الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قُلْتُ: لأَبِي سَعِيدٍ أَحَادِيثُ فِي الصَّحِيحِ فِي الشَّفَاعَةِ غَيرُ هذَا (1).
18 - باب في حوض النبي-صلى الله عليه وسلم
-
2600 -
أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن، حدثنا أحمد بن منصور زاج، حدثنا النضر بن شميل، حدثنا شداد بن سعيد، قال: سمعت أبا الوازع جابر بن عمرو.
أَنَّهُ سَمعَ أَبا بَرْزَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَا ييْنَ نَاحِيَتَي حَوْضِي كَمَا بَيْنَ أيْلَةَ إلَى صَنعَاءَ، مَسِيرةُ شَهْرٍ، عَرْضُهُ كَطُولِه، فِيهِ مِرْزَابَانِ يَنْبُعَانِ (2) مِنَ الْجَنَّةِ، مِنْ وَرِق وَذَهبٍ أَبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَأَبْرَدُ مِنَ الثَّلْجِ، فِيهِ أَبَارِيقُ عَدَدُ نُجُومِ السَّماءِ"(3).
(1) انظر مثلاً البخاري في الرقاق (6574) باب: الصراط المستقيم، وفي التوحيد
(7439)
باب: قوله تعالى (وجوه يومئذٍ ناضرة)، ومسلماً في الإيمان. (183) باب: معرفة طريق الرؤيا. وقد استوفينا تخريجه في مسند الموصلى برقمِ (1006).
وانظر أيضاً صحيح مسلم (188) باب: آخر أهل النار خروجاً. وقد استوفينا تخريجه في مسند الموصلي برقم (1097)، وفي معجم شيوخه برقم، (300).
(2)
الواحد: مرزاب، والجمع مرازيب- وهو الميزاب-: وهو قناة، أو أنبوبة يصرف الماء من سطح البناء أومن مكان عال.
ورواية الإِحسان "مرزابان ينثعبان". ورواية أحمد "ميزابان ينثعبان". ورواية الحاكم "ميزابان يصبان". وفي "الترغيب والترهيب": "مرزابان ينبعثان". وفي كنز العمال "يصب فيه ميزابان من الجنة".
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو في الإحسان 8/ 126 برقم (6425).
وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور" ص (128) برقم (156) من طريق أبي =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= طاهر الفقيه، حدثنا أبو حامد بن بلال، حدثنا أحمد بن منصور، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد 4/ 424 من طريق أبي سعيد، وأخرجه الحاكم 1/ 76 من طريق روح بن أسلم، كلاهما: حدثنا شداد بن سعيد أبو طلحة، بهذا الإسناد.
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، فقد احتج بحديثين عن أبي طلحة الراسبي، عن أبي الوازع، عن أبي برزة، وهو غريب، صحيح من حديث أيوب السختياني، عن أبي الوازع ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 367 باب: ما جاء في حوض النبي صلى الله عليه وسلم-وقال: "قلت: له حديث غير هذا في ذكر الحوض عند أبي داود، رواه أحمد أثناء حديث في إماطة الأذى وقتل ابن خطل، ورجاله رجال الصحيح- ورواه الطبراني -واللفظ له- بإسنادين في أحدهما سعيد بن سليمان النشيطي، وفي الأخرى صالح المري، وكلاهما ضعيف".
وذكره المنذرى في "الترغيب والترهيب" 4/ 421 - 422 وقال: "رواه الطبراني، وابن حبان في صحيحه من رواية أبي الوازع، واسمه جابر بن عمرو، عن أبي برزة، واللفظ لابن حبان".
ونسبه الهندي في كنز العمال 14/ 426 - 427 برقم (39162) إلى أحمد، والطبراني، والحاكم.
والحديث الذي أشار إليه الهيثمي في "مجمع الزوائد" أخرجه أبو داود في السنة (4749) باب: في الحوض، من طريق مسلم بن إبراميم، حدثنا عبد السلام بن أبي حازم أبو طالوت قال: "شهدت أبا برزة دخل على عبيد الله بن زياد، فحدثني فلان - سماه مسلم، وكان في السماط- فلما رآه عبيد الله قال: إن محمَّدِيَّكُمْ هذا الدحداح (عند عبد الرزاق: لَدَحْدَاحٌ) - ففهمها الشيخ فقال: ما كنت أحسب أني أبقى في قوم يعيروني بصحبة محمد صلى الله عليه وسلم!!
