الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأحاديث الواردة في (الطهارة)
1-
* (عن سمرة بن جندب- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «البسوا ثياب البياض فإنّها أطهر وأطيب» ) * «1» .
2-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا دبغ «2» الإهاب «3» فقد طهر» ) * «4» .
3-
* (عن سلمان بن عامر الضّبيّ- رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا كان أحدكم صائما فليفطر على التّمر، فإن لم يجد التّمر فعلى الماء فإنّ الماء طهور» ) * «5» .
4-
* (عن عائشة- رضي الله عنها أنّها قالت: إنّ أسماء سألت النّبيّ صلى الله عليه وسلم عن غسل المحيض! فقال: «تأخذ إحداكنّ ماءها وسدرتها فتطهّر فتحسن الطّهور، ثمّ تصبّ على رأسها فتدلكه دلكا شديدا حتّى تبلغ شؤون رأسها «6» ثمّ تصبّ عليها الماء، ثمّ تأخذ فرصة ممسّكة فتطهّر بها» فقالت أسماء: وكيف تطهّر بها؟ فقال: «سبحان الله! تطهّرين بها» . فقالت عائشة: (كأنّها تخفي ذلك) تتبّعين أثر الدّم. وسألته عن غسل الجنابة. فقال: «تأخذ ماء فتطهّر فتحسن الطّهور أو تبلغ الطّهور، ثمّ تصبّ على رأسها فتدلكه حتّى تبلغ شؤون رأسها، ثمّ تفيض عليها الماء» .
فقالت عائشة: نعم النّساء نساء الأنصار! لم يكن يمنعهنّ الحياء أن يتفقّهن في الدّين) * «7» .
5-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت:
«إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالمساجد أن تبنى في الدّور وأن تطهّر وتطيّب» ) * «8» .
6-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما قال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أعرابيّ يعوده، فقال:
«لا بأس عليك، طهور إن شاء الله» قال: قال الأعرابيّ: طهور بل هو حمّى تفور على شيخ كبير تزيره القبور. فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «فنعم إذا» ) * «9» .
7-
* (عن عبادة بن الصّامت- رضي الله عنه قال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وحوله عصابة من أصحابه: «بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف.
(1) الترمذي (2811) وقال: حسن صحيح، والنسائي (8/ 250) ، والحاكم (4/ 185) ، وابن ماجة (3567) واللفظ له. وأبو داود (4061) مثله من حديث ابن عباس- رضي الله عنهما.
(2)
الدبغ: معالجة جلد الميتة بقرظ وملح أو دواء لإصلاحه.
(3)
الإهاب: جلد الميتة بعد سلخه عنها.
(4)
مسلم (366) .
(5)
أبو داود (2355) واللفظ له. والترمذي (695) وقال: حديث حسن صحيح. وابن ماجة (1699) . والدارمي (2/ 13) حديث (1701) وذكره الألباني في صحيح الجامع وقال: صحيح (1/ 158) .
(6)
شؤون رأسها: أصول شعر رأسها.
(7)
البخاري- الفتح 1 (314) . ومسلم (332) واللفظ له.
(8)
أبو داود (455) وقال المنذري: رواه الخمسة إلا النسائي وأحمد بسند صحيح. وابن ماجة (758) واللفظ له.
(9)
البخاري- الفتح 13 (7470) .
فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدّنيا فهو كفّارة له، ومن أصاب من ذلك شيئا ثمّ ستره الله فهو إلى الله، إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه» . فبايعناه على ذلك) * «1» .
وعند النّسائي بلفظ: «ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب فيه فهو طهوره، ومن ستره الله فذاك إلى الله إن شاء عذّبه وإن شاء غفر له «2» .
8-
* (عن أبي ذرّ- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ الصّعيد الطّيّب طهور المسلم، وإن لم يجد الماء عشر سنين، فإذا وجد الماء فليمسّه بشرته فإنّ ذلك خير» «3» .
