الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
141 -
فتظلُّ تَنبُتُ منهُ أجسامُ الوَرَى
…
وَلحُومهُمْ كمنابِتِ الرَّيحانِ
142 -
حَتَّى إذَا مَا الأمُّ حَانَ وِلَادُهَا
…
وتمخَّضَتْ فَنِفَاسُهَا مُتَدَانِ
143 -
أَوْحَى لها ربُّ السَّما فتشقَّقتْ
…
فَبدَا الجَنينُ كأكملِ الشُّبَّانِ
144 -
وتخلَّتِ الأمُّ الوَلودُ وأخرَجَتْ
…
أثْقَالَها أُنْثَى ومِنْ ذُكْرَانِ
145 -
واللهُ ينشِئُ خَلْقَهُ فِي نَشْأةٍ
…
أخْرَى كَمَا قَدْ قَالَ في الفُرقانِ
146 -
هَذَا الَّذِي جَاءَ الكتابُ وَسنةُ الـ
…
ـهَادِي بهِ فاحْرِصْ عَلَى الإيمَانِ
147 -
مَا قَالَ إنَّ اللهَ يُعْدِمُ خَلْقَهُ
…
طُرًّا كَقَولِ الجَاهلِ الحيرانِ
* * *
فصلٌ
148 -
وَقَضَى بِأنَّ اللهَ لَيْسَ بفَاعِلٍ
…
فعْلًا يَقومُ بِهِ بِلا برهَانِ
149 -
بَلْ فِعْلُه المفعُولُ خارجَ ذاتِهِ
…
كَالْوَصْفِ غيرِ الذَّاتِ في الحُسْبانِ
150 -
وَالجَبرُ مَذْهَبُهُ الَّذِي قَرَّتْ بهِ
…
عَيْنُ العُصَاةِ وشيعةِ الشَّيطانِ
151 -
كانُوا على وَجَلٍ من العِصْيانِ إذْ
…
هوَ فِعلهُم والذَّنْبُ للإِنسَانِ
152 -
واللَّومُ لا يعْدُوه إذ هو فَاعلٌ
…
بإرادةٍ وَبِقُدْرةِ الحيَوَانِ
153 -
فأراحَهُمْ جهمٌ وشِيعَتُه مِنَ اللَّـ
…
ـومِ العَنيفِ ومَا قَضَوْا بأمَانِ
154 -
لكنَّهمْ حَمَلوا ذُنُوبَهُمُ عَلَى
…
رَبِّ العِبَادِ بِعزَّةٍ وأمَانِ
155 -
وتبرَّؤُوا مِنْها وقالُوا إنَّهَا
…
أفْعَالُهُ مَا حيلَةُ الإنْسَانِ
156 -
مَا كَلَّفَ الجبَّارُ نفسًا وُسْعَها
…
أنَّى وَقَدْ جُبِلَتْ عَلَى العِصْيَانِ
157 -
وَكَذا عَلَى الطَّاعاتِ أيضًا قَدْ غَدتْ
…
مَجبُورةً فَلَهَا إذًا جَبْرَانِ
158 -
وَالعَبْدُ في التَّحْقيقِ شِبْهُ نَعَامَةٍ
…
قَدْ كُلِّفتْ بالحَمْلِ وَالطيَرا
159 -
إذْ كَانَ صُورَتُها تَدُلُّ عَلَيْهِمَا
…
هَذَا وَلَيْسَ لَهَا بِذَاكَ يَدَانِ
160 فلِذَاكَ قَال بأنَّ طَاعَاتِ الوَرَى
…
وَكَذَاكَ مَا فَعَلُوهُ منْ عِصْيا
161 -
هِيَ عَينُ فِعْلِ الربِّ لَا أفْعَالُهُمْ
…
فَيصِحُّ عَنْهُمْ عِنْدَ ذَا نَفْيا
162 -