فقال له عبيد الله: إن صحبة محمد صلى الله عليه وسلم لك زَيْنٌ غير شَيْنٍ، ثم قال: إنما بعثت إليك لأسألك عن الحوض، سمعتَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يذكر فيه شيئاً؟.
فقال له أبو برزة: نعم، لا مرة، ولا ثنتين، ولا ثلاثاً، ولا أربعاً، ولا خمساً، فمن كذب به فلا سقاه الله منه. ثم خرج مغضباً"، وهذا إسناد فيه جهالة. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه- مختصراً- أحمد 4/ 424 من طريق عبد الصمد، حدثنا أبو طالوت، حدثنا العباس الجريري أن عبيد الله بن زياد قال لأبي برزة:"هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم-ذكره قط -يعني الحوض-؟. قال: نعم، لا مرة، ولا مرتين، فمن كذب به فلا سقاه الله منه".
وأخرجه عبد الرزاق 11/ 404 - 406 برقم (20852) من طريق معمر، عن مطر الوراق، عن عبد الله بن بريدة الأسلمي قال: شك عبيد الله في الحوض. مطولاً جداً.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد 4/ 419، 425 - 426 مختصراً جداً.
وأخرجه أحمد 2/ 162 - ومن طريقه أخرجه الحاكم 1/ 75 - 76 - من طريق يحيى،
وأخرجه المروزي في زيادته على الزهد لابن المبارك برقم (1610) من طريق الحسين، أخبرنا ابن أي عدي،
كلاهما: حدثنا حسين المعلم، حدثنا عبد الله بن بريدة، عن أبي سبرة قال: كان عبيد الله بن زياد يسأل عن الحوض: حوض محمد صلى الله عليه وسلم وكان يكذب به بعد ما سأل أبا برزة، والبراء بن عازب، وعائذ بن عمرو، ورجلاً آخر، وكان يكذب به.
فقال أبو سبرة: أنا أحدثك بحديث فيه شفاء هذا. أن أباك بعث معي بمال إلى معاوية فلقيت عبد الله بن عمرو فحدثني مما سمع من رَسُول الله صلى الله عليه وسلم-وأملى علي فكتبت بيدي، فلم أزد حرفاً، ولم أنقص حرفاً، حدثني أن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الله لا يحب الفحش- أويبغض الفاحش والمتفحش".
قال: "ولا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش، والتفاحش، وقطيعة الرحم، وسوء المجاورة، وحتى يُؤْتمن الخائن وَيُخَوِّن الأمين".
وقال: "ألا إن موعدكم حوضي، عرضه وطوله واحد، وهو كما بين أيلة ومكة، وهو مسيرة شهر، فيه مثل النجوم أباريق. شرابه أشد بياضاً من الفضة، من شرب منه مشرباً لم يظمأ بعده أبداً".
فقال عبيد الله: ما سمعت في الحوض حديثاً أثبت من هذا، فصدق به، وأخذ الصحيفة فحبسها عنده. وهذه سياقة أحمد.
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح، فقد اتفق الشيخان على الاحتجاج بجميع =
2601 -
أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام مكحول ببيروت، حدثنا محمد بن خلف الداري، حدثنا معمر بن يعمر، حدثنا معاوية بن سَلَاّم، (214/ 2) حدثني أخي زيد بن سَلَاّم أنه سمع أبا سَلَاّم قال: حدثني عامر بن زيد (1) الْبِكَاِليّ (2).
