المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌24 - باب في المتحابين لله - موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان - ت حسين أسد - جـ ٨

[نور الدين الهيثمي]

فهرس الكتاب

- ‌21 - باب ما يقول إذا ركب الدابة

- ‌38 - كتاب الأدعية

- ‌2 - باب الصلاة على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌3 - باب حسن الظن بالله تعالى

- ‌4 - باب ما جاء في فضل الدعاء

- ‌5 - باب لا يتعاظم على الله تعالى شيء

- ‌6 - باب سؤال العبد جميع حوائجه

- ‌7 - باب الإِشارة في الدعاء

- ‌8 - باب في دعوة المظلوم والمسافر في الطاعة والصائم وغيرهم

- ‌9 - باب إعادة الدعاء

- ‌10 - باب النهي عن دعاء الإنسان على نفسه وعلى غيرها

- ‌11 - باب في الجوامع من الدعاء

- ‌12 - باب أدعية رَسُول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌13 - باب

- ‌14 - باب

- ‌15 - باب فيمن منع الخير عن أكثر المسلمين

- ‌16 - باب في سؤال الجنة والاستجارة من النار

- ‌17 - باب فيمن همته للآخرة

- ‌18 - باب

- ‌19 - باب الاستعاذة

- ‌39 - كتاب التوبة

- ‌1 - باب ما جاء في الذنوب

- ‌2 - باب إلى متى تقبل التوبة

- ‌3 - باب المؤمن يسهو ثم يرجع

- ‌4 - باب في الندم على الذنب والتوبة منه

- ‌5 - باب فيمن أذنب ثم صلى واستغفر

- ‌6 - باب فيما يكفر الذنوب في الدنيا

- ‌7 - باب ما جاء في الاستغفار

- ‌8 - باب فيمن عمل حسنة أو غيرها أو هم بشيءٍ من ذلك

- ‌9 - باب في عمر المسلم والنهي عن تمنيه الموت

- ‌10 - باب أعمار هذه الأمة

- ‌11 - باب فى حسن الظن

- ‌40 - كتاب الزهد

- ‌1 - باب فتنة المال

- ‌2 - باب فيمن يحرص على المال والشرف

- ‌3 - باب فيمن أحب دنياه أو آخرته

- ‌4 - باب إذا أحب الله عبداً حماه الدنيا

- ‌5 - باب منه

- ‌6 - باب فيما قل وكفى

- ‌7 - باب فيمن تفرغ لطاعة الله تعالى

- ‌8 - باب فيما يكفي من الدنيا

- ‌9 - باب فيمن يأكل نصيب الفقراء وهو غني

- ‌10 - باب لا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب

- ‌11 - باب فيما لابن آدم من الدنيا

- ‌12 - باب الدنيا سجن المؤمن

- ‌13 - باب مثل الدنيا

- ‌14 - باب المواعظ

- ‌15 - باب

- ‌16 - باب الخوف من الله تعالى، وأنه سبحانه يعذب من يشاء ويرحم من يشاء

- ‌17 - باب اجتناب المحقرات

- ‌18 - باب فيما كرهه الله تعالى من العبد

- ‌19 - باب ما جاء في الرياء

- ‌20 - باب فيمن أصبح آمنا معافى

- ‌21 - باب في المتقين

- ‌22 - باب محبة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌23 - باب المرء مع من أحب