نَفْيٌ لِقُدْرتِهِمْ عَلَيْهَا أوَّلًا
…
وَصدورِهَا مِنْهُمْ بِنَفْيٍ ثَانِ
163 -
فَيقالُ مَا صَامُوا ولَا صَلَّوْا وَلَا
…
زَكَّوْا ولَا ذَبَحُوا مِنَ القُرْبَانِ
164 -
وَكَذَاكَ مَا شرِبُوا ومَا قَتَلُوا وَلا
…
سَرَقُوا وَلَا فِيهِمْ غَوِيٌّ زَانِ
165 -
وَكذاكَ لم يأتُوا اخْتِيارًا مِنْهُمُ
…
بالكُفْرِ والإسْلامِ والإيْمَانِ
166 -
إلَّا عَلَى وجْهِ المَجازِ لأنَّهَا
…
قَامَتْ بِهِمْ كالطَّعْمِ والألْوَانِ
167 -
جُبِرُوا عَلَى ما شَاءَهُ خَلَّاقُهمْ
…
مَا ثَمَّ ذُو عَوْنٍ وَغَيْرُ مُعَانِ
168 -
الكلُّ مَجْبُورٌ وَغَيْرُ ميَسَّرٍ
…
كَالْمَيتِ أُدْرجَ داخلَ الأكْفَانِ
169 -
وَكَذَاكَ أفْعَالُ المهَيْمنِ لَمْ تَقُمْ
…
أيْضًا بِهِ خَوْفًا مِنَ الحَدَثَانِ
170 -
فَإذَا جَمعْتَ مَقَالَتَيْهِ أنْتَجَا
…
كَذِبًا وزُورًا واضِحَ البُهْتَانِ
171 -
إذ لَيْسَتِ الأَفْعَالُ فِعْلَ إلهنَا
…
وَالرَّبُّ لَيْسَ بِفَاعِلِ العِصْيَانِ
172 -
فَإذَا انْتَفَتْ صفَةُ الإلهِ وَفِعْلُه
…
وَكَلَامُهُ وفعَائِلُ الإنْسَانِ
173 -
فهُنَاكَ لَا خَلْقٌ وَلَا أمْرٌ وَلَا
…
وَحْيٌ وَلَا تَكْلِيفُ عَبْدٍ فَانِ
174 -
وَقَضَى عَلَى أسْمَائِه بحُدوثِهَا
…
وبِخَلْقِهَا مِنْ جُمْلَةِ الأَكْوَانِ
175 -
فَانظُرْ إلَى تعطِيلهِ الأوْصَافَ وَالْـ
…
أفْعَالَ وَالأَسْمَاءَ للرحمنِ
176 -
مَاذَا الذِي في ضِمْنِ ذا التَّعطِيل مِنْ
…
نَفْيٍ ومنْ جَحدٍ ومنْ كُفْرَانِ
177 -
لَكنَّه أبْدَى المَقَالَة هَكَذَا
…
فِي قَالَبِ التَّنْزِيهِ لِلرحمنِ
178 -
وآتَى إلَى الكفرِ العَظِيمِ فصَاغَهُ
…
عِجْلًا ليفتِنَ أُمّةَ الثِّيرَانِ
179 -
وَكسَاهُ أنْوَاعَ الجواهِرِ والحُلي
…
منْ لُؤلؤ صَافٍ ومنْ عِقْيانِ
180 -
فرآهُ ثِيرانُ الوَرَى فأصابَهُمْ
…
كَمُصَابِ إخْوَتِهِمْ قَديمَ زَمَانِ
181 -
عِجْلَانِ قَدْ فَتَنَا العِبَادَ: بصوْتِهِ
…
إحْدَاهُمَا وبحَرفِهِ ذَا الثَّاني
182 -
والنَّاسُ أكثرُهُم فأهْلُ ظَوَاهِرٍ
…
تَبْدُو لَهمْ ليْسُوا بأهْلِ مَعَانِ
183 -
فهُمُ القُشورُ وبالقُشورِ قِوَامُهُم
…
وَاللُّبُّ حظُّ خُلَاصَةِ الإنْسَانِ