أنه سَمعَ عُتْبَةَ بْنَ عَبْدٍ السُّلَمِي يَقُولُ: قَامَ أَعْرَابِيٌّ إلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم-فَقَالَ: مَا حَوْضُكَ الّذِي تحدث عَنْهُ؟. فَقَالَ: "هُوَ كَمَا بَيْنَ صَنْعَاءَ إلى بُصْرَى، ثُمَّ يَمُدُّ لِيَ الله فِيهِ بِكُرَاعٍ (3) لا يَدْرِي بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ أَيَّ طَرَفَيْهِ"، قَالَ: فَكَبَّرَ عُمَرُ- رِضْوَانُ الله عَلَيْهِ- فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: "أَمَّا الْحَوْضُ فَيَزْدَحِمُ عَلَيْهِ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ الّذِينَ يُقْتَلُونَ فِي سَبِيلِ الله،
= رواته، غير أبي سبرة الهذلي، وهو تابعي كبير، مبين ذكره في المسانيد والتواريخ،
غير مطعون فيه". وقال الحاكم في تلخيصه: "أخرجه أحمد في مسنده".
نقول: هذا إسناد حسن، وقد فصلنا القول في رواته عند الحديث المتقدم برقم (30). وأبو سبرة هو سالم بن سبرة الهذلي.
وأخرجه البيهقي في البعث والنشور ص (127) برقم (155) من طريق روح بن عبادة، بالإسناد السابق.
وفي الباب عن أَنس عند أبي يعلى 5/ 150 برقم (2761)، وعن جابر بن سمرة برقم (7443)، وعن عقبة بن عامر برقم (1748) وكلاهما في المسند المذكور.
وانظر جامع الأصول10/ 466. وأحاديث الباب. وفتح الباري 11/ 467 - 476.
(1)
في الأصل "يزيد" وهو تحريف. وانظر تخريجنا للحديث.
(2)
البكالي- بكسر الباء الموحدة من تحت، والكاف المخففة بالفتح، في آخرها اللام-: هذه النسبة إلى بنى بكال، وهو بطن من حمير
…
وانظر الأنساب 2/ 269، واللباب 1/ 168.
(3)
الكراع- بضم الكاف، وفتح الراء المهملة، وعين بعد الألف-: قال ابن الأثير:
"طرف من ماء الجنة، مشبه بالكراع لقلته وأنه كالكراع من الدابة".
وَيَمُوتونَ فِي سَبِيلِ الله، وَأَرْجُو أَنْ يُورِدَني الله الْكُرَاعَ فَأشْرَبَ مِنْة" (1).
(1) إسناده جيد، عامر بن زيد البكالي ترجمه البخاري في الكبير 6/ 452 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الحرح والتعديل" 6/ 320 - 321، وذكره ابن حبان في الثقات 5/ 191.
وترجمه الحسيني في الإكمال الورقة (45/ 1) وقال: "ليس بالمشهور".
وتعقبه الحافظ في "تعجيل المنفعة" ص (204 - 205) بقوله: "بل هو معروف، ذكره البخاري فقال: سمع عتبة بن عبد، روى عنه أبو سلام، حديثه في الشاميين، ولم يذكر فيه جرحاً. وتبعه ابن أبي حاتم وأخرج ابن حبان في صحيحه من طريق أبي سلام عنه أحاديث صرح فيها بالتحديث، ومقتضاه أنه عنده ثقة، ولم أر له ذكراً في النسخة التي عندي من الثقات له، فما أدري هل أغفله، أو سقط من نسختي، ولا ترجم له ابن عساكر في تاريخ دمشق".
نقول: لم يغفله ابن حبان وإنما ذكره كما تقدم، ونضيف أيضاً أن الفسوي قد ذكره في الطبقة العليا من تابعي أهل الشام في "المعرفة والتاريخ" 2/ 341. وقد تحرف "عامر" التعجيل إلى "عاصم".
ومحمد بن خلف الداري، ومعمر بن يعمر تقدم القول فيهما عند الحديث (702).
ونقل الشيخ السلفي عن ابن كثير أنه قال في نهاية البداية 2/ 157: "قال الحافظ الضياء: لا أعلم لهذا الإسناد علة".
والحديث في الإحسان 8/ 122 - 123 برقم (6416).