9-
* (عن أمّ سلمة- رضي الله عنها قالت:
إنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم جلّل على الحسن والحسين وعليّ وفاطمة كساء، ثمّ قال:«اللهمّ هؤلاء أهل بيتي وخاصّتي أذهب عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيرا» فقالت أمّ سلمة: وأنا معهم يا رسول الله؟ قال: «إنّك إلى خير» ) * «4» .
10-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: إنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال لبلال عند صلاة الفجر:
«يا بلال! حدّثني بأرجى عمل عملته في الإسلام، فإنّي سمعت دفّ نعليك «5» بين يديّ في الجنّة» . قال:
ما عملت عملا أرجى عندي أنّي لم أتطهّر طهورا في ساعة ليل أو نهار إلّا صلّيت بذلك الطّهور ما كتب لي أن أصلّي) * «6» .
11-
* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه قال: أتى رجل من بني تميم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:
يا رسول الله! إنّي ذو مال وذو أهل وولد وحاضرة فأخبرني كيف أنفق وكيف أصنع؟. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تخرج الزّكاة من مالك فإنّها طهرة تطهّرك، وتصل أقرباءك، وتعرف حقّ السّائل والجار والمسكين» ، فقال: يا رسول الله! أقلل لي؟ قال:
«فات ذا القربى حقّه والمسكين وابن السّبيل ولا تبذّر تبذيرا» ، فقال: حسبي يا رسول الله، إذا أدّيت الزّكاة إلى رسولك فقد برئت منها إلى الله ورسوله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«نعم إذا أدّيتها إلى رسولي فقد برئت منها فلك أجرها، وإثمها على من بدّلها» ) * «7» .
12-
* عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعطيت خمسا لم يعطهنّ أحد قبلي، كان كلّ نبيّ يبعث إلى قومه خاصّة، وبعثت إلى كلّ أحمر وأسود. وأحلّت لي
(1) البخاري- الفتح 1 (18) واللفظ له. ومسلم (1709) .
(2)
النسائي (7/ 148) .
(3)
الترمذي (1/ 212) / 124 وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأبو داود (1/ 129- 131) ، والنسائي (1/ 16) ، وأحمد (5/ 180) ، والحاكم (1/ 176- 177)، وقال: صحيح، ووافقه الذهبي.
(4)
الترمذي (3871) وقال: هذا حديث حسن. ورواه أيضا أحمد في «المسند» (6/ 292 و304) .
(5)
دفّ نعليك: تحريكهما.
(6)
البخاري- الفتح 3 (1149) واللفظ له. ومسلم (2458) .
(7)
أحمد (3/ 136) واللفظ له، وقالي في مجمع الزوائد: رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح (3/ 63) .
الغنائم ولم تحلّ لأحد قبلي. وجعلت لي الأرض طيّبة طهورا ومسجدا، فأيّما رجل أدركته الصّلاة صلّى حيث كان. ونصرت بالرّعب بين يدي مسيرة شهر.
وأعطيت الشّفاعة» ) * «1» .
13-
* (عن أبي صخرة قال: سمعت حمران ابن أبان قال: كنت أضع لعثمان طهوره فما أتى عليه يوم إلّا وهو يفيض عليه نطفة «2» ، وقال عثمان: حدّثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند انصرافنا من صلاتنا هذه (قال مسعر: أراها العصر) فقال: «ما أدري أحدّثكم بشيء أو أسكت؟» فقلنا يا رسول الله! إن كان خيرا فحدّثنا وإن كان غير ذلك فالله ورسوله أعلم. قال: «ما من مسلم يتطهّر فيتمّ الطّهور الّذي كتب الله عليه فيصلّي هذه الصّلوات الخمس إلّا كانت كفّارات لما بينها» ) * «3» .
14-
* (عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما أنّه دخل على ابن عامر يعوده وهو مريض، فقال: ألا تدعو الله لي، يا ابن عمر؟ فقال: إنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تقبل صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول «4» » وكنت على البصرة) * «5» .
