الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأحاديث الواردة في (الطاعة)
1-
* (عن عياض بن حمار المجاشعيّ- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم في خطبته: «ألا إنّ ربّي أمرني أن أعلّمكم ما جهلتم ممّا علّمني يومي هذا. كلّ مال نحلته «1» . عبدا حلال.
وإنّي خلقت عبادي حنفاء «2» . كلّهم. وإنّهم أتتهم الشّياطين فاجتالتهم «3» . عن دينهم. وحرّمت عليهم ما أحللت لهم. وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزّل به سلطانا. وإنّ الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم، إلّا بقايا من أهل الكتاب. وقال إنّما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك، وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء «4» . تقرؤه نائما ويقظان. وإنّ الله أمرني أن أحرّق قريشا. فقلت: ربّ إذا يثلغوا «5» . رأسي فيدعوه خبزة.
قال: استخرجهم كما استخرجوك. واغزهم نغزك «6» .
وأنفق فسننفق عليك، وابعث جيشا نبعث خمسة مثله.
وقاتل بمن أطاعك من عصاك. قال: وأهل الجنّة ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدّق موفّق. ورجل رقيق القلب لكلّ ذي قربى، ومسلم. وعفيف ذو عيال.
قال: وأهل النّار خمسة: الضّعيف الّذي لا زبر «7» . له، الّذين هم فيكم تبعا لا يتبعون أهلا ولا مالا. والخائن الّذي لا يخفى له «8» . طمع وإن دقّ إلّا خانه. ورجل لا يصبح ولا يمسي إلّا وهو يخادعك عن أهلك ومالك» وذكر البخل أو الكذب «والشّنظير «9» .
الفحّاش» ) * «10» .
2-
* (عن أبي موسى الأشعريّ- رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم بعثه ومعاذا إلى اليمن. فقال:
«يسّرا ولا تعسّرا، وبشّرا ولا تنفّرا، وتطاوعا لا تختلفا» ) * «11» .
3-
* (عن أبي موسى الأشعريّ- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أدّب الرّجل أمته فأحسن تأديبها، وعلّمها فأحسن تعليمها، ثمّ أعتقها فتزوّجها كان له أجران، وإذا آمن بعيسى ثمّ آمن بي فله أجران، والعبد إذا اتّقى ربّه وأطاع مواليه فله أجران» ) * «12» .
4-
* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «اسمعوا وأطيعوا، وإن استعمل عليكم عبد حبشيّ كأنّ رأسه زبيبة» ) * «13» .
(1) نحلته: أعطيته.
(2)
حنفاء: أي مسلمين وقيل: طاهرين من المعاصي.
(3)
اجتالتهم: أى استخفّوهم فذهبوا بهم، وأزالوهم عما كانوا عليه.
(4)
لا يغسله الماء: يريد أنه محفوظ في الصدور.
(5)
يثلغوا رأسي: يصيبوه بالحجارة فيشدخوه.
(6)
نغزك: أي نعينك.
(7)
لا زبر له: لا عقل له يمنعه، وقيل: هو الذي لا مال له.
(8)
لا يخفي له: أي لا يظهر له.
(9)
الشنظير: فسره في الحديث بأنه الفحاش وهو السيء الخلق.
(10)
مسلم (2865) .
(11)
البخارى- الفتح 6 (3038) . ومسلم (1733) واللفظ له.
(12)
البخارى- الفتح 6 (3446) .
(13)
البخارى- الفتح 13 (7142) .
5-
* (عن أبي ذرّ- رضي الله عنه قال:
«إنّ خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع. وإن كان عبدا مجدّع الأطراف «1» ) * «2» .
6-
* (عن فاطمة بنت قيس قالت: إنّ زوجها طلّقها ثلاثا. فلم يجعل لها رسول الله صلى الله عليه وسلم سكنى ولا نفقة. قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حللت فاذنيني» فاذنته «3» . فخطبها معاوية وأبو جهم وأسامة ابن زيد. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمّا معاوية فرجل ترب لا مال له «4» . وأمّا أبو جهم فرجل ضرّاب للنّساء. ولكن أسامة بن زيد» فقالت بيدها هكذا:
أسامة، أسامة. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:«طاعة الله وطاعة رسوله خير لك» قالت: فتزوّجته فاغتبطت) * «5» .