وأخرجه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" 2/ 341 - 342، والطبري في التفسير 13/ 149، والطبراني في الكبير 17/ 126 - 127 برقم (312)، والبيهقي في "البعث والنشور" ص (186) برقم (274) من طريق أبي توبة الربيع بن نافع، حدثنا معاوية بن سلام، بهذا الإسناد. مطولا جداً، واقتصر الطبري على الجزء الأخير منه. وأخرجه أحمد 4/ 183 - 184 مقتصراً على الجزء الأخير مما رواه الفسوي" ..
من طريق علي بن بحر، حدثنا هشام بن يوسف، حدثنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن عامر بن زيد البِكَالي، به.
وأخرجه الطبراني أيضاً برقم (313) من طريق عبد الرزاق، أنبأنا معمر، بالإسناد السابق. وقد تحرف فيه "عامر" إلى "عمرو". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وذكره المنذري في "الترغيب والترهيب" 4/ 421 وقال: "رواه ابن حبان". وقال السيوطى في "الدر المنثور" 4/ 59: " وأخرج أحمد، وابن جرير، وابن أبى حاتم، والطبراني، وابن مردويه، والبيهقي في البعث والنشور، عن عتبة بن عبد
…
" وذكر الحديث.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 409 باب: فيمن يدخل الجنة بغير حساب، وقال:"رواه الطبراني في الأوسط، والكبير، من طريق عامر بن زيد البكالي، وقد ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه، ولم يوثقه، وبقية رجاله ثقات".
ثم ذكره ثانية 10/ 413 - 414 باب: فيما أعده الله تعالى لأهل الجنة، وقال: "رواه الطبراني في الأوسط -واللفظ له- وفي الكبير، وأحمد باختصار عنهما، وفيه عامر بن زيد البكالي، وقد ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه
…
" وتمام كلامه كما تقدم.
وانظر كنز العمال 14/ 431 برقم (39177). وأحاديث الباب مع التعليق عليها. وفتح الباري 11/ 470 - 476.
وقد اختلفت تقديرات مسافة الحوض في الأحاديث: فهي في هذا الحديث (كما بين صنعاء إلى بصرى)، وهي في حديث يزيد بن الأخنس الآتي:(ما بين عدن إلى عَمَّان)، وفي حديث ثوبان (ما بين عدن إلى عمان البلقاء)، وفي رواية ثانية لثوبان (من مقامي إلى عمان). وفي حديث ابن عمر عند أحمد (كما بين عدن وعمان)، وكذلك جاءت في حديث أبي أمامة، وجاءت في رواية لأنس (كما بين أيلة وصنعاء من اليمن)، وفي رواية ثانية (كما بين صنعاء والمدينة)، وفي رواية ثالثة (كما بين المدينة وعمان)، وفي رواية أبي برزة (كما بين أيلة إلى صنعاء مسيرة شهر، وفي رواية ثانية (أبعد ما بين أيلة إلى مكة)، وفي حديث الخدري (ما بين الكعبة وبيت المقدس)، وفي حديث جابر بن سمرة (ما بين صنعاء وأيلة) وفي حديث عقبة بن عامر (كما بين أيلة إلى الجحفة)، وفي حديث أبي أمامة (ما بين عدن وعمان) وقد جمع البيهقي أحاديث الحوض في "البعث والنشور" ص (110 - 130) من رقم (113) إلى الرقم (160).
وقال القاضي عياض: "هذا الاختلاف في قدر عرض الحوض ليس موجباً للاضطراب، فإنه لم يأت في حديث واحد، بل في أحاديث مختلفة عن جماعة من =
2602 -
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم، حدثنا عمرو بن عثمان، حدثنا محمد بن حرب، حدثنا صفوان بن عمرو، عن سُلَيْم بن عامر، وأبي اليمان الْهَوْزَنِيّ، عن أبي أمامة الباهلي.
أنَّ يَزيدَ بْنَ الأخْنَسِ قَالَ: يَا رَسُول الله مَا سَعَةُ حَوْضِكَ؟. قَالَ: "مَا بَيْنَ عَدَنَ إِلَى عَمَّانَ، وَإنَّ فِيهِ مَثْعَبَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضةٍ".
