الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأحاديث الواردة في (صلة الرحم)
1-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «احافظوا أنسابكم تصلوا أرحامكم، فإنّه لا بعد بالرّحم إذا قربت، وإن كانت بعيدة، ولا قرب بها إذا بعدت، وإن كانت قريبة، وكلّ رحم آتية يوم القيامة أمام صاحبها، تشهد له بصلة إن كان وصلها، وعليه بقطيعة إن كان قطعها» ) * «1» .
2-
* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه قال: أتيت إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم وهو في قبّة من أدم حمراء في نحو من أربعين رجلا. فقال: «إنّه مفتوح لكم وأنتم منصورون مصيبون، فمن أدرك ذلك منكم فليتّق الله، وليأمر بالمعروف، ولينه عن المنكر، وليصل رحمه، ومثل الّذي يعين قومه على غير الحقّ كمثل البعير يتردّى «2» فهو يمدّ بذنبه «3» » ) * «4» .
3-
* (عن عمرو بن عبسة- رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في أوّل ما بعث وهو بمكّة، وهو حينئذ مختف، فقلت: ما أنت؟ قال: «أنا نبيّ» .
قلت: وما النّبيّ؟. قال: «رسول الله صلى الله عليه وسلم» . قلت: بما «5» أرسلك؟ قال: «بأن يعبد الله، وتكسر الأوثان، وتوصل الأرحام بالبرّ والصّلة» ) * «6» .
4-
* (عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما أنّ رجلا من الأعراب لقيه بطريق مكّة، فسلّم عليه عبد الله، وحمله على حمار كان يركبه، وأعطاه عمامة كانت على رأسه. فقال ابن دينار: فقلنا له: أصلحك الله إنّهم الأعراب وإنّهم يرضون باليسير. فقال عبد الله: إنّ أبا هذا كان ودّا لعمر «7» بن الخطّاب، وإنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنّ أبرّ البرّ صلة الولد أهل ودّ أبيه» ) * «8» .
5-
* (عن أبي أيّوب الأنصاريّ- رضي الله عنه: أنّ رجلا قال للنّبيّ صلى الله عليه وسلم: أخبرني بعمل يدخلني الجنّة. قال: «ماله ماله» . وقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:
«أرب ماله «9» تعبد الله، ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصّلاة، وتؤتي الزّكاة، وتصل الرّحم» ) * «10» .
6-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما
(1) الأدب المفرد مع شرحه (1/ 156 حديث رقم 73) ورجاله ثقات.. وهو في المستدرك بلفظ قريب وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجه واحد منهما وسكت الذهبي في التلخيص. وفي (4/ 161) وقال: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.
(2)
يتردّى: يسقط من مكان عال.
(3)
بذنبه: بذيله.
(4)
الحاكم (4/ 159) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي.
(5)
في الأصل: بما. ومعروف أن (ما) الاستفهامية- تحذف ألفها: إذا دخل عليها حرف جر.
(6)
الحاكم (4/ 149) وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وأقره الذهبي.
(7)
ودّا لعمر: صديقا من أهل مودة عمر ومحبته.
(8)
مسلم (2552) .
(9)
أرب ماله: يعني حاجة له.
(10)
البخاري- الفتح 3 (1396) واللفظ له، ومسلم (14) .
أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ الله ليعمّر بالقوم الدّيار، ويثمّر لهم الأموال، وما نظر إليهم منذ خلقهم بغضا لهم» ، قيل: وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال:
«بصلتهم لأرحامهم» ) * «1» .
7-
* (عن أنس- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ الرّحم شجنة «2» متمسّكة بالعرش تكلّم بلسان ذلق «3» ، اللهمّ صل من وصلني واقطع من قطعني، فيقول الله- تبارك وتعالى: أنا الرّحمن الرّحيم، وإنّي شققت للرّحم من اسمي. فمن وصلها وصلته، ومن نكثها «4» نكثته» ) * «5» .
8-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ الله خلق الخلق، حتّى إذا فرغ من خلقه قامت الرّحم فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا ربّ. قال:
فذاك لك» . ثمّ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرؤا إن شئتم فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ* أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ* أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها (محمد/ 22- 24) * «6» .
