الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الناس نبت، وأرباب العلوم معا
…
روض، وأهل الحديث الماء والزهر
من كان قول رسول الله حاكمه
…
فلا شهود له إلا الأولى ذكروا (1)
موقف السلف من أبي يوسف القزويني المعتزلي (488 ه
ـ)
بيان اعتزاله:
من تآليفه التي بث فيها اعتزاله:
قال السمعاني: كان أحد الفضلاء المقدمين، جمع 'التفسير' الكبير الذي لم ير في التفاسير أكبر منه، ولا أجمع للفوائد، لولا أنه مزجه بالاعتزال، وبث فيه معتقده، ولم يتبع نهج السلف. أقام بمصر سنين، وحصل أحمالا من الكتب، وحملها إلى بغداد وكان داعية إلى الاعتزال. وقال ابن عساكر: سكن طرابلس مدة. سمعت الحسين بن محمد البلخي يقول: إن أبا يوسف صنف 'التفسير' في ثلاث مئة مجلد ونيف. وقال: من قرأه علي وهبت له النسخة. فلم يقرأه أحد. (2)
قال ابن عقيل في 'فنونه': قدم علينا من مصر القاضي أبو يوسف القزويني، وكان يفتخر بالاعتزال، ويتوسع في قدح العلماء، وله جرأة، وكان إذا قصد باب نظام الملك، يقول: استأذنوا لأبي يوسف المعتزلي. وكان طويل اللسان بعلم تارة، وبسفه تارة، لم يكن محققا إلا في التفسير، فإنه لهج بذلك
(1) المصدر نفسه.
(2)
السير (18/ 617).
حتى جمع كتابا بلغ خمس مئة مجلد، فيه العجائب، رأيت منه مجلدة في آية واحدة، وهي:{واتبعوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ} (1) فذكر السحر والملوك الذين نفق عليهم السحر، وتأثيراته وأنواعه. (2)
نصره لمذهب الاعتزال وبغضه السلف:
قال أبو علي بن سكرة: أبو يوسف كان معتزليا داعية يقول: لم يبق من ينصر هذا المذهب غيري، وكان قد أسن، وكاد أن يخفى في مجلسه، وله لسان شاب، ذكر لي أن 'تفسيره' ثلاث مئة مجلد، منها سبعة في سورة الفاتحة. وكان عنده جزء من حديث أبي حاتم الرازي، عن الأنصاري، فقرأت عليه بعضه، عن القاضي عبد الجبار، عن رجل عنه، قرأته لولدي شيخنا ابن سوار المقرئ، وقرأت لهما جزءا من حديث المحاملي، وسمعه في سنة تسع وتسعين وثلاث مئة وهو ابن أربع سنين أو نحوها. وكان لا يسالم أحدا من السلف، ويقول لنا: اخرجوا تدخل الملائكة. (3)
أبو المظفر منصور بن محمد السَّمْعاني (4)(489 هـ)
إمام عصره بلا مدافعة، وعديم النظير في فنه بلا منازعة، مفتي خراسان،
(1) البقرة الآية (102).
(2)
السير (18/ 618).
(3)
السير (18/ 619 - 620).
(4)
السير (19/ 114 - 119) والأنساب (7/ 139 - 140) والمنتظم (17/ 37 - 38) ووفيات الأعيان (3/ 211) والبداية والنهاية (12/ 164) وشذرات الذهب (3/ 393 - 394).