قَالَ: فَمَا مَاءُ حَوْضِكَ يَا نَبِيَّ الله؟. قَالَ: "أَشَدُّ بَيَاضاً مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مَذَاقَةً مِنَ الْعَسَلِ، وَأَطْيَبَ رَائِحَةً مِنَ الْمِسْكِ، مَنْ شَرِبَ مِنْة لَمْ يَظْمَأْ أَبَداً وَلَمْ يَسْوَدَّ وَجْهُهُ أَبَداً"(1).
= الصحابة سمعوها في مواطن مختلفة، ضربها النبي-صلى الله عليه وسلم-في كل- واحد منها مثلاً لبعد أقطار الحوض وسعته، وقرب ذلك من الأفهام لبعد ما بين البلاد المذكورة، لا على التقدير الموضوع للتحديد، بل للإعلام بعظم هذه المسافة، فبهذا تجمع الروايات".
وقال النووي في "شرح مسلم" 5/ 155 وقد نقل كلام القاضي: "قلت: وليس في القليل من هذه منع الكثير والكثير ثابت على ظاهر الحديث، ولا معارضة، والله أعلم".
وقال القرطبي: "ظن بعض القاصرين أن الاختلاف في قدر الحوض اضطراب، وليس كذلك". ثم نقل كلام عياض وزاد: "وليس اختلافاً، بل كلها تفيد أنه كبير متسع متباعد الجوانب".
ثم قال: "ولعل ذكره للجهات المختلفة بحسب من حضره ممن يعرف تلك الجهة فيخاطب كل قوم بالجهة التي يعرفونها". نقل ذلك ابن حجر في "فتح الباري" 471 - 472 وانظر بقية كلامه هناك. وجامع الأصول 10/ 462 - 463.
(1)
طريق سليم بن عامر وهو الخبائري صحيح. وعمرو بن عثمان هو ابن دينار، بن وصفوان ابن عمرو هو السكسكي، ومحمد بن حرب هو الخولاني.
وأما طريق أبي اليمان عامر بن عبد الله بن لحي، فهو جيد، عامر بن عبد الله =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ترجمه البخاري في الكبير 6/ 448 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 326 وما رأيت فيه جرحاً، وقد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في الثقات 5/ 188 - 189.
وأخرجه أحمد 5/ 250 - 251 من طريق عصام بن خالد، وأخرجه الطبراني في الكبير 8/ 87 برقم (7672) من طريق الوليد بن مسلم، كلاهما حدثنا صفوان بن عمرو، بهذا الإسناد.
وقال عبد الله بن أحمد: "وجدت هذا الحديث في كتاب أبي بخط يده، وقد ضرب عليه، فظننت أنه قد ضرب عليه لأنه خطأ، إنما هو عن زيد، عن أبي سلام، عن أبي أمامة".
وقال ابن أبي حاتم في "علل الحديث" 2/ 213 برقم (2128): "سألت أبي عن حديث رواه مصعب بن سلام، عن عبد الله بن العلاء بن زبر، عن أبي سلام، عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحوض.
قال أبو زرعة: هكذا رواه مصعب، وإنما هو عن أبي سلام، عن ثوبان، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال أبي: لا أعرفه من حديث العلاء بن زبر، ولكن رواه يحيى بن الحارث، وشيبة بن الأحنف، وشداد أبو محمد، وعباس بن سالم، كلهم عن أبي سلام، عن ثوبان، عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحوض، وهو الصحيح". وانظر الحديث السابق.
وأخرجه الطبراني في الكبير 8/ 181 - 182 برقم (7665) من طريق بكر بن سهل، وأخرجه البيهقي في "البعث والنشور" ص (118) برقم (134) من طريق أبي إسماعيل الترمذي،
كلاهما: حدثنا أبو صالح عبد الله بن صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن سليم
ابن عامر، عن أبي أمامة، به.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 362 باب: ما جاء في حوض النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "قلت: عند الترمذي وابن ماجه بعضه- رواه أحمد، والطبراني، ورجال أحمد، وبعض أسانيد الطبراني رجال الصحيح، إلا أنه قال في. الطبراني: فما شرابه
…
؟. ". وما أشار إليه الهيثمي بأنه عند الترمذي وابن ماجه سيأتي بهذا =
2603 -
أخبرنا أبو يعلى، حدثنا داود بن عمرو الضبي، حدثنا نافع بن عمر الجمحي، عن ابن أبي مليكة.
