الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأحاديث الواردة في (الغيرة) معنى
11-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت: افتقدت النّبيّ «1» صلى الله عليه وسلم ذات ليلة. فظننت أنّه ذهب إلى بعض نسائه، فتحسّست «2» ثمّ رجعت. فإذا هو راكع أو ساجد يقول: «سبحانك وبحمدك لا إله إلّا أنت» . فقلت: بأبي أنت وأمّي إنّي لفي شأن «3» ، وإنّك لفي آخر «4» ) * «5» .
12-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت:
أرسل أزواج النّبيّ صلى الله عليه وسلم فاطمة، بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستأذنت عليه- وهو مضطجع معي في مرطي «6» - فأذن لها. فقالت: يا رسول الله إنّ أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة «7» . وأنا ساكتة. قالت: فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«أي بنيّة! ألست تحبّين ما أحبّ؟» . فقالت: بلى. قال:
«فأحبّي هذه» . قالت، فقامت فاطمة حين سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجعت إلى أزواج النّبيّ صلى الله عليه وسلم فأخبرتهنّ بالّذي قالت: وبالّذي قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلن لها: ما نراك أغنيت عنّا من شيء. فارجعي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولي له: إنّ أزواجك ينشدنك «8» العدل في ابنة أبي قحافة. فقالت فاطمة: والله! لا أكلّمه فيها أبدا. قالت عائشة: فأرسل أزواج النّبيّ صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش، زوج النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وهي الّتي كانت تساميني «9» منهنّ في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولم أر امرأة قطّ خيرا في الدّين من زينب. وأتقى لله، وأصدق حديثا، وأوصل للرّحم، وأعظم صدقة، وأشدّ ابتذالا لنفسها في العمل الّذي تصدّق به، وتقرّب به إلى الله تعالى. ما عدا سورة «10» من حدّ «11» كانت فيها. تسرع منها الفيئة «12» . قالت: فاستأذنت على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ورسول الله صلى الله عليه وسلم مع عائشة في مرطها. على الحالة الّتي دخلت فاطمة عليها وهي بها.
فأذن لها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت: يا رسول الله! إنّ أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة. قالت: ثمّ وقعت بي «13» . فاستطالت عليّ،
(1) افتقدت: أي لم أجده.
(2)
فتحسست: أي تطلبته.
(3)
اني لفي شأن: تعني أمر الغيرة.
(4)
وإنك لفي آخر: تعني من نبذ متعة الدنيا، والإقبال على الله- عز وجل
(5)
مسلم (485) .
(6)
مرطي: المرط: كساء من خزّ أو صوف أو كتّان وقيل: هو الثوب الأخضر، وجمعه مروط والمرط: بكسر الميم كل ثوب غير مخيط.
(7)
العدل في ابنة أبي قحافة: معناه يسألنك التسوية بينهن في محبة القلب وابنة أبي قحافة: هي السيدة عائشة- رضي الله عنها وأبو قحافة والد أبي بكر- رضي الله عنه وكان اسمه قبل الإسلام عبد الله بن أبي قحافة، فلما بكر بالدخول في الإسلام كني بأبي بكر.
(8)
ينشدنك: أي يسألنك.
(9)
تساميني: أي تعادلني وتضاهيني في الحظوة والمنزلة الرفيعة
(10)
سورة: السورة الثوران وعجلة الغضب.
(11)
من حد: وهي شدة الخلق وثورانه.
(12)
الفيئة: الرجوع. والمراد ترجع عن الغضب سريعا.
(13)
ثم وقعت بي: أي نالت مني بالوقيعة فيّ.
وأنا أرقب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأرقب طرفه، هل يأذن لي فيها؟ قالت: فلم تبرح زينب حتّى عرفت أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكره أن أنتصر. قالت: فلمّا وقعت بها لم أنشبها «1» حين أنحيت عليها «2» . قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبسّم: «إنّها ابنة أبي بكر» ) * «3» .
13-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت: ألا أحدّثكم عنّي وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا: بلى.
قالت: لمّا كانت ليلتي الّتي كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم فيها عندي.
انقلب فوضع رداءه، وخلع نعليه، فوضعهما عند رجليه، وبسط طرف إزاره على فراشه، فاضطجع. فلم يلبث إلّا ريثما ظنّ أن قد رقدت، فأخذ رداءه رويدا، وانتعل رويدا، وفتح الباب فخرج. ثمّ أجافه»
رويدا.
فجعلت درعي في رأسي «5» ، واختمرت «6» وتقنّعت إزاري «7» . ثمّ انطلقت على إثره. حتّى جاء البقيع فقام. فأطال القيام. ثمّ رفع يديه ثلاث مرّات. ثمّ انحرف فانحرفت. فأسرع فأسرعت. فهرول فهرولت. فأحضر فأحضرت «8» . فسبقته فدخلت.
فليس إلّا أن اضطجعت فدخل. فقال: «مالك؟ يا عائش حشيا رابية «9» » . قالت: لا شيء. قال:
«لتخبريني أو ليخبرنّي اللّطيف الخبير» . قالت:
يا رسول الله بأبي أنت وأمّي! فأخبرته. قال: «فأنت السّواد «10» الّذي رأيت أمامي؟» . قلت: نعم.
فلهدني «11» في صدري لهدة أوجعتني ثمّ قال: «أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله؟» . قالت: مهما يكتم النّاس يعلمه الله. ثمّ قال: «فإنّ جبريل أتاني حين رأيت. فناداني. فأخفاه منك. فأجبته. فأخفيته منك.
ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك. وظننت أن قد رقدت. فكرهت أن أوقظك. وخشيت أن تستوحشي، فقال: إنّ ربّك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم» . قالت: قلت: كيف أقول لهم يا رسول الله؟ قال: «قولي: السّلام على أهل الدّيار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منّا والمستأخرين.
وإنّا إن شاء الله بكم للاحقون» ) * «12» .
14-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت: جلس إحدى عشرة امرأة. فتعاهدن وتعاقدن ألايكتمن من أخبار أزواجهنّ شيئا
…
الحديث
(1) لم أنشبها: أي لم أمهلها.
(2)
أنحيت عليها: أي قصدتها واعتمدتها بالمعارضة.
(3)
البخاري- الفتح 5 (2581) . ومسلم (2442) واللفظ له وقولهن هذا إنما من باب الغيرة، وإلا فهو صلى الله عليه وسلم أعدل الخلق على الإطلاق.
(4)
أجافه: أغلقه.
(5)
فجعلت درعي في رأسي: درع المرأة قميصها.
(6)
اختمرت: لبست خماري.
(7)
تقنعت إزاري: لبست إزاري
(8)
فأحضر فأحضرت: الإحضار العدو، أي فعدا فعدوت، فهو فوق الهرولة.
(9)
حشيا رابية: وحشيا معناه قد وقع عليك الحشا، وهو الربو والتهيج الذي يعرض للمسرع في مشيه والمحتد في كلامه، من ارتفاع النفس وتواتره.
(10)
فأنت السواد: أي الشخص.
(11)
لهدني: ضربني.
(12)
مسلم (974) .
وفيه: بنت أبي زرع. فما بنت أبي زرع؟ طوع أبيها وطوع أمّها. وملء كسائها «1» وغيظ جارتها «2» . جارية أبي زرع. فما جارية أبي زرع؟ لا تبثّ حديثنا تبثيثا «3» .
ولا تنقّث ميرتنا تنقيثا «4» . ولا تملأ بيتنا تعشيشا» ..
الحديث) * «5» .
15-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبّ العسل والحلوى، وكان إذا انصرف من العصر دخل على نسائه فيدنو من إحداهنّ، فدخل على حفصة بنت عمر فاحتبس أكثر ما كان يحتبس، فغرت، فسألت عن ذلك، فقيل لي:
أهدت لها امرأة من قومها عكّة عسل، فسقت النّبيّ صلى الله عليه وسلم منه شربة، فقلت: أما والله لنحتالنّ له، فقلت لسودة بنت زمعة: إنّه سيدنو منك، فإذا دنا منك فقولي: أكلت مغافير «6» ، فإنّه سيقول لك: لا، فقولي له: ما هذه الرّيح الّتي أجد منك؟ فإنّه سيقول لك:
سقتني حفصة شربة عسل، فقولي له: جرست نحله العرفط «7» ، وسأقول ذلك. وقولي أنت يا صفيّة ذاك.
قالت تقول سودة: فو الله ما هو إلّا أن قام على الباب فأردت أن أبادئه بما أمرتني به فرقا منك. فلمّا دنا منها قالت له سودة: يا رسول الله، أكلت مغافير؟. قال:
«لا» . قالت: فما هذه الرّيح الّتي أجد منك؟ قال:
«سقتني حفصة شربة عسل» . فقالت: جرست نحله العرفط. فلمّا دار إليّ قلت له نحو ذلك. فلمّا دار إلى صفيّة قالت له مثل ذلك. فلمّا دار إلى حفصة قالت:
يا رسول الله، ألا أسقيك منه؟ قال:«لا حاجة لي فيه» . قالت: تقول سودة: والله لقد حرمناه «8» ، قلت لها: اسكتي» ) * «9» .
16-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت: ما رأيت صانعا طعاما مثل صفيّة، صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما فبعثت به، فأخذني أفكل «10» فكسرت الإناء، فقلت: يا رسول الله، ما كفّارة ما صنعت؟ قال: «إناء مثل إناء وطعام مثل طعام» ) * «11» .
17-
* (عن هشام بن عروة؛ قال: «كان النّاس يتحرّون بهداياهم يوم عائشة، قالت عائشة:
فاجتمع صواحبي إلى أمّ سلمة فقلن: يا أمّ سلمة، والله إنّ النّاس يتحرّون بهداياهم يوم عائشة، وإنّا نريد الخير كما تريده عائشة، فمري رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
(1) ملء كسائها: أي ممتلئة الجسم سمينة.
(2)
وغيظ جارتها: المراد بجارتها ضرتها.
(3)
لا تبث حديثنا تبثيثا: أي لا تشيعه وتظهره، بل تكتم سرنا وحديثنا كله.
(4)
ولا تنقث ميرتنا تنقيثا: الميرة الطعام المجلوب. ومعناه لا تفسده ولا تفرقه ولا تذهب به. ومعناه وصفها بالأمانة.
(5)
البخاري- الفتح 9 (5189) . ومسلم (2448) واللفظ له
(6)
مغافير: جمع مغفور، وهو صمغ حلو له رائحة كريهة
(7)
جرست نحله العرفط، أي رعت نحل هذا العسل الذي شربته الشجر المعروف بالعرفط.
(8)
حرمناه: أي منعناه.
(9)
البخاري- الفتح 9 (5268) .
(10)
أفكل: بفتح الهمزة والكاف بينهما فاء ساكنة هي الرعدة من برد أو خوف، والمراد أنها لما رأت حسن الطعام أخذتها الغيرة الشديدة فأصابتها بسببها الرعدة.
(11)
النسائي (7/ 71) . وأبو داود 3 (3568) وقال محقق جامع الأصول (8/ 437) : إسناده حسن.