7-
* (عن الحارث الأشعريّ- رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إنّ الله أمر يحيى بن زكريّا بخمس كلمات أن يعمل بها ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها،
…
الحديث، وفيه: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «وأنا آمركم بخمس، الله أمرني بهنّ: السّمع والطّاعة والجهاد والهجرة والجماعة. فإنّه من فارق الجماعة قيد شبر، فقد خلع ربقة الإسلام «6» من عنقه إلّا أن يرجع، ومن ادّعى دعوى الجاهليّة فإنّه من جثا جهنّم «7» » فقال رجل: يا رسول الله؛ وإن صلّى وصام؟ قال: «وإن صلّى وصام، فادعوا بدعوى الله الّذي سمّاكم المسلمين المؤمنين عباد الله» ) * «8» .
8-
* (عن أبي موسى الأشعريّ- رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «إنّما مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قوما فقال: يا قوم إنّي رأيت الجيش بعينيّ، وإنّي أنا النّذير العريان، فالنّجاء فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا «9» . فانطلقوا على مهلهم فنجوا، وكذّبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم فصبّحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم «10» فذلك مثل من أطاعني فاتّبع ما جئت به ومثل من عصاني وكذّب بما جئت به من الحقّ) * «11» .
9-
* (عن حذيفة بن اليمان- رضي الله عنهما قال: إنّ النّاس كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشّرّ، فأحدقه القوم بأبصارهم، فقال: إنّي قد أرى الّذي تنكرون، إنّي قلت: يا رسول الله، أرأيت هذا الخير الّذي أعطانا الله أيكون بعده شرّكما كان قبله؟ قال «نعم» قلت: فما العصمة من ذلك؟ قال «السّيف» قلت: يا رسول الله،
(1) وإن كان عبدا مجدّع الأطراف: أى مقطوعا. والمراد أخس العبيد. أي أسمع وأطيع للأمير وإن كان دنيء النسبة. حتى لو كان عبدا أسود مقطوع الأطراف. فطاعته واجبة.
(2)
مسلم (1837) .
(3)
آذنته: أعلمته.
(4)
ترب لا مال له: الترب هو الفقير. فأكده بأنه لا مال له. لأن الفقير قد يطلق على من له شيء يسير لا يقع موقعا من كفايته.
(5)
مسلم (1480) وقولها «فاغتبطت» أي فرحت بالنعمة.
(6)
ربقة الإسلام: أي رباطه والربقة: حبل ذو عرى.
(7)
جثا جهنم: جمع جثوة وهي الجماعة المحكوم عليهم بالنار.
(8)
الترمذي (2863) وقال: حديث حسن صحيح غريب وابن خزيمة (3/ 195) . وابن منده في الإيمان (1/ 376- 377) حديث (212) . وأحمد في «المسند» (4/ 130 و202) .
(9)
أدلجوا: أي ساروا معه ليلا.
(10)
واجتاحهم: أي استأصلهم.
(11)
البخارى- الفتح 13 (7283) واللفظ له. ومسلم (2283) .
ثمّ ماذا يكون؟ قال: «إن كان لله خليفة في الأرض فضرب ظهرك وأخذ مالك فأطعه وإلّا فمت وأنت عاضّ بجذل شجرة «1» .» قلت: ثمّ ماذا؟ قال: «ثمّ يخرج الدّجّال معه نهر ونار فمن وقع في ناره وجب أجره وحطّ وزره، ومن وقع في نهره وجب وزره وحطّ أجره» . قال: قلت: ثمّ ماذا؟ قال: «ثمّ هي قيامة السّاعة» ) * «2» .