عَنِ ابْنِ عَمْرو (1) قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "حَوضِي مسيرةُ شَهْرٍ، زَوَايَاهُ سَواءٌ، مَاؤُهُ أبْيَضُ (2) مِنَ الثَّلْجِ، وَأطْيَبُ مِنَ الْمِسْكِ، آنِيَتُهُ
= الإسناد، برقم (2642).
وأورده المنذري في"الترغيب والترهيب" 4/ 418 وقال: "رواه أحمد ورواته محتج بهم في الصحيح، وابن حبان في صحيحه، ولفظه:
…
" وساق لفظ ابن حبان.
نقول: أبو اليمان عامر بن عبد الله بن لحي ليس من رجال الشيخين، غير أنه متابع عليه كما ترى.
(1)
في الأصل "عمر" وهو تحريف. وسماه مسلم، والبيهقي فقالا: "عبد الله بن عمرو
ابن العاص" وكذلك البخاري. وانظر مصادر التخريج، وفتح الباري 11/ 470.
(2)
قال النووي في "شرح مسلم" 5/ 152: "والنحويون يقولون: إن فعل التعجب الذي يقال فيه: هو أفعل من كذا، إنما يكون فيما ماضيه على ثلاثة أحرف، فإن زاد، لم يتعجب من فاعله، وإنما يتعجب من مصدره، فلا يقال: ما أبيض زيداً!، ولا زيد أبيض من عمرو، وإنما يقال: ما أشد بياضه!، وهو أشد بياضاً من كذا. وقد جاء في الشعر أشياء من هذا الذي أنكروه فعدوه شاذاً لا يقاس عليه، وهذا الحديث يدل على صحته، وهي لغة وإن كانت قليلة الاستعمال. ومنها قول عمر رضي الله عنه: ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع".
وأورد الحافظ في فتح الباري 11/ 472 عن المازري نحو ما تقدم، ثم قال:"قلت: ويحتمل أن يكون ذلك من تصرف الرواة، فقد وقع في رواية أبي ذر عند مسلم بلفظ: أشد بياضاً من اللبن، وكذا لابن مسعود عند أحمد، وكذا لأبي أمامة عند ابن أبي عاصم".
نقول: وقد جاء في حديث أَنس عند البيهقي في "البعث والنشور" ص (114) برقم (122): "شرابه أبيض من اللبن". كما جاء كذلك في حديث أبي أمامة عند البيهقي أيضاً ص (119) برقم (134)، وفي حديث أبي برزة عند البيهقي ص (128) برقم (156).
كَنُجُومِ السَّمَاءِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لا يَظْمَأُ بَعْدَهُ أَبَداً" (1)
(1) إسناده صحيح، وهو في الإحسان 8/ 124 برقم (6814).
وأخرجه مسلم في الفضائل (2292) باب: إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم وصفاته، والبيهقي في "البعث والنشور" ص (121) برقم (140) من طريق داود بن عمرو الضبي، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري في الرقاق (6579) باب: في الحوض، من طريق سعيد بن أبي مريم، حدثنا نافع بن عمر الجمحي، به.
وذكره المنذري في "الترغيب والترهيب" 4/ 417 وقال: "رواه البخاري، ومسلم".
وقال الحافظ في "فتح الباري" 11/ 470: "وقد خالف نافعَ بن عمر في صحابيه عبدُ الله بن عثمان بن خثيم فقال: عن ابن أبي مليكة، عن عائشة. أخرجه أحمد، والطبراني، ونافع بن عمر أحفظ من ابن خثيم".