- ‌24 - باب في المتحابين لله

- ‌25 - باب إعلام الحب

- ‌26 - باب علامة حب الله تعالى

- ‌27 - باب فيمن يسر بالعمل

- ‌28 - باب ما جاء في الشهرة

- ‌29 - باب فيمن جاهد نفسه

- ‌30 - باب الغنى غنى النفس

- ‌31 - باب فيمن يصلح للصحبة

- ‌32 - باب في الخوف والرجاء

- ‌باب فضل الفقراء يأتي في آخر الزهد

- ‌33 - باب ماجاء في عيش السلف

- ‌34 - باب في القناعة

- ‌35 - باب ما جاء في اللسان

- ‌36 - باب ما جاء في التوكل

- ‌37 - باب في الورع

- ‌38 - باب قرب الأجل

- ‌39 - باب ذكر الموت

- ‌40 - باب ما جاء في الفقراء ومن لا يؤبه له

- ‌41 - كتاب البعث

- ‌1 - باب ما جاء في الصور

- ‌2 - باب قيام الساعة

- ‌3 - باب ما جاء في عجب الذنب

- ‌4 - باب كيف يبعث الناس

- ‌5 - باب في مقدار يوم القيامة

- ‌6 - باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم-وأمته

- ‌7 - باب كيف يبعث الذين يكون أموال اليتامى ظلماً

- ‌8 - باب كيف ينصب للكافر

- ‌9 - باب دُنُوّ الشمس وعرق الناس

- ‌10 - باب ما جاء في الحساب

- ‌11 - باب شهادة الأرض

- ‌12 - باب حساب الفقراء

- ‌13 - باب عرض المؤمنين والكافرين

- ‌14 - باب جامع في البعث والشفاعة

- ‌15 - باب شفاعة إبراهيم صلى الله عليه وعلى نبينا وسلم

- ‌16 - باب في شفاعة الصالحين

- ‌17 - باب في شفاعة الملائكة والنبيين

- ‌18 - باب في حوض النبي-صلى الله عليه وسلم

- ‌19 - باب صفة جهنم

- ‌20 - باب

- ‌21 - باب عرض مقاعدهم عليهم من الجنة والنار

- ‌22 - باب صفة الكافر في جهنم

- ‌23 - باب في أهون أهل النار عذاباً

- ‌42 - كتاب صفة الجنة

- ‌1 - باب صفة أبواب الجنة

- ‌2 - باب فيما في الجنة من الخيرات

- ‌3 - باب في أنهار الجنة

- ‌4 - باب في شجر الجنة

- ‌5 - باب فرش أهل الجنة

- ‌6 - باب في نساء أهل الجنة وفضل موضع القدم من الجنة على الدنيا وما فيها

- ‌7 - باب فيمن يشتهي الولد في الجنة

- ‌8 - باب في أكل أهل الجنة وشربهم

- ‌9 - باب في أدنى أهل الجنة منزلة

- ‌10 - باب في كثرة من يدخل الجنة من هذه الأمة

- ‌11 - باب تفاضل منازل أهل الجنة

- ‌12 - باب فيمن يدخل الجنة (218/ 1) بغير حساب

- ‌13 - باب عرض الزيادة على أهل الجنة

الفصل: ‌24 - باب في المتحابين لله

2507 -

أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر بحران، حدثنا عبد الرحمن بن عمرو البجلي، حدثنا زهير بن معاوية، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش.

عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ: أن رَجُلاً أَتَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم-فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ - بِصَوْتٍ لَهُ جَهْوَرِيّ- فَقُلْنَا: وَيْلَكَ. اخْفِضْ مِنْ صَوْتكَ، فَإنَّكَ قَدْ نُهيتَ عَنْ هذَا، فَقَالَ: لَا وَالله حَتَّى أُسْمِعَهُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ:"هاؤُم"(1)(2/ 204). فَقَالَ: أَرَأَيْتَ رَجُلاً أَحَبَّ قَوْماً وَلَمَّا يَلْحَقْ بِهِمْ؟. قَالَ: "ذَاكَ مَعَ مَنْ أَحَبَّ"(2).

‌24 - باب في المتحابين لله

2508 -

أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي، حدثنا ابن فضيل، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة.

عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ مِنْ عِبَادِ الله عِبَاداً

= الحديث التالي، وعن ابن مسعود عند أبي يعلى برقم (5166)، وعن أَنس بن مالك برقم (2758، 5166) في مسند الموصلي أيضاً.