15-
* (عن عبد الله بن مغفّل- رضي الله عنه أنّه سمع ابنه يقول: اللهمّ إنّي أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنّة إذا دخلتها. فقال: أي بنيّ، سل الله الجنّة، وتعوّذ به من النّار. فإنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنّه سيكون في هذه الأمّة قوم يعتدون في الطّهور والدّعاء» ) * «6» .
16-
* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما أنّه طلّق امرأته وهي حائض. فسأل عمر النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فأمره أن يراجعها ثمّ يمهلها حتّى تحيض حيضة أخرى. ثمّ يمهلها حتّى تطهر. ثمّ يطلّقها قبل أن يمسّها. فتلك العدّة الّتي أمر الله أن يطلّق لها النّساء. قال: فكان ابن عمر إذا سئل عن الرّجل يطلّق امرأته وهي حائض يقول: إمّا أنت طلّقتها واحدة أو اثنتين، إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمره أن يراجعها ثمّ يمهلها حتّى تحيض حيضة أخرى، ثمّ يمهلها حتّى تطهر.
ثمّ يطلّقها قبل أن يمسّها وإمّا أنت طلّقتها «7» ثلاثا.
فقد عصيت ربّك فيما أمرك به من طلاق امرأتك وبانت منك) * «8» .
17-
* (عن بريدة الأسلميّ- رضي الله عنه قال: جاء ماعز بن مالك إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! طهّرني. فقال: «ويحك «9» ارجع فاستغفر الله وتب إليه» قال: فرجع غير بعيد ثمّ جاء فقال:
يا رسول الله! طهّرني. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ويحك
(1) البخاري- الفتح 1 (335) . ومسلم (521) واللفظ له.
(2)
النطفة: الماء القليل. ومراده: لم يكن يمر عليه يوم إلا اغتسل فيه.
(3)
البخاري- الفتح 1 (159) . ومسلم (231) واللفظ له.
(4)
الغلول: الخيانة. وأصله السرقة من مال الغنيمة قبل القسمة.
(5)
مسلم (224) وقوله: وكنت على البصرة معناه إنك لست بسالم من الغلول فقد كنت واليا على البصرة.
(6)
أبو داود (96) وهذا لفظه. وهو في المشكاة برقم (418) وعزاه كذلك لأحمد وابن ماجة وفيه قال الشيخ الألباني: إسناده صحيح وصححه جماعة (1/ 131) .
(7)
إما أنت طلقتها: معناه إن كنت طلقتها.
(8)
البخاري- الفتح 9 (5258) . ومسلم (1471) واللفظ له.
(9)
ويحك: كلمة ترحم تقال لمن وقع في هلكة لا يستحقها.
ارجع فاستغفر الله وتب إليه» قال: فرجع غير بعيد.
ثمّ جاء فقال: يا رسول الله! طهّرني. فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم مثل ذلك. حتّى إذا كانت الرّابعة قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فيم أطهّرك؟» فقال: من الزّنى. فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم «أبه جنون؟» فأخبر أنّه ليس بمجنون.
فقال: «أشرب خمرا؟» فقام رجل فاستنكهه «1» فلم يجد منه ريح خمر. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أزنيت؟» فقال: نعم. فأمر به فرجم. فكان النّاس فيه فرقتين.
قائل يقول: لقد هلك. لقد أحاطت به خطيئته.
وقائل يقول: ما توبة أفضل من توبة ماعز. أنّه جاء إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فوضع يده في يده. ثمّ قال: اقتلني بالحجارة. قال: فلبثوا بذلك يومين أو ثلاثة. ثمّ جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم جلوس فسلّم ثمّ جلس. فقال:
«استغفروا لما عز بن مالك» . قال: فقالوا: غفر الله لماعز بن مالك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد تاب توبة لو قسّمت بين أمّة لوسعتهم» .
