الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كانت امرأتان معهما ابناهما، جاء الذّئب فذهب بابن إحداهما، فقالت صاحبتها:
إنّما ذهب بابنك، فقالت الاخرى: إنّما ذهب بابنك، فتحاكمتا إلى داود، فقضى للكبرى. فخرجتا على سليمان بن داود فأخبرتاه. فقال: ائتوني بالسّكّين أشقّه بينهما، فقالت الصّغرى: لا تفعل يرحمك الله، هو ابنها، فقضى به للصّغرى» ) * «1» .
7-
* (عن البراء- رضي الله عنه قال: جاء أعرابيّ فقال: يا نبيّ الله، علّمني عملا يدخلني الجنّة. قال:
«لئن كنت أقصرت الخطبة لقد أعرضت المسألة «2» ، أعتق النّسمة، وفكّ الرّقبة. قال: أوليستا واحدا؟ قال لا، عتق النّسمة أن تعتق النّسمة، وفكّ الرّقبة أن تعين على الرّقبة، والمنيحة الرّغوب، والفيء على ذي الرّحم. فإن لم تطق ذلك فكفّ لسانك إلّا من خير) * «3» .
8-
* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه أنّه قال: بينما نحن في سفر مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل على راحلة له، قال فجعل يصرف بصره يمينا وشمالا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له» . قال: فذكر من أصناف المال ما ذكر، حتّى رأينا أنّه لا حقّ لأحد منّا في فضل) * «4» .
المثل التطبيقي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم في (العطف)
9-
* (عن مالك بن الحويرث- رضي الله عنه قال: أتينا النّبيّ صلى الله عليه وسلم ونحن شببة «5» متقاربون، فأقمنا عنده عشرين ليلة، فظنّ أنّا اشتقنا أهلنا، وسألنا عمّن تركنا في أهلنا فأخبرناه، وكان رقيقا رحيما، فقال: «ارجعوا إلى أهليكم فعلّموهم ومروهم، وصلّوا كما رأيتموني أصلّي، وإذا حضرت الصّلاة فليؤذّن لكم أحدكم، ثمّ ليؤمّكم أكبركم» ) * «6» .
10-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت: أعتم النّبيّ صلى الله عليه وسلم ذات ليلة حتّى ذهب عامّة اللّيل. وحتّى نام أهل المسجد، ثمّ خرج فصلّى. فقال:
«إنّه لوقتها، لولا أن أشقّ على أمّتي» ) * «7» .
11-
* (عن عائشة- رضي الله عنها أنّها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله! هل أتى عليك يوم كان أشدّ من يوم أحد؟. فقال: «لقد لقيت من قومك. وكان أشدّ ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلّا بقرن الثّعالب، فرفعت رأسي- فإذا أنا بسحابة قد
(1) البخاري- الفتح 6 (3427) واللفظ له، ومسلم (1720) .
(2)
لئن أقصرت الخطبة لقد أعرضت المسألة: لئن أوجزت الكلام فالمعنى كبير.
(3)
أحمد: (4/ 299) والأدب المفرد (1/ 104) برقم (69) واللفظ له وقال مخرجه: رواه أحمد وابن حبان في صحيحه، والبيهقي في الشعب ورجاله ثقات.
(4)
مسلم (1728) .
(5)
شببة: جمع شاب مثل بررة جمع بار.
(6)
البخاري- الفتح 10 (6008) واللفظ له، ومسلم (674) .
(7)
البخاري- الفتح 2 (569) ، ومسلم (638) واللفظ له.
أظلّتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني، فقال: إنّ الله- عز وجل قد سمع قول قومك لك وما ردّوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال، لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال، فسلّم عليّ، ثمّ قال: يا محمّد! إنّ الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال، وقد بعثني ربّك إليك لتأمرني بأمرك، فما شئت؟ إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا» ) * «1» .
12-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما قال: قالت قريش للنّبيّ صلى الله عليه وسلم: ادع لنا ربّك يجعل لنا الصّفا ذهبا، فإن أصبح ذهبا، اتّبعناك، فدعا ربّه فأتاه جبريل- عليه السلام فقال: إنّ ربّك يقرئك السّلام، ويقول لك: إن شئت أصبح لهم الصّفا ذهبا، فمن كفر منهم عذّبته عذابا لا أعذّبه أحدا من العالمين، وإن شئت فتحت لهم باب التّوبة والرّحمة. قال: «بل باب التّوبة والرّحمة» ) * «2» .
13-
* (عن أبي قتادة- رضي الله عنه قال:
خرج علينا النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وأمامة بنت أبي العاص على عاتقه فصلّى، فإذا ركع وضعها، وإذا رفع رفعها) * «3» .