(1)

هاؤم: اسم فعل أمر، ومعناه هنا تعال. كقوله تعالى {هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ} أي: تعالوا

(2)

إسناده حسن، وهو في صحيح ابن حبان برقم (562) بتحقيقنا. ولتمام تخريجه انظر الحديث السابق برقم (79، 179، 180، 186)، وجامع الأصول 6/ 558، و "عمل اليوم والليلة" لابن السني برقم (192).

ص: 185

لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ، يَغْبِطُهُمُ الأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ". قِيلَ: مَنْ هُمْ؟، لَعَلَّنا نُحِبُّهُمْ، قَالَ: "هُمْ قَوْمٌ تَحَابُّوا بِنُورِ الله مِنْ غَيْرِ أَرْحَامٍ وَلَا أَنْسَابٍ، وُجُوهُهُمْ نُورٌ، عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، لَا يَخَافُونَ إذَا خَافَ النَّاسُ، وَلا، يَحْزَنُونَ إذَا حَزِنَ النَّاسُ. ثُمَّ قَرأ:{أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (1)[يونس: 62].

2509 -

أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا سَعْدُ (2) بْنُ يَزيد الفراء أبو الحسن، حدثنا مبارك بن فضالة، حدثنا ثابت.

(1) إسناده صحيح، وهو في صحيح ابن حبان برقم (573) بتحقيقنا. وفيه "انتساب" بدل "أنساب".

وهو في مسند الموصلي 10/ 495 برقم (6110) وهناك خرجناه وأوردنا بعض ما يشهد له.

ونضيف هنا: أخرجه النسائي في التفسير- ذكره المزي في "تحفة الأشراف" 10/ 448 برقم (14919) - من طريق واصل بن عبد الأعلى، عن محمد بن فضيل، عن أبيه وعمارة بن القعقاع، بهذا الإسناد.

وأخرجه البزار 4/ 228 برقم (3593) من طريق الحسن بن يحيى، حدثنا أبو عمران موسى بن عبد الله، حدثنا عمر بن سعيد، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن النضر بن أَنس، عن بشير بن نَهِيك، عن أبي هريرة

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 277 باب: المتحابين في الله عز وجل وقال: رواه البزار، وفيه من لم أعرفهم".

وذكره المنذري في "الترغيب والترهيب" 4/ 20 وقال: "رواه النسائي، وابن حبان في صحيحه، واللفظ له، وهو أتم".

وهو في "كنز العمال بن برقم (24702).

وللاطلاع على مزيد من الشواهد انظر "الترغيب والترهيب" 4/ 18 - 22، وكنز العمال 9/ 13 - 15.

(2)

في الأصلين "سعيد" وهو تحريف.

ص: 186

عَنْ أَنَسِ بْن مَالِكٍ: أَنَّ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَا تَحَابَّ اثْنانِ فِي الله- تَعَالَى- إِلَاّ كَانَ أَفْضَلُهُمَا أَشَدَّ حُباً لِصَاحِبِهِ"(1).

2510 -

أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري، حدثنا أحمد بن

(1) إسناده حسن، مبارك بن فضالة صرح بالتحديث عند البخاري وغيره، وسعد بن يزيد قال ابن حبان في ثقاته 8/ 283:"من أهل نيسابور، يروي عن إبراهيم بن طهمان، حدثنا عنه الحسن بن سفيان، مات سنة ثلاثين ومئتين". وقد تابعه عليه غير واحد كما يتبين من مصادر التخريج.

والحديث في صحيح ابن حبان برقم (566) بتحقيقنا.

وأخرجه أبو يعلى 6/ 143 برقم (3419) من طريق علي بن الجعد، وأخرجه البزار 4/ 231 برقم (3600) من طريق محمد بن حرب الواسطي، حدثنا يزيد بن هارون، وأخرجه البغوي في "شرح السنة" 13/ 52 برقم (3466) من طريق أبي سلمة موسى بن إسماعيل، جميعهم أخبرنا مبارك بن فضالة، بهذا الإسناد.