قال ثمّ جاءته امرأة من غامد «2» من الأزد. فقالت:
يا رسول الله! طهّرني. فقال: «ويحك! ارجعي فاستغفري الله وتوبي إليه» فقالت: أراك تريد أن تردّدني كما ردّدت ماعز بن مالك. قال: «وما ذاك؟» قالت: إنّها حبلى من الزّنى فقال: «آنت؟» قالت نعم. فقال لها: «حتّى تضعي ما في بطنك» قال:
فكفلها رجل من الأنصار حتّى وضعت. قال: فأتى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: قد وضعت الغامديّة. فقال «إذا لا نرجمها وندع ولدها صغيرا ليس له من يرضعه» فقام رجل من الأنصار فقال: إليّ رضاعه يا نبيّ الله، قال فرجمها) * «3» .
18-
* (عن سراقة بن مالك بن جعشم؛ قال:
جاءنا رسل كفّار قريش يجعلون في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر دية كلّ واحد منهما لمن قتله أو أسره.
فبينما أنا جالس في مجلس من مجالس قومي بني مدلج، إذ أقبل رجل منهم حتّى قام علينا ونحن جلوس فقال: يا سراقة، إنّي قد رأيت آنفا أسودة «4» بالسّاحل أراها محمّدا وأصحابه. قال سراقة: فعرفت أنّهم هم، فقلت له: إنّهم ليسوا بهم، ولكنّك رأيت فلانا وفلانا انطلقوا بأعيننا. ثمّ لبثت في المجلس ساعة، ثمّ قمت فدخلت فأمرت جاريتي أن تخرج بفرسي وهي من وراء أكمة فتحبسها عليّ، وأخذت رمحي فخرجت به من ظهر البيت فخططت بزجّه «5» الأرض، وخفضت عاليه، حتّى أتيت فرسي فركبتها، فرفعتها تقرّب بي «6» حتّى دنوت منهم، فعثرت بي فرسي، فخررت عنها، فقمت فأهويت يدي إلى كنانتي فاستخرجت منها
(1) فاستنكهه: شم رائحته.
(2)
غامد: بطن من قبيلة جهينة.
(3)
البخاري- الفتح 12 (في مواضع من حديث جماعة من الصحابة) . ومسلم 3 (1695) واللفظ له.
(4)
أسودة: أي أشخاصا.
(5)
الزّجّ: نصل الرمح.
(6)
تقرب بي: التقريب السير دون العدو وفوق العادة.
الأزلام، فاستقسمت بها: أضرّهم أم لا؟ فخرج الّذي أكره، فركبت فرسي وعصيت الأزلام تقرّب بي، حتّى إذا سمعت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لا يلتفت، وأبو بكر يكثر الالتفات، ساخت «1» يدا فرسي في الأرض حتّى بلغتا الرّكبتين، فخررت عنها، ثمّ زجرتها، فنهضت فلم تكد تخرج يديها، فلمّا استوت قائمة إذا لأثر يديها عثان «2» ساطع في السّماء مثل الدّخان، فاستقسمت بالأزلام «3» فخرج الّذي أكره فناديتهم بالأمان، فوقفوا، فركبت فرسي حتّى جئتهم.
ووقع في نفسي حين لقيت ما لقيت من الحبس عنهم أن سيظهر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت له: إنّ قومك قد جعلوا فيك الدّية. وأخبرتهم أخبار ما يريد النّاس بهم، وعرضت عليهم الزّاد والمتاع، فلم يرزآني «4» ، ولم يسألاني إلّا أن قال: أخف عنّا. فسألته أن يكتب لي كتاب أمن، فأمر عامر بن فهيرة فكتب في رقعة من أدم، ثمّ مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن شهاب:
فأخبرني عروة بن الزّبير أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي الزّبير في ركب من المسلمين كانوا تجّارا قافلين من الشّام، فكسا الزّبير رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر ثياب بياض.