14-
* (عن عمران بن حصين- رضي الله عنهما قال: كانت ثقيف حلفاء لبني عقيل، فأسرت ثقيف رجلين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأسر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من بني عقيل، وأصابوا معه العضباء «4» ، فأتى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الوثاق. قال: يا محمّد! فأتاه فقال: «ما شأنك؟» . فقال: بم أخذتني؟ وبم أخذت سابقة الحاجّ. فقال: (إعظاما لذلك)«أخذتك بجريرة حلفائك ثقيف» . ثمّ انصرف عنه فناداه. فقال: يا محمّد! يا محمّد! وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيما رقيقا. فرجع إليه فقال: «ما شأنك؟» . قال: إنّي مسلم. قال: «لو قلتها وأنت تملك أمرك، أفلحت كلّ الفلاح» ، ثمّ انصرف. فناداه. فقال: يا محمّد! يا محمّد! فأتاه فقال:
«ما شأنك؟» . قال: إنّي جائع فأطعمني وظمان فاسقني. قال: «هذه حاجتك» ، ففدي بالرّجلين) * «5» .
15-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت:
ألا أحدّثكم عنّي وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم! قلنا:
بلى. قالت: لمّا كانت ليلتي الّتي كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم فيها عندي، انقلب فوضع رداءه، وخلع نعليه، فوضعهما عند رجليه، وبسط طرف إزاره على فراشه، فاضطجع.
فلم يلبث إلّا ريثما ظنّ أن قد رقدت، فأخذ رداءه رويدا، وانتعل رويدا، وفتح الباب فخرج. ثمّ أجافه «6» رويدا. فجعلت درعي في رأسي «7» واختمرت، وتقنّعت
(1) مسلم (1795) .
(2)
أحمد (1/ 345) ، مجمع الزوائد (10/ 196) واللفظ له، وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
(3)
البخاري- الفتح 10 (5996) واللفظ له، مسلم (543) .
(4)
العضباء: ناقة نجيبة كانت لرجل من بني عقيل ثم انتقلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(5)
مسلم (1641) .
(6)
أجافه: أي أغلقه.
(7)
فجعلت درعي في رأسي: درع المرأة: قميصها.
إزاري «1» ، ثمّ انطلقت على إثره. حتّى جاء البقيع فقام، فأطال القيام، ثمّ رفع يديه ثلاث مرّات. ثمّ انحرف فانحرفت. فأسرع فأسرعت. فهرول فهرولت. فأحضر فأحضرت «2» . فسبقته فدخلت. فليس إلّا أن اضطجعت فدخل. فقال:«مالك؟ يا عائش، حشيا رابية «3» » . قالت: قلت: لا شيء. قال: «لتخبريني أو ليخبرنّي اللّطيف الخبير» . قالت: قلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمّي! فأخبرته. قال:«فأنت السّواد الّذي رأيت أمامي؟» . قلت: نعم. فلهدني «4» في صدري لهدة أوجعتني. ثمّ قال: «أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله؟» . قالت: مهما يكتم النّاس يعلمه الله. قال: «نعم» . قال: «فإنّ جبريل أتاني حين رأيت.
فناداني. فأخفاه منك. فأجبته. فأخفيته منك. ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك. وظننت أن قد رقدت. فكرهت أن أوقظك. وخشيت أن تستوحشي.
فقال: إنّ ربّك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم» .. قالت: قلت: كيف أقول لهم؟ يا رسول الله! قال: «قولي: السّلام على أهل الدّيار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منّا والمستأخرين، وإنّا إن شاء الله بكم للاحقون» ) * «5»
16-
* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه قال: نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا فانطلق إنسان إلى غيضة «6» فأخرج منها بيض حمّرة فجاءت الحمّرة ترفّ على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ورؤوس أصحابه.
فقال: «أيّكم فجع هذه؟» ، فقال رجل من القوم: أنا أصبت لها بيضا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «اردده» ) * «7» .
17-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
لمّا أنزلت هذه الاية وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (الشعراء/ 214) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا فاجتمعوا، فعمّ وخصّ فقال:«يا بني كعب بن لؤيّ! أنقذوا أنفسكم من النّار، يا بني مرّة بن كعب! أنقذوا أنفسكم من النّار، يا بني عبد شمس! أنقذوا أنفسكم من النّار، يا بني عبد مناف! أنقذوا أنفسكم من النّار، يا بني هاشم! أنقذوا أنفسكم من النّار، يا بني عبد المطّلب! أنقذوا أنفسكم من النّار، يا فاطمة! أنقذي نفسك من النّار، فإنّي لا أملك لكم من الله شيئا غير أنّ لكم رحما سأبلّها ببلالها» «8» ) * «9» .
18-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّما مثلي ومثل أمّتي، كمثل رجل استوقد نارا، فجعلت الدّوابّ والفراش يقعن
(1) تقنعت إزاري: لبست إزاري.
(2)
فأحضرت: فأسرعت.
(3)
مالك يا عائش حشيا رابية: يعني وقع عليك الحشا وهو الربو والتهيج الذي يعرض للمسرع في مشيه والمحتد في كلامه من ارتفاع النفس وتواتره.
(4)
فلهدني: دفعني.
(5)
مسلم (974) .
(6)
الغيضة: الشجر الملتف.
(7)
مسند أحمد (1/ 404) برقم (3834) واللفظ له، وأبو داود (5268) .
(8)
ومعنى الحديث: سأصلها شبهت قطيعة الرحم بالحرارة ووصلها بإطفاء الحرارة ببرودة ومنه بلوا أرحامكم أي صلوها.
(9)
مسلم (204) .