الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وصف نفسه بالعلي، وقال:{سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)} (1) وهي صفة من صفات الذات. (2)
- وفيه قال ابن بطال: ذهب أهل السنة وجمهور الأمة إلى جواز رؤية الله في الآخرة ومنع الخوارج والمعتزلة وبعض المرجئة، وتمسكوا بأن الرؤية توجب كون المرئي محدثا وحالا في مكان، وأولوا قوله {ناظرة} بمنتظرة وهو خطأ لأنه لا يتعدى بإلى. (3)
- قال ابن بطال: غرضه الرد على المعتزلة في زعمهم أن أمر الله مخلوق، فتبين أن الأمر هو قوله تعالى للشيء كن فيكون بأمره له وأن أمره وقوله بمعنى واحد، وأنه يقول كن حقيقة، وأن الأمر غير الخلق لعطفه عليه بالواو. (4)
موقفه من الخوارج:
قال ابن بطال في حديث ابن عباس مرفوعا: «من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات إلا مات ميتة جاهلية» (5): في الحديث حجة في ترك الخروج على السلطان ولو جار، وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه وأن طاعته
(1) الزمر الآية (67).
(2)
الفتح (13/ 405 - 406).
(3)
الفتح (13/ 426).
(4)
الفتح (13/ 444).
(5)
أحمد (1/ 275،297،310) والبخاري (13/ 6/7054) ومسلم (3/ 1477/1849).
خير من الخروج عليه لما في ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء، وحجتهم هذا الخبر وغيره مما يساعده، ولم يستثنوا من ذلك إلا إذا وقع من السلطان الكفر الصريح فلا تجوز طاعته في ذلك بل تجب مجاهدته لمن قدر عليها. (1)
- وقال ابن بطال في حديث أبي هريرة مرفوعا: «هلاك أمتي على يدي غلمة من قريش
…
» (2): وفي هذا الحديث أيضا حجة لما تقدم من ترك القيام على السلطان ولو جار، لأنه صلى الله عليه وسلم أعلم أبا هريرة بأسماء هؤلاء وأسماء آبائهم ولم يأمرهم بالخروج عليهم مع إخباره أن هلاك الأمة على أيديهم لكون الخروج أشد في الهلاك وأقرب إلى الاستئصال من طاعتهم، فاختار أخف المفسدتين وأيسر الأمرين. (3)
- وقال أيضا في حديث حذيفة «كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير
…
» (4):
فيه حجة لجماعة الفقهاء في وجوب لزوم جماعة المسلمين وترك الخروج على أئمة الجور، لأنه وصف الطائفة الأخيرة بأنهم «دعاة على أبواب جهنم» ولم يقل فيهم «تعرف وتنكر» كما قال في الأولين، وهم لا يكونون كذلك إلا وهم على غير حق، وأمر مع ذلك بلزوم الجماعة. (5)
(1) الفتح (13/ 7).
(2)
أحمد (2/ 324) والبخاري (6/ 760/3605).
(3)
الفتح (13/ 11).
(4)
البخاري (6/ 763 - 764/ 3606) ومسلم (3/ 1475 - 1476/ 1847) وابن ماجه (2/ 1317/3979) من طريق بسر بن عبيد الله الحضرمي قال: حدثني أبو إدريس الخولاني أنه سمع حذيفة ابن اليمان يقول: فذكره.
وأخرجه: أحمد (5/ 386 - 387) وأبو داود (4/ 447/4246) وابن حبان (الإحسان 13/ 298 - 299/ 5963) من طرق عن سليمان بن المغيرة عن حميد عن نصر بن عاصم الليثي قال: أتينا اليشكري في رهط
…
فذكره.
(5)
الفتح (13/ 37).