9-
* (عن أبي ذرّ- رضي الله عنه أنّه قال:
أوصاني خليلي أن لا تأخذني في الله لومة لائم، وأوصاني بصلة الرّحم وإن أدبرت» ) * «7» .
10-
* (عن عبد الله بن عبّاس- رضي الله عنهما أنّ أبا سفيان بن حرب- رضي الله عنه أخبره: أنّ هرقل أرسل إليه فى ركب من قريش، وكانوا تجّارا بالشّام في المدّة الّتي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مادّ «8» فيها أبا سفيان وكفّار قريش، فأتوه وهم بإيلياء، فدعاهم في مجلسه وحوله عظاماء الرّوم، ثمّ دعاهم ودعا بترجمانه فقال: أيّكم أقرب نسبا بهذا الرّجل الّذي يزعم أنّه نبيّ؟ فقال أبو سفيان: فقلت: أنا أقربهم نسبا. فقال: أدنوه منّي، وقرّبوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره، ثمّ قال لترجمانه: قل لهم إنّي سائل هذا الرّجل، فإن كذبني فكذّبوه. فو الله لولا
(1) الحاكم (4/ 161) وقال: صحيح غريب ووافقه الذهبي وقال الهيثمي: رواه الطبراني وإسناده حسن، مجمع الزوائد (8/ 152) ، ونقله المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 336) وذكر الهيثمي بعينها.
(2)
الشجنة: بالكسر والضم في الأصل الشعبة (في غصن من غصون الشجرة) والمراد قرابة مشتبكة كاشتباك العروق.
(3)
ذلق: فصيح بليغ.
(4)
النكث: نقض العهد، والمراد فمن قطعها
(5)
الحديث له أصل في البخاري- الفتح 10 (5988) والأدب المفرد (ج 1 ص 92، 93، 94 برقم 53، 54، 55) ومجمع الزوائد (8/ 151) واللفظ له وقال: رواه البزار وإسناده حسن والترغيب والترهيب (3/ 340) وقال إسناده حسن. ويشهد له الحديث الذي بعده.
(6)
البخاري- الفتح 10 (5987) ، ومسلم (2554) واللفظ له، والترغيب والترهيب (3/ 338، 339) .
(7)
ذكره في المجمع وقال: رواه الطبراني في الصغير (2/ 48 حديث رقم (758) والكبير (2/ 156) برقم (1648) فى حديث طويل والبزار في الزوائد (7/ 265) ورجال الطبراني رجال الصحيح غير سلام بن المنذر وهو ثقة (8/ 154) .
(8)
مادّ: جاذب وماطل.
الحياء من أن يأثروا عليّ كذبا لكذبت عنه
…
الحديث وفيه: ماذا يأمركم؟ قلت: يقول: اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا، واتركوا ما يقول آباؤكم، ويأمرنا بالصّلاة، والصّدق، والعفاف، والصّلة
…
»
الحديث) * «1» .
11-
* (عن أمّ رومان- رضي الله عنها قالت: بينا أنا عند عائشة إذ دخلت علينا امرأة من الأنصار، فقالت: فعل الله بابنها وفعل. قالت عائشة: ولم؟ قالت: إنّه كان فيمن حدّث الحديث.
قالت عائشة: وأيّ حديث؟ قالت: كذا وكذا.
قالت: وقد بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: نعم.
وبلغ أبا بكر؟ قالت: نعم. قالت: فخرّت عائشة مغشيّا عليها فما أفاقت إلّا وعليها حمّى بنافض «2» قالت: فقمت فدثّرتها «3» . قالت: ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: «ما شأن هذه» ؟ قالت: قلت يا رسول الله أخذتها حمّى بنافض. قال: «لعلّه في حديث تحدّث به» . قالت: فاستوت له عائشة قاعدة. قالت: والله لئن حلفت لكم لا تصدّقوني، ولئن اعتذرت إليكم لا تعذروني، فمثلي ومثلكم كمثل يعقوب وبنيه، والله المستعان على ما تصفون. قالت: وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت: وأنزل الله عذرها، فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم معه أبو بكر فدخل فقال:«يا عائشة! إنّ الله- عز وجل قد أنزل عذرك» . قالت: بحمد الله لا بحمدك.