وسمع المسلمون بالمدينة مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكّة، فكانوا يغدون كلّ غداة إلى الحرّة فينتظرونه، حتّى يردّهم حرّ الظّهيرة، فانقلبوا يوما بعدما أطالوا انتظارهم، فلمّا أووا إلى بيوتهم أوفى رجل من يهود «5» على أطم «6» من آطامهم لأمر ينظر إليه فبصر برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مبيّضين يزول بهم السّراب «7» ، فلم يملك اليّهوديّ أن قال بأعلى صوته: يا معاشر العرب، هذا جدّكم «8» الّذي تنتظرون، فثار المسلمون إلى السّلاح، فتلقّوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهر الحرّة، فعدل بهم ذات اليمين حتّى نزل بهم في بني عمرو بن عوف، وذلك يوم الاثنين من شهر ربيع الأوّل، فقام أبو بكر للنّاس، وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم صامتا، فطفق من جاء من الأنصار ممّن لم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم يحيّي أبا بكر حتّى أصابت الشّمس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل أبو بكر حتّى ظلّل عليه بردائه، فعرف النّاس رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك فلبث رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة، وأسّس المسجد الّذي أسّس على التّقوى، وصلّى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثمّ ركب راحلته، فسار يمشي معه النّاس، حتّى بركت عند مسجد الرّسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وهو يصلّي فيه يومئذ رجال من المسلمين، وكان مربدا «9» للتّمر لسهيل وسهل غلامين يتيمين في حجر سعد بن زرارة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بركت به راحلته: «هذا إن شاء الله
(1) ساخت: أي غاصت.
(2)
العثان: الغبار، وقيل: الدخان.
(3)
الأزلام: هي الأقداح وهي السهام التي لا ريش لها ولا نصل.
(4)
لم يرزآني: أي لم ينقصاني مما معي شيئا.
(5)
أوفى رجل من يهود: أي طلع إلى مكان عال فأشرف منه.
(6)
(أطم) الأطم- بضمتين-: بناء مرتفع، وجمعه آطام.
(7)
يزول بهم السراب: أي يزول السراب عن النظر بسبب عروضهم له.
(8)
جدّكم: بفتح الجيم: أي حظكم وصاحب دولتكم الذي تتوقعونه.
(9)
المربد: هو الموضع الذي يجفف فيه التمر.
المنزل» . ثمّ دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الغلامين فساومهما بالمربد ليتّخذه مسجدا، فقالا: لا، بل نهبه لك يا رسول الله، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقبله منهما هبة، حتّى ابتاعه «1» منهما، ثمّ بناه مسجدا، وطفق «2» رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل معهم اللّبن «3» في بنيانه ويقول وهو ينقل اللّبن:
«هذا الحمال لا حمال خيبر
…
هذا أبرّ ربّنا وأطهر
ويقول:
اللهمّ إنّ الأجر أجر الآخره
…
فارحم الأنصار والمهاجره
فتمثّل بشعر رجل من المسلمين لم يسمّ لي» ) * «4» .
19-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت: دخل عليّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم بأسير فلهوت عنه فذهب فجاء النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ما فعل الأسير؟» قالت:
لهوت عنه مع النّسوة فخرج، فقال:«مالك قطع الله يدك أو يديك» . فخرج فاذن به النّاس فطلبوه فجاؤا به، فدخل عليّ وأنا أقلّب يديّ، فقال:«مالك أجننت؟» قلت: دعوت عليّ فأنا أقلّب يديّ أنظر أيّهما يقطعان، فحمد الله وأثنى عليه ورفع يديه مدّا وقال:«اللهمّ إنّي بشر، أغضب كما يغضب البشر، فأيّما مؤمن أو مؤمنة دعوت عليه فاجعله له زكاة وطهورا» ) * «5» .
20-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: سأل رجل النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إنّا نركب البحر ونحمل معنا القليل من الماء، فإن توضّأنا به عطشنا، أفنتوضّأ بماء البحر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«هو الطّهور ماؤه، الحلّ ميتته» ) * «6» .
21-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «السّواك مطهرة للفم، مرضاة للرّبّ» ) * «7» .
22-
* (عن أبي روح عن رجل من أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه صلّى صلاة الصّبح فقرأ «الرّوم» فالتبس عليه فلمّا صلّى قال: «ما بال أقوام يصلّون معنا لا يحسنون الطّهور فإنّما يلبس علينا القرآن أولئك» ) * «8» .
