الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بكر، وكان ينفق على مسطح لقرابته منه وفقره: والله لا أنفق عليه شيئا أبدا. بعد الّذي قال لعائشة. فأنزل الله- عز وجل: وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى (24/ النور/ 22) إلى قوله: أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ «1» .
24-
* (عن كعب بن مالك- رضي الله عنه قال: لم أتخلّف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها قطّ. إلّا في غزوة تبوك. غير أنّي قد تخلّفت في غزوة بدر.
ولم يعاتب أحدا تخلّف عنه. إنّما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون يريدون عير قريش حتّى جمع الله بينهم وبين عدوّهم، على غير ميعاد
…
الحديث. وفيه:. فبينا أنا جالس على الحال الّتي ذكر الله- عز وجل منّا.
قد ضاقت عليّ نفسي وضاقت عليّ الأرض بما رحبت، سمعت صوت صارخ أوفى على سلع «2» يقول، بأعلى صوته: يا كعب بن مالك، أبشر. قال: فخررت ساجدا. وعرفت أن قد جاء فرج. قال: فاذن رسول الله صلى الله عليه وسلم النّاس «3» بتوبة الله علينا، حين صلّى صلاة الفجر. فذهب النّاس يبشّروننا. فذهب قبل صاحبيّ مبشّرون. وركض رجل إليّ فرسا. وسعى ساع من أسلم قبلي. وأوفى الجبل. فكان الصّوت أسرع من الفرس.
فلمّا جاءني الّذي سمعت صوته يبشّرني. فنزعت له ثوبيّ فكسوتهما إيّاه ببشارته. والله، ما أملك غيرهما يومئذ. واستعرت ثوبين فلبستهما. فانطلقت أتأمّم «4» رسول الله صلى الله عليه وسلم، يتلقّاني النّاس فوجا فوجا «5» ، يهنّئوني بالتّوبة ويقولون: لتهنئك توبة الله عليك. حتّى دخلت المسجد. فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد وحوله النّاس. فقام طلحة بن عبيد الله يهرول حتّى صافحني وهنّأني. والله، ما قام رجل من المهاجرين غيره. قال:
فكان كعب لا ينساها لطلحة. قال كعب: فلمّا سلّمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال، وهو يبرق وجهه من السّرور ويقول:«أبشر بخير يوم مرّ عليك منذ ولدتك أمّك» قال فقلت: أمن عندك يا رسول الله، أم من عند الله؟
فقال «لا. بل من عند الله» وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سرّ استنار وجهه. كأنّ وجهه قطعة قمر. قال: وكنّا نعرف ذلك.... الحديث» ) * «6» .
من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الفرح)
1-
* (عن أبي موسى الأشعريّ- رضي الله عنه قال: دخلت أسماء بنت عميس، وهي ممّن قدم معنا، على حفصة زوج النّبيّ صلى الله عليه وسلم زائرة. وقد كانت هاجرت إلى النّجاشيّ فيمن هاجر إليه، فدخل عمر على حفصة، وأسماء عندها. فقال عمر حين رأى أسماء: من هذه؟ قالت: أسماء بنت عميس. قال عمر:
(1) البخاري- الفتح 5 (2661) . ومسلم (2770) واللفظ له.
(2)
أوفى على سلع: أي صعده وارتفع عليه. وسلع جبل بالمدينة معروف.
(3)
آذن الناس: أي أعلمهم.
(4)
أتأمم: أي أقصد.
(5)
فوجا: الفوج الجماعة.
(6)
البخاري- الفتح 7 (4418) مسلم (2769) واللفظ له.
الحبشيّة هذه؟ البحريّة هذه؟ فقالت أسماء: نعم. فقال عمر: سبقناكم بالهجرة، فنحن أحقّ برسول الله صلى الله عليه وسلم منكم. فغضبت، وقالت كلمة: كذبت يا عمر! كلّا، والله كنتم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يطعم جائعكم، ويعظ جاهلكم. وكنّا في دار، أو في أرض البعداء البغضاء «1» في الحبشة وذلك في الله وفي رسوله، وايم الله لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتّى أذكر ما قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ونحن كنّا نؤذى ونخاف. وسأذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأسأله. ووالله لا أكذب ولا أزيغ، ولا أزيد على ذلك. قال: فلمّا جاء النّبيّ صلى الله عليه وسلم قالت: يا نبيّ الله، إنّ عمر قال كذا وكذا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ليس بأحقّ بي منكم، وله ولأصحابه هجرة واحدة، ولكم أنتم أهل السّفينة هجرتان» قالت: فلقد رأيت أبا موسى وأصحاب السّفينة يأتوني أرسالا «2» . يسألوني عن هذا الحديث، ما من الدّنيا شيء هم به أفرح ولا أعظم في أنفسهم ممّا قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم» ) * «3» .
2-
* (عن البراء بن عازب- رضي الله عنهما قال: أوّل من قدم علينا مصعب بن عمير، وابن أمّ مكتوم، وكانوا يقرئون النّاس، فقدم بلال وسعد وعمّار ابن ياسر ثمّ قدم عمر بن الخطّاب في عشرين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثمّ قدم النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول الله صلى الله عليه وسلم حتّى جعل الإماء يقلن: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فما قدم حتّى قرأت سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى في سور من المفصّل» ) *» .
3-
* (عن أبي سعيد- رضي الله عنه قال:
لمّا كان يوم بدر ظهرت الرّوم على فارس، فأعجب ذلك المؤمنين فنزلت الم* غُلِبَتِ الرُّومُ (الروم/ 1- 2) إلى قوله يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ (الروم/ 4- 5) .
قال: ففرح المؤمنون بظهور الرّوم على فارس» ) * «5» .
4-
* (عن سهل- رضي الله عنه قال: «كنّا نفرح يوم الجمعة. قلت لسهل: ولم؟ قال: كانت لنا عجوز ترسل إلى بضاعة: نخل بالمدينة «6» فتأخذ من أصول السّلق «7» فتطرحه في قدر وتكركر «8» حبّات من شعير، فإذا صلّينا الجمعة انصرفنا ونسلّم عليها، فتقدّمه إلينا، فنفرح من أجله، وما كنّا نقيل «9» ولا نتغدّى إلّا بعد الجمعة» ) * «10» .
5-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
كنت أدعو أمّي إلى الإسلام وهي مشركة، فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا أبكي. قلت: يا رسول الله. إنّي كنت أدعو أمّي إلى الإسلام فتأبى عليّ، فدعوتها اليوم
(1) البعداء البغضاء: البعداء في النسب، البغضاء في الدين لأنهم كفار، إلا النجاشي. وكان يستخفي بإسلامه عن قومه.
(2)
أرسالا: أفواجا.
(3)
البخاري- الفتح 7 (3136) . ومسلم (2503) واللفظ له. ورد هذا الأثر في سياقة حديث والمقصود الاستشهاد بالأثر.
(4)
البخاري- الفتح 7 (3925) . وقوله: «في سور من المفصل» أي مع سور من المفصل.
(5)
الترمذي (3192) . وقال: حسن غريب.
(6)
نخل بالمدينة: تفسير لبضاعة، والمراد بالنخل البستان ولذلك كان يؤتى منها بالسلق.
(7)
السّلق: نبت له ورق طوال وأصل ذاهب في الأرض وورقه رخص يطبخ.
(8)
تكركر: أي تطحن.
(9)
نقيل من القيلولة: نومة نصف النهار، أو استراحة إذا اشتد الحر وإن لم يكن مع ذلك نوم.
(10)
البخاري- الفتح 11 (6248) .