قالت: قال أبو بكر لها: تقولين هذا لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟.
قالت: نعم. قالت: فكان فيمن حدّث الحديث رجل كان يعوله أبو بكر، فحلف أبو بكر، أن لا يصله، فأنزل الله- عز وجل وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ (النور/ 22) إلى آخر الآية. قال أبو بكر: بلى فوصله) * «4» .
12-
* (عن مالك بن ربيعة السّاعديّ- رضي الله عنه قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ جاءه رجل من بني سلمة. فقال: يا رسول الله، هل بقي من برّ أبويّ شيء أبرّهما به من بعد موتهما؟
قال: «نعم، الصّلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهودهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرّحم الّذي لا رحم لك إلّا من قبلهما» ) * «5» .
13-
* (عن أبي كبشة الأنماريّ- رضي الله عنه قال: إنّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ثلاثة أقسم عليهنّ وأحدّثكم حديثا فاحفظوه، قال: ما نقص مال عبد من صدقة، ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلّا زاده الله عزّا، ولا فتح عبد باب مسألة إلّا فتح الله له باب فقر- أو كلمة نحوها- وأحدّثكم حديثا فاحفظوه، قال: إنّما الدّنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتّقي فيه ربّه ويصل فيه رحمه،
(1) البخاري- الفتح 1 (7) واللفظ له. ومسلم (1773) .
(2)
حمّى بنافض: أي حمّى ذات رعدة.
(3)
فدثرتها: فغطّيتها.
(4)
أحمد (6/ 367، 368) وهذا لفظه وأصله في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها، وذكره ابن كثير- رحمه الله تعالى- في تفسيره (3/ 271) وقال رواه البخاري معلقا مجزوما به وكذلك ابن أبي حاتم وابن جرير.
(5)
أبو داود (5142) . وابن ماجة (3664)، والحاكم (4/ 155) وهذا لفظه وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
ويعلم لله فيه حقّا. فهذا بأفضل المنازل. وعبد رزقه الله- عز وجل علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النيّة يقول: لو أنّ لي مالا لعملت بعمل فلان، فهو نيّته فأجرهما سواء، وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما وهو يخبط في ماله بغير علم لا يتّقي فيه ربّه ولا يصل فيه رحمه، ولا يعلم لله فيه حقّا، فهذا بأخبث المنازل.
وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما، فهو يقول لو أنّ لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو نيّته فوزرهما سواء» ) * «1» .
14-
* (عن سلمان بن عامر- رضي الله عنه أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ الصّدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرّحم اثنتان: صدقة وصلة) * «2» .
15-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الرّحم معلّقة بالعرش تقول:
من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله» ) * «3» .
16-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلة الرّحم وحسن الجوار، أو حسن الخلق يعمّران الدّيار، ويزيدان في الأعمار» ) * «4» .
17-
* (عن أسماء- رضي الله عنها قالت:
قدمت أمّي وهي مشركة في عهد قريش ومدّتهم، إذ عاهدوا النّبيّ صلى الله عليه وسلم مع أبيها، فاستفتيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقلت: إنّ أمّي قدمت وهي راغبة (يعني في صلتها) .
قال: «نعم، صلي أمّك» ) * «5» .
18-
* (عن حكيم بن حزام- رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله! أرأيت أشياء كنت أتحنّث «6» بها في الجاهليّة من صدقة، أو عتاقة، ومن صلة رحم فهل فيها من أجر؟ فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «أسلمت على ما سلف من خير» ) * «7» .
19-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله! إنّي إذا رأيتك طابت نفسي، وقرّت عيني، فأنبئني عن كلّ شيء. قال: «كلّ شيء خلق من ماء» قال: قلت: أنبئني عن أمر إذا عملت به دخلت الجنّة. قال: «أفش السّلام، وأطعم الطّعام، وصل الأرحام، وقم باللّيل والنّاس نيام، ثمّ ادخل الجنّة بسلام» ) * «8» .