10-
* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما قال: إنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم بعث معاذا- رضي الله عنه إلى اليمن فقال: «ادعهم إلى شهادة أن لا إله إلّا الله وأنّي رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أنّ الله افترض عليهم خمس صلوات في كلّ يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أنّ الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وتردّ على فقرائهم» ) * «3» .
11-
* (عن جرير- رضي الله عنه قال:
بايعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم على السّمع والطّاعة. فلقّنني: «فيما استطعت، والنّصح لكلّ مسلم» ) * «4» .
12-
* (عن عبادة بن الصّامت- رضي الله عنه قال: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السّمع والطّاعة في المنشط والمكره. وأن لا ننازع الأمر أهله وأن نقوم- أو نقول- بالحقّ حيثما كنّا. ولا نخاف في الله لومة لائم) * «5» .
13-
(عن عليّ- رضي الله عنه قال:
بعث النّبيّ صلى الله عليه وسلم سريّة وأمّر عليهم رجلا من الأنصار وأمرهم أن يطيعوه، فغضب عليهم وقال: أليس قد أمر النّبيّ صلى الله عليه وسلم أن تطيعوني؟ قالوا: بلى. قال: قد عزمت عليكم لما جمعتم حطبا وأوقدتم نارا ثمّ دخلتم فيها. فجمعوا حطبا فأوقدوا نارا، فلمّا همّوا بالدّخول، فقاموا ينظر بعضهم إلى بعض، فقال بعضهم: إنّما تبعنا النّبيّ صلى الله عليه وسلم فرارا من النّار أفندخلها؟ فبينما هم كذلك إذ خمدت النّار وسكن غضبه، فذكر للنّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال:«لو دخلوها ما خرجوا منها أبدا، إنّما الطّاعة في المعروف» ) * «6» .
14-
* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما قال: جاءت ملائكة إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم وهو نائم فقال بعضهم: إنّه نائم، وقال بعضهم: إنّ العين نائمة والقلب يقظان، فقالوا: إنّ لصاحبكم هذا مثلا قال:
فاضربوا له مثلا. فقال بعضهم: إنّه نائم؛ وقال بعضهم: إنّ العين نائمة والقلب يقظان. فقالوا: مثله كمثل رجل بنى دارا. جعل فيها مأدبة وبعث داعيا، فمن أجاب الدّاعي دخل الدّار وأكل من المأدبة، ومن
(1) جذل شجرة: الجذل أصل الشجرة وغيرها بعد ذهاب الفرع.
(2)
أبو داود (4244) وأصله في الصحيحين. وهو في الصحيحة للألباني (1791) .
(3)
البخارى- الفتح 3 (1395) واللفظ له ومسلم (19) .
(4)
البخارى- الفتح 13 (7204) واللفظ له ومسلم (56) .
(5)
البخارى- الفتح 13 (7199، 7200) .
(6)
البخارى- الفتح 13 (7145) واللفظ له. ومسلم (1840) .
لم يجب الدّاعي لم يدخل الدّار ولم يأكل من المأدبة.
فقالوا: أوّلوها له يفقهها، فقال بعضهم: إنّه نائم.
وقال بعضهم: إنّ العين نائمة والقلب يقظان، فقالوا:
فالدّار الجنّة، والدّاعي محمّد صلى الله عليه وسلم، فمن أطاع محمّدا صلى الله عليه وسلم فقد أطاع الله ومن عصى محمّدا صلى الله عليه وسلم فقد عصى الله، ومحمّد فرّق بين النّاس) * «1» .
15-
* (عن عائشة- رضي الله عنها قالت: جلس إحدى عشرة امرأة. فتعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهنّ شيئا
…
الحديث، وفيه: بنت أبي زرع، فما بنت أبي زرع؟ طوع أبيها وطوع أمّها، وملء كسائها، وغيظ جارتها، جارية أبي زرع، فما جارية أبي زرع؟ لا تبثّ حديثنا تبثيثا «2» .. ولا تنقّث ميرتنا تنقيثا «3» . ولا تملأ بيتنا تعشيشا
…
الحديث) * «4» .
