الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأحاديث الواردة في (الضراعة والتضرع)
1-
* (عن الفضل بن عبّاس- رضي الله عنهما أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الصّلاة مثنى مثنى، تشهّد في كلّ ركعتين وتخشّع، وتضرّع، وتمسكن، وتذرّع «1» وتقنع «2» يديك- يقول: ترفعهما إلى ربّك مستقبلا ببطونهما وجهك- وتقول: يا ربّ يا ربّ! ومن لم يفعل ذلك فهو كذا وكذا» ) * «3» .
2-
* (عن أبي أمامة- رضي الله عنه أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عرض عليّ ربّي ليجعل لي بطحاء مكّة ذهبا» ، قلت: «لا يا ربّ، ولكن أشبع يوما، وأجوع يوما. وقال ثلاثا أو نحو هذا- فإذا جعت تضرّعت إليك وذكرتك، وإذا شبعت شكرتك وحمدتك» ) * «4» .
الأحاديث الواردة في (الضراعة والتضرع) معنى
3-
* (عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما أنّه قال: أوّل ما اتّخذ النّساء المنطق «5» من قبل أمّ إسماعيل اتّخذت منطقا لتعفّي أثرها «6» على سارة، ثمّ جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل، وهي ترضعه حتّى وضعها عند البيت عند دوحة «7» فوق زمزم في أعلى المسجد، وليس بمكّة يومئذ أحد، وليس بها ماء فوضعهما هنالك، ووضع عندهما جرابا فيه تمر وسقاء فيه ماء، ثمّ قفّى إبراهيم منطلقا، فتبعته أمّ إسماعيل فقالت: يا إبراهيم! أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الّذي ليس فيه إنس ولا شيء؟!، فقالت له ذلك مرارا، وجعل لا يلتفت إليها.
فقالت له: آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم. قالت: إذن لا يضيّعنا. ثمّ رجعت. فانطلق إبراهيم حتّى إذا كان عند الثّنيّة «8» ، حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت ثمّ دعا بهؤلاء الكلمات ورفع يديه فقال: رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ. حتّى بلغ يَشْكُرُونَ (إبراهيم/ 37) . الحديث؛ وفيه: ثمّ قال: «يا إسماعيل، إنّ الله أمرني بأمر. قال: فاصنع ما أمرك ربّك. قال: وتعينني؟ قال: وأعينك. قال: فإنّ الله أمرني أن أبني ها هنا بيتا وأشار إلى أكمة مرتفعة
(1) تذرّع: تتوسل.
(2)
تقنع: أي تمدّ يديك مسترحما ربك.
(3)
الترمذي (385) واللفظ له، وانظر كلام أحمد شاكر تعليقا عليه (2/ 227) ، وأبو داود (1296) من حديث المطلب ابن ربيعة، وابن ماجة (1325) نحوه. وأحمد (1/ 211) وقد صححه الشيخ أحمد شاكر وبالغ في الرد على من ضعفه.
(4)
الترمذي (2347) واللفظ له وقال: حسن، وأحمد (5/ 254) ، وذكره ابن الأثير في جامع الأصول، وقال مخرجه (10/ 137) : إسناده حسن.
(5)
المنطق: ما يشد به الوسط (الحزام) .
(6)
تعفي أثرها: تزيله وتمحوه.
(7)
الدّوحة: الشجرة العظيمة المتشعبة ذات الفروع الممتدة.
(8)
الثّنيّة: الطريق في الجبل.
على ما حولها- قال: فعند ذلك رفعا القواعد من البيت، فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يا بني، حتّى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه له، فقام عليه وهو يا بني وإسماعيل يناوله الحجارة، وهما يقولان: رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (البقرة/ 127) . قال: فجعلا يبنيان حتّى يدورا حول البيت وهما يقولان: رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (البقرة/ 127)) * «1» .
4-
* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: بينما ثلاثة نفر ممّن كان قبلكم إذ أصابهم مطر، فأووا إلى غار فانطبق عليهم، فقال بعضهم لبعض: إنّه والله يا هؤلاء لا ينجّيكم إلّا الصّدق، فليدع كلّ رجل منكم بما يعلم أنّه قد صدق فيه. فقال واحد منهم: اللهمّ إن كنت تعلم أنّه كان لي أجير عمل لي على فرق من أرزّ، فذهب وتركه، وأنّي عمدت إلى ذلك الفرق فزرعته، فصار من أمره أنّي اشتريت منه بقرا، وأنّه أتاني يطلب أجره، فقلت له:
اعمد إلى تلك البقر فسقها، فقال لي: إنّما لي عندك فرق من أرزّ. فقلت له: اعمد إلى تلك البقر، فإنّها من ذلك الفرق، فساقها. فإن كنت تعلم أنّي فعلت ذلك من خشيتك ففرّج عنّا. فانساخت «2» عنهم الصّخرة.
فقال الآخر: اللهمّ إن كنت تعلم أنّه كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت آتيهما كلّ ليلة بلبن غنم لي، فأبطأت عنهما ليلة، فجئت وقد رقدا، وأهلي وعيالي يتضاغون «3» من الجوع، وكنت لا أسقيهم حتّى يشرب أبواي، فكرهت أن أوقظهما، وكرهت أن أدعهما فيستكنّا لشربتهما، فلم أزل أنتظر حتّى طلع الفجر. فإن كنت تعلم أنّي فعلت ذلك من خشيتك ففرّج عنّا. فانساخت عنهم الصّخرة حتّى نظروا إلى السّماء. فقال الآخر: اللهمّ إن كنت تعلم أنّه كان لي ابنة عمّ من أحبّ النّاس إليّ، وأنّي راودتها عن نفسها فأبت إلّا أن آتيها بمائة دينار، فطلبتها حتّى قدرت فأتيتها بها فدفعتها إليها فأمكنتني من نفسها، فلمّا قعدت بين رجليها. فقالت: اتّق الله، ولا تفضّ الخاتم إلّا بحقّه، فقمت وتركت المائة الدّيا نار. فإن كنت تعلم أنّي فعلت ذلك من خشيتك ففرّج عنّا، ففرّج الله عنهم فخرجوا» ) * «4» .
5-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما قال:
كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم السّتارة والنّاس صفوف خلف أبي بكر، فقال:«أيّها النّاس! إنّه لم يبق من مبشّرات النّبوّة إلّا الرّؤيا الصّالحة، يراها المسلم أو ترى له، ألا وإنّي نهيت أن أقرأ القرآن راكعا أو ساجدا، فأمّا الرّكوع فعظّموا فيه الرّبّ- عز وجل وأمّا السّجود فاجتهدوا في الدّعاء فقمن «5» أن يستجاب لكم» ) * «6» .
(1) البخاري- الفتح 6 (3364) .
(2)
انساخت عنهم الصخرة: أي انشقت.
(3)
يتضاغون: أي يصيحون ببكاء.
(4)
البخاري- الفتح 6 (3465) واللفظ له. ومسلم (2743) .
(5)
قمن: بفتح الميم وكسره- لغتان مشهورتان ومعناه: حقيق وجدير.
(6)
مسلم (479) .