وأخرجه الطيالسي 2/ 48 - 49 برقم (2113) من طريق مبارك بن فضالة، به.

وأخرجه الطبراني في الأوسط 3/ 426 برقم (2920) من طريق إبراهيم، حدثنا نصر قال: حدثنا عبد الله بن الزبير اليحمدي قال: حدثنا ثابت، به.

وأورده المنذري في "الترغيب والترهيب" 4/ 16 - 17 وقال: "رواه الطبراني، وأبو يعلى، ورواته رواة الصحيح إلا مبارك بن فضالة.

ورواه ابن حبان في صحيحه، والحاكم إلا أنهما قالا:(كان أفضلهما أشدهما حباً لصاحبه)، وقال الحاكم: صحيح الإسناد".

ولتمام تخريجه انظر مسند الموصلي، وكنز العمال 4/ 9 - 5 برقم (24648).

ويشهد له حديث أبي الدرداء عند الطبراني- ذكره المنذري في "الترغيب والترهيب" 4/ 17 وقال: "رواه الطبراني بإسناد جيد قوي".

وحديث ابن عمرو بن العاص عند البزار 4/ 230 - 231، برقم (3599). وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 279 وقال:"رواه البزار، وإسناده حسن". وقال كذلك المنذري في "الترغيب والترهيب" 4/ 17.

ص: 187

أبي بكر، عن مالك، عن أبي حازم بن دينار، عن أبي إدريس الخولاني أَنَّهُ قَالَ: دَخَلْتُ مَسْجدَ دِمَشْقَ، فَإذَا فَتًى بَرَّاقُ الثَّنَايَا، وَإذَا النَّاسُ مَعَهُ إذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ أَسْنَدُوهُ إِلَيْهِ وَصَدَرُوا عَنْ رَأْيِهِ، فَسَألْتُ عَنْهُ، فَقِيلَ لِي: هذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ هَجَّرْتُ فَوَجَدْتُهُ قَدْ سَبَقَنِي بِالتَّهْجِيرِ، وَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي، فَانْتَظَرْتُهُ حَتى قَضَى صَلاتَهُ، ثُمَّ جِئْتُهُ مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: وَاللهِ إنِّي لأحِبُّكَ لله، فَقَالَ: آلله؟ فقلت: آلله. فَأخَذَ بِحَبْوَةِ رِدَائِي فَجَذَبَنِي إلَيْهِ وَقَالَ: أبْشِرْ فَإنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "قَالَ الله تَعَالَى: وَجَبَتْ مَحَبتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ وَالْمُتَجَالِسِينَ في، وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ"(1).

(1) إسناده صحيح، وأبو حازم هو سلمة بن دينار، والحديث في صحيح ابن حبان برقم (575).

وهو عند مالك في الشعر (16) باب: ما جاء في المتحابين في الله.

وأخرجه ابن عساكر (عاصم- عايذ) ص (511)، والبغوي في "شرح السنة" 13/ 49 برقم (3463) من طريق أبي مصعب أحمد بن أبي بكر، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 5/ 233 من طريق روح، و"إسحاق بن عيسى، وأخرجه الطبراني في الكبير 20/ 80 برقم (150)، والقضاعي -مختصراً- في مسند الشهاب 2/ 323 برقم (1450) من طريق القعنبي، وأخرجه الحاكم 4/ 168 - 169 من طريق إسحاق بن سليمان الرازي، وأخرجه القضاعي -مختصراً- في مسند الشهاب 2/ 322 - 323 برقم (1449) من طريق سعيد بن أبي عروبة، جميعهم: عن مالك، بهذا الإسناد.

وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. =

ص: 188

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأورد المرفوع منه المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/ 365 وقال: "رواه مالك بإسناد صحيح، وفيه قصة أبي إدريس، وسيأتي بتمامه في الحب لله

".

ثم أورده في 4/ 17 - 18 تاماً وقال: "رواه مالك بإسناد صحيح، وابن حبان في صحيحه".

