الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال ابن بشكوال: كان أبو عمرو أحد الأئمة في علم القرآن، رواياته وتفسيره ومعانيه، وطرقه وإعرابه، وجمع في ذلك كله تواليف حسانا مفيدة، وله معرفة بالحديث وطرقه، وأسماء رجاله ونقلته، وكان حسن الخط، جيد الضبط، من أهل الذكاء والحفظ، والتفنن في العلم، دينا فاضلا، ورعا سنيا.
قال الذهبي: إلى أبي عمرو المنتهى في تحرير علم القراءات وعلم المصاحف، مع البراعة في علم الحديث والتفسير والنحو، وغير ذلك.
مات سنة أربع وأربعين وأربعمائة، ودفن بمقبرة دانية.
موقفه من المبتدعة والجهمية والرافضة والخوارج والمرجئة:
كان أبو عمرو الداني من كبار العلماء في بلاد الأندلس، من الله عليه بدراسة عقيدة السلف، وبدا ذلك عليه في أرجوزته المسماة بالمنبهة فذكر في مطلعها عقيدة أصول البدع وبينها. وعلى كل حال، فأبو عمرو في هذه الأرجوزة دافع عن عقيدة السلف. وكان صاحب سنة كما قال فيه الذهبي.
دفاعه عن العقيدة السلفية في أرجوزته المنبهة:
القول في عقود السنة:
ومن عقود السنة الايمان
…
بكل ما جاء به القرآن
وبالحديث المسند المروي
…
عن الأئمة عن النبي
وأن ربنا قديم لم يزل
…
وهو دائم إلى غير أجل
ليس له شبه ولا نظير
…
ولا شريك لا ولا وزير
ولا له ند ولا عديل
…
ولا انتقال لا ولا تحويل
ولا له صاحبة ولا ولد
…
بل هو فرد صمد وتر أحد
كان وما كان شيء قبله
…
أجل ولا شيء يكون مثله
جل عن الوصف وكيف كانا
…
سبحانه من بارئ سبحانا
كلم موسى عنده تكليما
…
ولم يزل مدبرا حكيما
كلامه وقوله قديم
…
وهو فوق عرشه العظيم
والقول من كتابه المفضل
…
بأنه كلامه المنزل
على رسوله النبي الصادق
…
ليس بمخلوق ولا بخالق
من قال فيه انه مخلوق
…
أو محدث فقوله مروق
والوقف فيه بدعة مضلة
…
ومثل ذاك اللفظ عند الجلة
كلا الفريقين من الجهمية
…
الواقفون فيه واللفظية
هو القرآن لا يسوغ فيه
…
مقال ذي الشك وذي التمويه
بل الذي أجمع أهل السنة
…
عليه كابن حنبل ذي المحنة
ونظرائه من الأئمة
…
ذوي التقى سرج هذه الأمة
أهون بقول جهم الخسيس
…
وواصل وبشر المريسي
ذي السخف والجهل وذي العناد
…
ومعمر وابن أبي دؤاد
وابن عبيد شيخ الاعتزال
…
وشارع البدع والضلال
والجاحظ القادح في الاسلام
…
وجبت هذه الأمة النظام
والفاسق المعروف بالجبائي
…
ونجله السفيه ذي الخناء
واللاحقي وأبي الهذيل
…
مؤيد الزيغ بكل ويل
وذي العمى ضرار المرتاب
…
وشبههم من أهل الارتياب
جميعهم قد غالط الجهالا
…
وأظهر البدعة والضلال
وعد ذاك شرعة ودينا
…
فمنهم لله قد برينا
وعن قريب منهم ينقم
…
ومن مضى من مجهم سيندم
وبعد فالايمان قول وعمل
…
ونية عن ذاك ليس ينفصل
هو على ثلاثة مبني
…
خلاف ما يقوله المرجي
وتارة يزيد بالتشمير
…
وتارة ينتقص بالتقصير
القول في حب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:
ما كان من عصيان أو من طاعة
…
فماله فيه من استطاعة
بل للإله العلم والقضية
…
في كل شيء وله المشيئة
وحب أصحاب النبي فرض
…
ومدحهم تزلف وقرض
وأفضل الصحابة الصديق
…
وبعده المهذب الفاروق
وبعده عثمان ذو النورين
…
وبعده علي أبو السبطين
وبعد هؤلاء باقي العشرة
…
الأتقياء المرتضين البررة
أهل الخشوع والتقى والخوف
…
طلحة والزبير وابن عوف
ثمت سعد بعدهم وعامر
…
ثم سعيد بن نفيل العاشر
وسائر الصحب فهم أبرار
…
منتخبون سادة أخيار
وربنا جللهم إنعامه
…
وخصهم بالفضل والكرامه
والسمع والطاعة للأئمة
…
مفترض على جميع الأمة
وهم على ما جاء من قريش
…
بذا أدين الله طول عيشي
وأمراؤهم كلهم في الطاعة
…
هذا الذي تقوله الجماعة
من مات وهو لا يرى إماما
…
فقد هوى إذ فارق الاسلاما
…
ومن يمت منا على العصيان
…
فهو في مشيئة الرحمان
ان شاء عذب وان شاء غفر
…
وليس يصلى النار إلا من كفر
والنار والجنة قد خلقتا
…
وللخلود دائما أعدتا
فالمومنون في النعيم سرمدا
…
والجاحدون في العذاب أبدا
وكل ما أحدثه أهل البدع
…
فبدعة مضلة لا تتبع
والبدع الأصول فاعلم أربعة
…
قول الشراة مذهب ما أفظعه
أخسس بهم وما به قد جاءوا
…
والرفض والقدر والإرجاء
وكل فرقة فقد تفرقت
…
على ثماني عشرة تمزقت
فاستكملت صدقا بغير مين
…
فرقهم سبعين واثنتين
وهي التي في مسند الأخبار
…
بأنها بجمعها في النار
كذا رويناه عن أولينا
…
فالزم هديت الواضح المبينا
القول في باقي العقود:
ومن صريح السنة الاقرار
…
بكل ما صحت به الآثار
فمن صحيح ما أتى به الأثر
…
وشاع في الناس قديما وانتشر
نزول ربنا بلا امتراء
…
في كل ليلة إلى السماء
بغير ما حد ولا تكييف
…
سبحانه من قادر لطيف
ورؤية المهيمن الجبار
…
وأنه نراه بالأبصار
يوم القيامة بلا ازدحام
…
وضغطة القبر على المقبور
…
كرؤية البدر بلا غمام
…
وفتنة المنجر والمنكر
ونحو هذا من أصول الدين
…
كالجائي في الصفات واليمين