23-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «طهور إناء أحدكم إذا ولغ
(1) ابتاعه: أي اشتراه.
(2)
طفق: أي جعل.
(3)
اللبن: بكسر الباء أي الطوب المعمول من الطين الذي لم يحرق.
(4)
البخاري- الفتح 7 (3906) واللفظ له. ومسلم (2009) بعضه من حديث البراء بن عازب- رضي الله عنهما.
(5)
أحمد (6/ 52) ورجاله كلهم ثقات. والحديث عند مسلم. يعني آخره من حديث جماعة من الصحابة بأرقام (2600، 2604) .
(6)
أبو داود (83) واللفظ له. والترمذي (69) وقال: حسن صحيح. والنسائي (1/ 176) وقال الألبانى في صحيح النسائي: صحيح (1/ 71) حديث (32) . وقال محقق «جامع الأصول» (7/ 62) : وهو حديث صحيح.
(7)
النسائي (1/ 10) واللفظ له، وقال الألباني: صحيح (1/ 4) . وأحمد (5/ 363، 6/ 47) . والدارمي (1/ 184) حديث (684) . وقال محقق «جامع الأصول» (7/ 177) : إسناده صحيح.
(8)
النسائي (2/ 156) واللفظ له. أحمد 5 (363) . وقال محقق «جامع الأصول» (5/ 647) : وهو حديث حسن.
الكلب فيه أن يغسله سبع مرّات» ) * «1» .
24-
* (عن أبي مالك الأشعريّ- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الطّهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد الله تملآن (أو تملأ) ما بين السّماوات والأرض.
والصّلاة نور، والصّدقة برهان، والصّبر ضياء، والقرآن حجّة لك أو عليك، كلّ النّاس يغدو فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها «2» » ) * «3» .
25-
* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما قال: سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فحضرت الصّلاة، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن في القوم من طهور؟» قال: فجاء رجل بفضلة في إداوة «4» قال:
فصبّه في قدح قال: فتوضّأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمّ إنّ القوم أتوا بقيّة الطّهور فقالوا: تمسّحوا تمسّحوا. قال:
فسمعهم رسول الله: صلى الله عليه وسلم فقال: على رسلكم» «5» قال:
فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم يده في القدح في جوف الماء قال:
ثمّ قال: أسبغوا الوضوء الطّهور قال: فقال جابر بن عبد الله والّذي أذهب بصري- قال: وكان قد ذهب بصره- لقد رأيت الماء يخرج من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يرفع يده حتّى توضّأوا أجمعون، قال الأسود: حسبته قال: كنّا مائتين أو زيادة) * «6» .
26-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما قال: فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصّائم من اللّغو والرّفث وطعمة للمساكين، من أدّاها قبل الصّلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أدّاها بعد الصّلاة فهي صدقة من الصّدقات) * «7» .
27-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت: قدمت مكّة وأنا حائض، ولم أطف بالبيت، ولا بين الصّفا والمروة. قالت: فشكوت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «افعلي كما يفعل الحاجّ، غير أن لا تطوفي بالبيت حتّى تطهري» ) * «8» .
28-
* (عن أمّ سلمة- رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله! إنّي امرأة أشدّ ضفر رأسي فأنقضه لغسل الجنابة؟ قال: «لا، إنّما يكفيك أن تحثي على رأسك ثلاث حثيات «9» ثمّ تفيضين «10» عليك الماء فتطهرين» ) * «11» .
29-
* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه قال: قيل يا رسول الله أنتوضّأ من بئر بضاعة، وهي بئر
(1) البخاري- الفتح 1 (172) . ومسلم (279) واللفظ له.
(2)
موبقها: أى يهلكها بالعذاب والمعاصي.
(3)
مسلم (223) .
(4)
الإداوة: إناء من جلد فيه ماء.
(5)
على رسلكم: على مهلكم.
(6)
أحمد (3/ 358) واللفظ له. والدارمى (1/ 27) حديث (26) .