وأخرجه -مختصراً- أحمد 5/ 247 - ومن طريقه أخرجه الطبراني في الكبير 20/ 81 برقم (153) - من طريق حسين بن محمد، حدثنا أبو معشر، عن محمد بن قيس، عن أبي إدريس الخولاني، به.

وأخرجه الطبراني في الكبير 2/ 81 برقم (152) من طريق عاصم بن علي، حدثنا أبو معشر، بالإسناد السابق. وفيه أن أبا إدريس دخل مسجد حمص لا مسجد دمشق.

وأخرجه الطبراني في الكبير 20/ 92 برقم (178) من طريق عبيد الله، عن موسى ابن عبيدة، عن عبد الله بن أبي سليمان، عن أبي بحرية قال: قدمت الشام على معاذ ابن جبل

وأخرجه أحمد 5/ 229 - ومن طريقه هذه أخرجه الحاكم 4/ 169 - 170 - من طريق محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن الوليد بن أبي عبد الرحمن، عن أبي إدريس العبدي أو الخولاني قال: "جلست مجلساً فيه عشرون من أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم، وإذا فيهم شاب حديث السن، حسن الوجه، أدعج العينين، أغر الثنايا، فإذا اختلفوا في شيء فقال قولاً انتهوا إلى قوله، فإذا هو معاذ بن جبل.

فلما كان من الغد جئت، فإذا هو يصلي إلى سارية.

قال: فحذف من صلاته، ثم احتبى فسكت، فقلت: والله إني لأحبك من جلال الله. قال: آلله؟.

قال: قلت: آلله. قال: فإن من المتحابين في الله- فيما أحسب أنه قال- في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله- ثم ليس في بقيته شك، يعني: في بقية الحديث- يوضع لهم كراس من نور يغبطهم بمجلسهم من الرب عز وجل النبيون والصديقون والشهداء.

قال: فحدثته عبادة بن الصامت فقال: لا أحدثك إلا ما سمعت عن لسان رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: حقت محبتي للمتحابين في، وحقت محبتي للمتباذلين في، وحقت

محبتي للمتصادقين في، والمتواصلين- شك شعبة في المتواصلين أو المتزاورين".

وأخرجه الطبراني في الكبير 20/ 81 - 82 برقم (154) من طريق عبد الله بن عبد =

ص: 189

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الرحمن بن أبي حسين، عن شهر بن حوشب، وأخرجه القاضي عبد الجبار في "تاريخ داريا" ص (68 - 69) من طريق بقية بن الوليد، عن عتبة- نحرفت فيه إلى عُبَيْد- بن أبي حكيم، حدثنا عطاء بن أبي مسلم الخراساني، كلاهما حدثنا أبو إدريس الخولاني، بنحو الرواية السابقة.

وأخرجه -مختصراً- الطبراني 20/ 79 برقم (147) من طريق بقية بن الوليد، بالإسناد السابق.

وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند 5/ 328 من طريق أبي صالح الحكم بن موسى، حدثنا هقل بن زياد، عن الأوزاعي، حدثنا رجل في مجلس يحيى ابن أبي كثير، عن أبي إدريس الخولاني، بنحو الرواية السابقة.

وأخرجه الطبراني في الكبير 20/ 79 برقم (148)، وأبو نعيم في. "حلية الأولياء" 5/ 206 من حديث هشام بن عمار، حدثنا صدقة بن خالد، وأخرجه الحاكم 4/ 170 من طريق الربيع بن سليمان، حدثنا بشر بن بكر، كلاهما حدثني ابن جابر، عن عطاء الخراساني: سمعت أبا الريس الخولاني يقول: دخلت مسجد حمص فجلست في حلقة كلهم يحدث عن رَسُول الله-صلى الله عليه وسلم.

فيهم شاب إذا تكلم، أنصت القوم له، فقلت له: حدثني- رحمك الله- فوالله إني لأحبك. فقال: سمعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "المتحابون في جلال الله، في ظل الله يوم لاظل إلاظله".