20-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّه
(1) الترمذي (2325) وقال: حسن صحيح. وقال محقق «جامع الأصول» (11/ 10) : وهو كما قال.
(2)
النسائي (5/ 92) واللفظ له والترمذي (658) وقال: حسن. وابن ماجة (1844) . وقال محقق جامع الأصول (4/ 493) : حسن.
(3)
البخاري- الفتح 10 (5989) . ومسلم (2555) وهذا لفظه.
(4)
البخاري- الفتح (10/ 429) وقال الحافظ ابن حجر: عند أحمد ورجاله ثقات. وفي أحمد (6/ 159) : عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: «إنّه من أعطي حظه من الرفق أعطي حظه من خير الدنيا والآخرة، وصلة
…
إلى آخر الحديث» ، والترغيب والترهيب (3/ 337) وقال: رواته ثقات إلا أن عبد الرحمن بن القاسم لم يسمع من عائشة.
(5)
البخاري الفتح 10 (5979) .
(6)
أتحنث: أتعبد
(7)
البخاري الفتح 3 (1436) واللفظ له. ومسلم (123) .
(8)
الحاكم (4/ 160) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي.
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس شيء أطيع الله فيه أعجل ثوابا من صلة الرّحم، وليس شيء أعجل عقابا من البغي وقطيعة الرّحم؛ واليمين الفاجرة تدع الدّيار بلاقع
…
» الحديث) * «1» .
21-
* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس الواصل بالمكافىء. ولكن الواصل الّذي إذا قطعت رحمه وصلها» ) * «2» .
22-
* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سرّه أن يبسط «3» له في رزقه وينسأ «4» له في أثره «5» فليصل رحمه» ) * «6» .
23-
* (عن عليّ- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سرّه أن يمدّ له في عمره ويوسّع له في رزقه، ويدفع عنه ميتة السّوء، فليتّق الله، وليصل رحمه» ) * «7» .
24-
* (عن مسروق. قال: كنّا عند عبد الله جلوسا. وهو مضطجع بيننا، فأتاه رجل فقال: يا أبا عبد الرّحمن! إنّ قاصّا عند أبواب كندة يقصّ ويزعم أنّ آية الدّخان تجيء فتأخذ بأنفاس الكفّار. ويأخذ المؤمنين منه كهيئة الزّكام. فقال عبد الله- وجلس، وهو غضبان-: يا أيّها النّاس! اتّقوا الله، من علم منكم شيئا، فليقل بما يعلم، ومن لم يعلم، فليقل: الله أعلم، فإنّه أعلم لأحدكم أن يقول لما لا يعلم: الله أعلم، فإنّ الله- عز وجل قال لنبيّه صلى الله عليه وسلم: قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (ص/ 86) إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا رأى من النّاس إدبارا، فقال:«اللهم سبع كسبع يوسف» . قال:
فأخذتهم سنة حصّت «8» كلّ شيء حتّى أكلوا الجلود والميتة من الجوع، وينظر إلى السّماء أحدهم فيرى كهيئة الدّخان، فأتاه أبو سفيان، فقال: يا محمّد! إنّك جئت تأمر بطاعة الله، وبصلة الرّحم، وإنّ قومك هلكوا، فادع الله لهم. قال الله- عز وجل فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ. يَغْشَى النَّاسَ هذا عَذابٌ أَلِيمٌ (الدخان/ 10- 11) إلى قوله تعالى إِنَّكُمْ عائِدُونَ) قال: أفيكشف عذاب الآخرة؟ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (الدخان/ 16) قال يعني، فالبطشة يوم بدر وقد مضت آية الدّخان، والبطشة، واللّزام «9» ، وآية
(1) البيهقي في السنن الكبرى (10/ 62) . والألباني في صحيح الجامع (2/ 950) برقم (5391) .
(2)
البخاري- الفتح 10 (5991) .
(3)
بسط الرزق: توسعته.
(4)
الإنساء: التأخير.
(5)
الأثر: الأجل.
(6)
البخاري الفتح 10 (5986) ومسلم (2557) .
