الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وله فصل في الرد على القدرية في كتابه شعب الإيمان طبع في رسالة مستقلة.
السهروردي (1)(458 سنة وفاة البيهقي وهو من أقرانه)
الإمام أبو عمرو عثمان بن أبي الحسن بن الحسين السهروردي.
موقفه من الجهمية:
له من الآثار السلفية: كتاب في أصول الدين، ذكره ابن القيم ونقل منه ما يتعلق بمسألة الاستواء، وكلامه من أجود ما يكون.
قال عنه الإمام ابن القيم في اجتماع الجيوش: له كتاب في أصول الدين قال في أوله: الحمد لله الذي اصطفى الإسلام على الأديان. وزين أهله بزينة الإيمان. وجعل السنة عصمة أهل الهداية. ومجانبتها إمارة أهل الغواية، وأعز أهلها بالاستقامة، ووصل عزهم بالقيامة، وصلى الله على محمد وسلم وعلى آله أجمعين. وبعد.
فإن الله تعالى لما جعل الإسلام ركن الهدى، والسنة سبب النجاة من الردى، ولم يجعل من ابتغى غير الإسلام دينا هاديا، ولا من انتحل غير الإسلام نحلة ناجيا، جمعت أصول السنة الناجي أهلها التي لا يسع الجاهل نكرها، ولا العالم جهلها، ومن سلك غيرها من المسالك. فهو في أودية البدع هالك.
إلى أن قال: ودعاني إلى جمع هذا المختصر في اعتقاد السنة على مذهب
(1) اجتماع الجيوش الإسلامية (ص.169).
الشافعي وأصحاب الحديث، إذ هم أمراء العلم، وأئمة الإسلام قول النبي صلى الله عليه وسلم «تكون البدع في آخر الزمان محنة، فإذا كان كذلك فمن كان عنده علم فليظهره، فإن كاتم العلم يومئذ ككاتم ما أنزل الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم» (1)، ثم ساق الكلام في الصفات إلى أن قال:
فصل: ومن صفاته تبارك وتعالى فوقيته واستواؤه على عرشه بذاته، كما وصف نفسه في كتابه، وعلى لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا كيف.
ودليله قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5)} (2). وقوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ} (3). وقوله تعالى في خمس مواضع: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} . وقوله تعالى في قصة عيسى عليه السلام: {وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} (4).
وساق آيات العلو ثم قال: وعلماء الأمة وأعيان الأئمة من السلف لم يختلفوا في أن الله سبحانه مستو على عرشه، وعرشه فوق سبع سمواته، ثم ذكر كلام عبد الله بن المبارك: نعرف ربنا بأنه فوق سبع سمواته على عرشه بائن من خلقه، وساق قول ابن خزيمة: من لم يقر بأن الله تعالى فوق عرشه
(1) ابن عساكر (54/ 80) من طريق خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن معاذ مرفوعا بلفظ: «إذا ظهرت البدع، ولعن آخر هذه الأمة أولها، فمن كان عنده علم فلينشره فإن كاتم العلم يومئذ ككاتم ما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم» . والحديث ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله (انظر الضعيفة 1506).
(2)
طه الآية (5).
(3)
الفرقان الآية (59).
(4)
آل عمران الآية (55).
قد استوى فوق سبع سمواته، فهو كافر. بإسناده من كتاب معرفة علوم الحديث، ومن كتاب تاريخ نيسابور للحاكم
…
ثم قال: وإمامنا في الأصول والفروع أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي -رحمه الله تعالى ورضي عنه- احتج في كتابه المبسوط على المخالف في مسألة إعتاق الرقبة المؤمنة في الكفارة، وأن الرقبة الكافرة لا يصح التكفير بها بخبر معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه، وأنه أراد أن يعتق الجارية السوداء عن الكفارة، وسأل النبي صلى الله عليه وسلم ليعرف أنها مؤمنة أم لا، فقال لها:«أين ربك؟» فأشارت إلى السماء، إذ كانت أعجمية، فقال لها:«من أنا؟» فأشارت إليه وإلى السماء، تعني أنك رسول الله الذي في السماء، فقال:«أعتقها فإنها مؤمنة» (1) فحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامها وإيمانها لما أقرت بأن ربها في السماء، وعرفت ربها بصفة العلو والفوقية. هذا لفظه. (2)
ملك المغرب أبو بكر بن عمر (3)(462 هـ)
أبو بكر بن عمر اللمتوني البربري ظهر بعد الأربعين وأربعمائة. بايعه الفقيه عبد الله بن ياسين، ولقبوه بأمير المسلمين، وقام معه طائفة من قومه (لمتونة) وطائفة من قبيلة جدالة وحرضهم ابن ياسين على الجهاد وسماهم
(1) أحمد (5/ 447) ومسلم (1/ 381 - 382/ 537) وأبو داود (1/ 570 - 571/ 930) والنسائي (3/ 19 - 22/ 1217) وفي الكبرى (1/ 362/1141) من حديث معاوية بن الحكم.
(2)
اجتماع الجيوش (169 - 171).
(3)
وفيات الأعيان (7/ 113) والكامل (9/ 618 - 622) وسير أعلام النبلاء (18/ 425 - 430) وتاريخ الإسلام (حوادث 461 - 470/ص.79 - 84) والبداية والنهاية (12/ 74و143).