16-
* (عن أمّ الحصين- رضي الله عنها قالت: حججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجّة الوداع.
فرأيته حين رمى جمرة العقبة وانصرف وهو على راحلته.
ومعه بلال وأسامة. أحدهما يقود به راحلته. والآخر رافع ثوبه على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشّمس. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا كثيرا. ثمّ سمعته يقول: «إن أمّر عليكم عبد مجدّع «5» . أسود يقودكم بكتاب الله تعالى، فاسمعوا له وأطيعوا» ) * «6» .
17-
* (عن سليمان بن عمرو بن الأحوص قال: حدّثني أبي، أنّه شهد حجّة الوداع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فحمد الله وأثنى عليه، وذكّر ووعظ، فذكر في الحديث قصّة فقال «ألا واستوصوا بالنّساء خيرا، فإنّما هنّ عوان «7» . عندكم، ليس تملكون منهنّ شيئا غير ذلك، إلّا أن يأتين بفاحشة مبيّنة، فإن فعلن فاهجروهنّ في المضاجع واضربوهنّ ضربا غير مبرّح فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهنّ سبيلا. ألا إنّ لكم على نسائكم حقّا، ولنسائكم عليكم حقّا. فأمّا حقّكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون، ولا يأذنّ في بيوتكم لمن تكرهون. ألا وحقّهنّ عليكم أن تحسنوا إليهنّ في كسوتهنّ وطعامهنّ» ) * «8» .
18-
* (عن أسماء- رضي الله عنها قالت: خسفت الشّمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فدخلت على عائشة وهي تصلّي. فقلت: ما شأن النّاس يصلّون؟ فأشارت برأسها إلى السّماء. فقلت:
آية؟ قالت: نعم. فأطال رسول الله صلى الله عليه وسلم القيام جدّا.
حتّى تجلّاني الغشي «9» فأخذت قربة من ماء إلى جنبي.
فجعلت أصبّ على رأسي أو على وجهي من الماء.
قالت: فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تجلّت الشّمس.
فخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم النّاس. فحمد الله وأثنى عليه.
ثمّ قال: «أمّا بعد، ما من شيء لم أكن رأيته إلّا قد
(1) البخاري- الفتح 13 (7281) .
(2)
لا تبث حديثنا تبثيثا: أي لا تشيعه وتظهره، بل تكتم سرنا وحديثنا كله
(3)
ولا تنقث ميرتنا تنقيثا: الميرة الطعام المجلوب. ومعناه لا تفسده ولا تفرقه ولا تذهب به. ومعناه وصفها بالأمانة.
(4)
البخاري- الفتح 9 (5189) . مسلم (2448) .
(5)
مجدّع: أي مقطع الأعضاء.
(6)
مسلم (1298) .
(7)
عوان عندكم: أي أسرى في أيديكم.
(8)
الترمذي (1163) وقال: هذا حديث صحيح.. والحديث أصله فى مسلم من حديث جابر رضى الله عنه (1218) .
(9)
تجلاني الغشي: بمعني الغشاوة، أي علاني مرض قريب من الإغماء. لطول تعب الوقوف.
رأيته في مقامي هذا. حتّى الجنّة والنّار. وإنّه قد أوحي إليّ أنّكم تفتنون في القبور قريبا أو مثل فتنة المسيح الدّجّال. (لا أدري أيّ ذلك قالت أسماء) فيؤتى أحدكم فيقال: ما علمك بهذا الرّجل؟ فأمّا المؤمن أو الموقن. (لا أدري أيّ ذلك قالت أسماء) فيقول: هو محمّد، هو رسول الله. جاءنا بالبيّنات والهدى فأجبنا وأطعنا، ثلاث مرار، فيقال له: نم. قد كنّا نعلم أنّك لتؤمن به. فنم صالحا. وأمّا المنافق أو المرتاب (لا أدري أيّ ذلك قالت أسماء) فيقول: لا أدري. سمعت النّاس يقولون شيئا فقلت» ) * «1» .
