مبارك بن فضالة قال: حدثني إبراهيم الكوفي، قال: حدثني شقيق: دخلت على ابن مسعود يوم عاشوراء.

حدثني عبدة قال: حدثنا عبد الصمد قال: حدثنا مبارك: شهدت الحسن وقال له إبراهيم بن إسماعيل الكوفي: نحب أن تسند لنا

".

وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 151: "وجدت أبي رحمه الله قد جعل إبراهيم أبا إسماعيل الكوفي الذي يروي عن أبي وائل، وإبراهيم صاحب مطبخ عبد الحميد، كل هذا واحد وأنه إبراهيم قعيس. واحتج برواية بدل بن محبر، عن شعبة، عن التيمي، عن إبراهيم قعيس، عن أبي وائل.

سمعت أبي يقول: إبراهيم قعيس ضعيف".

وقال الحافظ ابن حجر في "نزهة الألباب" الورقة (27) من مصورتنا: "قعيس - بالتصغير- هو إبراهيم بن إسماعيل المدني".

وقال ابن حبان في ثقاته 6/ 21 - 22: " إبراهيم بن إسماعيل قعيس، الذي يقال له إبراهيم قعيس، مولى بنى هاشم، كنيته أبو إسماعيل

". ومن ترجمة ابن حبان نجد أن من المحتمل أن يكون قعيس لقباً لإبراهيم، ولقباً لأبيه إسماعيل أيضاً وبذلك تجتمع الأقوال. وقال الفسوي في "المعرفة والتاريخ" 3/ 82: "إبراهيم مولى فى هاشم، وهو إبراهيم قعيس". =

ص: 232

عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا خَرَجَ فِي غَزَاة كَانَ آخِرُ عَهْدِهِ بِفَاطِمَةَ، وِإذَا قَدِمَ مِنْ غَزَاةٍ، كَانَ أَولُ عَهْدِهِ بِفَاطِمَةَ. وَإِنَّهُ خَرَجَ لِغَزْوَةِ تَبُوكَ وَمَعَهُ عَليٌ- رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- فَقَامَتْ (208/ 2) فَاطِمَةُ، فَبَسَطَتْ فِي بَيْتَها بِسَاطاً وَعَلَّقَتْ عَلَى بَابِها سِتْراً وَصَبَغَتْ مِقْنَعَتَهَا بِزَعْفَرَانٍ فَلَمَّا قَدِمَ أَبُوهَا صلى الله عليه وسلم وَرَأَى مَا أَحْدَثَتْ، رَجَعَ فَجَلَسَ فِي الْمَسْجِدِ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ بِلالاً فَقَالَتْ: يَا بِلالُ اذْهَبْ إِلَى أَبِي فَسَلْهُ مَا يَرُدُّهُ عَنْ بَابِي؟ فَأتَاهُ فَسَألَهُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:"إِنِّي رَأيْتُهَا أَحْدَثَتْ ثَمَّ شَيْئاً". فَأَخْبَرَهَا، فَهَتَكَتِ السِّتْرَ وَرَفَعَتِ الْبِسَاطَ وَأَلْقَتْ مَا عَلَيْهَا وَلَبِسَتْ أَطْمَارَهَا، فَأَتَاهُ بِلالٌ فَأَخْبَرَهُ، فَأَتَاهَا فَاعْتَنَقَهَا وَقَالَ:"هكَذَا كُونِي، فِدَاكِ أَبِي وَأمى"(1).

= وانظر "ميزان الاعتدال" 1/ 53، ولسان الميزان 1/ 93، والمغني في الضعفاء 1/ 22، والكنى لمسلم ص (80). والكنى للدولابي 1/ 96، 97.

(1)

إسناده ضعيف، إبراهيم ترجمه البخاري في الكبير 1/ 313 - 315 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً. وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 151:"سمعت أبي يقول: إبراهيم قعيس ضعيف الحديث".

وقال الفسوي في "المعرفة والتاريخ" 3/ 82 "وهو عندي منكر الحديث". وذكره ابن حبان في الثقات 6/ 21 - 22 وانظر التعليق السابق.

والحديث في صحيح ابن حبان برقم (696) بتحقيقنا.

وأخرجه البخاري في الهبة (2613) باب: هدية ما يكره لبسها، وأبو داود في اللباس (4150) باب: اتخاذ الستور، من طريقين: حدثنا ابن فضيل، وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 239 برقم (16221)، وأحمد 2/ 21، وأبو داود في اللباس (4149) باب: في اتخاذ الستور، من طريق ابن نمير، كلاهما حدثنا فضيل بن غزوان، عن نافع، عن عبد الله بن عمر: أن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم-أتى فاطمة فوجد على بابها ستراً، فلم يدخل عليها-وقلما كان يدخل إلا بدأ بها-.قال: فجاء علي، فرآها مهتمة، فقال: مالك؟. فقالت: جاء إلي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فلم يدخل عليّ. فأتاه عليّ فقال: يا رَسُول الله، إن فاطمة اشتد عليها أنك =

ص: 233