نقول: الحديث الذي أشار إليه الحافظ أخرجه أحمد 6/ 121، ومسلم في الفضائل (2294) باب: إثبات حوض نبينا-صلى الله عليه وسلم-من طريقين عن عبد الله بن عثمان ابن خثيم، عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، أنه سمع عائشة تقول: سمعت رَسُول الله- صلى الله عليه وسلم يقول وهو بين ظهرانَيْ أصحابه: "إني على الحوض أنتظر من يرد علي منكم، فوالله لَيُقْتَطَعَنَّ دوني رجال، فلأقولن: أي رب، مني ومن أمتي. فيقول: إنك لا تدري ما عملوا بعدك، ما زالوا يرجعون على أعقابهم". وهذا لفظ مسلم.
وهو في مسند الموصلي 7/ 434 برقم (4455)، وهو حديث آخر غير حديثنا، والله أعلم.
وانظر "تحفة الأشراف" 6/ 348 برقم (8841)، وجامع الأصول 10/ 463، وكنز العمال 14/ 423 برقم (39144) وقد تحرف "ابن عمرو" فيه إلى "بن عمر "أيضاً، وفتح الباري 11/ 470.
وأما حديث ابن عمر فقد أخرجه البخاري في الرقاق (6577)، ومسلم في الفضائل (2299)، وابن حبان في الإحسان 8/ 124 برقم (6419)، والبيهقي في "البعث والنشور" ص (121) برقم (139)، وأبو داود في السنة (4745) من أربعة طرق عن نافع، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أمامكم حوض كما بين جرباء وأذرح". وهذا لفظ البخاري. =
قلْت: لابْنِ عُمَرَ حَديثٌ فِي الْحَوْضِ فِي الصَّحِيحِ غَيْرُ هذَا (1).
2604 -
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى بعسكر مكرم، حدثنا محمد بن معمر، حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، قال: حدثني أبو الزبير (2) قال:
سَمِعْت جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: سمعت رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "أنَا فَرَطكمْ بَيْنَ أيْدِيكمْ فَإنْ لَمْ تجدونى فَأنَا عَلَى الْحَوْضِ مَا بَيْنَ أيْلَةَ إلَى مَكةَ، وَسَيَأْتِي رِجَالٌ وَنِسَاءٌ بِآنِيَةٍ وقِرَبٍ ثُمَّ لا يَذُوقُونَ مِنْه شَيْئاً"(3).
= وانظر أيضاً "تحفة الأشراف" 6/ 177 برقم (8158)، ومجمع الزوائد 10/ 365 - 366.
وقوله: "وزواياه سواء". ليست في رواية البخاري، ولذا قال الحافظ في "فتح الباري" 11/ 470:"زاد مسلم، والإسماعيلي، وابن حبان في روايتهم من هذا الوجه: (وزواياه سواء)، وهذه الزيادة تدفع تأويل من جمع بين مختلف الأحاديث في تقدير مسافة الحوض على اختلاف العرض والطول".
وقال النووي في "شرح مسلم" 5/ 152: "قال العلماء: معناه: طوله كعرضه كما قال في حديث أبي ذر المذكور في الكتاب: عرضه مثل طوله".
(1)
في هامش (م) ما نصه؟ "من خط شيخ الإسلام ابن حجر رحمه الله: أصل هذا عن ابن عمر، وليس هو عن ابن عمرو بن العاص. رواته في الصحيحين من رواية نافع، عن ابن عمر كذلك فلا يستدرك.
وقد أخرجه مسلم عن داود بن عمر- كذا- والد كعب، بهذا. ولكن لم أر في البخاري (زواياه سواء) فينظر".
نقول: إن في هذا الكلام خطأ بيناً، وهذا يقوي ما ذهبنا إليه في التعليق السابق، والله أعلم.
(2)
في الأصل "أبو النضر" وهو خطأ.
(3)
إسناده صحيح على شرط مسلم، فقد صرح ابن جريج بالتحديث فانتفت شبهة التدليس. وهو في الإحسان 8/ 122 برقم (6415). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه البزار 4/ 177 برقم (3481) من طريق محمد بن معمر، بهذا الإسناد. وقال:"لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن جابر، وإنما يعرف هذا من حديث حجاج، عن ابن جريج".