19-
* (عن أبي قتادة- رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «إنّكم تسيرون عشيّتكم وليلتكم. وتأتون الماء، إن شاء الله، غدا» فانطلق النّاس لا يلوي أحد على أحد «2» ....
الحديث، وفيه: ثمّ قال: ما ترون النّاس صنعوا؟ قال:
ثمّ قال «3» .: أصبح النّاس فقدوا نبيّهم. فقال أبو بكر وعمر: رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدكم. لم يكن ليخلّفكم. وقال النّاس: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أيديكم. فإن يطيعوا أبا بكر وعمر يرشدوا
…
الحديث) * «4» .
20-
* (عن عوف بن مالك- رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «خيار أئمّتكم الّذين تحبّونهم ويحبّونكم. ويصلّون عليكم وتصلّون عليهم، وشرار أئمّتكم الّذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم» . قيل: يا رسول الله؛ أفلا ننابذهم بالسّيف؟ فقال: «لا. ما أقاموا فيكم الصّلاة. وإذا رأيتم من ولاتكم شيئا تكرهونه، فاكرهوا عمله، ولا تنزعوا يدا من طاعة» ) * «5» .
21-
* (عن عبد الرّحمن بن عبد ربّ الكعبة قال: دخلت المسجد فإذا عبد الله بن عمرو بن العاص جالس في ظلّ الكعبة. والنّاس مجتمعون عليه. فأتيتهم. فجلست إليه. فقال: كنّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر. فنزلنا منزلا. فمنّا من يصلح خباءه.
ومنّا من ينتضل «6» ومنا من هو في جشره «7» . إذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصّلاة جامعة. فاجتمعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «إنّه لم يكن نبيّ قبلي إلّا كان حقّا عليه أن يدلّ أمّته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شرّ ما يعلمه لهم. وإن أمّتكم هذه جعل عافيتها في أوّلها. وسيصيب آخرها بلاء وأمور
(1) البخارى- الفتح 1 (86) . ومسلم (905) واللفظ له.
(2)
لا يلوي على أحد: أي لا يعطف.
(3)
ما ترون الناس صنعوا ثم قال. إلخ: قال النووي: معنى هذا الكلام أنه لما صلى بهم الصبح بعد ارتفاع الشمس، وقد سبقهم الناس، وانقطع النبي صلى الله عليه وسلم وهؤلاء الطائفة اليسيرة عنهم قال: ما تظنون الناس يقولون فينا؟ فسكت القوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما أبو بكر وعمر فيقولان للناس: إن النبي صلى الله عليه وسلم وراءكم ولا تطيب نفسه أن يخلفكم وراءه ويتقدم بين أيديكم فينبغي لكم أن تنتظروه حتى يلحقكم وقال باقي الناس: إنه سبقكم فالحقوه فإن أطاعوا أبا بكر وعمر رشدوا، فإنهما على الصواب.
(4)
مسلم (681) .
(5)
مسلم (1855) واللفظ له أحمد (5/ 444، 6/ 24) والدارمي (2797) .
(6)
ومنا من ينتضل: هو من المناضلة، وهي المراماة بالنشاب.
(7)
في جشره: الجشر قوم يخرجون بدوابهم إلى المرعى ويبيتون مكانهم. النهاية (1/ 273) .
تنكرونها. وتجيء فتنة فيرقّق بعضها بعضا «1» . وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه مهلكتي. ثمّ تنكشف.
وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه هذه. فمن أحبّ أن يزحزح عن النّار ويدخل الجنّة، فلتأته منيّته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر. وليأت إلى النّاس الّذي يحبّ أن يؤتى إليه. ومن بايع إماما، فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع. فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر» فدنوت منه فقلت له: أنشدك الله آنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فأهوى إلى أذنيه وقلبه بيديه. وقال سمعته أذناي ووعاه قلبي فقلت له: هذا ابن عمّك معاوية يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل. ونقتل أنفسنا. والله يقول:
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً (النساء/ 29) .