(7)
عبد الله بن أحمد في زوائده على «المسند» (3/ 156) وقال الشيخ أحمد شاكر (2/ 290 برقم 1212) صحيح ومجمع الزوائد (8/ 152- 153) وقال: رواه عبد الله بن أحمد والبزار والطبراني في الأوسط، ورجال البزار رجال الصحيح غير عاصم بن عروة وهو ثقة. والترغيب والترهيب (3/ 335) واللفظ له. وقال: إسناده جيد
(8)
حصت: أي استأصلت
(9)
اللزام: المراد به قوله سبحانه وتعالى: فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً، أي يكون عذابهم لزاما. قالوا وهو ما جرى عليهم يوم بدر من القتل والأسر، وهي البطشة الكبرى.
الرّوم «1» » ) * «2» .
25-
* (عن عبد الله بن سلام- رضي الله عنه قال: لمّا قدم النّبيّ صلى الله عليه وسلم المدينة، انجفل النّاس قبله «3» . وقيل: قد قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا فجئت في النّاس لأنظر فلمّا تبيّنت وجهه، عرفت أنّ وجهه ليس بوجه كذّاب، فكان أوّل شيء سمعته تكلّم به أن قال: «يا أيّها النّاس أفشوا السّلام، وأطعموا الطّعام، وصلوا الأرحام، وصلّوا باللّيل والنّاس نيام، تدخلوا الجنّة بسلام» ) * «4» .
26-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت» ) * «5» .
27-
* (عن رجل من خثعم أنّه قال: أتيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم وهو فى نفر من أصحابه، فقلت: أنت الّذي تزعم أنّك رسول الله؟ قال: «نعم» . قال:
قلت: يا رسول الله! أيّ الأعمال أحبّ إلى الله؟ قال:
«الإيمان بالله» قال: قلت يا رسول الله! ثمّ مه؟
قال: «ثمّ صلة الرّحم» . قال: قلت: يا رسول الله! ثمّ مه؟. قال: «ثمّ الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر» . قال: قلت: يا رسول الله! أيّ الأعمال أبغض إلى الله؟ قال: «الإشراك بالله» . قال: قلت: يا رسول الله! ثمّ مه؟. قال: «ثمّ قطيعة الرّحم» . قال قلت: يا رسول الله! ثمّ مه؟ قال: «ثمّ الأمر بالمنكر والنّهي عن المعروف» ) * «6» .
28-
* (عن عقبة بن عامر- رضي الله عنه أنّه قال: لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فبدرته، فأخذت بيده وبدرني «7» فأخذ بيدي فقال: «يا عقبة! ألا أخبرك بأفضل أخلاق أهل الدّنيا والآخرة؟ تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمّن ظلمك.
ألا ومن أراد أن يمدّ في عمره، ويبسط في رزقه، فليصل ذا رحمه» ) * «8» .
29-
* (عن جابر- رضي الله عنه أنّه قال: أعتق رجل من بنى عذرة عبدا له عن دبر «9» فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «ألك مال غيره؟» فقال:
لا. فقال: «من يشتريه منّي؟ فاشتراه نعيم بن عبد الله
(1) وآية الروم: المراد به قوله تعالى: غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ. وقد مضت غلبة الروم على فارس، يوم الحديبية.
(2)
البخاري الفتح 8 (4822) . ومسلم (2798) واللفظ له.
(3)
انجفل الناس قبله: انقلعوا كلهم فمضوا جهته.
(4)
الترمذي (2485) . وابن ماجة (3251) . واللفظ له. وأحمد (5/ 451) . وذكره الألباني في الصحيحة برقم (569) .
(5)
البخاري- الفتح 10 (6138) . واللفظ له، ومسلم (47) .
(6)
مجمع الزوائد (8/ 151) وقال: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير نافع بن خالد الطاحي، وهو ثقة، والمنذري في الترغيب والترهيب وقال: رواه أبو يعلى بإسناد جيد (3/ 336) واللفظ له.
(7)
بدرني: أسرع.
(8)
الحاكم (4/ 161- 162) وهذا لفظه وسكت عنه الذهبي، وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 342) .
(9)
عن دبر: أي علق عتقه بموته، فقال: أنت حر يوم أموت.