الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النّاس في أيديهم. ومهما أنفقت فهو لك صدقة، حتّى اللّقمة ترفعها في في امرأتك، ولعلّ الله يرفعك، ينتفع بك ناس ويضرّ بك آخرون» .
وفي رواية أخرى بعد قوله «والثّلث كثير» : ثمّ وضع يده على جبهته، ثمّ مسح يده على وجهي وبطني، ثمّ قال:«اللهمّ اشف سعدا، وأتمم له هجرته» . فما زلت أجد برده على كبدي فيما يخال إليّ حتّى السّاعة) * «1» .
من الآثار وأقوال العلماء الواردة في (عيادة المريض)
1-
* (مرض قيس بن سعد بن عبادة- رضي الله عنهما مرّة، فاستبطأ إخوانه في العيادة، فسأل عنهم، فقالوا: إنّهم كانوا يستحيون ممّا لك عليهم من الدّين. فقال أخزى الله مالا يمنع الإخوان من الزّيارة.
ثمّ أمر مناديا ينادي: من كان لقيس عليه مال فهو منه في حلّ. فما أمسى حتّى كسرت عتبة بابه لكثرة من عاده) * «2» .
2-
* (عن مصعب بن سعد قال: دخل عبد الله ابن عمر على ابن عامر يعوده وهو مريض، فقال: ألا تدعو الله لي يا ابن عمر؟ قال: إنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تقبل صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول «3» » وكنت على البصرة «4» ) * «5» .
3-
* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «القدريّة مجوس هذه الأمّة: إن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدوهم» ) * «6» .
4-
* (عن حذيفة- رضي الله عنه قال:
لكلّ أمّة مجوس، ومجوس هذه الأمّة الّذين يقولون لا قدر، من مات منهم فلا تشهدوا جنازته، ومن مرض منهم فلا تعودوهم، وهم شيعة الدّجّال، وحقّ على الله أن يلحقهم بالدّجّال) * «7» .
(1) البخاري- الفتح 9 (5354) ، 10 (5659) ، ومسلم (1628) .
(2)
مدارج السالكين (2/ 304) .
(3)
غلول: الغلول: الخيانة، وأصله: السرقة من مال الغنيمة قبل القسمة.
(4)
وكنت على البصرة: معناه إنك لست بسالم من الغلول، فقد كنت واليا على البصرة، وتعلقت بك تبعات من حقوق الله تعالى وحقوق العباد. ولا يقبل الدعاء لمن هذه صفته، كما لا تقبل الصلاة والصدقة إلّا من متصون. والظاهر- والله أعلم- أن ابن عمر قصد زجر ابن عامر وحثّه على التوبة وتحريضه على الإقلاع عن المخالفات. ولم يرد القطع حقيقة بأن الدعاء للفساق لا ينفع، فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم والسلف والخلف يدعون للكفار وأصحاب المعاصي بالهداية والتوبة.
(5)
مسلم (226) . ورد هذا الأثر شرحا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم «لا تقبل صلاة بغير طهور
…
» .
(6)
سنن أبي داود 4 (4691) .
(7)
المرجع السابق 4 (4692) .
5-
* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: لا تعودوا شرّاب الخمر إذا مرضوا) * «1» .
6-
* (قال المهلّب: لا نقص على الإمام في عيادة مريض من رعيّته ولو كان أعرابيّا جافيا، ولا على العالم في عيادة الجاهل ليعلّمه ويذكّره بما ينفعه، ويأمره بالصّبر لئلّا يتسخّط قدر الله فيسخط عليه، ويسلّيه عن ألمه، بل يغبطه بسقمه، إلى غير ذلك من جبر خاطره وخاطر أهله) * «2» .
7-
* (قال الأثرم: قيل لأبي عبد الله «3» : فلان مريض، وكان عند ارتفاع النّهار في الصّيف، فقال:
ليس هذا وقت عيادة) * «4» .
8-
* (قال المرّوذيّ: عدت مع أبي عبد الله مريضا في اللّيل وكان في شهر رمضان ثمّ قال لي: في شهر رمضان يعاد (المريض) في اللّيل) * «5» .
9-
* (قال الأعمش: كنّا نقعد في المجلس فإذا فقدنا الرّجل ثلاثة أيّام سألنا عنه فإن كان مريضا عدناه) * «6» .
10-
* (قال الغزاليّ: ومنها (أي من حقوق المسلم على المسلم) : أن يعود مرضاهم..، وأدب العائد خفّة الجلسة، وقلّة السّؤال، وإظهار الرّقّة، والدّعاء بالعافية، وغضّ البصر عن عورات الموضع، وعند الاستئذان لا يقابل الباب، ويدقّ برفق، ولا يقول: أنا، إذا قيل له: من؟، ولا يقول: يا غلام، ولكن يحمّد ويسبّح) * «7» .
11-
* (قال الشّافعيّ- رضي الله عنه:
مرض الحبيب فعدته
…
فمرضت من حذري عليه
فأتى الحبيب يعودني
…
فشفيت من نظري إليه
) * «8» .
12-
* (ذكر ابن الصّيرفيّ الحرّانيّ في نوادره قول بعض الشّعراء:
لا تضجرنّ عليلا في مساءلة
…
إنّ العيادة يوم بين يومين
بل سله عن حاله وادع الإله له
…
واجلس بقدر فواق بين حلبين
من زار غبّا أخا دامت مودّته
…
وكان ذاك صلاحا للخليلين
) * «9» .
(1) فضل الله الصمد 1 (529)(ص 626) .
(2)
الفتح (10/ 124) وهو استنباط من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين عاد أعرابيا. والحديث في المثل التطبيقي برقم (21) .
(3)
أبو عبد الله: هو أحمد بن حنبل.
(4)
فتح الباري (10/ 118) ، والاداب الشرعية لابن مفلح (2/ 200) .
(5)
المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها، قال السّفّاريني: لأنه ربّما رأى من المريض ما يضعفه ولأنه أرفق بالعائد (غذاء الألباب 2/ 8) .
(6)
غذاء الألباب (2/ 8) .
(7)
إحياء علوم الدين (2/ 206) .
(8)
الاداب الشرعية لابن مفلح (2/ 200) .
(9)
غذاء الألباب (2/ 10) .