قال: فسكت ساعة ثمّ قال: أطعه في طاعة الله.
واعصه في معصية الله» ) * «2» .
22-
* (عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: السّمع والطّاعة على المرء المسلم فيما أحبّ وكره، ما لم يؤمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة» ) * «3» .
23-
* (عن وائل بن حجر- رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل سأله فقال: أرأيت إن كان علينا أمراء يمنعونا حقّنا ويسألونا حقّهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اسمعوا وأطيعوا، فإنّما عليهم ما حمّلوا، وإنّما عليكم ما حمّلتم» ) * «4» .
24-
* (عن أبي أمامة- رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب في حجّة الوداع فقال: «اتّقوا الله ربّكم، وصلّوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأدّوا زكاة أموالكم، وأطيعوا ذا أمركم، تدخلوا جنّة ربّكم» ) * «5» .
25-
* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما قال: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصّلاة يوم العيد. فبدأ بالصّلاة قبل الخطبة. بغير أذان ولا إقامة.
ثمّ قام متوكّئا على بلال، فأمر بتقوى الله. وحثّ على طاعته. ووعظ النّاس. وذكّرهم. ثمّ مضى. حتّى أتى النّساء. فوعظهنّ وذكّرهنّ. فقال: «تصدّقن. فإنّ
(1) فيرقق بعضها بعضا: أي يصير بعضها رقيقا أي خفيفا لعظم ما بعده، وقيل معناه يشبه بعضه بعضا.
(2)
مسلم (1844) .
(3)
البخاري- الفتح 13 (7144) واللفظ له، ومسلم (1839) .
(4)
مسلم (1846) . والترمذى (2199) واللفظ له وقال: هذا حديث حسن صحيح.
(5)
الترمذي (616) واللفظ له. وقال: هذا حديث حسن صحيح. والحاكم (1/ 9، 389) وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم. ووافقه الذهبي. ورواه أحمد في «المسند» (5/ 251) .
أكثركنّ حطب جهنّم» فقامت امرأة من سطة النّساء «1» سفعاء الخدّين «2» . فقالت: لم؟ يا رسول الله! قال:
«لأنّكنّ تكثرن الشّكاة «3» وتكفرن العشير «4» » . قال:
فجعلن يتصدّقن من حليّهنّ. يلقين في ثوب بلال من أقرطتهنّ وخواتمهنّ» ) * «5» .
26-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عليك السّمع والطّاعة في عسرك ويسرك «6» ومنشطك ومكرهك وأثرة «7» عليك» ) * «8» .
27-
* (عن معاذ بن جبل- رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «الغزو غزوان، فأمّا من ابتغى وجه الله وأطاع الإمام وأنفق الكريمة وياسر الشّريك واجتنب الفساد كان نومه ونبهه أجرا كلّه.
وأمّا من غزا رياء وسمعة وعصى الإمام وأفسد في الأرض فإنّه لا يرجع بالكفاف» ) * «9» .
28-
* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما قال: قال رجل: يا رسول الله، أيّ الهجرة أفضل؟ قال: أن تهجر ما كره ربّك، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «الهجرة هجرتان: هجرة الحاضر وهجرة البادي. فأمّا البادي فيجيب إذا دعي، ويطيع إذا أمر، وأمّا الحاضر فهو أعظمها بليّة، وأعظمها أجرا» ) * «10» .
29-
* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما قال: قلّما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتّى يدعو بهؤلاء الدّعوات لأصحابه: «اللهمّ اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلّغنا به جنّتك. ومن اليقين ما تهوّن به علينا مصيبات الدّنيا، ومتّعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوّتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منّا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدّنيا أكبر همّنا ولا مبلغ علمنا، ولا تسلّط علينا من لا يرحمنا» ) * «11» .