(7)
أبو داود (1609) واللفظ له. وابن ماجه (1827) . وذكره فى المشكاة (1/ 570) حديث (1818) وقال الشيخ الألباني: إسناده جيد.
(8)
البخاري- الفتح 3 (1650) واللفظ له. ومسلم (1211)
(9)
ثلاث حثيات: يعنى ثلاث غرفات.
(10)
تفيضين: يعنى تصبين.
(11)
مسلم (330) .
يلقى فيها الحيض «1» ولحوم الكلاب والنّتن؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ الماء طهور لا ينجّسه شيء» ) * «2» .
30-
* (عن عبد لله بن أبي أوفى- رضي الله عنهما؛ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهمّ لك الحمد ملء السّماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد، اللهمّ طهّرني بالثّلج والبرد والماء البارد. اللهمّ طهّرني من الذّنوب والخطايا كما ينقّى الثّوب الأبيض من الوسخ» ) * «3» .
31-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت: كان النّاس ينتابون يوم الجمعة من منازلهم والعوالي، فيأتون في الغبار يصيبهم الغبار والعرق، فيخرج منهم العرق، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم إنسان منهم وهو عندي، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «لو أنّكم تطهّرتم ليومكم هذا) * «4» .
32-
* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه أنّه قال: كنّا نعدّ الآيات بركة وأنتم تعدّونها تخويفا، كنّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فقلّ الماء، فقال:
«اطلبوا فضلة من ماء» ، فجاؤا بإناء فيه ماء قليل فأدخل يده في الإناء ثمّ قال:«حيّ على الطّهور المبارك» ) * «5» .
33-
* (عن المغيرة بن شعبة- رضي الله عنه قال: كنت مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم في سفر فأهويت لأنزع خفّيه، فقال: «دعهما فإنّي أدخلتهما طاهرتين فمسح عليهما» ) * «6» .
34-
* (عن عمرو بن عبسة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم يبيت على طهر ثمّ يتعارّ من اللّيل فيذكر الله ويسأل الله خيرا من خير الدّنيا والآخرة إلّا آتاه الله إيّاه» ) * «7» .
35-
* (عن عليّ بن أبي طالب- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مفتاح الصّلاة الطّهور، وتحريمها التّكبير، وتحليلها التّسليم» ) * «8» .
36-
* (عن أبي أمامة الباهليّ- رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من أوى إلى فراشه طاهرا يذكر الله حتّى يدركه النّعاس لم يتقلّب ساعة من اللّيل سأل الله شيئا من خير الدّنيا والآخرة إلّا أعطاه إيّاه» ) * «9» .
37-
* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما
(1) الحيض: جمع حيضة وهي الخرقة التي تستعمل في دم الحيض. والمعنى العام للحديث: أن السيل كان يجمع هذه الأشياء فيلقيها في البئر لا أنهم طرحوها قصدا.
(2)
الترمذي (66) واللفظ له وقال: هذا حديث حسن. وأبو داود (66) . والنسائى (1/ 174) وقال الألباني فى صحيح النسائي: صحيح (1/ 70) حديث (315) . وذكر الحافظ في التلخيص أنه صحيح (3/ 4) .
(3)
مسلم (476) .
(4)
البخاري- الفتح 2 (902) واللفظ له. ومسلم (847) .
(5)
البخاري- الفتح 6 (3579) .
(6)
البخاري- الفتح 1 (206) واللفظ له. ومسلم (272) .
(7)
مجمع الزوائد (1/ 223) واللفظ له وقال: رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط وإسناده حسن ومسند أحمد (4/ 113) .
(8)
الترمذي (3) واللفظ له، وقال: هذا الحديث أصح شيء في هذا الباب وأحسن، وابن ماجة (275) . وقال محقق «جامع الأصول» (5/ 429) : وهو حديث صحيح.
(9)
الترمذي (3526) واللفظ له وقال: حسن غريب. وأبو داود (5042) ومثله من حديث معاذ. وقال محقق «جامع الأصول» (4/ 478) : له شواهد بمعناه يقوى بها.