قلت: من أنت رحمك الله. قال: أنا معاذ بن جبل.

وأخرجه المرفوع من الرواية السابقة: ابن المبارك في الزهد برقم (715)، وأحمد 5/ 233، والطبراني في الكبير20/ 78برقم (144) من طريق شهر بن حوشب، وأخرجه الطبراني أيضاً برقم (145، 146، 149) من طريق ربيعة بن يزيد، وعطاء الخراساني، ويزيد بن أي مريم، وأخرجه ابن عساكر (عاصم- عايذ) ص (509) من طريق- محمد بن المبارك، حدثنا الوليد بن مسلم، عن يزيد بن أبي مريم، جميعهم عن أبي إدريس الخولاني، به.

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 279 باب: المتحابين في الله -عز =

ص: 190

2510 مكرر- وَعَنْ أَبِي مُسْلِم (1) قَالَ: قُلْتُ لِمُعَاذٍ: وَالله إنِّي لأُحِبكَ لِغَيْرِ دُنْيَا أَرْجُو أَنْ أُصِيبَهَا، وَلَا قَرَابَةٍ بَيْنِي وَبَيْنَكَ. قَالَ: فَلأَيِّ شَيْءٍ؟. قُلْتُ: لله. قَالَ فَجَذَبَ حَبْوَتِي، ثُمَّ قَالَ: أبْشِرْ إِنْ كُنْتَ صَادِقاً، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"الْمُتَحَابُّونَ فِي اللهِ، فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلَاّ ظِلُّهُ، يَغْبِطُهُمْ بِمَكَانِهِمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ". قَالَ فَلَقِيتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ فَحَدَّثْتُهُ بِحَدِيثِ مُعَاذٍ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول عَنْ رَبِّهِ تبارك وتعالى: "حَقَتْ مَحَبَّتِي عَلَى الْمُتَزاوِرِينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي عَلَى الْمُتَحَابينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي عَلَى الْمُتَنَاصِحِينَ فِيَّ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي عَلَى الْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ، هُمْ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ يَغْبِطُهمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ وَالْصِّدِّيقُونَ"(2).

= وجل- وقال: "رواه أحمد باختصار عن أبي إدريس

ورجاله رجال الصحيح".

والرواية المطولة عند أحمد 5/ 233 فات الهيثمي ذكرها والله أعلم.

وانظر الحديث التالي، وجامع الأصول 6/ 552، وكنز العمال 9/ 8.

(1)

هكذا جاء عند الهيثمي بدون إسناد على غير عادته. وهو في صحيح ابن حبان برقم (577) بتحقيقنا من طريق أبي يعلى، حدثنا مخلد بن أبي زميل، حدثنا أبو المليح الرقي، عن حبيب بن أبي مرزوق، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي مسلم قال:

وهذا إسناد صحيح. مخلد بن الحسن بن أبي زميل فصلنا القول فيه عند الحديث (7460) في مسند الموصلي وبينا أنه ثقة. وأبو المليح هو الحسن بن عمر بن يحيى الفزاري.

(2)

وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند 5/ 328 من طريق أبي أحمد مخلد بن الحسن- تحرف فيه إلى: الحسين- ابن أبي زميل، بهذا الإسناد. =

ص: 191

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه الطبراني في الكبير 20/ 88 برقم (168) باختصار، من طريق سعيد بن حفص النفيلي، وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 5/ 121 - 122 من طريق الحسن بن سفيان، حدثنا أبو نعيم عبيد بن هشام الحلبي، كلاهما: حدثنا أبو المليح، به.

وأخرجه أحمد 5/ 239، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 2/ 131 من طريق كثير بن هشام، حدثنا جعفر بن برقان، حدثنا حبيب بن أبي مرزوق، به.

وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد"10/ 278 - 279 باب: المتحإبين في الله عز وجل، وقال: قلت: "روى الترمذي طرفاً من حديث معاذ وحده- رواه عبد الله بن أحمد، والطبراني باختصار، والبزار بعض حديث عبادة فقط، ورجال عبد الله والطبراني وثقوا".

وأخرج الترمذي ما أشار إليه الهيثمي في الزهد (2391) باب: ما جاء في الحب في الله، والطبراني في الكبير20/ 87 - 88 برقم (167) من طريق جعفر بن برقان، حدثنا حبيب بن أبي مرزوق، به. مقتصراً على حديث معاب ولفظه:"قال الله عز وجل: المتحابون في جلالي، لهم منابر من نور، يغبطهم النبيون والشهداء".

وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".

وأخرج حديث عبادة بن الصامت: البزار 4/ 228 - 229 برقم (3594)، والحاكم 4/ 169 من طريق الأوزاعي، عن يونس بن حلبس، عن أعبن إدريس الخولاني، عن عبادة بن الصامت

وقال الحاكم: "هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.

وذكره- كما هنا- المنذري في "الترغيب والترهيب" 4/ 18 - 19 وقال: "رواه ابن حبان في صحيحه".

ثم أورد رواية الترمذي، وقوله السابقين، كما أورد حديث عبادة بن الصامت وقال:"رواه أحمد بإسناد صحيح".

ويشهد له حديث عمرو بن عبسة عند أحمد 4/ 386، والطبراني في الصغير 2/ 216. وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" 4/ 19: "رواه أحمد ورواته =

ص: 192

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ثقات، والطبراني في الثلاثة واللفظ له، والحاكم وقال: صحيح الإسناد". نقول: لقد فطر الإنسان على حب كل ما يأنس به، ويعتمد عليه، ويلجا إليه، ويثق به. قال تعالى:{قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوية: 24].

ومن أجل اقرار آصرة العقيدة أخذ في "استعراض ألوان المطامع والوشائج واللذائذ، ليضعها كلها في كفة، ويضع العقيدة ومقتضياتها في الكفة الأخرى: الآباء، والأبناء، والإخوان، والأزواج، والعشيرة (وشيجة الدم والنسب والقرابة والزواج)، والأموال والتجارة (مطمع الفطرة ورغبتها)، والمساكن المريحة (متاع الحياة ولذتها).

وفي الكفة الأخرى حب الله ورسوله، وحب الجهاد في سبيله. الجهاد بكل مقتضياته وبكل مشقاته وما يتبعه من جراح واستشهاد- وهو بعد هذا كله (الجهاد في سبيل الله) مجرداً من الصيت والذكر والظهور. مجرداً من المباهاة والفخر والخيلاء، مجرداً من احساس أهل الأرض به، وإشارتهم إليه، وإشادتهم بصاحبه، وإلا فلا أجر عليه ولا ثواب

وهذا التجرد لا يطالب به الفرد وحده، وإنما تطالب به الجماعة المسلمة، والدولة المسلمة، فما يجوز أن يكون هناك اعتبار لعلاقة أو مصلحة ترتفع على مقتضيات العقيدة في الله، ومقتضيات الجهاد في سبيل الله.

وما يكلف الله الفئة المؤمنة هذا التكليف إلا وهو يعلم أن فطرتها تطيقه، فالله لا يكلف نفساً إلا وسعها، وإنه لمن رحمة الله بعباده أن أودع فطرتهم هذه الطاقة العالية من التجرد والاحتمال، وأودع فيها الشعور بلذة علوية لذلك التجرد لا تعدلها لذائذ الأرض كلها: لذة الشعور بالاتصال بالله، ولذة الرجاء في رضوان الله، ولذة الاستعلاء على الضعف والهبوط والخلاص من ثقلة اللحم والدم، والارتفاع إلى الأفق المشرق الوضيء

". الظلال 10/ 143 - 144، وانظر مسند الموصلي 6/ 136 حيث علقنا على الحديث (3442).

ص: 193