30-
* (عن أنس- رضي الله عنه قال: كان غلام يهوديّ يخدم النّبيّ صلى الله عليه وسلم فمرض، فأتاه النّبيّ صلى الله عليه وسلم يعوده، فقعد عند رأسه، فقال له:«أسلم» فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال له: أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم. فأسلم فخرج النّبيّ صلى الله عليه وسلم وهو يقول: «الحمد لله الّذي أنقذه
(1) من سطة النساء: أي من خيارهن. والوسط العدل والخيار.
(2)
سفعاء الخدين: السفعة: سواد مشرب بحمرة.
(3)
الشكاة: الشكوى.
(4)
تكفرن العشير: أي يجحدن الإحسان لضعف عقولهن وقلة معرفتهن.
(5)
البخارى- الفتح 2 (978) . ومسلم (885) واللفظ له.
(6)
قال العلماء معناه تجب طاعة ولاة الأمور فيما يشق وتكرهه النفوس وغيره، مما ليس بمعصية. فإن كان معصية فلا سمع ولا طاعة.
(7)
وأثرة: هي الاستئثار بأمور الدنيا عليكم. أى اسمعوا وأطيعوا وإن اختص الأمراء بالدنيا ولم يوصلوكم حقكم مما عندهم.
(8)
مسلم (1836) .
(9)
صحيح سنن النسائي (2987) واللفظ له. والحاكم في المستدرك (2/ 85) ووافقه الذهبي.
(10)
النسائي (7/ 144) وقال محقق جامع الأصول (11/ 608) : حديث حسن.
(11)
الترمذي (3502) واللفظ له، وقال: هذا حديث حسن غريب. والحاكم في المستدرك (1/ 528) وقال: صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
من النّار» ) * «1» .
31-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كلّ أمّتي يدخلون الجنّة إلّا من أبى» . قالوا: يا رسول الله؛ ومن يأبى؟ قال: «من أطاعني دخل الجنّة، ومن عصاني فقد أبى» ) * «2» .
32-
* (عن عوف بن مالك الأشجعيّ- رضي الله عنه قال: كنّا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة أو ثمانية أو سبعة. فقال: «ألا تبايعون رسول الله؟» وكنّا حديث عهد ببيعة. فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله، ثمّ قال:«ألا تبايعون رسول الله؟» فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله. ثمّ قال: «ألا تبايعون رسول الله؟» قال:
فبسطنا أيدينا وقلنا: قد بايعناك يا رسول الله، فعلام نبايعك؟ قال:«على أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، والصّلوات الخمس وتطيعوا (وأسرّ كلمة خفيّة) ولا تسألوا النّاس شيئا» . فلقد رأيت بعض أولئك النّفر يسقط سوط أحدهم. فما يسأل أحدا يناوله إيّاه) * «3» .
33-
* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما قال: كنّا نبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على السّمع والطّاعة، فيقول لنا: «فيما استطعتم» ) * «4» .
34-
* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: لمّا نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ- عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (البقرة: آية 284) قال: فاشتدّ ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثمّ بركوا على الرّكب. فقالوا: أي رسول الله؛ كلّفنا من الأعمال ما نطيق، الصّلاة والصّيام والجهاد والصّدقة. وقد أنزلت عليك هذه الآية. ولا نطيقها.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم: سمعنا وعصينا؟ بل قولوا:
سَمِعْنا وَأَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ.
(البقرة/ 285) . فلمّا اقترأها القوم ذلّت بها ألسنتهم.
فأنزل الله في إثرها آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (البقرة/ 285) فلمّا فعلوا ذلك نسخها الله تعالى. فأنزل الله- عز وجل لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا (قال:
نعم) رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا (قال: نعم) رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ (قال: نعم) وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ (قال: نعم)(البقرة/ 286) * «5» .
35-
* (عن عديّ بن حاتم، أنّ رجلا خطب عند النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: من يطع الله ورسوله فقد
(1) البخاري- الفتح 3 (1356) .
(2)
البخاري- الفتح 13 (7280) .
(3)
مسلم (1043) .
(4)
الترمذي (1593) وقال هذا حديث حسن صحيح.
(5)
مسلم (125) .