وأخرجه أحمد 3/ 345 من طريق موسى، حدثنا ابن لهيعة، وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة برقم (771) من طريق محمد بن إسماعيل، حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، عن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة، كلاهما: عن أبي الزبير، به.
وأخرجه أحمد 3/ 384 من طريق روح، حدثنا ابن جريج، به. موقوفاً على جابر.
نقول: إن وقفه ليس بعلة، فهو في حكم المرفوع لأن مثله لا يقال بالرأي، ولأنه قد رفعه أكثر من ثقة، والله أعلم".
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 364 باب: ما جاء في حوض النبي صلى الله عليه وسلم-وقال: "رواه أحمد مرفوعاً وموقوفاً وفي إسناد المرفوع ابن لهيعة، ورجال الموقوف رجال الصحيح.
ورواه الطبراني في الأوسط مرفوعاً، وفيه ابن لهيعة، ورواه باختصار قوله:(فلا يطعمون منه شيئاً) برجال الصحيح، ورواه البزار كذلك".
وأخرجه البزار 4/ 177 برقم (3482) من طريق محمد بن عمر، حدثنا يحيى بن عبد الرحمن الأرحبي، حدثنا عبيدة بن الأسود، حدثنا مجالد، عن عامر، عن جابر ابن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أنا فرط لكم على الحوض، وإني مكاثر بكم الأمم، فلا ترجعوا بعدي كفاراً يقتل بعضكم بعضاً.
فقال رجال: يا رَسُول الله، ما عرضه؟. قال: ما بين أيلة- أحسبه قال:- إلى مكة، فيه مكاكي أكثر من عدد النجوم، لا يتناول مؤمن منها فيضعه من يده حتى يتناوله آخر".
وقال البزار: "لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن جابر".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 364: "رواه البزار، وفيه عبيدة بن الأسود قد ضعفه غير واحد. قال ابن حبان في الثقات: يعتبر حديثه إذا كان بين السماع من ثقة دون ثقة، وبقية رجاله وثقوا على ضعف في بعضهم". =
2605 -
أخبرنا يحيى بن محمد بن عمرو بالفسطاط، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء، [قال عمرو بن الحارث: قال: حدثنا عبد الله بن سالم، عن] (1) الزبيدي، حدثنا لقمان بن عامر، عن سويد بن جبلة.
عَنِ الْعِرْبَاض بْنِ سَارِيَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَتَزْدَحِمَنَّ هذِهِ الأُمَّةُ على الْحَوْضِ ازْدِحَامَ إبِلٍ ورَدَتْ لِخَمْس"(2).
= نقول: عبيدة بن الأسود فصلنا القول فيه عند الحديث المتقدم برقم (1693)، ومجالد هو ابن سعيد، وهو ضعيف، ونسبه الهندي في كنز العمال 14/ 427 برقم (39166) إلى أحمد، وابن أبي عاصم، وأبي عوانة، وابن حبان، وسعيد بن منصور.
وانظر الحديث (1525) والحديث (4455)، و (5168) و (7443) في مسند الموصلي.
(1)
ما بين حاصرتين ساقط من الأصل، واستدركناه من مصادر التخريج.
(2)
إسناده حسن من أجل إسحاق بن إبراهيم بن العلاء، وقد بسطنا القول فيه عند الحديث المتقدم برقم (256) وسويد بن جبلة. وعمرو بن الحارث فصلنا القول فيهما أيضاً عند الحديث المتقدم برقم (706)، والزبيدي هو محمد بن الوليد، والحديث في الإحسان 9/ 181 برقم (7195) وقد تحرفت فيه "لقمان" إلى "نعمان".
وأخرجه الطبراني في الكبير 18/ 253 برقم (632) من طريق عمرو بن إسحاق ابن إبراهيم، وعبد الرحمن بن معاوية العتبي كلاهما: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن زبريق الحمصي، بهذا الإسناد.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 365 باب: ما جاء في حوض النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "رواه الطبراني بإسنادين وأحدهما حسن".
ونسبه الهندي في كنز العمال 14/ 425 برقم (39155) إلى الطبراني.